أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - التيار اليساري الوطني العراقي - استراتيجيتنا اليسارية الراهنة وصولا الى موعد- انسحاب- قوات الاحتلال من بلادنا : الانتفاضة الشعبية طريقنا نحو النصر من إجل العراق الحر في ظل دولة القانون والعدالة الاجتماعية - اليسار العراقي توأم الدولة العراقية الحديثة















المزيد.....


استراتيجيتنا اليسارية الراهنة وصولا الى موعد- انسحاب- قوات الاحتلال من بلادنا : الانتفاضة الشعبية طريقنا نحو النصر من إجل العراق الحر في ظل دولة القانون والعدالة الاجتماعية - اليسار العراقي توأم الدولة العراقية الحديثة


التيار اليساري الوطني العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 3727 - 2012 / 5 / 14 - 10:17
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    



فترة ( 9 نيسان2003 سقوط الفاشية واحتلال العراق - التحضير لاعلان حكومة العام الواحد حتى "موعد " انسحاب قوات الاحتلال نهاية العام 2011) حقائق ومعطيات



اولا: لقد برهن الشعب العراقي على أصالة وطنيته وتمسكه بتأريخ العراق الحضاري ، ومسيرته الشعب الوطنية التحررية منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921 حتى انتصار ثورة 14 تموز 1958 الوطنية التحررية ، مرورا بتصدي الشعب للحقبة البعثية الفاشية، حتى سقوط نظامها الدموي على يد اسياده الامريكان واحتلالهم العراق، لقطع الطريق على اي تغيير وطني عراقي، واستعداد الشعب العراقي للذود عن الوحدة الوطنية ، التصدي لكل المخططات المشبوهة، الهادفة الى تقسيم الوطن وتفتيت الشعب الى مللل ونحل . لقد خاض الشعب العراقي معركته دون قيادة وطنية من اي مستوى كان،وهو يقدم بذلك درسا لا يمكن الاستهانة به ، للقوى الطبقية الاقطاعية الطائفية العنصرية واسيادها المحتلين ، مبرهنا بأن ارادة الشعب هي العليا رغم الحملات البربرية في القتل والتدمير والتجويع التي طالته، على يد قوات الاحتلال وشركاته الامنية وحلفاؤها من القوى الطائفية العنصرية الارهابية والبعثية الفاشية.

ثانيا : نظم الضباط العراقيون الوطنيون ،الذين كانوا قد عارضوا صدام حسين وحزبه وزمرته الحاكمة الجاهلة، نظموا واسسوا كتائب ثورة العشرين كفصيل وطني رئيسي مقاوم ، الكتائب التي قدمت رؤية سياسية وطنية ، وان جاءت متأخرة بعض الشئ ، وخاضت المعارك البطولية ضد قوات الاحتلال ، والتي ادانت الاعمال الارهابية ضد شعبنا العراقي ، وتبرأت من الفلول البعثية الفاشية المتاجرة باسم المقاومة ، كما عملت كتائب ثورة العشرين على عقد تحالفات مع المجموعات المقاومة الصغيرة . حيث خاضت الكتائب وحلفائها المعارك اليومية ضد قوات الاحتلال الامبريالي ، واجبرتها على الفرار خارج المدن العراقية .هذا الفرار الذي قلل من حجم عمليات المقاومة الاستراتيجية ، لتقتصر على العمليات التاكتيكية ، كاطلاق الصواريخ عن بعد ضد القواعد الامريكية .

مما دفع تجار المقاومة من" السياسين" على مختلف مشاربهم ،الى اعلان وفاة المقاومة الوطنية العراقية ، لتبرير انتقالهم الانتهازي المشين الى خندق القوى الطائفية العنصرية وعمليتها السياسية الاحتلالية ، تحت مسميات سخيفة ، وشعارات مزيفة لا تستحق حتى الذكر او التعليق.

نعم لقد انجزت المقاومة الوطنية العراقية مهمتها الاساسية ، المتمثلة في افشال مشروع الشرق الوسط الجديد ،واجبرت قوات الاحتلال على الهرب خارج المدن العراقية ، بعد ان كبدتها خسائر جسيمة،وما تبقى من مهمة تحرير العراق مرتبط بظروف استكمال "انسحاب" هروب قوات الاحتلال الاميركية نهاية عام 2011، هذا الانسحاب الذي يأتي ايضا نتيجة الاوضاع الداخلية في امريكا , وتحديدا مجئ اوباما كرئيس رافض للحرب على العراق ، وسيدخل العراق مرحلة الهزيمة الشاملة للمحتل، وتداعياتها على القوى الطائفية العنصرية ، التي ستحتمي حتما بالخنادق الطائفية العنصرية ، المسماة بالفيدرالية، حيث من المتوقع تتمزق "وحدة" مليشياتها المسماة زورا وبهتانا بالجيش العراقي والقوات الامنية العراقية.

ثالثا : ان تنظيم القاعدة الصهيوني الارهابي وبالتحالف مع فلول النظام البعثي الفاشي المهزوم ، قد انجز هو الأخر مهمته القذرة ، في شق صفوف المقاومة وتشويه سمعتها امام الشعب العراقي، وبالتالي عزلها عن حاضنتها الشعبية ، ولعل من اكبر اخطاء المقاومة التي وفرت الفرصة لهذا الحلف الثنائي المشبوه في ان انجاز مهمته ، هي تأخر المقاومة الوطنية العراقية في اعلان برائتها من حزب البعث الفاشي من جهة، وتورطها في التعاون مع تنظيم القاعدة الارهابي في اعوام 2004-2006 مما مكن تنظيم القاعدة الارهابي من تسهيل تقدم المشروع الطائفي العنصري ، خدمة لاسياد هذا التنظم الارهابي المشبوه في تل ابيب وواشنطن ، ووصل الى نقطة النهاية ، اذ لم تعد قوات الاحتلال بحاجة الى خدماته ،وفق مخطط نغربونتي في افتعال الصراعات داخل المجتمع العراقي، وصولا الى مرحلة الهروب الشامل لقوات الاحتلال ، ومن ثم ترك العراق عرضة للتقسيم على يد امراء الاقطاعيات الطائفية العنصرية، وما اعلان سفير الاحتلال في بغداد ،عن النية في استقدام قوات الامم المتحدة الى كركوك عند انسحاب قوات الاحتلال ، سوى حلقة في سلسلة حلقات مشروع التقسيم.

رابعا : من جهتها القوى الطائفية العنصرية، قد أنجزت هي الأخرى مهمتها في تأزيم بنية الشعب العراقي، ونقلت مصطلح المكونات من الشعارات الى تقاسم مؤسسات ومراكز الدول العراقية على اساسه عمليا، بعد ان اعُد لها دستورا تفتيتيا على يد الخبراء الصهاينة، ستتحجج به ،عند انتقالها الى مرحلة تنفيذ مشروع تقسيم العراق ، وما صراع النفوذ على السلطة، الذي دار على مدى طيلة الشهور الماضية ، سوى صراع من أجل تهيئة الارضية الفاسدة لاعلان الدويلات الثلاث الطائفية العنصرية، خصوصا بعد ان ايقن ساسة المنطقة الغربية واستسلموا الى الحقيقة الجديدة في تأريخ العراق الحديث ، القائلة بأنه انتهى عهد حكم العراق من قبل هذه المناطق، الذي دام على مدى اربعة عقود ( انقلاب 8 شباط 1963 الاسود-سقوط النظام البعثي الفاشي واحتلال العراق 9 نيسان2003) ، وهذا مايفسر تدافع زعامات القائمة العراقية في المنافسة على المواقع الرئيسية في السلطة وتكالبها فيما بينها حد الاستعداد للتخلي عن حصانها الاول" الشيعي" إياد علاوي واحالته على التقاعد .

أين دور القوى اليسارية في خارطة الصراع هذه؟

عقب سقوط النظام في بغداد تعالت أصوات كثيرة كانت غائبة نتيجة القمع، وبرزت في المشهد السياسي العراقي مجموعة من التيارات السياسية التي لم تكن تعمل في صفوف ما كان يعرف ب"المعارضة العراقية " إذ حافظت هذه التيارات على مسافة بينها وبين النظام في بغداد من جهة والمعارضة العراقية من جهة أخرى، وهي منذ البداية وقفت ضد المشروع الأمريكي في العراق، وحاولت الظهور في موقع الاعتدال: فهي ضد النظام البعثي الفاشي وضد حرب الولايات المتحدة على العراق، ولعل من أبرز هذه التيارات التي بدأت ملامحها تتبلور في الساحة العراقية تيار"جريدة اتحاد الشعب" اليساري الوطني الذي يعد نفسه وريثا للجوانب المشرقة في التاريخ النضالي للحزب الشيوعي العراقي، وهو امتداد للمنظمات الرديفة لهذا الحزب والتي عارضت بحزم نهاية السبعينات ومطلع الثمانينات خضوع الحزب للنظام وتبعيته العمياء للحزب الشيوعي السوفييتي قبل انهيار الأنظمة الاشتراكية. وقد قام اليسار الوطني بدور الرافعة السياسية للمقاومة الوطنية العراقية، فأعلن عن برنامجه الوطني التحرري ومواقفه المبدئية ،هذه الرؤية التي اعتمدت المفاصل الفكرية والخطوات الميدانية التالية

أولا : اصدر صحيفة يسارية في بغداد بتأريخ 8 تموز 2004 لتشكل مركزا سياسيا لاعلان الرؤية اليسارية الوطنية،ومن ثم العمل على تنظيم صفوف اليساريين في اطار تنظيمي يساري،ان اطلاق التسمية "اتحاد الشعب" لها سبب موضوعي، فالشعب العراقي يتعرض لمؤامرة التمزيق الطائفي والعرقي، وباتحاد الشعب يمكن الانتصار على القوى الظلامية والعميلة ،والكفاح من اجل إقامة دولة القانون والعدالة الاجتماعية ،وهذا يعني إيديولوجيا أن نستفيد من الخبرة النضالية للشعب العراقي والحزب الشيوعي العراقي، وأن نبني تصورات جديدة تلائم طبيعة المرحلة وخصوصية الأسئلة المطروحة انطلاقا من المبادئ التاريخية للحركة الشيوعية العالمية ومنها بالطبع الحزب الشيوعي العراقي.

نحن نعتبرجريدة اتحاد الشعب تمثل تيارا سياسيا يساريا ديمقراطيا يعمل لأجل مجموعة من الأهداف أهمها: إقامة دولة القانون والعدالة الاجتماعية بكل ما ينطوي عليه هذا الشعار من حقوق للعمال والفلاحين والمرأة، وإتاحة الحريات في مجالات الفكر والإبداع والصحافة وتأمين الحياة الكريمة للمواطن وفق الشعار التأريخي للحزب الشيوعي العراقي ( وطن حر وشعب سعيد)...، وفي تصورنا لا يمكن تحقيق ذلك إلا بتحرير العراق تحريرا كاملا من المحتل، وهو الهدف الرئيس في المرحلة الحالية، فالاحتلال احتلال، والاستقلال استقلال ,ولا توجد أي تسويات أخرى أو أية حلول وسط

وكان لدينا تصور مرحلي للعمل الحزبي ( الاعوام الثلاثة الاولى ما بعد سقوط النظام البعثي الفاشي) مبني على أساس تشكيل تيار فكري غير مبني على الأسس التقليدية في تشكيل الخلايا واللجان ،وإنما على أساس العمل لتعبئة فكرية من خلال الرؤية التي نطرحها في صحيفتنا "اتحاد الشعب" التي تصدر من بغداد، وكذلك العمل لعقد لقاءات وإجراء حوارات مع مختلف فئات وشرائح المجتمع العراقي وصولا إلى خوض الانتخابات وذلك عبر ترشيح ودعم شخصيات من مختلف قطاعات المجتمع العراقي تؤمن بهذا التيار وليس بالضرورة أن تكون منظمة في صفوفه.فموقفنا من الانتخابات هو خوضها كمعركة سياسية كبيرة يشارك فيها الملايين من المواطنيين العراقيين , وبذلك تميزنا عن الموقف اليساري الطفولي العدمي الانعزالي .

لقد كانت الاستجابة واسعة من مختلف الأوساط، ولاسيما أوساط المثقفين، ولكن في المقابل فان التيار التقليدي في الحزب الشيوعي العراقي، وتحديدا جماعة حميد مجيد، قد شن حملة مضادة ضد نشاطاتنا بنفس الأساليب القديمة التي انتقدناها قبل قليل، بهدف التشويه والإساءة وإعاقة المشروع، ولعل ابرز هذه التحركات المضادة تمثل في مصادرة جميع نسخ العدد الأخير من جريدة "اتحاد الشعب" من المكتبات ببغداد، وباقي المدن العراقية ، فالقيادة حليفة للأمريكان وهؤلاء لن يتأخروا عن تنفيذ طلباتها لا سيما إذا كان الطلب بسيطا كالذي نتحدث عنه وهو منع جريدة من التداول. ومن جهتها مجموعة باقر ابراهيم الموسوي فقد انخرطت في التعاون مع فلول البعث عبر بقاياه في "المؤتمر القومي العربي" بحجة مقاومة المحتل . ناهيكم عن غلبة عامل العاطفة الذي ساد بين اوساط الشيوعيين بعد سقوط النظام الفاشي , مما سهل لزمرة حميد مجيد ممارسة سياسة خداع وتظليل القاعدة الحزبية خلال العامين الاولين( 2003-2004) من الاحتلال

لكن رغم هذه العقبات فان جريدتنا استقبلت من قبل القوى والمنظمات التي ترفع شعار العدالة، الديمقراطية، التقدم... باهتمام كبير وقدمت استعدادها للتعاون والتنسيق وذلك من اجل تشكيل وبلورة تيار ثالث يساري ووطني ديمقراطي ومعارض للتيارات أو المجموعات المرتبطة بالمحتل الأمريكي او بفلول البعث.

ثانيا : اعلان الموقف اليساري الوطني الرافض للحرب الامبربالية على العراق طريقا للتغيير، وتحميل النظام البعثي الفاشي المسؤولية الاولى عن مآالت اليه اوضاع العراق ، وفضح فلوله ومرتزقته المتاجرة باسم المقاومة الوطنية العراقية ، ومقاومة الاحتلال والقوى المتخادمة معه، فقد أدى اسقاط النظام البعثي الفاشي واحتلال العراق في 9 نيسان 2003 من قبل الامبريالية الامريكية وحلفائها ،الى تهديد وجود الدولة العراقية الحديثة، التي تأسست عام 1921، ومن ثم تعريض العراق الى مخاطر التقسيم الى اقطاعيات طائفية عنصرية، والى تدمير الهوية العراقية لصالح الهويات الطائفية العنصرية.

ان موقفنا من الاحتلال , بعبارة واحدة، وواضحة ننظر إليه كاحتلال، وكل احتلال، وكما هو معروف تاريخيا، يولد المقاومة بشكل آلي كرد فعل طبيعي من قبل الشعب المحتل، ولن تكون تجربتنا منعزلة عن التاريخ، و هذا ما جرى عندما دخل الإنكليز إلى العراق عقب الحرب العالمية الأولى وجوبهوا بمقاومة عنيفة من مختلف فئات الشعب العراقي في ما عرف بعد ذلك بثورة العشرين، فالإنكليز بدورهم أعلنوا، كما يعلن الأمريكان الآن، بأنهم محررون وليسوا محتلين، واليوم لا بد وان يستمر ميراث المقاومة ضد الأمريكان كما كان في السابق ضد الإنكليز


ثالثا : مطالبة المقاومة الوطنية العراقية ،للاعلان عن برنامجها السياسي ،وادانتها لتنظيم القاعدة الصهيوني الارهابي، واعماله الاجرامية بحق شعبنا العراقي ، واعلان البراءة من حزب البعث الفاشي ، وحذرنا من النتائج الكارثية التي يسببها التأخير في اعلان هذه المواقف ، حيث ستتعرض المقاومة الوطنية الى العزلة عن حاضنتها ،اي الشعب العراقي، ومن ثم يسهل على العدو توجيه الضربات لها ، ويسجل للمقاومة الوطنية العراقية، استجابتها لهذه الدعوات ،ولكن التاخر النسبي في هذه الاستجابة، قد وفر للاحتلال والقوى المتخادمة معه مساحة كبيرة للمناورة، عبر اشعال الاعمال الارهابية، بل والمشاركة المباشرة فيها ، واتهام المقاومة بهذه الاعمال الارهابية البربرية ، وشق صفوف المقاومة بتشكيل الصحوات , كتحصيل حاصل لهذا التاخير.

رابعا : وجهنا الدعوة الى كل القوى الوطنية العراقية من إجل مشروع وطني ، يفضي الى إقامة الدولة الوطنية الديمقراطية، دولة المؤسسات الدستورية، ذات آفاق التطور اللاحق، لمجتمع العدالة الاجتماعية، كهدف استراتيجي لليسار العراقي. هذه المهمة التي تعني في ظرف العراق الحالي، مهمة استعادة وترسيخ الوحدة الوطنية، مهمة كفاحية رئيسية، وعنصراً أساسياً، في التخلص من الاحتلال وأتباعه ولم نستثن من هذه الدعوة اية قوة سياسية عراقية وطنية، على مختلف مشاربها الفكرية , ما دام القاسم الوطني المشترك، هو تحرير العراق من الاحتلال والقضاء التام على بقايا النظام البعثي الفاشي .وفي هذا الاطار تم اتخاذ موقف متدرج من القوى الوطنية العراقية التي تورطت في التعاون مع الاحتلال بحجة الخلاص من النظام البعثي الفاشي اولا ، فقد وجهنا نداءٌ من على صفحات " اتحاد الشعب " جاء فيه (.نعتقد أن القوى السياسية الفاعلة في المجتمع العراقي وبشكل خاص المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، والحزب الديمقراطي الكردستاني ،والاتحاد الوطني الكردستاني، وحزب الدعوة، والحزب الشيوعي العراقي، والحزب الإسلامي العراقي، قد انتقلت من مرحلة ارتكاب الخطأ الاستراتيجي بدخولها في اللعبة الأمريكية واشتراكها في مؤسسات الاحتلال اشتراكا كاملا، الى مرحلة الخيانة العظمى والاشتراك بالجريمة التأريخية بحق الشعب والوطن ، ان هي لم تتراجع عن التعاون مع المحتل ، بعد ان تم انجاز هدفها المعلن ، اسقاط النظام البعثي الفاشي بدعم خارجي. اما الآلية التي نقترحها للوصول إلى الاستقلال التام هو تشكيل جبهة إنقاذ وطني تضم جميع القوى الوطنية والإسلامية والديمقراطية لتجري مفاوضات مباشرة مع المحتل بإشراف الأمم المتحدة للوصول إلى اتفاقية علنية لاستقلال العراق. مفاوضات تستند الى عمل مقاوم مسلح مؤثر ،وفي غضون كل ذلك سنعمل على فضح أي عملية لتبديل الوجوه شكليا والادعاء بتحقيق الديمقراطية، نحن لا نقبل مرة أخرى شخصا متخرجا من مدرسة صدام حسين، او اية مدرسة اقصائية جديدة بأسم الدين او الطائفة ..الخ . ونحن نعتقد أن كل القوى والتيارات العراقية بما فيه الدينية اذ تعلن تعلمها الدرس العراقي الذي دفع الشعب العراقي ثمنه باهظا، وهذا الدرس يقول بأنه لا مجال لسياسة الاستئثار بالسلطة عبر الحزب الواحد وإلغاء الآخر، فان الممارسة العملية قد اثبتت بأن هذه القوى لم تتعلم الدرس اطلاقا, ورغم قناعتنا بان التيار الديني في الوقت الذي يلعب فيه دورا مهما ولعب دورا في سقوط الديكتاتورية إلا انه لا يمتلك برنامجا لحل المشاكل الاجتماعية لكن ذلك لا يتعارض مع الحق في التعبير عن البرنامج الذي يراه مناسبا وطرحه عبر الانتخابات لا عبر إجبار الناس على تفاصيل وسلوكيات حياتية معينة لا تشكل شيئا إزاء الهم الوطني الأكبر.

خامسا : موقفنا من القضية الكردية - ان موقفنا من القضية الكردية مبني على ان تجربة العقود الماضية أثبتت بان وحدة العراق إذا ما اقترنت بإقامة نظام ديمقراطي حقيقي مؤسساتي ستؤدي ببساطة إلى إحقاق حقوق الشعب الكردي في إطار الجمهورية العراقية ووفق الشكل القانوني الذي يرضي الشعب الكردي نفسه، وذلك عبر استفتاء شعبي مباشر يجري في كردستان لاختيار شكل الحكم لإقليم كردستان الذي يلبي طموحات الشعب الكردي، ومن الناحية المبدئية نحن مع حق تقرير المصير للشعب الكردي ليس فقط في العراق بل في باقي الأجزاء التي يتواجد فيها الأكراد، بما في ذلك حقهم في إقامة دولتهم المستقلة.
الآن لا نريد الخوض في تسميات من قبيل الفيدرالية، الحكم الذاتي... وغيرها فطالما اختار الشعب الكردي عن طريق الاستفتاء، لا عن طريق قياداته الحالية المفروضة عليه بقوة المليشيات، وفي إطار الجمهورية العراقية الشكل الذي يراه معبرا عن طموحاته فنحن ندعمه ونؤيده.



الاستراتيجية اليسارية الوطنية لانقاذ العراق من التقسيم وشعبه من التمزيق ومن إجل عرق حر في ظل دولة القانون والعدالة الاجتماعية

رغم التطوارات الخطيرة التي جرت على مدى السنوات السبع بعد طرح برنامج جريدة اتحاد الشعب ، وانتقال القوى القادمة مع المحتل الامريكي ، من مرحلة التحالف الطائفي العنصري في صيغة مجلس الحكم سئ الصيت الى مرحلة الصراع والاحتراب فيمابينها ، ودخول عامل الارهاب الدولي ممثلا بتنظيم القاعدة الاجرامي طرفا في هذا الصراع . فأننا نرى ان محصلة هذه التطوارت قد برهنت على صواب هذا البرنامج ، الذي تطور كبرنامج يساري ، وشق طريقه كتيار يساري وطني عراقي ، ومن ثم قدرته على استيعاب الجماهير العراقية في اطار حركة شعبية رافضة للاحتلال وافرازاته القذرة


فهل يمكن للبرنامج اليساري الوطني ان يشق طريقه راهنا , ويقدم استراتيجية يسارية قادرة على مواجهة التحديات العراقية الأنية والقادمة مع موعد " انسحاب " قوات الاحتلال الامريكي في نهاية العام القادم , بعد مرور سبعة سنوات من الاحتلال والقتل والدمار والتهجير والارهاب والعنف الطائفي العنصري وسقوط الحكومات المتتالية؟

الجواب نعم للاسباب التالية:

اولا : انهيار مشروع الاحتلال وجبل اكاذيبه عن النظام الديمقراطي الموعود وعراق على الطراز الياباني - الالماني ، فالمشهد العراقي تراجع الى صورة مآساوية ، هي صورة من حياة القرون الوسطى

ثانيا : انكشاف الهوية الحقيقية للقوى القادمة مع المحتل ، بأعتبارها عصابات من اللصوص والقتلة لا تقل اجراما وفسادا عن النظام البعثي الفاشي المقبور، ان لم تتفوق عليه في الاجرام عبر محاولتها اشعال الحرب الطائفية العنصرية بين ابناء الشعب العراقي تحت شعارات متخلفة ( مظلومية آل البيت - الروافض -عنصرية كردية - التكفير -احتقار المرأة) وهي شعارات وان لم تفلح باشعال الحرب الاهلية ، لكنها كبدت الشعب العراقي خسائر مدمرة، راح ضحيتها ملايين القتلى والجرحى والمهجرين والايتام والارامل ، ناهيكم عن نهب ثروات الشعب وتدمير آثاره

ثالثا: افلاس اعلام الاحتلال الامريكي والابواق المحلية التابعة له من صحف وفضائيات ومراكز وهتافة ، رغم الامكانيات المالية والتقنية الهائلة المتوفره له، في التستر على الاهداف الحقيقية للاحتلال ، واهمها تقسيم العراق ونهب ثروات الشعب ، حتى وا ن تطلب الامر ابادة الملايين من الابرياء

رابعا : سقوط الدمى المقدسة كالمرجعيات الدينية ( شيعية - سنية ) في بركة دماء ضحاياه من بسطاء الناس الذين كانوا قد خدعوا بشعارتها الدينية المزيفة

خامسا : افلاس النخبة المتأمركة بأسم الليبرالية المزعومة افلاسا تاما

رابعا : الازمة المعيشية والخدمية التي يعاني منها ابناء الشعب العراقي على اختلاف طبقاتهم، فهي ازمة شاملة ، سببت الموت والجوع والفقر والتشرد والامية وتفشي الجريمة

سادسا:انهيار وضع المرأة العراقية الاقتصادي والاجتماعي ، فغدت عرضة للاغتصاب والٍذبح،بل وصلت حالة الالاف المؤلفة منهن الى مستوى بيع الجسد في داخل العراق وفي بلدان الجوار

سابعا : تصاعد حالة التملل الشعبي الى مستوى ارهاصات الانتفاضة الشعبية لاسقاط حيتان الاحتلال وعصابات الفساد المالي والنهب


ان دور اليسار العراقي يتلخص في التحرك بين الطبقات الكادحة خاصة والشعب العراقي عامة من اجل التعبئة الشاملة نحو الانتفاضة الشعبية وفق البرنامج اليساري الوطني التحرري .. والقيام باوسع حملة وطنية من اجل تحالف وطني عراقي نواته جبهة يسارية قادرة على تفعيل وتنظيم الحركة الاحتجاجية ، وصولا بها الى مرحلة التصدي لحالة الانهيار القادمة لا محالة ،عند حلول موعد انسحاب القوات الاميركية أواخر عام 2011 ، فعمر حكومة نوري المالكي سوف لا يتعدى في نظر اكثر الافتراضات" تفائلا " العام الواحد ، بعد ان مر ما يقارب العام في صراعات تشكيلها ، مما يضع على عاتقنا مهمة تأريخية ،الا وهي عدم السماح للقوى الطائفية العنصرية في اقامة الكانتونات الطائفية العنصرية تحت اي مسمى كان.

ان الجمع بين النضال المقاوم المسلح التكتيكي الذي تخوضه المقاومة الوطنية راهنا ، والعمل السياسي الجماهيري للقوى المقاومة سلميا، هو بالضبط ما نحتاجه في اللحظة التأريخية الراهنة ، هذا الكفاح المشترك المتنوع الاساليب لا يستثني اية قوى او شخصيات من دعوته الى اقامة جبهة الانقاذ الوطني ، ماعدا من تشملهم الخطوط الوطنية الحمراء -فلول البعث الاجرامية وقوى الارهاب وعملاء الاحتلال- وعلى عاتقنا كتيار يساري وطني يقع العبأ الوطني الاكبر

ان المبادئ الثورية لا تتغير ، وان تتمظهر باشكال متنوعة حسب الظرف التاريخي الملموس ، فالحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة والاشتراكية، مبادئ واهداف انسانية خالدة ،ترفض استغلال الانسان لاخيه الانسان ، اما انتقال البعض الى الضفة الطبقية المعادية ،بشعارمزيف، يطلق عليه زورا الليبرالية الجديدة ، فيعكس تغييرهم هم لا تغير المبادئ ، اننا نؤمن بأن تواصل الذاكرة الثورية بين أجيال الشيوعيين ،الذاكرة المعمدة بدماء الشهداء ، هي من سيخاطب عقول الشبيبة الجديدة لا الدعاية الديماغوجية لخونة اليسار ، وكما ان العدو الطبقي لا ينسى تأريخه الاسود، بل يفاخر بجرائمه بحق العمال والفلاحين وعموم الطبقات الكادحة كما تفعل فلول البعث الفاشي اليوم، فمن باب أولى ،علينا ان نتمسك بتأريخينا الكفاحي المشرف،ولنا في كلمة الشهيد الخالد سلام عادل نبراس يضئ طريقنا , طريق الحرية المعمد بدماء الالالف من الشهداء الشيوعيين واليساريين من اجل وطن حر وشعب سعيد وهي خير مثال ودليل على ما ذهبنا اليه ،حيث خاطب الشعب العراقي قائلا:


بعد اقل من عامين على كلمة القائد الثوري الشهيد الخالد سلام عادل هذه،فجر الشعب العراقي ثورته الخالدة ، ثورة 14 تموز 1958 ليطيح بالحكم الملكي العميل ويحرر العراق من ربقة الاستعمار البريطاني،ثورة حققت منجزات كبرى للشعب والوطن . وهاهو شعبنا العراقي البطل يقاوم اليوم المحتل الامريكي ويسجنه على أرض العراق ، بعد ان توهمت طغمة البيت الابيض اليمينية الصهيونية امكانية تحويل العراق منطلقا

*يرجى ملاحظة ان الكتاب يعد للنشر من قبل دار سلام عادل للنشر والتوزيع, ضمن .. وينشر على موقع الحوار المتمدن قبل صدوره .. لتعميم الفائدة وللحفاظ على تواصل الذاكرة بين الاجيال اليسارية , اضافة الى خلق ارضية للتعاون بين القوى اليسارية العراقية من اجل استكمال تحرير العراق وبناء الدولة الوطنية المدنية الديمقراطية .. فاقتضى التنويه
مع التقدير
المكتب الاعلامي

مكتبة اليسار - فصول من كتاب يُعد للنشر
عنوان الكتاب : اليسار العراقي توأم الدولة العراقية الحديثة
(1921-2011)
الكاتب : صباح زيارة الموسوي
الجزء الاول : سقوط النظام البعثي الفاشي واحتلال العراق 9 نيسان 2003 - خروج قوات الاحتلال 31/12/2011
الجزء الثاني : انقلاب 8 شباط 1963 البعثي الفاشي الاسود - احتلال العراق 9 نيسان 2003
الجزء الثالث : تأسيس الدول العراقية 1921- ثورة 14 تموز 1958 الخالدة

تاريخ نشر المادة : 2010-11-27



#التيار_اليساري_الوطني_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستأذ صادق اطيمش يتفاجأ بصداقة - الرئيس- للقاتل المقبور بر ...
- العنصريون الاكراد والاضطهاد القومي بالمقلوب: التكريد العنصري ...
- العصابات الطائفية العنصرية هي الاخ التوأم للعصابات الصهيونية ...
- الجديد في مسارات الصراع العربي الصهيوني : الولادة الجديدة لم ...
- على هامش مؤتمر بوش الصهيوني حول فلسطيننا: المثلث المستحيل ( ...
- رؤية نقدية يسارية في مذكرات قائد يميني بامتياز : تعويل اليمي ...
- المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي العراقي : وقفة ختامية وتمنيات ر ...
- المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي - رد / اليسار العراقي توأم الدو ...
- المؤتمر التاسع :انقاذ الحزب الشيوعي أم فقدان فرصة الوقت الضا ...
- رسالة الى اعضاء المؤتمر الوطني التاسع للحزب الشيوعي العراقي- ...
- الحركة الشيوعية العراقية بين الهجوم الرجعي والدور الانتهازي ...
- الكريهون : اسم امريكي لحلفاء الدولة المارقة في العالم ( خونة ...
- موقف هتافة الانتهازية من موقف قوى اليسار الثوري العراقي الرا ...
- هل تبرر جرائم المرحلة البعثية الفاشية والمرحلة الاحتلالية ال ...
- البرنامج السياسي لجريدة اتحاد الشعب الصادرة في بغداد 8 تموز ...
- ستون عاما على ضياع فلسطين في المنظار العراقي : بين ديماغوجية ...
- نوري المالكي : نعم أنا على طريق المقبورين نوري السعيد وصدام ...
- المقدمة : هزيمة المؤسسة الانتهازية المتفسخة -اليسار العراقي ...
- ما أشبه اليوم بالبارحة : الشهيد سلام عادل يقود إضرابات عمال ...
- رسالة عتب إلى صديقي الرفيق عدنان رشاد المفتي رئيس برلمان كرد ...


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - التيار اليساري الوطني العراقي - استراتيجيتنا اليسارية الراهنة وصولا الى موعد- انسحاب- قوات الاحتلال من بلادنا : الانتفاضة الشعبية طريقنا نحو النصر من إجل العراق الحر في ظل دولة القانون والعدالة الاجتماعية - اليسار العراقي توأم الدولة العراقية الحديثة