|
انا وملا على في مذكراته - القسم الثانى
بهاءالدين نورى
الحوار المتمدن-العدد: 3723 - 2012 / 5 / 10 - 15:07
المحور:
سيرة ذاتية
لذلك كان من الطبيعي فشل حملة المكتب السياسي والمكتب العسكري المركزي لجعلي كبش الفداء. لكن مافعله ملاعلي في ديوانه قد قلب ألاية ومنح القيادة المهزومة ذريعة حقيقية اذقدم الدليل على أن قاطعنا متحيز في هذا الصراع المحتدم الى جانب أوك ضد حشع (وفي الواقع كان ملا علي وحده المتحيز الى أوك). وهذا ما سهل على قيادة حشع أن تخاطب الشيوعيين العراقيين والمتعاطفين معهم في كل مكان: ((ألا ترون ابها الرفاق مافعله سكرتير قاطع السليمانية وكركوك بهاء الدين نوري؟ اليس هذا الرجل مسؤولا عما جرى لحشع بسبب ارتمائه في احضان أوك؟ )). - وكجزء من هذه الذيلية تعهد ملا علي في بند من بنود الاتفاق، الذي وقعه في ديوانه، بألا يتجول ثيشمرطتنا برفقة ثيشمرطة البارتي وحسك في قرداغ أو في أي مكان أخر، لأن رجال هذين الحزبين اعداء لأوك، وأباح لأوك ان يطلق الرصاص على رفاقنا عندما يراهم متواجدين مع مسلحي ذينك الحزبين. ويبدولي أن ذلك لايعني شيأ سوى التبعية لأوك وفقدان استقلاليتنا السياسية، والتعهد بألا نتعاون مع أي طرف لايرضى عنه أوك. وكنت أنا الى جانب الحياد بين المتنازعين بدلا من الانشداد الى ركاب بعضهم ضد البعض الآخر. - ان سفك الدماء الغزيرة في ثشتاشان وكذلك في قرداغ – قرب مسويي- قدخلق اجواءا شديدة التوتر وحاجزا نفسيا كبيرا بين مسلحي الطرفين. وازاء ذلك كان علينا ان نضع برنامجا لتطبيع العلاقة بشكل تدريجي يتقبله منتسبو الطرفين. لكن ملا علي افرد في الاتفاقية بندا خاصا بالجولات المشتركة بين ثيشمرطة الطرفين. هذا في وقت كان مجرد الحديث عن الجولة المشتركة استفزازا بالغ الشدة لرفاقنا، الذين كانوا يتساءلون عما اذا جفت دماء شهدائنا إن لاتفاق على الجولات المشتركة في أيار 1983 كان مدعاة لاثارة الاستفزاز والحقد حتى لدى رفاقنا المعارضين لاقتتال الاخوة. - ويدعي ملاعلي في مذكراته بأن جميع رفاقنا أيدوا الاتفاق ماعدا ابوسلام. ويعرف الجميع أن عشرات من احسن رفاقنا تركوا الحزب والقاعدة العسكرية احتجاجا على توقيع الاتفاق. واذا كان هناك مؤيدون للاتفاقية المبرمة فانهم لم يتجاوزوا عدد اصابع اليد من اتباع ملاعلي نفسه. - ذكر ملاعلي في مذكراته أنه اطلع عند لقائه مفاوضي اوك في ديوانه على رسالة من كريم احمد و بانيخيلاني قالا فيها انهما اتفقا (طبعا بعد اعتقالهما) مع قيادة اوك على عدم الاقتتال وحل المشاكل عن طريق التفاوض والقيام بالجولات المشتركة... الأمرالذي زاد من قناعته بصواب التوقيع على الاتفاق)). وهذا تبرير غير مقبول أبدا لأن ملاعلي كان يعرف انهما اسيران في قبضة أوك ولايحق لهما التفاوض باسم حشع. وقد سماهما بنفسه في مذكراته بمنهارين- وكان على حق. فلماذا ناقض نفسه بنفسه واعتبرهما هنا مرجعية قيادية لنفسه؟ - لم يكتف ملاعلي بعدم العودة الينا لغرض التداول معنا والاستماع الى ملاحظتنا قبل ان يوقع على الاتفاق- كما هو المألوف في مثل هذه الحالة- بل اختفى عني حتى بعد توقيع الاتفاقية خشية ان اتصل سريعا بقيادة قاطع أوك وأرفض الاتفاقية بتلك الصورة. انني حاولت عبثا استدعاءه ولم يأت الابعد حوالى 24 ساعة، وبعد أن تاكد من ان أوك قد نشر من اذاعته نص الاتفاقية. وقد سمعت نص الاتفاقية قبل أن ارى ملاعلي من جهاز لأوك فحاولت الاتصال بقيادة قاطع أوك وذهبت لهذا الغرض الى قرية دوكان، ومعى أمر السرية محمود حسن، سعيا لابلاع الطرف الآخر بأنني لا أوافق على اتفاقية كهذه. لكني لم افلح فيما أردت. وهكذا فرض ملاعلي الاتفاقية رغم أنفي. وتحملت أنا المسؤولية الرئيسية عما فعل لانني كنت المسؤول الأول عن هذا القاطع. لقد أردت أن ننتقل الى شهرزور ونبقى على علاقة اعتيادية مع قاطع اوك، مع فصل القوات عن بعضها، نحن فى شرق طريق عربت- دربنديخان وهم في غربه. لكن ملاعلي لم يدعنا لنفعل ذلك بتوافق مع قيادة قاطع أوك اذ حطم بتصرفاته اللامسؤولة ماكنت انوي عمله. واضطررت بعد ذلك الى الانتقال الى شهرزور بشكل اخر، أعني بالاتفاق سرا مع محمد الحاج محمود ومع البارتي على ابعاد قوة اوك من شرقي الطريق الى غربه. وتم لنا ما أردت، ولكنه لم يكن بالاجراء الامثل. ولم يثمر شجاري وحدتي مع ملاعلي، الذي لم يعد الينا الابعد أن اخزاني واخزى نفسه. وقد فكرت في أن اعاقبه بتجميد مسؤولياته كافة، وكنت أدرك بأنه يستحق اشد العقوبات. لكني، وبعد ان فكرت مليا في الأمر، عدلت عن فكرة العقاب اخذا بالحسبان الظروف الحساسية والمعقدة التي كنا نمربها وقررت التأجيل والبحث عن اسلوب افضل لوضع الأمور في نصابها. وقد توصلت مع نفسي الى ان افضل السبل لاعادة اصطفاف الكادر واصلاح الوضع واعادة توزيع المسؤوليات واعادة بناء الهيأت الحزبية والعكسرية انما هو اللجوء الى أنتخابات حزبية وعسكرية كما سياتى. - في معرض دفاعه عن الاتفاق الذيلي الذي وقعه يحاول ملاعلي ايهام الآخرين بأنني عارضت الاتفاق المذكور ارضاء لقيادة حشع ولا ظهر الالتزام بسياسة الحزب.وهذا لايمت الى الحقيقة بصلة اذ ان الجميع عرفوا ويعرفون انني كنت معارضا ثابتا لنهج قيادة حشع في التحالف مع نظام صدام وفي زج الشيوعيين في اقتتال الاخوة، ولم أخف قط معارضتي، بعكس مافعله ملاعلي في اكثر من موقف. وهوكان ينتقد القيادة بتهمة التبعية وراء البارتي، ولكنه كشف عن نفسه في اللخطات الحرجة بأنه كان الوجه الآخر لذات عملة القيادة، أي النسخة الثانية لنفس العقلية واختلف عنهم في التفاصيل اذ اختارت القيادة التبعية وراء البارتي فيما اختار هو التبعية وراء أوك بحكم ظروف تواجده. 2- وقضايا منافية للحقيقة. - في سعيه للظهور بمظهر بطل السلام ضد اقتتال الاخوة ولاظهاري أنا بمظهر مؤيد للاقتتال لم يكتف ملاعلي بالتفسير الخاطئ لمعارضتي للكيفية التي عقد بها اتفاق ديوانه، بل ذهب الى حد اختلاق قصص لاتمت الى الحقيقة بصلة. فلنسمعه يقول في مذكراته: (( لغرض الهجوم على مقر قاطع أوك في حاجى مامند زارني كل من ملازم كريم وعثمان قاله منور وقدموا الي رسالة من ابي سلام حول هذه المسألة. فبادرت الى جمع اللجنة وأبلغتهم بمحتويات الرسالة. فقالوا: سبق ان جلسنا نحن مع ممثلي أوك واتفقنا معهم على عدة نقاط. فاين لنا ذالك الاتفاق من هذا الهجوم على مقر قاطع أوك؟ وباختصار فان اعضاء اللجنة جميعا لم يرضوا بالقيام باي هجوم. فابلغت الاخوين كريم وعثمان : نحن لانستطيع القيام بمثل هذه المعركة. واذا رغب أبوسلام فليذهب هو حسب رغبته لهذا القتال. وتراجع ابوسلام وعاد أدراجه بصحبة قواته)) (ص187). والقصة الثانية المختلقة هي التالية: (( انطلق ابوسلام مع قوة كبيرة في جولة، فذهب الى قرية (مضةكويَر) ثم الى قرية (سوله) حيث وجد آمرفصيل من أوك يدعى (درويش صالح)، فيجرده من السلاح ويحجزه عنده. من الواضح ان ذلك كان على العكس من اتفاقنا مع أوك)). (ص185). اذا كانت مذكرات امرئ ماتثمن، قبل كل شيئ، بمدى مصداقيتها في سرد الاحداث بامانه وكماهي فان مذكرات ملاعلي تحرم من هذا التثمين لأن الحكايتين المرويتين اعلاه عاريتان عن الصحة من ألفهما الى يائهما. ويذكرني ما نقلته هنا بقصة- أونكتة- (خسن وخسين ثلاثتهم بنات معاوية). فانا لم أفكر مجرد التفكير في الهجوم على مقر قاطع أوك أو أي مقر آخرله لانني صممت على ألااخوض اقتتال الاخوة الا في حالة الدفاع عن النفس ضد هجوم نتعرض له، ولانني لم أر في تلك الفترة أبدا الاخوين كريم وعثمان ولارسالة أو وسيط منهما، ولانني لم أزوردهما ولاغيرهما بأي رسالة تحريرية أو شفهية تتعلق بالهجوم على مقر قاطع أوك، ولأنني لم ارافق ولا شبرا واحدا أية قوة لغرض الهجوم على مقر قيادة القاطع في حاجى مامند. والشئ نفسه بالنسبة الى قصة جولتي الى قريتي مضةكويَر وسولة، اذ لم اقم باي جولة ولم ادخل ايامن تينك القريتين ولم أر في عمري درويش صالح الذي يدعي ملاعلي بأنني جردته من السلاح وحجزته عندي..الخ. واكثر من كل ما ذكرت آنفا،فانني لم اسمع من أي انسان ولاكلمة عن هاتين القصتين طوال 29 عاما اعقب اتفاقية ديوانه، بل سمعتهما وقرأتهما لأول مرة في مذكرات ملاعلي في شباط 2012. بقي أن أسأل ملاعلي: من أين التقى هذه المعلومات الكاذبة وأين توثق منها حتى يغني بها مذكراته؟ ولماذا لم يعرض علي تلك الرسالة المزعومة التي استلمها من كريم وعثمان ولم يحدثني ولامرة عنها طيلة 29 عاما سبقت نشر مذكراته؟ كان من المحتمل أن اكون ميتا قبل طبع مذكرات ملاعلي فلايكون هناك من يدافع عني ضد هذه التلفيقات الصارخة. لكنني بقيت لحسن الحظ حيا لكي اكشف الحقيقة. ولايسعني الا أن اضع علامات الاستفهام حول احداث اخرى منشورة في كتاب ملاعلي وتخص اشخاصا آخرين وأفتهم المنية قبل صدور الكتاب. اعود الى قصة درويش صالح. حقا ان هذا الرجل قد اعتقل من قبل رفاقنا بعيدا عني ودون علمي، شأن كادر وسطي لأوك يدعى جعفر. وعند انسحابنا من قرداغ أخذناهما معنا الى شهرزور بهدف تبديلهما ببعض اسرانا لدى قيادة أوك في ثشتاشان. لكن درويش هرب في الطريق ليلا حين كان حمه سعيد- أخ حمه رشيد قرداغي – حارسا عليه. ولازلت اشك في ان هروبه كان من تدبير ملاعلي بالاتفاق مع حمه رشيد. وبقي عندنا جعفر سجينا حتى بادلناه باربعة من اسرانالدى اوك في ثشتاشان.
#بهاءالدين_نورى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انا وملا على في مذكراته - القسم الاول
-
اليست الفيتوات اللامعقولة في مجلس الأمن دليلا على ضرورة الاص
...
-
العراق بعد الانسحاب الأمريكي
-
عاصفة الثورة تجتاح العالم العربي - الحلقة الرابعة-
-
عاصفة الثورة تجتاح العالم العربي- الحلقة الثالثة
-
المالكي وعلاوي عرقلا تطور العملية السياسية
-
عاصفة الثورة تجتاح العالم العربي - الحلقة الثانية -
-
رسالة مفتوحة من سياسي كردي عراقي إلى رئيس الحكومة التركية رج
...
-
ثورة 14 تموز 1958 كما يراها سياسي معاصر لها
-
السبيل إلى إنجاح العملية السياسية لنقل العراق إلى وضع ديمقرا
...
-
سيناريوهات مختلفة لحل النزاع العربي – الإسرائيلي (عرض وتحليل
...
-
سيناريوهات مختلفة لحل النزاع العربي – الإسرائيلي (عرض وتحليل
...
-
سيناريوهات مختلفة لحل النزاع العربي – الإسرائيلي (عرض وتحليل
...
-
هل يؤدي سقوط الأنظمة الدكتاتورية في الشرق الأوسط إلى تقوية ا
...
-
التوءم الثاني في طريقه للحاق بأخيه صدام حسين
-
تقييم حيادي للوضع في اقليم كردستان -3
-
تقييم حيادي للوضع في اقليم كردستان -2
-
تقييم حيادي للوضع في اقليم كردستان -1
-
ماذا رأيت في سوريا؟ -2
-
ماذا رأيت في سوريا؟ -1
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|