أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فاخر جاسم - الحوار الوطني الشامل ودوره في تفكيك حدة الاستقطاب السياسي وعزل التطرف والإرهاب في العراق؟














المزيد.....


الحوار الوطني الشامل ودوره في تفكيك حدة الاستقطاب السياسي وعزل التطرف والإرهاب في العراق؟


فاخر جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1093 - 2005 / 1 / 29 - 05:42
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يلاحظ المتابع لتطورات الوضع في العراق زيادة حدة التوتر السياسي ـ الاجتماعي، كلما أقترب آوان حل القضايا الحاسمة مثلما جرى قبل انتقال السيادة في حزيران الماضي وما نشهده في الوقت الحاضر حيث تجري الاستعدادات لإجراء الانتخابات في 30 كانون الثاني من العام الحالي. إن ذلك يرجع إلى سببين رئيسيين، الأول إصرار الولايات المتحدة على الإنفراد بالملف العراقي والأخطاء الفادحة التي أرتكبتها سلطة الاحتلال قبل نقل السلطة. والثاني، استمرار الخلافات بين القوى السياسية والقومية والطائفية، حول القضايا العقدية التي تواجه المجتمع العراقي.
إن ما زاد من تفاقم حدة الصراعات في المجتمع، عدم حدوث تحسن جدي في الوضع الامني، على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة المؤقتة. حيث نلاحظ تصاعد العمليات الإرهابية الموجهة ضد المؤسسات المدنية التي تقدم الخدمات الأساسية للمواطنين، النفط والطاقة، والأجهزة العسكرية المختلفة التي تحاول جاهدة مكافحة العناصر الإرهابية. ونتيجة للطريق المسدود الذي وصلت إليه العناصر الأرهابية والمتطرفة، زادت من أعمالها الأرهابية ضد المواطنين.
إن أستمرار حالة العنف والارهاب وحالة الإنقسام بين القوى السياسية حول سبل حل الأزمة السياسية ، يتطلب من جميع الأطراف التي يهمها عودة الاستقرار إلى العراق، أن تعي المخاطر الحقيقية التي تنتج عن استمرار الحالة الراهنة. فالولايات المتحدة تتحمل المسؤولية الرئيسية، وفق الشرعية الدولية، باعتبارها الدولة التي تقود القوات المتعددة الجنسية، إضافة إلى مسئوليتها الأخلاقية والمعنوية، بناءً على الأهداف التي شنت بموجبها الحرب على العراق، حيث وضعت تحقيق الديمقراطية في مقدمة تلك الأهداف. إن ذلك يتطلب منها العمل على ما يلي:
أ ـ المساعدة على إعادة اعمار فعالة تؤدي إلى عودة الحياة إلى الاقتصاد العراقي، وبما يضمن تشغيل المؤسسات الاقتصادية والخدمية. إن هذه القضية مهمة في الظرف الراهن، لأنها تعجل بتخفيف المستوى المرتفع للبطالة.
ب ـ مصداقية سياسية، تستند على تنفيذ وعودها بدعم الحكومة العراقية المؤقتة، خاصة في مجال تعزيز دورها في السيطرة على الملف الامني.

ج ـ السماح بمشاركة دولية واضحة، خاصة من الأمم المتحدة، سواء فيما يتعلق بإعادة الأعمار أو الإشراف على العملية السياسية والانتخاباتُ وقيادة القوات المتعددة الجنسية.

أما فيما يخص دول الجوار، فأن القلق الذي تبديه بين آونة وأخرى، لا يكفي إذ يجب عليها أن تدرك المخاطر المحتملة على أمنها القومي واستقرارها السياسي والاجتماعي التي يمكن أن تنشأ من استمرار حالة عدم الاستقرار في العراق. إن الموقف المسؤول لدول الجوار ينبغي أن يقوم على ركيزتين، الأولى، عدم التدخل في الشئون الداخلية العراقية. والثانية، التخلي عن الحسابات الضيقة التي تقوم على استخدام الورقة العراقية كأداة ضغط لتعزيز موقعها في الخلاف بينها وبين الولايات المتحدة.
أما على الصعيد الداخلي، فإن القوى والأحزاب السياسية العراقية، خاصة الممثلة بالحكومة العراقية المؤقتة ، تتحمل المسؤولية الرئيسية عن استمرار الحالة الراهنة، حيث يلاحظ ضعف فعاليتها السياسية في الشارع العراقي. فالنشاط العملي، لأغلبها، ما زال محدوداً وموجهاً ، في أغلب الأحيان، إلى كسب الموالين والأنصار. ولذلك يأتي فعلها السياسي كرد فعل على ما يجري الأمر الذي أفقدها المبادرة السياسية، خاصة في أنضاج المشروع الوطني العراقي لتجاوز المرحلة الراهنة.
إن مكونات الشعب العراقي السياسية، القومية، الطائفية والاجتماعية، مطالبة اليوم بالتحلي بالمرونة والعقلانية السياسية، في طرح المطالب. وهذا يتطلب منها عدم استغلال الصعوبات الراهنة وتعقيداتها، لتنفيذ أهدافها الكبرى عن طريق تحقيق المكاسب الفئوية الضيقة، والاعتماد، بدلاً عن ذلك على سياسة التوافق الوطني والمساومة التاريخية للتوصل إلى حلول للقضايا العقدية المختلف عليها: كالجدول الزمني لرحيل القوات المتعددة الجنسية، المشاركة في العملية السياسية والموقف من إجراء الانتخابات وكيفية إعادة بناء الدولة، مركزية أو فيدرالية.
ختاماً، أن عقد مؤتمراً " للمصالحة الوطنية " يمكن أن يشكل مدخلاً مقبولاً، من كل الأطراف العراقية، خاصة بعد أن فشل الحل الذي يعتمد على القوة ، فقط ،في القضاء على تصاعد العنف والإرهاب، لإنهاء الأزمة الراهنة وتفكيك حالة الاستقطاب الطائفي ـ القومي ـ الإقليمي في المجتمع العراقي، وبالتالي توفير الأرضية المناسبة، لعزل العناصر المتطرفة والإرهابية من خلال تضييق دائرة المؤيدين لها في المناطق التي تصاعدت مشاعر الغبن فيها مؤخراً.
ولكي ينجح مؤتمر الحوار الوطني الشامل، لابد من توفر بعض المستلزمات الضرورية، من أهما:
أولاً، توفر قناعة لدى المكونات السياسة والقومية والطائفية والاجتماعية في المجتمع، بجدوى المساومة التاريخية التي تقوم على التنازلات المتبادلة بهدف التوصل للوفاق الوطني.
ثانياً، إعداد جيد يقوم على نبذ المعيار الطائفي، كأساس لتحديد نسبة المشاركين فيه، واعتماد معيار التوافق الوطني في إعداد البرنامج السياسي والاجتماعي للفترة الانتقالية.
ثالثاً، اعتماد مبدأ مشاركة جميع القوى السياسية والتنظيمات الاجتماعية والدينية، بما فيها العناصر التي إنسلخت عن السلطة، قبل الاحتلال، وكافحت فعلاً ضد الدكتاتورية وتؤمن بالممارسة الديمقراطية.
ـ وأخيراً أن النجاح في تحقيق المهام أعلاه، يؤدي إلى توحيد كل الجهود الوطنية التي تسعى إلى إنهاء الاحتلال الأجنبي بأسرع وقت ممكن واستكمال السيادة الوطنية لبلدنا.



#فاخر_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في البرنامج الإنتخابي لقائمة إتحاد الشعب
- نحو آفاق جديدة للعمل المشترك بين المثقفين العراقيين وأقرانهم ...
- العراق موسم حصاد الأخطاء الأمريكية
- المثقفون العرب - وعقدة صدام
- ملامح الدولة والمجتمع في العراق في النصف الثاني من القرن الع ...
- طبيعة المرحلة الراهنة والمهام الآنية للحركة السياسية العراقي ...
- ملاحظات أولية حول إعداد الدستور العراقي
- بطاقات وفاء لصديقي النبراس باسم الصفار
- تاريخ العراق المعاصر عبر اليوم الأخير من حكم عبد الكريم قاسم
- المعارضة العراقية بين الدبابة الأمريكية والخيار الوطني


المزيد.....




- المدافن الجماعية في سوريا ودور -حفار القبور-.. آخر التطورات ...
- أكبر خطر يهدد سوريا بعد سقوط نظام الأسد ووصول الفصائل للحكم. ...
- كوريا الجنوبية.. الرئيس يون يرفض حضور التحقيق في قضية -الأحك ...
- الدفاع المدني بغزة: مقتل شخص وإصابة 5 بقصف إسرائيلي على منطق ...
- فلسطينيون يقاضون بلينكن والخارجية الأمريكية لدعمهم الجيش الإ ...
- نصائح طبية لعلاج فطريات الأظافر بطرق منزلية بسيطة
- عاش قبل عصر الديناصورات.. العثور على حفرية لأقدم كائن ثديي ع ...
- كيف تميز بين الأسباب المختلفة لالتهاب الحلق؟
- آبل تطور حواسب وهواتف قابلة للطي
- العلماء الروس يطورون نظاما لمراقبة النفايات الفضائية الدقيقة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فاخر جاسم - الحوار الوطني الشامل ودوره في تفكيك حدة الاستقطاب السياسي وعزل التطرف والإرهاب في العراق؟