أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سامان كريم - حول موافقة دكتاتور العراق- صدام حسين- على عودة المفتشيين الدوليين والإستراتيجية الأمريكية!















المزيد.....

حول موافقة دكتاتور العراق- صدام حسين- على عودة المفتشيين الدوليين والإستراتيجية الأمريكية!


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 254 - 2002 / 9 / 22 - 01:38
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 

بعد موافقة الحكومة البعثية في العراق أو بعبارة أدق بعد موافقة دكتاتور العراق على عودة المفتشيين الدوليين على أسلحة الدمار الشامل للعراق، أصبح موقف الحكومة الأمريكية محرجة وصعبة للغاية، فهي حاولت قبل حصول موافقة العراق أن تعمل تحت غطاء الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لتسيير سياساتها و إستراتيجيتها، التي طالما ركضت وراءها، وهي تحاول منذ أكثر من 12 سنوات لتحقيق هذه الإستراتيجية؛ التي تتمثل بالتفرد على قيادة العالم الرأسمالي، قيادة عالم بعد زوال القطب الشرقي، وبعد انتهاء الحرب الباردة، تسعى من وراء تلك الممارسات إلى إدارة  السياسة والإقتصاد العالميين بدون منافس أووجود قوى دخيلة ومؤثرة في الشؤون العالمية، اي بسط سلطانها على كافة الدول الكبرى و إزاحتهم من المنافسة في مناطق النفوذ والسلطة. هذه الإستراتيجية واضحة بكل معالمها منذ سقوط جدار برلين، ولكنها واجهت معضلات وصعوبات كبيرة وكثيرة على الصعيد العالمي من لدن القوى الرئيسية في العالم كالإتحاد الأوروبي وروسيا والصين وألمانياو... فهم من جانبهم يسعون إلى الشراكة وتقسيم الأسهم السياسية والإقتصادية فيما بينهم، وتوزيع الارباح العالمية الناتجة من فائض القيمة المتحققة بين المشاركين من القوى العظمى.

الآن وبعد هذه الموافقة، أظهرت استراتيجية الولايات المتحدة بشكل سافر، وهي تعلن بشكل صريح، عن نياتها و سياساتها أمام العالم أجمع، أي، التفرد بضرب العراق حتى بعد هذه الموافقة وعلى الرغم من المعارضة القوية على صعيد القوى الكبرى و الراي العام العالمي، يقول بوش بهذا الصدد" إن أوان المفاوضات مع العراق قد فات " وقال في هذه السياق أيضاً ؛ " إذا لم يتعامل مجلس الأمن مع هذه المشكلة، فإن الولايات المتحدة ودولا أخرى ستفعل ذلك"، و اقترح وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد من جانبه " أن يقوم الرئيس العراقي صدام حسين بنفي نفسه طوعا, وهو ما سيؤدي إلى تراجع الولايات المتحدة عن التدخل العسكري"، و هم مشغولون الآن في منع عودة المفتشيين إلى العراق. بصريح العبارة إن أمريكا بهذه التوجهات قد ضربت بعرض الحائط كل  " القرارات الدولية وكذلك مصداقية أمم المتحدة و المجلس الأامن و.... !! ". بوش مع حكومته مصصمان على إزاحة دكتاتور العراق بذريعة خطره على الأمن العالمي، أو حيازته لأسلحة الدمار الشامل.

إن ما هو اساسي في الأستراتيجية الأامريكية منذ البداية كانت مسألة تفردها في قيادة العالم، وهذه الأستراتيجية تقتضي بطرح؛ الأمم المتحدة وكل المعاهدات والمواثيق الدولية والتحالفات السابقة التي أبرمت في عهد الحرب الباردة، جانباً والعمل بقوانين و توجهات أمريكية وحسب ما تقتضي سياساتها و إقتصادها على صعيد العالمي، وكذلك جعل كافة القوى المنافسة الأخرى أقزاماً على صعيد العالمي، هذه هي صلب الإستراتيجية الأمريكية، لذلك تحاول بكل قواه أن تعمل بشكل منفرد وخارج إطار الأامم المتحدة، حتى إذا وافقت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي على خطواتها. ذلك لأن الموافقة الجماعية من لدى مجلس الأمن الدولي، هي اساساً تعني بقاء توازن القوى السابقة ولو بشكل أقل لصالح الولايات المتحدة، اي يعني مشاركة الأخرين في السلطة والنفوذ العالميين، الشئ الذي لا يتطابق مع الإستراتيجية الأمريكية.

إذن فإن الولايات المتحدة اليوم أمام إمتحانها الأخير للفوز بإستراتيجيتها، وأصبح العراق بؤرة وساحة لصياغة هذه الإستراتيجية، فإذا قدرت لامريكا الفوز بها منفرداً، فسيسير الامور في العالم حتى عشرات السنيين، حسب المصالح الأمريكية و سيصبح حديث بوش السابق " كل ما نقوله يمشي"  شيئاً مألوفاً في السياسة العالمية، والعالم ستواجه مرحلة جديدة لا مثيلة لها من قبل في التأريخ العالمي. ولكنها تعلم جيدا" بأن هناك معضلات و وموانع تواجهها، فهي تحاول جاهدا" أن تتخطى كل تلك المعضلات والعقبات، وإن تلك المعضلات والموانع قد تمحورت حاليا" حول ضرب العراق و إزاحة رئيسه الدكتاتور.

وأمام هذا الإمتحان العسير، تحاول أمريكا بكل إمكانياتها الأقتصادية والعسكرية والإعلامية والسياسية، أن تعبر عن هذه المرحلة وتعمل  لهذا الهدف على كافة الأصعدة، وذلك من خلال إعطاء الرشوات، لبعض الدول في المنطقة والدول الكبرى، وكذلك بممارسة الضغط السياسي و الدبلوماسي والأقتصادي، وسوق جيشها وقواتها البرية والجوية والبحرية إلى منطقة الخليج، وبإعلامها المنافق و الكاذب لتصنيع الأخبار وتكبير الأمور حسب سياساتها، وبتضخيم خطر العراق والحكومة العراقية على أمن العالمي و...

لا يوجد شيء في جعبة الولايات المتحدة و معارضيها من بقية القوى العالمية للجماهير وحتى للمواطنيين في بلدانهم، وان صراعهم منصب على تقيسم العالم في مابينهم، إذن المسألة هو الصراع بين الضواري من أجل ذلك التقسيم ولا صلة لها بمصالح الجماهير و تطلعاتهم وآمالهم. وعليه فإن الحركات العمالية والتقدمية و الإنسانية يجب عليها الوقوف وبشكل حازم ضد تلك الممارسات الأمريكية، و الوقوف بوجه حربها المزعمة ضد العراق و جماهيره، وتشكيل جبهة إنسانية عريضة لمواجه هذا الخطر على مصير الأنسان و طموحاته في العالم، و في الوقت نفسه يجب علينا أن ننتقد بلا رحمة التوجهات والحركات التي تناضل تحت ستار " معادات الأمبريالية" سوا كانت من الإسلام السياسي أو اليسار الهامشي في الغرب و الشرق، وعلينا أن ننضال ليس فقط ضد الغطرسة والهمجية الأمريكية بل ايضا دفاعاً عن المواطنيين و الجماهير في شتى انجاء العالم، و أن ننظر إلى مسألة حقوق الأإنسان وتطلعاته على أنه مسألة عاليمة وليست محصورة في أوربا أو البلدان الغربية عموماً. بإعتقادي، يجب أن تصبو وقفتنا و نضالنا إلى آتيان نظام عالمي جديد يتمتع فيه الإنسان بالحريات السياسية و المدنية والأجتماعية و قطع الأوصال الإرهاب و الأرهابيين بكافة إتجاهاتهم وتلاوينهم المختلفة، عالم يسود فيه الإستقرار و الأمن والرفاهية للجميع.  20/9/2002

 

  

 



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد نقادنا، على هامش مقال " للأستاذ " والي الزاملي
- رسالة مفتوحة إلى حركة الديمقراطيين العراقيين حول ندائكم المو ...
- العالم يقع بين شكلين من الإرهاب
- شباب العراق بين مطرقة القومية وسندان الاسلام السياسي!
- الحرب ضد العراق ليس حتمية!
- يجب صد السياسة التركية، تجاه كردستان العراق!
- الخطة العشرية للنهوض الاقتصادي والإجتماعي والطبقة العاملة في ...
- الشيوعية العمالية والإئتلافات في المعارضة البرجوازية العراقي ...
- لجنة تقصي الحقائق الدولية لجنين ضحية لرَفع الحصار على الرئيس
- جنين، وصمة الخِزيْ، على جبين " الحكومات الغرب" !
- عيد ميلاد الديكتاتور العراقي، يوماً للتحدي أو تركيعاً للمواط ...
- حول التهديدات الأمريكية ضد العراق، المعارضة العراقية، مهماتن ...
- كولن باول رجع فاشلاً !
- المعنى السياسي لقرار ديكتاتور العراق بوقف تصدير النفط ؟!
- الحملة الأمريكية المزعمة على العراق، إهانة للإنسانية!
- نتضامن مع مطالب العمال في لبنان !
- الديمقراطية الإسرائيلية، عجينة الفاشية!في ضوء محكمة عزمى بشا ...
- الجلسة التاسعة لمجلس الوزراء العراقي وسيوف المتسلطين على رقا ...
- الضغط الجماهيري وحده وليس التوسل الى الأوباش


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سامان كريم - حول موافقة دكتاتور العراق- صدام حسين- على عودة المفتشيين الدوليين والإستراتيجية الأمريكية!