أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي زكريا الصايغ - الحريه الدينيه بركه ام لعنه ؟ الجزء الثانى















المزيد.....


الحريه الدينيه بركه ام لعنه ؟ الجزء الثانى


مجدي زكريا الصايغ

الحوار المتمدن-العدد: 3727 - 2012 / 5 / 14 - 13:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رافقت ولادة حرية الدين الام شديده قاساها العالم المسيحى.فقد كانت صراعا ضد التشدد فى المعتقد التحامل والتعصب. وقد كلفت خساره الاف لاتحصى من حياتهم فى النزاعات الدينيه الدمويه.
كتب روبن لاين فوكس فى كتابه الوثنيين والمسيحييون: كان الاضطهاد واقعا لازم التاريخ المسيحى برمته. فقد دعى المسيحيون الاولون بدعه واتهموا بأنهم يهددون النظام العام وهو مسجل فى سفر الاعمال الاصحاح 16 وو24 و28 لذلك استخدمت الوحوش الضاريه فى حلبات المصارعه الرومانيه لتعذيب البعض وقتلهم. وفى وجه هذا الاضطهاد المرير. دافع البعض مثل اللاهوتى ترتليانوس عن الحريه الدينيه وفى سنة 212 ب.م كتب: ان يعبد كل انسان حسب اقتناعاته الخاصه هو حق من حقوق الانسان الاساسيه وامتياز من امتيازات الطبيعه البشريه.
وسنة 313 ب.م انتهى تحت حكم قسطنطين اضطهاد العالم الرومانى للمسيحيين والوثنيين بصدور مرسوم ميلانو الذى ضمن الحريه الدينيه للمسيحيين والوثنيين على السواء. وتبدلت الاحوال حين جعلت المسيحيه دينا شرعيا فى الامبراطوريه الرومانيه.لكن نحو سنة 340 ب.م دعا كاتب يدعو المسيحيه الى اضطهاد الوثنيين. واخيرا فى سنة 392 ب.م حظر الامبراطور ثيوديوسيوس الاول الوثنيه داخل امبراطوريته بموجب مرسوم القسطنطينيه. فما كادت حرية الدين ترى النور حتى ولت. وعندما صارت المسيحيه الرومانيه دين الدوله شنت الكنيسه والدوله حملة اضطهاد دامت قرونا وبلغت ذروتها فى الحروب الصليبيه الداميه من القرن الحادى عشر الى القرن الثالث عشر. وفى محاكم وحشية محاكم التفتيش التى ابتدأت فى القرن الثانى عشر. فالذين تجرأوا على الشك فى صحة المعتقد التقليدى الرسمى او ممارسته. وفى احتكار تبنى العقائد وسموا كهراطقه وجرت ملاحقتهم فى جو مطاردة السحره الذى ساد انذاك. فماذا كان الدافع الى هذه الاعمال؟
كان التعصب الدينى يبرر بحجة ان الوحده الدينيه هى اقوى اسس الدوله وان الاختلافات الدينيه تهدد النظام العام. ذكر احد وزراء الملكه اليزابيث فى انكلترا سنة 1602 انه: لا امن لدوله تسمح بدينين اثنين.
ففى الحقيقه كان قمع المنشقين دينيا اسهل بكثير من معرفة هل يشكلون فعلا تهديدا للدوله او للدين الرسمى. تذكر دائرة المعارف الكاثوليكيه: لم تميز السلطات الدنيويه ولا الدينيه البته بين الهراطقه الخطرين وغير الخطرين. لكن رياح التغيير كانت ستهب عما قريب
ولادة التسامح العسيره
كان الباعث على التغيير فى اوروبا الانقلاب الفجائى الذى احدثه البروستانتيه. حركه دينيه منشقه بقيت صامده حتى الان. فبسرعه مذهله انقسمت اوروبا دينيا بسبب الاصلاح البروستانتى.مما ابرز فكرة حرية الضمير. على سبيل المثال برر المصلح الشهير مارتن لوثر اراءه سنة 1521 بقوله: ضميرى اسير كلمة الله. وقد اضرم الانقسام ايضا نيران حرب الاعوام الثلاثين 1618 - 1648 التى كانت سلسلة من حروب دينيه وحشيه اجتاحت توروبا.
ولكن فى خضم الحرب ادرك كثيرون ان النزاع لم يكن يمضى بالقضيه قدما. ولذلك صدرت سلسلة مراسيم كمرسوم نانت فى فرنسا 1598. ولكنها فشلت فى سعيها الى تثبيت السلام فى اوروبا التى مزقتها الحرب. ومن هذه المراسيم تطور تتدريجيا المفهوم العصرى للتسامح. فى البدايه كانت للكلمه تسامح مضامين سلبيه. كتب مؤيد الحركة الانسانيه الشهير ايرازموس سنة 1530: لو تسامحنا مع البدع الدينيه فى ظروف معينه..... لكان ذلك دون شك خطيه - خطيه جسيمه - ولكنها ليست ببشاعة الحرب.
بسبب هذا المعنى السلبى. فضل فضل البعض كالفرنسى بول دى فوا سنة 1561. ان يتكلم عن الحريه الدينيه بدل التسامح.
ولكن على مر الوقت لم يعد التسامح يعتبر اهون الشرين بل حامى الحريات. ولم يعد يعتبر تسليما بالضعف بل ضمانه. وعندما تقبل الناس تعدد المعتقدات والحق فى تفكير بطريقه مختلفه واعتبروهما اساس المجتمع العصرى قل التعصب.
وفى نهاية القرن الثامن عشر صار التسامح مرتبطا بالحريه والمساواه. وقد جرى التعبير عن ذلك فى القوانين والاعلانات كاعلان حقوق الانسان والمواطن 1789 الشهير فى فرنسا.او قانون الحقوق 1791 فى الولايات المتحده. وبسبب تأثير هذه الوثائق فى التفكير الليبرالى من القرن التاسع عشر فصاعدا لم يعد يعتبر التسامح وبالتالى الحريه لعنه بل بركه.
الحريه النسبيه
ان الحريه النسبيه على الرغم من كونها ثمينه. فباسم المزيد من الحريه للجميع تسن الدوله قوانين تحد بعض الحريات الفرديه. واليكم بعض المسائل المتعلقه بالحريه قيد المناقشه حاليا فى العديد من الدول الاوربيه : الى اى حد يجب ان تتدخل التشريعات الحكوميه فى الحياة الخاصه؟ ومامدى فعاليتها؟ وكبف تؤثر فى الحريه؟
ابرزت وسائل الاعلام النقاش حول الحريات العامه والخاصه. فقد اتهمت بعض الفرق الدينيه وغالبا دون دليل ملموس بجرائم مزعومه مثل غسل الادمغه الابتزاز المالى الاساءه الى الاولاد وغيرها من الجرائم الخطيره وقد غطت وسائل الاعلام الاخبار المتعلقه بفرق الاقليات الدينيه تغطيه شامله فصارت العبارات المحقره مثل شيعه او بدعه جزءا من الحديث اليومى. حتى ان الحكومات مدفوعه من الرأى العام اصدرت لوائح بما يدعى شيعا خطره.
تفخر فرنسا بتاريخها العريق فى مجال التسامح وفصل الدين عن الدوله وهى تدعو نفسها بكل اعتزاز ارض الحريه والمساواه والاخاء. ولكن بحسب كتاب حرية الدين والمعتقد جرت التوصيه فى ذلك البلد بالقيام بحمله تثقيفيه فى المدارس تشجع على نبذ الحركات الدينيه الجديده. ولكن كثيرين يعتقدون ان هذا العمل يهدد الحريه الدينيه فكيف ذلك؟
تهديدات للحريه الدينيه
لاتتحقق الحريه الدينيه الا عندما تعامل الدوله كل الفرق الدينيه التى تحترم وتطيع القانون على قدم المساواه. وتنعدم الحريه الدينيه عندما تحدد الدوله اعتباطيا اى فريق من الفرق الدينيه ليس دينا وبالتالى تحرمه من الامتيازات التى تمنحها هذه الدوله للاديان.
ذكرت مجلة تايم : ان فكرة حرية الدين المعتبره تصير تافهه عندما تعلن الدوله ان لها حق المصادقه على الاديان كما لو انها تعطى رخص قياده للسائقين . وقد اعلنت مؤخرا محكمة استئناف فرنسيه ان فعل ذلك يؤدى الى الكليانيه سواء ادركنا ذلك ام لا.
وتهدد الحريات الاساسيه ايضا عندما تحتكر احدى الفرق وسائل الاعلام. وللاسف هذا مايحدث بازدياد فى بلدان كثيره. مثلا فى محاوله لتحديد ماهو الامر الصائب دينيا نصبت المنظمات المعاديه للشيع الدينيه نفسها قاضيا وجلادا ثم حاولت فرض وجهة نظرها المتحيزه على عامة الشعب من خلال وسائل الاعلام . ولكن بفعلها ذلك تظهر احيانا كما تقول الصحيفه الفرنسيه لوموند روح الطائفيه عينها التى التى يفترض ان تحاربها ويمكن ان تخلق جو مطاردة السحره . وسألت الصحيفه الايهدد الوصم ال اجتماعى لفرق الاقليات الدينيه .... الحريات الاساسيه. وذكر مارتن كريله فى مجلة لعلم نفس الدين الالمانيه: ان مطاردة البدع الدينيه الشبيهه بأسلوب مطاردة السحره امر مقلق اكثر من الغالبيه العظمى لما يدعى بدعا وفرقا روحيه. وببسيط العباره : ان المواطنين الذين لايخالفون القوانين يجب تركهم بسلام. يجب ان يكون الدين والمعتقد حرين ويجب ان يبقيا كذلك فى المانيا ايضا.
فى مقاله قادمه سنشرح كيف تحمى الحريات.
شكرا لكم.



#مجدي_زكريا_الصايغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حريتكم الدينيه هل هى مهدده ؟ 1 من 2
- شعب الله المختار - القول الفصل
- المغنون الخصيان - تشويه بأسم الدين
- هل انت من المتهكمين؟
- اعجوبة كوكبنا - عنوان الارض المثالى
- الهدايه الى الالحاد - 2 من 2
- الهدايه الى الالحاد - 1 من 2
- محاكمة المسيح
- كيف تستفيد من مرضك - تحيه للمرضى
- يوميات جنين-ولم يتم اللقاء
- نشيد الانشاد المفترى عليه
- نصب تذكارى لابليس


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي زكريا الصايغ - الحريه الدينيه بركه ام لعنه ؟ الجزء الثانى