أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة رستناوي - أدونيس في مرمى شباك الظلام.















المزيد.....

أدونيس في مرمى شباك الظلام.


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 3725 - 2012 / 5 / 12 - 23:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدعوات لتكفير المثقفين من مفكرين و مبدعين و التحريض عليهم ليس بجديدة في التاريخ العربي الاسلامي المعاصر , هذه الدعوات التي تتحصّل في الواقع إلى افعال أحيانا يطلقها رجال دين و اتجاهات اسلاميّة تكفيرية , لا تؤمن أساسا بالديمقراطية و التعدديه و اختلاف الرأي , اتجاهات تحمل لواء التكفير و التخوين و التحريض على التصفية الفكرية و الجسدية.

إن السلطات الاستبدادية القائمة حاليا في العالم العربي و خاصة ذات الإيديولوجيات القومية و الحداثويّة البائد منها و الباقي كما في العراق و ليبيا و الجزائر و سوريا و مصر و تونس لعب دورا ايجابيا في لجم الفكر الجوهراني الاحادي لرجال دين و اتجاهات اسلاميه تكفيرية في المجتمعات , و لكن هذه السلطات لم تقم بذلك إيماناً و دفاعا عن التنوير و الثقافة التعدّدية بل قامت بذلك خدمة لما يضمن بقائها في السلطة , من حيث لجم القوى المعارضة ذات التوجّه الاسلامي التكفيري , و في أحيان غير قليلة كانت هذه السلطات تقوم بالتضحية بهؤلاء المثقفين أو نتاجاتهم كرشاوى للجماعات الاسلامية و الموالين لها فكريا بغية استمالتهم كما في حالة المفكر الراحل نصر حامد أبو زيد في مصر و علي كذلك الشهيد محمود محمد طه الذي أعدم بتهمة الردّة عام 1985م في السودان.

هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها أدونيس للتكفير و التخوين فقد تعرّض لهكذا اتهامات من قبل رجال دين و اتجاهات اسلامية تكفيرية في الماضي , و كذلك تعرض للتخوين من قبل مثقفي السلطة السورية تحت مسمّيات التطبيع مع اسرائيل , و يُسَجّل لأدونيس كونه لم يكن من شعراء و مثقفي البلاط الاسدي .

بغض النظر عن الموقف من النتاج الفكري و الشعري لأدونيس , إن الدعوات التحريضية ضد أدونيس - و بغض النظر عن مصداقيتها - هي جزء من رؤية شاملة لاتجاهات اسلامية لا تؤمن بالاختلاف و احترام حرية الرأي و التعبير و قبلها حق الانسان في الحياة , هي اتجاهات اغتنمت فرصة الربيع العربي و ما رافقه من فوضى , اغتنمت مطالب الشعوب بالحرية السياسية و حقها في حكم نفسها لتسويق نفسها و خطابها القاصر عن تلبية متطلبات الشعوب العربية في الحرية و العدالة.

استندت الدعوى التحريضية الأخيرة على الشاعر أدونيس على حجج من قبيل:

*أوّلاً : الانتماء الديني الفئوي : المذهب العلوي:

و لكن متى كان الانتماء الديني لفرد مبرراً للإقصاء و القتل في عرف العقلاء الراشدين , و كيف يمكن بناء وطن سوري متعدد الانتماء الديني على أسس المواطنة المتساوية في شرع هؤلاء , و من وكّلهم بمهام الوكيل الحصري لشؤون الله في الأرض

*ثانياً : التهجم على الدين الاسلامي

بغض النظر عن الخلاف أو الوفاق مع أدونيس حول تقيمه للتراث العربي الاسلامي , و هذه قضية مجالها الثقافة تحتمل الخلاف و الاختلاف , و يمكن لمن لا يعجبه رأي أدونيس و تنظيراته مقارعة الحجة بالحجة , فأدونيس لم يحمل مسدّس و سكين , و لم يقتل أحد و لم يدعوا لقتل أحد أو استخدام العنف . أما فيما يخص نصوصه الشعرية فللشاعر الحرية في تناول ما يشاء من المواضيع بالطريقة التي يشاء , و أي تقييد لحرية الابداع هو مشعر للقصور الحضاري للأمة فنجد في التراث العربي الاسلامي نصوص شعرية تقارب كل المحرمات سواء كانت الدينية أو الجنسية أو السياسية , نجد أبياتا و قصائداً ما يزال العرب يرددونها بعد مرور القرون و القرون , و لم يستطع المعارضون و التكفيريون تقيدها و تغيبها و هي لكبار شعراء العربية ممن نفتخر بهم امرؤ القيس و أبو نواس و الحلاج و ديك الجن الحمصي و نزار قباني .

*ثالثاً : التهجم على اللغة العربية:

و هذا اتهام مثير للاستغراب و الشفقة , فأدونيس أحد أهم شعراء العربية في العصر الحديث و هو من مطوري لغة الشعر العربي , و صاحب ما يقارب خمسين مؤلّف باللغة ..كلها كتبت باللغة العربيه, و ترجمت أشعاره من العربيه إلى لغات العالم ؟! و قد قام بترجمة 12 من روائع الأدب العالمي و نقلها إلى العربيّة

فهل مثل هذا يتهجّم على اللغة العربية؟ ماذا فعل هؤلاء التكفيريون , و ما الذي قدّموا للغة العربية ؟!

*رابعاً : التشبيح:

مصطلح التشبيح يعرفة السوريون ,و هو يرتبط بجماعات و مليشيات تستخدمها السلطة السورية لقمع الحراك الاحتجاجي المعارض , و تُنسب إليها أعمال وحشيّه , و قد تمّ التوسيع في استخدام مصطلح التشبيح ليشمل أولئك الاعلاميين المدافعين عن السلطة الاستبدادية , و ينطبق هذا الوصف على أبواق الاعلام السوري كطالب ابراهيم و شريف شحادة و بسام أبو عبد الله ..الخ و باقي الجوقة من المرتزقة اللبنانيين..الخ

و لكن هل وصل الأمر بهم لاتهام أدو نيس بالتشبيح ؟!

فأدونيس قدّم خطابا عموميّا – شخصيا أختلف معه – و لكنّه قد يكون أقرب إلى موقف الحياد بين السلطة و معارضيها من قوى الحراك الشعبي , لم يحرض على قتل المتظاهرين , و دعى إلى ضرورة الحكمة و و المراجعة و نبذ ثقافة الاقصاء و الإيديلوجيا , و يمكن مراجعة مثلا رسالته للرئيس الاسد :

"رسالة مفتوحة إلى الرئيس بشار الأسد " الإنسان ، حقوقه و حرياته ، أو الهاوية..."

http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=1870&ChannelId=44050&ArticleId=1698

فكيف لهؤلاء أن يتهموا أدونيس بالتشبيح؟

أم أنه في عرفهم كل من يختلف معهم هو شبّيح ؟

أو كل انسان ينتمي للطائفة العلوية هو شبّيح ؟

إن هؤلاء التكفيريون الذين يدعون لقتل أدونيس هم الوجه الاخر للسلطات الاستبدادية القائمة, و هم حلفاء موضوعين لها في استمراريتها , فثمة قطاعات من المجتمع السوري تلتزم الحياد أو تميل إلى ذرائع النظام بكونه الحافظ على الاستقرار , و الذي يدفع هذه القطاعات إلى ذلك تخوفها من هؤلاء التكفيريين و من يواليهم من اتجاهات احادية تحتكر الله و الحقيقة

و إن ثورات الربيع العربي هي فرصة استثنائية للتخلص من هذه الثنائية "سلطة - اسلام تكفيري " و هي فرصة لتفعيل إرادة الشعب و حقه في تقرير مصيره , فلم يثر الشعب السوري و غيره من أجل استبدال استبداد سياسي باستبداد ديني سياسي قد يكون أدهى و أمرّ

لكي لا يتكلم هؤلاء التكفيريون باسم الثورة السورية و ينتسبوا لها , يجب التصدي بوضوح و من غير لبس لهكذا دعوات تعيد المجتمعات و سوريا إلى الوراء و عصور الانحطاط الحضاري و الاقتتال الطائفي و طاعة ولي الامر.

أجد أنه من الواجب على القوى السياسية المُمثلة للثورة في التنسيقيات و كذلك على الشخصيات السياسية و المثقفين الموالين للثورة السورية أن يدينوا الارهاب الفكري ضد المثقفين و إن كانت البداية مع أدونيس فلا ندري أين ننتهي

يجب عزل الاتجاهات الاسلامية المتطرفة و و تنظيم القاعدة عن الحراك الشعبي الاحتجاجي , و النظر إليهم كطرف ثالث لا يخدم سوى مشاريع الفوضى الغير خلّاقة أو مشاريع بقاء النظم الاستبدادية و تأبيدها .

"الأحرار لا يخافون من الحرية , وحدهم المُستَعْبَدون يخافون منها " أدونيس

&&



#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف شكل ,العنف مصلحة
- مقابسات على هامش مقال الطائفية و الضابط السنّي الطرطور
- خطاب وحدة المعايير في الثورة السورية
- عن الطائفيّة و- الضابط السنّي الطرطور - ؟! ج 2/2
- عن الطائفيّة و- الضابط السنّي الطرطور - ؟! ج 1/2
- نقد الثورة السوريّة : ثورة مقطوعة الرأس
- عقائد بلون البشر: عن غواية السلطة و -شيطنة العلويين-
- عن سرعة البداهة و الحاشية و رغبة الطاغية
- عقائد بلون البشر – حول اتّهام العقائد بالفساد؟!
- صوت المرأة : من مصالح العورة ..إلى مصالح الثورة
- على هامش مقالة :التعري كفعل احتجاجي
- التعرّي كفعل احتجاجي...و مصالح علياء المهدي
- مؤتمر أسلمة العلوم - مقال ساخر
- مصالح الخطاب الطائفي: مأمون الحمصي نموذجا
- سوريا ......و مصالح مسؤولية القتل
- انقراض المثقف القومجي* - مقال ساخر.
- آخر المذلة.... أول الموت
- ميشيل كيلو ..و حنين الجزء المسيحي إلى الكل.
- صباح منتصف آذار
- المسيرة ............... و شهداء الطاولة المستديرة


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة رستناوي - أدونيس في مرمى شباك الظلام.