|
السب والشتم فلسفة نقدية ومنطق للتصويب
سامي كاب
(Ss)
الحوار المتمدن-العدد: 3726 - 2012 / 5 / 13 - 23:53
المحور:
المجتمع المدني
السب والشتم اقدم لغة نقدية استعملها البشر بالاشارة والايماء والكلام والرقص واللكز والهمز والغمز والرسم والصراخ والضرب واللطم والبصق والتكشير وغيرها السب والشتم من مبادئ النقد الاساسية منذ وعي الانسان على الارض ولغة السب والشتم سواء بالكلام او التلميح بالاشارة او الايماء او الاشعار باي طريقة كانت هي لغة عالمية يفهمها كل انسان موجه له النقد بسبب خطأ سلوكي او ذنب او انحراف عن السياق الطبيعي للحياة في الزمان والمكان والبيئة الاجتماعية ذات الخصوصية الثقافية والسلوكية والمفهوم والسب والشتم يجب تقبله واحترام قائله اذا كان هدفه النقد من اجل التصويب والتصحيح واستثارة المنطق للرقي بالسلوك والقيم والاخلاق ولكن اذا كان السب والشتم بهدف التحقير وتحطيم المعنويات والتشويه والتشهير والاهانة فانه مرفوض تماما اضافة الى ان السب او الشتم له سياق موضوعي وله آدابه واسلوبه ومنطقه وليس لغة غوغائية عشوائية ارتجالية دونية قائلها اقل قدرا وقيمة ومستوى من متلقيها بل من اوليات شروط السب والشتم ان يكون القائل اعلى قدرا ومستوى اجتماعيا من المتلقي بالحكمة العقلية والمنطق وخبرة الحياة والعلم والثقافة والاخلاق والقيم والاصل الاجتماعي والمنبت التربوي والمكان المعيشي والقدرة الكافية على النقد والتصويب والحكم السديد والتخصص في موضوع النقد والتمكن منه معرفة وحكما وتفصيلا يلزم السب والشتم كآخر سلاح يعتمده الانسان في مواجهة انسان آخر لاقناعه بالعدول عن مساره المنحرف او خطئه وياتي دور هذا السلاح بعد استنفاذ كافة اساليب الاقناع العلمية والمنطقية والتوجيهية والتلقينية وغيرها وبعد ان يصبح الخصم المقابل في تقاطع عنيد صلب غير قابل للحركة الانسيابية بالاتجاه السليم هذا اذا تم التيقن من ان الخصم في كامل قواه العقلية ويتصرف بمحض ارادته دون اجبار او اكراه او تاثير خارجي عليه وان حالته النفسية سليمة تماما وصحته الجسدية ايضا سليمة ولا يوجد هدف شخصي لانحرافه او خطئه خارج حدود المنطق الواعي والفكر السليم ولا يعني هذا ان السب والشتم مباح او جائز استعماله في كل مناظرة او لقاء جدلي بين شخصين او ندين او اتجاهين او جماعتين لهما توجهات متعاكسة او جماعات مختلفة او اشخاص مختلفين وانما يستعمل في الحالات اللتي تستوجب استعماله تعمل المسبة او الشتيمة في شخصية الانسان المميز الواعي المدرك البالغ العاقل عمل صعقة الكهرباء للدماغ الساكن فتثيره وتدب الحركة به وتنعشه كي يعمل بالكفاءة اللازمة لاستدراك الموقف والحدث والحالة القائمة بالشكل المطلوب منطقيا وفكريا وبحثيا واستكشافيا واستنتاجيا وتفهما واستيعابا وتمييزا وتعتمد قوة الصعقة على عمق السكون وشدته اي ان المسبة الكبيرة او القوية تلزم في حالة تناسبها من بلادة الشخص المقابل وعناد تجاوبه ومسايرته مع المنطق السليم السباب والشتائم تختلف من مكان لآخر ومن زمان لآخر ومن انسان لآخر ومن شعب لآخر لانها تتأثر بمستوى الوعي والفهم والعلم والثقافة والتربية ومستوى تطور الانسان عضويا طبيعيا وراثيا كما وتتأثر بالعادات والتقاليد والقيم والاخلاق والدين والطباع الانسانية وتتأثر بعمر الانسان ومستواه المعيشي ونوع عمله وحالته الاجتماعية وتجربته الحياتية ونوع خبرته في الحياة ولغته وهناك اشياء كثير لها علاقة بعنصر الانسان واصله ومنبته التربوي وحالته الاسرية ومشاكله ونوعها ونجاحاته وفشله وطموحاته ومدى تحقيقها وفرص الحياة المتوفرة له ووعيه للحياة وكيفية فهمها وفلسفته الحياتية وعلاقاته الاجتماعية وهناك الكثير لا مجال لحصره هنا خلاصة القول ان السباب والشتائم اذا اتت في سياق مواجهة ضد اتجاه معاكس للمسير الحقيقي السليم او ضد خطأ يجب تصحيحه وانه لا مناص من استعماله كاسلوب للحث والاثارة والتحفيز عصبيا ونفسيا وجسديا فانه ايجابي وجائز بل ومطلوب لان فوائده اكبر بكثير من اضراره على المتلقي وعلى الاخرين هذا بالاضافة الى انه تعبير عن السخط والتأذي والغضب والحنق من جهة القائل وبموجبه فانه يفرغ الشحنات العصبية السالبة اللتي تؤذي الجهاز العصبي في حال عدم تفريغها اذ ربما تسبب خللا تركيبيا او وظيفيا في الجهاز العصبي او جلطة دماغية او مرضا نفسيا كالاكتئاب او الصدمة او غيرها اي ان التعبير بالسب والشتم يبقي على صحة القائل سليمة مهما كان الاذى المتسبب من جهة المتلقي للسباب والشتائم انا من جهتي لا اتوانى في السب والشتم معتمدا على مقياس العقل والمنطق والحالة العصبية والنفسية لي في مواجهة اي موقف يستدعي الاثارة والتحفيز للفهم والاستيعاب والمنطق واستعمال العقل بالشكل المطلوب ولم لا اذا كان هدفي اسمى من سمو الطرف المقابل صاحب المسبة والشتيمة كائن من كان وتعتبر لغة السب والشتم هي اصدق لغة بين البشر لانها تعبر بشكل مباشر وصريح عن مشاعر واحاسيس الانسان دون مواربة او خداع او تصنع وهذا يساعد الطرف الاخر او باقي الاطراف لاعطاء الحكم السليم على الموقف واختصار الجهد والزمن للوصول الى القرار الامثل والحكم الاسلم وهو المطلوب
#سامي_كاب (هاشتاغ)
Ss#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من اسس النظام الاجتماعي المدني
-
مفهوم الغريزة لدى الانسان المعاصر
-
العلمانية في فرنسا تعتلي منصة الحكم والقيادة
-
متى ابكي ومتى افرح
-
العلمانية في مواصفات الانسانية
-
الصراع على المادة ( ثروة الحياة )
-
من حقي ان اعيش حياتي
-
اسباب تمنعك من ان تكون علماني عليك تجاوزها
-
مؤهلات الانسان المعاصر الاساسية
-
لماذا انا احلم ؟
-
الحب هو اكسير الشباب وطاقة الرجولة للرجل
-
العبودية مخدر متناول من خلال الدين
-
الدين ليس سوى معتقد ولم يعد منهاج حياة في العصر الراهن
-
الدين اداة حضارية قديمة عفا عليها الزمن
-
العلمانية منهجنا .. منهج الانسان
-
العلمانية فكر انساني راقي ومنهج حياة شامل
-
انا لست عربي ولست مسلم انما فقط انا انسان
-
الضمير والاخلاق وفلسفة الحياة بالمفهوم العلمي
-
قصة حبي مع امل
-
سجل انا فلسطيني ورقم هويتي يبدأ بحرف الفاء
المزيد.....
-
الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال ضد نتنياهو وجالانت لارتكا
...
-
الجنائية الدولية تصدر أمر اعتقال بحق قائد كتائب القسام محمد
...
-
حيثيات تاريخية لإصدار أمر اعتقال نتنياهو وجالانت لارتكاب جرا
...
-
وزيرة إسرائيلية تصف مذكرات الاعتقال الدولية الصادرة ضد نتنيا
...
-
بن غفير يدعو إلى فرض السيادة على الضفة الغربية ردا على مذكرا
...
-
قيادي لدى حماس: مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت تؤكد أن العدال
...
-
المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغال
...
-
المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ويوآ
...
-
المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغال
...
-
الجنائية الدولية: توجيه تهم ارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية ل
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|