|
مُظاهرة أمامَ البرلمان الكردستاني
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3722 - 2012 / 5 / 9 - 11:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أحَد الكًرد العراقيين المقيمين في بلاد المهجَر ، نشرَ مقالاً في الخارج ، يتخّيلُ فيه انه يتحدثُ مع الله ويتناقش معه ويعترض ... وهنالك دعاية بأن نفس هذا الشخص ، قام قبل فترة بِحرق القرأن . الى هُنا والأمرُ عادي الى حَدٍ ما .. فهذا الرجل يعيش في الغرب ، والقوانين هناك تكفل حُرية التعبير والمُعتقَد ... وأنا مع الرأي القائل ، ب ( تجاهُل ) أمثال هؤلاء ، وعدم توفير فُرصة للدعاية لهم والإنتشار ... لأن إستغلال القوانين الغربية المتسامحة ، للإساءة الى الأديان والمعتقدات والتطاول على الذات الإلهية .. هو أسلوبٌ رخيص وإعتداء على مشاعر قطاعات واسعة من الناس . على أية حال ... لو إقتصرَ الأمر على نشر المقال على بعض المواقع الالكترونية المحدودة ، ووقفَ عند هذا الحَد .. لِما كانتْ هنالك ضجة محلية هنا عندنا .. فالأنترنيت فضاءٌ مفتوح فيه الغث والسمين .. وأنتَ لستَ مُجبراً على قراءة مثل ذاكَ المقال المُسئ . لكن الذي حدثَ ، ان مجلة " جربة " المحلية في اقليم كردستان ، نشرتْ المقال المذكور ، والى جانبه عنوانٌ إستفزازي وتحريضي [ هبوا يامُسلمي كردستان ... الخ ] .. يُحّرِض فيه المسلمين المؤمنين في اقليم كردستان " لأن المجلة محدودة التوزيع وصغيرة ولاتصل الى الخارج " ، بالتحرك لِمعاقبة كاتب المقال [ المقيم في المهجر ] ! ، لتطاوله على الله وإحتمال كونه حرقَ القرآن !. طبعاً لم تذكر المجلة ، كيف يعاقب مُسلموا الأقليم ، كاتب المقال المقيم في الخارج ... عموماً ، يوم أمس الثلاثاء 8/5 .. " هّبَ " بعض مسلموا الأقليم في اربيل ، ورفعوا رايات لاإله إلا الله محمد رسول الله .. وحاولوا إقتحام مبنى البرلمان ، ورشقوا قوات الأمن بالحجارة .. وطالبَ بعضهم بإعدام رئيس تحرير مجلة "جربة" !! . المجلة التي رُبما أرادتْ أن تشتهر بتحريضها على كاتب المقال الأصلي المقيم في الخارج ... رُدتْ سهامها الى نحرها هي .. حيث ان المجلة اُغلِقتْ فوراً ، وسُحب العدد من المكتبات ، واُلقِيَ القبض على رئيس تحريرها !. ...................................... مُحّصلة ماحدث : - المقال العتيد ، في رأيي ، عبارة عن تخرُصات ، لاتستحق كُل هذا الإهتمام والمتابعة .. وعلى أية حال ، ورغم كوني لاأتفق مع كاتب المقال في العديد من الأمور .. لكنني لستُ مع كَم الأفواه " علماً انه في عصر الأنترنيت والفضاء المفتوح ، لا أحد يستطيع فعلياً ، التعتيم والمنع " . - كاتب المقال الأصلي .. في مهجرهِ مرتاحٌ وآمِن ... ورئيس تحرير مجلة "جربة" في السجن ، وكل كادر المجلة تعرضَ الى التهديد والوعيد !. - ان معظم الذين تظاهروا بالأمس في اربيل ورفعوا رايات إسلامية ، كانوا من الشباب .. ولم أرَ مُلتحياً بينهم إلا ما ندر ... " بعض الظرفاء قالوا : ان هؤلاء المتظاهرين رُبما كانوا [ إيمو ] !!. - قسمٌ من المتحمسين هتفوا أمام البرلمان مُخاطبين النواب في الداخل : إخرجوا أيها الكُفار !. - طالبَ بعض المتظاهرين ، بتسليم رئيس تحرير "جربة" إليهم ، [ ليعدموه فوراً ] !!. - قام بعضهم بحرق محلات بيع الخمور وفندقا سياحياً !. - اُصيب بعض رجال الأمن بسبب رشقهم بالحجارة والقناني ، واُلقي القبض عل بعض المتظاهرين . - أسوأ ما جرى ، هو منع الكثير من الإعلاميين والمصورين والصحفيين ، من مواكبة الحدث ونقل التفاصيل !. ..................... الخلاصة تهويل أمرٍ صغير وجعلهِ حدثاً / إلهاء الناس بأمور جانبية فرعية ، حتى ينسوا الأزمات الحقيقية التي نمُر بها / السماح لبعض الجماعات المتطرفة ، لفرض رؤيتها الرجعية على المجتمع / التضييق على الحريات العامة / فرض مزيد من القيود على الصحافة والإعلام وحرية الرأي والتعبير ... [[ على سلطات الأقليم أن تنتبه جيداً ، الى ان تراكُم الإستياء الشعبي من الفساد المستشري ، هو المُحّرِك الفعلي لأي تحرك جماهيري .. وهؤلاء المستاؤون سيشتركون في أي تظاهرة ، سواء كانت تحت شعارات إسلامية أو ليبرالية أو غيرها .. فقط للتعبير عن عدم رضاهم عن كيفية توزيع الثروات بالذات ]] .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
غرابة الحياة
-
كيفَ تُقّيِم زُعماءنا اليوم ؟
-
بعض أوساخ السياسة ... الموصل نموذجاً
-
- إتحاد الرِجال - والقطط الشَرِسة !
-
هل ستجري إنتخابات مجالس المحافظات في موعدها ؟
-
حمايات مشبوهة
-
التدليل الزائد
-
مِن نكد الدُنيا علينا
-
قوانيننا وقوانينهم
-
الوضع العراقي : خمسة على خمسة !
-
أمريكي .. يتحّدث مع نفسهِ
-
وطنٌ مِنْ زُجاج
-
أقليم كردستان : تغّيرات مُحتَمَلة في المشهد السياسي
-
الى صديقي الإيزيدي : أعتذرُ منك وأطلبُ الصفح
-
الكُتل السياسية .. والحساب بِدِقة
-
بينَ زَمَنَين
-
في الموصل ... خارطة سياسية جديدة
-
الأمريكي ... الصديق المُحايِد
-
حرب المخدات في بغداد في 27/4
-
قبلَ عشرين سنة ... واليوم
المزيد.....
-
شاهد ما قاله السيناتور بوب مينينديز بعد صدور حكم الإدانة بال
...
-
مقتل أكثر من 60 شخصا وإصابة المئات في قطاع غزة، والجيش الإسر
...
-
روبرتا ميتسولا تفوز بولاية ثانية على رأس البرلمان الأوروبي
...
-
المسؤولون الإسرائيليون يبلغون واشنطن بأن -نجاة الضيف من محاو
...
-
ألمانيا تفرض غرامة مالية باهظة ضد من يسيء لـ-المتحولين جنسيا
...
-
-واللا-: حماس لديها قدرات صاروخية بعيدة المدى يمكن أن تطال ا
...
-
مؤسس -الحلم الجورجي- يتوقع موعدا قريبا لانتهاء الصراع في أوك
...
-
استدعاء وزير الأمن الداخلي الأمريكي إلى الكونغرس على خلفية م
...
-
أهم أعراض التهاب الزائدة الدودية عند الأطفال
-
الكونغو .. 70 قتيلا في هجوم مسلح غربي البلاد بينهم 9 جنود
...
المزيد.....
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
المزيد.....
|