أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أوسم وصفي - ادفنوها قبل أن تموت مصر














المزيد.....

ادفنوها قبل أن تموت مصر


أوسم وصفي

الحوار المتمدن-العدد: 3722 - 2012 / 5 / 9 - 12:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يجب أن نعترف أن الثورة فشلت:
• لثورة فشلت عندما لم تتحقق مطالبها وأهمها (مجلس رئاسي ـ دستور جديد ـ تطهير القضاء ـ محاكمة رموز النظام) أي من هذه المطالب لم يتحقق.
• الثورة فشلت عندما تسلم السلطة المجلس العكسري (الفلول) الحكم وبسذاجتنا فرحنا وهللنا.
• الثورة فشلت عندما لم يحكم لثوار لم يحكموا ولم ينجح منهم أحد في الانتخابات بل نجح الذين "ركبوا" على الثورة.
• الثورة فشلت عندما تشكلت لجنة التعديلات الدستورية التي وضعت "كتابة الدستور" في يد الأغلبية البرلمانية لتكريس نفس سياسة الهيمنة القديمة.
• الثورة فشلت عندما خذلها الشعب في الاستفتاء واستجاب للدعاوى الدينية للاستفتاء والتي كان هدفها الإسراع بالانتخابات قبل أن ينخرط الثوار في نسق سياسي لتسريع الانقضاض على السلطة وكتابة الدستور من جانب فصيل سياسي واحد ذو مرجعية دينية "مطلقة" فنتحرك من الفاشية العكسرية الأمنية "المطلقة" إلى الفاشية الدينية "المطلقة" أيضاً بعيداً عن نسبية السياسة وملعبها الواسع المفتوح البعيد عن الأمور المطلقة التي تثير خوف الشعب أو مشاعره الدينية.
• الثورة فشلت عندما رأينا كل الممارسات القديمة للحزب الوطني القديم من استئثار بكل شيء حتى الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور الذي ينبغي أن يكون توافقياً ولا علاقة فه بالبرلمان والأغلبية والحكومة.
• الثورة فشلت عندما لم يتحقق شيء من مطالبها. لا خبز ولا حرية ولا عدالة اجتماعية. برلمان "الثورة" لم يصدر بعد قانون الحد الأدنى والأقصى للأجور و مازل يناقش سن زواج الفتاة واللعبة التي تصدر أصوات "مسيئة للإسلام".

يجب أن نواجه الحقيقة. نحن الآن أمام خيار من اثنين. الأول هو نظام جديد ربما يحمل بعض جينات و شبه النظام القديم، أو حتى إصلاح لنظام قديم لكنه نظام أصبح يدرك أن الشعب قد صار أجرأ وأقوى. هنا ينبغي أن تتحرك الثورة الثقافية والتعليمية والسياسية بكل قوة حتى تنجح "الثورة الثانية" بإذن الله . الثورة الحقيقية هي أن ينخرط الثوار في السياسة والاتصال بالشعب وتوعيته وتثقيفه. لقد انتهت مرحلة قذف الطوب والهتاف و "يسقط يسقط حكم العسكر." لن يسقط حكم العسكر أو حكم المشايخ إلا إذا قام حكم الشعب. وحكم الشعب لن يقوم بالهتاف. سوف يقوم عندما يتخلص الشعب من الخوف من غياب الأمن الذي يلقيه في أحضان العسكر والخوف من الله الذي يلقيه في أحضان المشايخ.

هذا هو الخيار الأول. الخيار الثاني هو الدخول في نظام إسلامي جديد لا يعلم إلا الله تأثيره على مصر داخلياً وخارجياً. أقل ما فيها أنه لن يكون هناك مجال لا لثورة تعليمية أو ثقافية أو سياسية حيث سوف يتم مطاردة المثقفين والمبدعين و تشويه السياسيين الذين لا ينتمون للتيار الإسلامي (راجع موقف الإسلاميين من البرادعي الذي أعطاهم قبلة الحياة)، والانتقام من كل الإعلاميين (وأظن ذلك قد بدأ). وليس ذلك فقط بل القضاء على مرجعية الأزهر الوسطية التي أعتبرها العمود الثاني للخيمة بعد القوات المسلحة. ولعل أخطر بوادر هذا الخطر، مشروع القانون الأخير الذي اقترحه أحد النواب السلفيين بمجلس الشعب بإلغاء مرجعية الأزهر بالنسبة للأمور الدينية. مرجعية من إذاً؟ مرجعية الشيخ حسان؟ أم الشيخ القرضاوي؟!

لا أحد يريد أن يواجه الحقيقة لئلا يتهم الاتهامات الجاهزة مثل: خيانة الثورة والفلول وكل هذا الكلام. الثورة ماتت ويجب أن نعترف بموتها بدلاً من أن تموت مصر أيضاً. عندما يكون لديك جثة تدفنها قبل أن تتسبب في مرض وموت كل من في البيت. عندما تصيب الغنغرينة قدمك (بعد الشر) تبكي على قدمك الميتة، لكنك بكل حسم تقطعها لئلا يموت جسدك كله. لقد تعرضتُ شخصياً لهجوم لم أتعرض له في حياتي بسبب تأييدي للثورة عندما بدأت. والآن أتعرض للهجوم مرة أخرى لأني أريد أن أعترف بالواقع أن الثورة ماتت. ادفنوها قبل أن تموت مصر.



#أوسم_وصفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الذي يُضعِفنا؟
- أشكرك .. لكن (كنت) اتمنى
- مصر المُباعة -من فوق الهدوم- وهل هناك ثمّة أمل؟!
- يسقط التمييز. يحيا التمايز
- الثقافة القبلية والثقافة المدنية
- ثقافة الشباب
- الألتراس و -المتفرجون الشرفاء-
- السؤال الكبير
- ثقافة لوم الضحية
- أنا لا أهاجم المتدينين. حاشا لله. أنا أهاجم الدين!
- مش قادر أمنع نفسي من القرف
- صعود الإسلاميين حتمية -إلهية-
- همسات في آذان الأقباط
- أشعار في مراحل الثورة المصرية
- سؤال الإيمان في عصر ما بعد الحداثة
- الثورة يجب أن تبدأ
- النمو الأخلاقي
- همسات في آذان الإخوان
- سيظل التحرير روح مصر مهما حدث لجسدها
- ثلاث معضلات في الثورات العربية


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أوسم وصفي - ادفنوها قبل أن تموت مصر