أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - ظاهرة العزوف عن المشاركة في الإنتخابات في الغرب الديموقراطي!؟















المزيد.....

ظاهرة العزوف عن المشاركة في الإنتخابات في الغرب الديموقراطي!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 3726 - 2012 / 5 / 13 - 15:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(محاولة للفهم !)

أظهرت الإنتخابات المحلية الأخيرة في بريطانيا لإنتخاب مجالس الحكم المحلي بالإضافة للإستفتاء على طريقة إدارة هذه المجالس عزوفا ً كبيرا ً من قبل الناخبين [1] !!!.... وهذه ظاهرة عامة نشاهدها منذ عدة سنوات في العالم الغربي الديموقراطي !!.. ففي الوقت الذي تتطلع فيه المجتمعات في العالم الثالث والعالم العربي للنظام الديموقراطي كحلم جميل وتتلهف للديموقراطية لهفة العطشان للماء نجد أن جوا ً من "الملل" و"عدم المبالاة" بدأ يسود المجتمعات الديموقراطية العريقة ومنها أم الديموقراطية الليبرالية (بريطانيا/المملكة المتحدة) !!!.. وهي ظاهرة جديرة بالإهتمام والملاحظة وجديرة بالبحث ومحاولة التفسير!.

تفسيري لهذه الظاهرة بشكل عام ؟

وتفسيري الشخصي لهذه الظاهرة - أي ظاهرة العزوف عن المشاركة السياسية ولو في حدها الأدنى أي (التصويت) - يدور حول أمرين :

(1) الأول هو أنه في الأحوال العادية التي لا تعاني فيها المجتمعات من أخطار محدقة وأزمات خانقة يميل أغلب الناس إلى الإهتمام بشئونهم الخاصة وتحقيق طموحاتهم وإشباع شهواتهم والإستمتاع بأوقاتهم وممارسة هواياتهم بعيدا ً عن الشأن السياسي (ثقيل الظل!) خصوصا ً مع تكاثر وسائل الترفيه والإستمتاع في هذا العصر وخصوصا ً في المجتمعات الغربية ومن هنا يكون عدد المهتمين بالشأن السياسي العام هو عدد محدود بالقياس لا لعدد السكان فقط بل لعدد الناخبين !.
(2) الثاني هو أن الديموقراطية بمعناها الواقعي الحديث لم تعد تعني حكم الشعب أو سلطة الجماهير بل هي حكم النخبة السياسية التي تتمكن من الحصول على أغلب أصوات الناخبين الذين يشاركون في الشأن العام .. فتعريف الديموقراطية بأنها حكم الشعب نفسه لنفسه بنفسه هو تعريف ومفهوم ساذج وطوباوي ومثالي لا أساس له في الواقع العملي ليس لأن الديموقراطية المباشرة لم يعد في الإمكان تطبيقها في واقع المدن الكبرى المعاصرة شديدة التعقيد وصعوبة تجميع الناس في مكان واحد في مؤتمر شعبي كبير يشرع القوانين ويرسم السياسات بشكل مباشر كما كان يحدث في ديموقراطية أثينا [2] !.. لا ليس هذا السبب الأساسي في فشل الديموقراطيات الشعبية المباشرة وغير المباشرة بل لأنها فكرة طوباوية مثالية عديمة الكفاءة والفاعلية في الواقع العملي للناس!... فالناس لا يريدون ممارسة سلطة التشريع والحكم والسياسة بأنفسهم !.. ولا يطيقون ذلك ولا يرغبون في ذلك ويفضلون أن يتولى الأمر السياسي (التشريعي والتنفيذي) من ينوب عنهم من أهل السياسة والكفاءة والإختصاص!.. بل وأغلبهم في أغلب الحالات وأغلب الأوقات يعزف حتى عن المشاركة في إختيار هؤلاء (النواب) !!... فالعيب الجوهري في فكرة الديموقراطية الشعبية المباشرة هو عيب جوهري في الناس أنفسهم !.. فالمهتمون بالشأن الوطني العام وخصوصا ً الشأن السياسي - ثقيل الظل! - هم أقلية من النخب السياسية والمثقفة والطامحين للحكم والسلطة ولا تندفع الجماهير للمشاركة في الشأن السياسي بنشاط وحيوية إلا في أوقات الأزمات الحادة والثورات العارمة ثم ما تلبث أن تفقد حماستها وتعود إلى سابق عهدها لتترك ساحة العمل السياسي للساسة وعشاق السياسة وتنكب على الإهتمام بشئونها الخاصة والإستمتاع بأوقاتها وإشباع شهواتها وممارسة هوايتها وإهتمامتها الأخرى التي قد يكون بعضها يدخل تحت مفهوم الشأن العام ولكن ليس بالضرورة الشأن السياسي !!!.

الديموقراطية التقليدية هي أفضل الممكن والموجود !؟

الشاهد هنا أن الديموقراطية الواقعية والعملية والممكنة والمفيدة هي الديموقراطية النيابية التقليدية أما ما يُسمى بالديموقراطيات الشعبية والإجتماعية فهي مجرد أفكار طوباوية فاشلة عديمة الكفاءة والفاعلية لا تصلح لشئ إلا لتكون غطاء ً شكليا ً للحكم الديكتاتوري الشمولي الذي يمارسه "طاغية جبار""القائد الفذ" أو حزب نخبوي - الحزب القائد - المسيطر على الدولة والمجتمع فضلا ً عن أنها تتطلب أولا ً إيجاد وخلق "إنسان عقلاني نموذجي جديد" .. إنسان غير الإنسان (الطبيعي) الموجود في واقع الناس!!.... لذا فإن أهم وأكبر مفكر ومنظر للديموقراطية الشعبية المباشرة "جان جاك روسو" عندما فرغ من إنتقاده اللاذع والشديد للديموقراطية النيابية البرلمانية (الإنجليزية) وتنظيره للديموقراطية الشعبية المباشرة عاد فأكد أن هذه الأخيرة إنما هي ديموقراطية مثالية لا يمكن تحقيقها في أرض الواقع لأنها - على حد تعبيره - تحتاج إلى شعب من الآلهة !!.
لذا ففي إعتقادي أن الديموقراطية النيابية الحزبية التعددية (التقليدية) المطبقة في الدول الغربية الديموقراطية العريقة هي أفضل شكل للحكم الديموقراطي الحضاري الممكن حتى الآن!... فهي وإن لم تكن كاملة أو مثالية أو حتى عادلة بشكل مثالي ولا تخلو من عيوب ووجوه قصور إلا أنها بلا شك هي أفضل الموجود وأفضل الممكن بل هي أهون الشرين وأخف الضررين لأن البديل الوحيد عن هذا النمط من الحكم النخبوي الديموقراطي التعددي هو الحكم الديكتاتوري والشمولي الرهيب الذي كثيرا ً ما يُقام على أساس شعارات شعبوية وجماهيرية لتتحول فيه الجماهير الشعبية إلى مجرد قطيع بشري يقوده "الأخ الأكبر" أو تقوده النخبة الحاكمة التي تمارس الوصاية على الشعب بإسم الثورة وبدعوى تحقيق أقصى درجات العدل الإجتماعي وتطبيق الديموقراطية الحقيقية!.

العيب ليس في الديموقراطية بل في الليبرالية والرأسمالية وفساد الأخلاق!؟

في تقديري أن أغلب الإنتقادات التي وجهت للديموقراطية النيابية التمثيلية كجهاز سياسي وإداري لتداول السلطة بين النخب السياسية بشكل حضاري سلمي عن طريق الإحتكام لأصوات الناخبين هي إنتقادات غير موجهة للديموقراطية في حد ذاتها بهذا المفهوم بل هي موجهة لليبرالية كفلسفة إجتماعية تقوم على أساس تقديس الأفراد وعلى فكرة التنافس الطبيعي على السلطة والثروة في المجتمع (إقامة الحياة برمتها على أساس مفهوم الصراع وفكرة السباق!) وكذلك فإن أغلب الإنتقادات تنصب على النظام الرأسمالي حيث في ظل هذا النظام يمكن للمال أن يكون هو صاحب "الصوت" الأعلى في اللعبة السياسية الديموقراطية مع أنني شخصيا ً لست ضد النظام الرأسمالي من حيث المبدأ ولكن لابد من إيجاد طرق للحد من تغول رأس المال وللحيلولة بقدر الإمكان من تدخل (المال) في التدافع السياسي الديموقراطي .. مع يقيني أن طغيان المال كطغيان السلطة يتأثر في فاعليته في الواقع العملي على مدى الأخلاق السائدة في المجتمع!.. فكما أن الإستعمار يتطلب توفر القابلية للإستعمار والإستحمار يتطلب توفر القابلية للإستحمار فإن القياد والإستبداد يتطلب توفر القابلية للإستعباد والإنقياد !!.. فعندما يضمر الشعور بالكرامة الإنسانية والإحساس بالقيم الأخلاقية الإنسانية العليا لدى الناس يكونون مهيئين للخضوع المطلق للسلاطين ولمن يملكون الملايين ومهيئين لجرهم جر العبيد إما بسلاسل من حديد (كما في النظم الشمولية) أو جرهم بسلاسل من حرير (كما في النظم الليبرالية) !.
سليم الرقعي
[1] في الوقت الذي أشارك فيه أنا – المواطن البريطاني المتجنس – بصوتي في الإنتخابات المحلية والبرلمانية العامة فإن جيراني الإنجليز (البريطانيين الأصليين) لا يشاركون !.. وقد سألت أحدهم عن عدم مشاركته فقال بما معناه : (كلهم مثل بعض)!!.
[2] البعض ينظر للديموقراطية المباشرة في أثينا القديمة – ما قبل الميلاد - بشكل مثالي مع أن ديموقراطية أثينا قامت على أساس المحاصصة القبلية بين قبائل أثينا الأثنا عشر كما قامت على حرمان النساء والعبيد والمهاجرين من لقب (المواطن) وبالتالي حرمان هؤلاء من حق الترشيح والإنتخاب !!!.



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الفلسفة المادية والفلسفة المثالية!؟
- علي صالح يقول : (سأغادر السلطة ولكن...)!؟
- ماذا يحدث في بريطانيا !؟
- إطالة عمر الثورات في ليبيا واليمن وسوريا طبيعي أم مقصود!؟
- هل الديموقراطية والليبرالية شئ واحد!؟
- الشيوعيون في بريطانيا تنعشهم ثورات الشارع العربي !!؟
- الفيدرالية أم نظام الحكم المحلي!؟
- إذا قرر القذافي التنحي والفرار فكيف سيبرر ذلك!؟
- نحو نشر الثقافة المدنية والوطنية الجديدة!؟
- هل الدول الغربية تساعدنا لوجه الله ووجه الإنسانية !؟
- ثلاثية الحرية والعدالة والنظام !؟
- تأخر الحسم العسكري في ليبيا مؤامرة أم عجز!؟
- ماذا قدمت القاعدة للعرب!؟
- هل ويكيليكس كان شرارة الثورات العربية!؟
- القذافي والخطة الإنتقامية القذرة الأخيرة!!؟
- هذه رؤيتي لليبيا ما بعد القذافي!؟
- 8عوامل أساسية ساهمت في إطلاق الحملة الجوية ضد قوات القذافي
- سر الفتحتين الموجودتين في قميص القذافي!!؟
- القذافي يخطط لإحتلال بنغازي عن طريق حصان طروادة!؟
- هل القذافي مجنون بالفعل؟


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - ظاهرة العزوف عن المشاركة في الإنتخابات في الغرب الديموقراطي!؟