أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - حجْر سياسي














المزيد.....

حجْر سياسي


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 3726 - 2012 / 5 / 13 - 22:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



قديما كانت القصور توظف من يتولى الإشراف على تربية ولي العهد وتعليمه وتدريبه على كل شيء: من المشي في القصر أو في الاستعراضات ، إلى الوقوف أمام الزوار وتلاوة الأمر الملكي ، أو الفرمان السلطاني ، الخ .
حديثا تكرست في القصور وظيفة مدير التشريفات والبروتوكول التي تدرب سيد القصر على كل شيء أيضا ، بما في ذلك مثلا أي قدم ينبغي أن تكون الأولى على السجادة الحمراء.
قديما كان أهل القصور يتدربون على الخطابة ، وحديثا صارت مادة الخطابة إلزامية في الصفوف الثانوية وفي المدارس الدينية ، حرصا وقفة من على من يعمل في الحقل العام وعلى طلته ومظهره حين يتواجه مع الجمهور
أحيانا يتدرب أهل السياسة من غير مدرب إذا كان المبتدئ منهم قد تربى في بيت سياسي ، فيتعلم بالقدوة أصول التخاطب وآداب المحاورة وقواعد السلام والكلام .
... للأسف ، كثيرون من سياسيي لبنان ، لا يعرفون من الأصول لا قديمها ولا حديثها ، ولا تربوا في بيوت سياسية ولا كلفوا أنفسهم عناء التدرب على أي من تلك القواعد. لذلك يظهر معظمهم بما لا يليق بهم وبمواقعهم وبمسؤولياتهم . يقفون للخطابة كأن واحدهم الحجاج أو شيشرون ، لكن من دون فصاحة أي منهما ، ومن دون هيبته.
لا نعرف كيف يتعاملون مع آداب المائدة أو مع نسائهم أو مع مرافقيهم أو في غرف نومهم ، لكننا بالتأكيد نراهم بأم العين أمام العدسات في تصريحاتهم المتلفزة، أو في حواراتهم المصورة ، وصرنا نتخيل طريقة ظهورهم وأسلوبهم في الرد على الأسئلة...وفي ذاكرة اللبنانيين صور من مشادات ومشاجرات وتهديدات وعنتريات في المجلس النيابي أو على حلبة البث التلفزيوني .
أبرز المناسبات التي يتندر بها اللبنانيون وينتظرونها أول كل أسبوع هي المؤتمر الصحافي للجنرال عون ، الذي تحول بالكاميرا وبأسئلة الفضوليين من أهل الصحافة إلى مادة للسخرية من جهة وللشفقة من جهة أخرى .
سخرية من هذا الانحدار المريع في مستوى الخطاب القيادي ، وفي قلة الحيلة وضعف الحنكة وتفاهة المعنى
وشفقة على حال الوطن الذي راح يخلو ، شيئا فشيئا ، من رجال الدولة الذين يرون إلى أبعد من مصالحهم الضيقة ، وتفيض كراسيه برجال سياسة ينطبق عليهم قول الشاعر:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم
فتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم
سألت رئيس التحرير مرة أن يطالب نقابة الصحافة بمعاقبة أي سياسي يخالف آداب الحوار، بمنع وسائل الإعلام عنه وبمسح ما يتعارض مع القيم من تصريحاته .
وسألت محاميا : هل لنا أن نتقدم بدعوى أمام القضاء اللبناني، بالحق الشخصي وبالحق العام، على مثل هؤلاء، لأنهم يسيؤون إلى القيم والأصول والآداب والقواعد ، ويشيعون الفساد ويعلمون بالقدوة على التهور في الكلام والإساءة الأخلاقية ، ويبنون سلما من القيم بعيدا من عاداتنا وتقاليدنا التي تعلمناها من أهلنا وأساتذتنا ومن أدياننا وفي مدارسنا. إنهم يسيؤون إلى معنى الوطن وإلى هيبة الدولة .
وسألته : ألا يحق لنا ، لأي لبناني محب للجنرال، أن يطالبه بالتدرب ، ولو متأخرا ، على نسيان اللغة الأوامرية العسكرية ، لغة الضابط الذي في داخله ، وعلى تعلم "درج عرج" من كتاب السياسة؟ أن يقرأ ابن المقفع و مكيافيلي ومذكرات فؤاد بطرس ؟؟؟
وإن ظل ممعنا ، أن يدعي عليه بجرم تأسيس مدرسة في الخفة الكلامية وقلة الاحتراس ؟؟؟
وإن ظل ممعنا ...أن نطالب القضاء بأن يصدر عليه حكما بالحجْر السياسي؟؟؟
قال المحامي : لا أحسن الفتوى بهذه القضية . ونصحني بأن أكتب عنها مقالة



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرصة
- المحاصصون وقانون النسبية
- نواب لبنان خارج الزمن
- حبيبتي الدولة
- في نقد اليسار، نحو يسار عربي جديد
- التهويل بالديمقراطية
- آذاريو لبنان ينتظرون ربيع سوريا
- الربيع العربي فرصة تاريخية أمام الأقليات للحصول على حقوق الم ...
- ويكيليكس اللبناني
- طائفية علمانية أم محاصصة
- ربيع العرب وخيبات أدونيس
- ربيع العرب وتحفظات سمير أمين
- علمانية وطائفية أم محاصصة؟
- أصولية العلمانيين... إساءة إلى الدين والدولة
- موت الأصوليات
- الأصوليات غير الدينية
- ارفعوا أيديكم عن زياد بارود إنه من الأملاك العامة
- استبداد لبناني باسم الحرية
- انقلاب أم ثورة على الاستبداد القومي؟
- العرب يعودون إلى التاريخ


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - حجْر سياسي