أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - قاطرات التأريخ وما يطلق عليه اليوم بالربيع العربي















المزيد.....



قاطرات التأريخ وما يطلق عليه اليوم بالربيع العربي


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 3722 - 2012 / 5 / 9 - 02:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    






قاطرات التأريخ وما يطلق عليه اليوم بألربيع العربي
الشعوب العربية ومنذ زمن بعيد وهي تعاني من التهميش والقهر والجور والجوع ومصادرة الحريات والحقوق على يد الأنظمة المتعاقبة وممارساتها الهمجية والتعسفية الدكتاتورية والقمعية المقيتة .
وخاضت هذه الشعوب نضالات دؤوبة من أجل الأنعتاق والحرية والأستقلال ,وأستعادة لكرامتها المسلوبة والمستباحة ,وقدمت في سبيل ذلك الغالي والنفيس على مذبح الحرية والأنعتاق والتقدم والديمقراطية ,وأنجزت حزمة من المكاسب والأنتصارات ومنيت بالأنتكاسات والعثرات والاخفاقات خلال مسيرتها الطويلة والشاقة لبناء المستقبل الافضل, الدولة العصرية المتحضرة المدنية الديمقراطية ,دولة العدل والمساوات بين جميع ابنائها وفي جميع هذه البلدان ,وتحترم أرادتهم وخياراتهم ومن خلال المؤسسات والقانون .
والشعوب العربية بكل اطيافها ومكوناتها العرقية والدينية والثقافية هى جزء من حركة التأريخ ,تأثر وتتأثر في مجمل الحراك الأنساني في أنحاء المعمورة ,وأستخلاص التجارب من تأريخ الثورات الأجتماعية, والقراءة المتأنية لهذه التراكمات المعرفية فتكون لنا عونا في تلمس الواقع المعاش وبالتالي وضع تصورات وافكار تساعدنا في رسم المعاش ومستقبله بواقعية وموضوعية ومن دون شطط او طوباوية لا تمت في الواقع بشئ.
أن الولوج في بطون الـتأريخ والوقوف عند اهم محطاته وأحداثه مهم وضروري ولكن هذا يحتاج الى اسهاب وتوسع في دائرة البحث والتنقيب والوقت لا يسعفنا لمحدودية ما هو مسموح لنا بعدم تجاوزه ,وأنا مستمر في أتمام التنقيب والتوسع لأعداده ومن ثم نشره متى كان ذلك ممكنا,وسوف يقتصر الأعداد لهذا الموضوع على ذكر تاريخ بعض هذه المحطات .
سوف يكون الجانب الفكري هو المدخل لموضوعتنا ونبين رأي بعض المفكرين والفلاسفة من الثورة الأجتماعية .
أستطاعا كارل ماركس وفريدريك أنجلس أن يفسرا التغيرات الأجتماعية والتطور الاجتماعي والتأريخي على أساس فلسفي مادي جدلي وبرهنا بأن أنتاج وتجديد أنتاج الحياة المادية هما أساس الحياة الأجتماعية, والعملية التأريخية, وأساس الأنتقال من تشكيلة أجتماعية الى اخرى ارقى وأعلى تطورا .
واعتبر ماركس الثورة هى القانون العام لسير الطبيعة والمجتمع ,وهى الوسيلة الوحيدة لحل مشكلاته ولا سيما الجانب الأقتصادي الذي يستند عليه وينبثق منه نظام المجتمع في الوجوه الأخرى السياسية والاجتماعية والأخلاقية والفلسفية .
أن الثورات هى أدوات التغيير ,وهى قاطرات التأريخ كما سماها ماركس .
فطالما أن التأريخ يسير بصفة عامة في أتجاه التقدم فأن الثورة تصبح كما لو كانت تلك الطاقة الهائلة التي تنطلق بألشعوب والأمم نحو غايات عظمى تماما كما تفعل القاطرة بألقطارالأنساني التي تأخذه من محطة البداية الساكنة الى نهايات ديناميكية مفعمة بامال سعيدة ,والتأريخ يتطور بعملية حتمية متواصلة ومتعاقبة للتشكيلات الأجتماعية الأقتصادية من خلال تطور القوى المنتجة .
يقول الفيلسوف الأنجليزي جون لوك الليبرالي التجريبي العلمي المولود (1632-1704)وهو صاحب كتاب (بحث في العقل الأنساني 1690)الذي يعتبر من أعظم المؤلفات أثرا في علم النفس يقول (أن المدنية تنمو عن طريق العمل ,ومن ثم عن طريق نظم الملكية بوصفها نتاج العمل ) وكذلك يقول (ليس لأنسان لأن يمتلك أكثر مما يستطيع أستخدامه .) ولكن اختراع النقود مكنه من بيع فائض نتاج عمله ,وهو صاحب نظرية الحكومة النيابية المسؤولة ,والتي ألهبت مشاعر الشعوب والتي كانت تهدف الى الحد من قوة السلطة التنفيذية ,وانتقلت اراء لوك من أنجلترا الى فرنسا مع فولترواعتنقها مونتسكيو وكذلك روسو وبرزت في اعلان وثيقة حقوق الانسان التي اصدرته الجمعية التأسيسية الفرنسية عام 1789م والتي هي نفسها التي جاء بها لوك من قبل .
وللوك ملاحظة وهي أن معظم الديانات تنادي بألتسامح أيام ضعفها ,ولكنها تأباه في أيام قوتها ....ورأى أن الأضطهاد مصدره شهوة السلطان والسيطرة والحقد المقنع في ثياب الغيرة الدينية . والاضطهاد يصنع المنافقين ,والتسامح يشجع المعرفة والحق .
ومن أشهر ما قاله لوك (أن الثورة ظاهرة أجتماعية طبيعية ومنسجمة مع السير العام للمجتمع الأنساني ومع التطور التأريخي وهى تحدث عادة أذا توفرت الشروط الخاصة لحدوثها ,وهى عمل مشروع يحق للشعب بل يجب عليه أن يقوم به للقضاء على الحكومة التي لا تمثله والتي انحرفت عن الطريق السوي في الحكم .
يقول ماركس في مؤلفه (مساهمة في نقد الأقتصاد السياسي)...(أي تشكيلة أجتماعية لا تموت قبل أن تتطور جميع القوى المنتجة التى تفسح لها ما يكفي من المجال ,ولا تظهر أبدا علاقات أنتاج جديدة أرقى قبل أن تنضج شروط وجودها المادية في قلب المجتمع القديم بألذات.).
البشرية خلال قرون عديدة ومن المشاعية البدائية وما بعدها مرت بأكثر من تشكيلة أجتماعية نظرا للتطور الذي حصل على وسائل الانتاج والقوى المنتجة , ونتيجة لهذا التطور حدثت ثورات أجتماعية أدت الى ظهور تشكيلة أجتماعية جديدة ,ففي 73ق.م حدثت ثورة العبيد نتيجة منطقية للأستغلال الطبقي من قبل الأسياد مالك العبيد والتي أدت الى ظهور التشكيلة الأقطاعية وظهور وسائل أنتاج جديدة ومالكين جدد لهذه الوسائل .
يقول الفيلسوف السويسري (جان جاك روسو-ألمولود-1712-1778)..(ان العداء والكراهية والأنانية بين البشر ,بدأت حينما وضع أول أنسان سياجا حول قطعة من ألارض معلنا أنها ملكيته الخاصة) لأنها أيذانا بظهور الأستغلال والجشع بين بني البشر ,ويعتبر الحرية حق ولا يجوز التخلي عنه ,وفي حال تخليه عن هذا الحق يفقد أنسانيته وحقوقه كأنسان .
والمجتمع الأقطاعي لم يكن أرحم من سابقه ولكن بشكل نسبي, نعم تحول العبد المملوك والذي لا يملك اي شئ حتى حياته هى ملك سيده في التشكيلة العبودية ,أما في التشكيلة الأقطاعية فتحول هذا العبد المملوك الى قن (أي تحول الى عبد الأرض التي يملكها الأقطاعي مع منحه قطعة أرض صغيرة يزرعها لصالحه , ولكنه كان يباع مع الأرض أذا رغب صاحبها ببيعها لشخص أخر ,وهذه أستمرت من القرن الرابع الميلادي حتى قيام الثورة الفرنسية عام 1789/ والتي مرت بمراحل مختلفة وحصل تطور متنامي في وسائل الانتاج وقوى الانتاج وظهور الأكشافات وتطور المدن وظهور الأنتاج الحرفي وتطور المانفاكتورة ووفرة المواد الأولية ونمو طبقة التجار ,والأزمات الحادة والحروب الأهلية ومحاكم التفتيش والحروب الصليبية وتنامي المشاعر القومية ,واحتدم الصراع بحدوث الثورة الأنجيليزية وأعدام الملك عام 1749/ ,والثورة الأمريكية عام 1773 حتى 1783 بأستقلالها عن بريطانيا مما أثار المشاعر القومية وتنامي مقاومة الكنيسة وسلطتها, والتي تكللت بألثورة الفرنسية عام 1789م والقضاء على النظام القديم وتشكيلته الأجتماعية ,وظهور التشكيلة البرجوازية ومعها ظهور الجمهورية الفرنسية والتي كانت مأذنتا بتنامي حقوق الأنسان ونمو الوعى الطبقي وبروز البروليتارية كقوة منتجة والتي تعيش من بيعها لقوة عملها , يقول لينين (كان أنجلس أول من أثبت أن البروليتاريا ليست فقط الطبقة التي تتألم ,بل أن الوضع الأقتصادي المخزي الذي تعانيه ألبروليتاريا هو الذي يدفع بها الى الأمام دفعا لايتراجع ,ويحفزها الى النضال في سبيل تحررها النهائي .
أن النظام الرأسمالي الذي نشأ في رحم التشكيلة الأقطاعية, والذي من خلاله تحققت منجزات كبيرة في الرفاهية والتقدم وعلى مستوى الحقوق والصحة والتعليم والقوانين والتقدم العلمي والتقني, ولكنه كان وما زال يشكل عبئا ثقيلا على البروليتاريا وأستغلاله الجشع لقوة عملها ومن خلال فائظ القيمة وألذي يأدي بدوره الى تراكم رأس المال بيد المالكين لوسائل الأنتاج .
أن تفاقم التناقضات بين الرأسماليين والبروليتاريا وسائر الطبقات الفقيرة سيقود بألضرورة الى أذكاء جذوة النضال والتعجيل بعملية التغيير والثورة .
الرأسمالية هى ثمرة التطور الصناعي, والنقلة النوعية في وسائل الأنتاج المتخلفة في التشكيلة الاقطاعية ,الى وسائل متطورة بعد الثورة الصناعية الهائلة .,وتطورت الرأسمالية في القرن التاسع عشر من رأسمالية صناعية الى رأسمالية مالية ,وأصبحت المؤسسات المالية تتحكم في النشاط الأقتصادي والحياة السياسية وأنعكس ذلك التطور بشكل سلبي على الشعوب وخاصة في بلدان الشرق والعالم الثالث حيث أستهدفها التوسع الأستعماري ,ونتيجة هذه السياسة الأستعمارية والهيمنة والتوسع ,قابلها نهوض في حركة الشعوب المستعمرة وتنامي حركة الطبقة العاملة وأحزابها الثورية في اوربا وروسيا ومناطق أخرى من العالم وخاصة في القرن العشرين ,وخاضت هذه الشعوب نضال شاق ودؤوب تكلل بقيام ثورة أكتوبر عام 1917 بقيادة الحزب الأشتراكي الديمقراطي الروسي وقائده فلاديمر أوليانوف لينين,وكانت حدثا تأريخيا مجيدا وملهما لكل شعوب العالم وخاصة التي ترزح تحت نير الأستعمار البغيض ,فشهد العالم نضالات وثورات, ومنها منطقتنا العربية والأفريقية ,فقد تمكنت قوى هذه الشعوب في العراق وسوريا ومصر وتونس والمغرب وبلدان أخرى, تمكنت من التخلص من الهيمنة الأستعمارية ونالت كثيرمنها أستقلالها عن الدول المستعمرة ,ولكن لم تتمكن هذه الثورات والانقلابات من أنجاز مشروعها الوطني والتأسيس لبناء دولة مدنية ديمقراطية ومستقلة ,بسبب غياب مشروع الدولة المؤسساتية, دولة المواطنة وسيادة القانون ,بل جرى الألتفاف على هذه الثورات وسادت الدكتاتورية بدل الديمقراطية والزعيم الأوحد بدل الدولة البرلمانية, وأنحسار الحريات وسيادة الأرهاب والسجون والقتل والتشريد ,والاحتراب السياسي بدل التحالفات والتعاون المشترك لبناء هذه البلدان وتغليب المصالح الأنانية الضيقة على حساب المصالح العليا لهذه الشعوب ,وهذا لم يكن بمعزل عن التدخلات الأقليمية والأستعمارية في هذا البلد أو ذاك مما الحق أفدح الخسائر بمسيرة هذه الشعوب ,ولكن هذا لا ينفي أبدا بان هذه الشعوب لم تحقق شئ ؟,لا بل حققت كثير من المكاسب والأنجازات في مجال الحقوق والحريات والقوانين وحقوق المرأة ,وفي المجال الأقتصادي ونموه مما أنعكس أيجابا على شرائح كثيرة من هذه الشعوب .
لم تتمكن القوى السياسية الفاعلة التي كانت تتصدر المشهد السياسي من انتاج نظام سياسي أقتصادي أجتماعي يلبي طموح الغالبية الساحقة من هذه الشعوب مثل ما ذكرنا فيما سلف ,بل العكس وبألضد من المصالح العليا لهذه الشعوب فخلقت أنظمة دكتاتورية لا ديمقراطية تعسفية انتجت الفقر والظلم والارهاب والكبت ومصادرت الحريات ,ونتيجة لهذه المعانات لعقود من السنين خرجت هذه الشعوب عن صمتها ولتعبر عن رفضها لهذا الواقع المرير ولهذه الأنظمة, والتي فقدت كل مقومات وجودها ,وتمكن هذا السيل الجارف من الجماهير وبشكل عفوي فاجئ الجميع, تمكن من أسقاط الأنظمة في تونس ومصر وليبيا (الذي تم أسقاطه بتدخل حلف شمال الأطلسي السافر وبالضد من مصلحة الشعب الليبي وهو أستخفاف بقدرات الليبيين ),وما زال الحراك مستمرا وستتمكن القوى السياسية في البلدان الأخرى من انجاز مشروعها الوطني , وأحب التأكيد هنا بألقول يجب ادانة أي تدخل خارجي وخاصة من الولايات المتحدة والبنتاغون لأنه لا يساهم بقيام نظام يلبي طموح هذه الشعوب .
تقول المناضلة الأممية روزا لوكسيمبورغ(1870-1919)(هنالك صلة لا تنفصم تربط بين الأصلاحات الأجتماعية والثورة ,فالنضال من أجل الاصلاحات هو وسيلة الأشتراكية الديمقراطية والثورة الأجتماعية غايتها .
الحراك الجماهيري العربي لم يكن ردت فعل على أحراق محمد بوعزيزي في 17 ديسمبر 2010 فقط ,أنما هى مجموعة من التراكمات الكمية الهائلة وجدت جذوتها تشتعل عندما أشعل بوعزيزي النار في جسده فأشتعلت النار تحت أقدام الأنظمة العربية المتهالكة على المغانم والمفاسد واكلة المال السحت الحرام ,ففجرت الأرض في قصورهم ومنتجعاتهم ومباغيهم وتطاير الشرر من كل ركن من اركانهم وضاقت الأرض بما رحبت ,وتهاوت عروشهم مثل القش المتطاير في يوم ريح عاصف .
السؤال هنا ماهي أسباب هذا الهيجان وهل كان منسجما مع ذاته أم هو أستثناء لقاعدة؟ ام هو يمثل التطور الطبيعي للأرادة الخالصة لتطور التأريخ ولثورته الأجتماعية !.
الجواب على هذي وتلك ,يمكننا أن نجتزء من الكم الهائل من الأسباب والحقائق والمسلمات التي أفرزتها الحياة عبر مرحلة طويلة ومريرة قد نتمكن من وضع اليد على البعض منها مساهمة منا في تلمس الواقع أو الأقتراب منه خدمة للمشروع الوطني في هذا البلد او ذاك ومساهمة لبلورة روئ مشتركة حول ثوابت ومتغيرات ووسائل العمل النضالي لقوى اليسار العربي.
هنلك امور عامة ومشتركات في أسباب الأنتفاضات الثورية ,اومشتركات لهذا الحراك مع أقرارنا بأن لكل بلد من هذه البلدان له خصوصيته وأصطفافاته ومحفزاته ومعوقاته ,ولكن بألتأكيد هناك مشتركات عامة لكل هذه البلدان تقريبا .
كل هذه البلدان أنظمتها غير ديمقراطية مزورة للحقائق ومصادرة للحريات والحقوق ,وكل هذه الأظمة تمارس الأضطهاد والقمع والقهر والتسلط بما في ذلك التصفيات الجسدية والأرهاب الفكري والسياسي لكل من يخالفها الرأى, ومصادرت حقوق العمل السياسي والمهني والنقابي ,وغياب القانون ودولة المواطنة وقبول الأخر ,أرتهان أغلب هذه الأنظمة الى الدول الأمبريالية وتبعيتها الأقتصادية ,والتأثير المدمر للشرائح الدنيا والكادحة لبرامج وسياسات العولمة المتوحشة من خلال المساهمة في أفقارها وبؤسها وشقائها.
الفساد المالي والأداري وأحيانا القضائي وغياب تكافئ الفرص في الحصول على فرص العمل ,الفقر والبطالة وتدني القدرة الشرائية للفرد وبخاصة الطبقات الفقيرة ,والركود الأقتصادي وتدني الخدمات في الصحة والتعليم والطرق والمياه والرياضة وغياب البرامج الترفيهية ,وغياب النوادي الأجتماعية والثقافية ,وشحت المكتبات العامة ودور العجزة والأيتام ,والتوزيع غير العادل للثروة والموارد الأقتصادية المختلفة ,والتحالف بين المتربعين على دست الحكم واصحاب الثروات ورأوس الأموال على حساب السواد الأعظم من الناس مما يزيد من الفوارق الطبقية وأرتفاع نسبت الفقراء وزيادة في ثراء الأغنياء ,غياب شبه كامل لشبكات المعونات الأجتماعية والتي من المفروض أن تضمن الحد الأدنى لنفقات المعيشة وأعانات العاطلين عن العمل .هذا غيض من فيض وهنالك مصادرة لحقوق المرأة فكريا وسياسيا واجتماعيا وحصرها في زاوية البيت بحجج عفى عنها الزمن وأصبحت
في ذمة التأريخ ,ولكن أنظمتنا ما زالت تعيش ماقبل عصر النهضة .
هذه الأسباب وغيرها فجرت هذه الأنتفاضات والثورات كتعبير عن طموحات وأماني الجماهير الغفيرة .
بعد مايزيد على العام من هذه الهبات , تمكنت تونس ومصر من وضع أقدامهما على أول ممارسة يمكننا تسميتها بالديمقراطية فقامت في تونس انتخابات برلمانية ورئاسية, تمكن الأسلام السياسي من حصد ما يزيد على 40%من أصوات الناخبين وحضوض اليسار كانت خجولة تمثلت بأقل من 20%من أصوات الناخبين طبعا هذه من ضمنها الذين تحالفوا معهم .
وفي مصر الأمور أكثر قتامة فقد تمكن الأسلام السياسي من تحقيق نتائج كبيرة تزيد على 60% أما اليسار فلم يتمكن من تحقيق نتائج تمكنه من المناضرة والمواجهة مع الأخوان والسلفيين ,وهذا يشكل تراجع لليسار ,وعلى هذه القوى شحذ الهمم وتجميع القوى لتحقيق نتائج افضل في الجولات الأخرى, مع التأكيد على وحدة ونضال قوى التيار اليساري الديمقراطي.
ورب سائل يسأل عن سبب تخلف التيار اليساري عن الركب فسأحاول تسليط الظوء على بعض جوانب هذا المشكل الأجتماعي رغم ثقتي بقدرة التيار من تحقيق نتائج أفضل في الفترات اللاحقة .
تناول هذا الجانب الواسع والذي يعيدنا الى خمسة او ستة عقود, ولصعوبة ذالك سوف أمر على هذه الفترة المتشابكة والمتباينة. منذالأربعينات وما تلاه كانت في المشهد العربي قوتين رئيسيتين هما التيار القومي والتيار اليساري ومر هذين التيارين بمد وجزر في العلاقات الثنائية وفي أغلب الفترات كان الأحتراب والتقاطع ديدنهم ,وأتيحت فرص ذهبية للتيار اليساري والذي حاز على تأيدا واسعا في الشارع العربي نتيجة تبنيه أهداف وطموحات الجماهير وقيادتها,ولكنه فشل في منتصف الطريق لعدم قدرته بأغتنام الفرص الذهبية التي أضاعها بسبب ضعف الطاقم القيادي والذي من مهماته تحديد الاولويات والمهمات الانية والمستقبلية واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب ,وتحديد الحلفاء الأنيين والمستقبليين ,كذلك غاب عن برامج هذه الأحزاب السلطة وقيادتها مما أفقده ألقه ودعم الجماهير له ,وكذلك تبعية الأحزاب الشيوعية واليسارية للحزب الشيوعي في الأتحاد السوفيتي أدى الى أرباك هذه الاحزاب وأضعافها وسلب أستقلاليتها مما أفقدها عنصر المبادرة والأبداع والذي أدى الى ضياع فرص تأريخية في قيادة الدولة والمجتمع في بعض من هذه البلدان,فوقفت عاجزة بالنهوض بمسؤوليتها التاريخية مما ألحق افدح الخسائر بمسيرة اليسار بشكل خاص وهذه الشعوب بشكل عام , وهناك سبب أخر وهو الملاحقات والتصفيات وألسجون والأبعاد وأستخدام كل انواع القهر لقوى اليسار من قبل كل الأنظمة في جميع البلدان العربية مما خلق صعوبات جمة امام نمو وتطور هذه القوى ,وممارسة الأرهاب المنظم تجاه قوى اليسار يحتاج بمفرده الى صفحات لتبيان همجية وأرهاب الأنظمة العربية وأجرامها بحق خيرت المناضلين في هذه البلدان ,وسوف أذكر بعض منها من دون الدخول بأي شرح لأنه يتعذر علينا في هذه العجالة أن نبين حجم الأهوال والكوارث التي قامت بها أعتى الرجعيات تخلفا وقسوة ,في العراق طوال السبعين عام تعرض اليسار والمتمثل بالحزب الشيوعي العراقي بشكل مستمر ,اعتقالات وتشريد وفصل سياسي وحملات وتصفيات جسدية على طول تأريخ الحزب النضالي ,وتم اعدام قادته فهد وزكي بسم وحسين محمد الشبيبي في نهاية الأربعينات من القرن الماضي وسجون بعقوبة والحلة والرمادي ونقرة السلمان سئ الصيت وسجن بغداد المركزي ,كانت شاهد على همجية أعداء قوى اليسار ,كذلك بعد الانقلاب الفاشي الذي قام به أيتام البعث وأزلامهم بحملة بربرية جديدة وبتصفيات جسدية مريعة لم يشهد لها العالم مثيلا, وتم تصفية الامين العام للحزب سلام عادل ومحمد صالح العبلي وجمال الحيدري وعبد الجبار وهبي وحسن عونة وتوفيق منير ولطيف الحاج وطالب عبد الجبار ونافع يونس ووعدالله النجار ومئاء أخرين في مسلخ بشري لن ينساه كل من تعز عليه كرامة هذه الشعوب ,ولن يتوقف مسلسل القتل والارهاب ,فقامت حملات أخرى وبنفس الهمجية في عام 1969 ضد اليسار في صفوف الجيش العراقي وفي عام سبعين بهجوم اخر حصد العشرات وتلقى الحزب ضربات قاسية راح ضحيتها قادة اماجد مثل الشهداء شاكر محمود وستار خضير وعلي البرزنجي ومحمد الخضري وكل اعضاء منطقة بغداد أمثال عبد الامير سعيد وعزيز حميد ,وعضو منطقة الفرات الأوسط كاضم الجاسم وغيرهم العشرات ,واستمر مسلسل القتل وفقام النظام الفاشي بحملة بربرية جديد عام 1978 وما تلاها وتم تصفية المئات من خيرت المناضلين والمفكرين والأدباء والمثقفين وامثال الشهداء الدكتور صفاء الحافظ وعزيز سيد جاسم وعايدة ياسين وغيرهم مئات, رغم كل هذا الكم الهائل والخسائر التي أثقلت كاهله تمكن من الصمود وعاد الى أحضان شعبه الذي احبه فحموه بأرواحهم وبألغالي والنفيس ,أما ما جرى في البلدان الأخرى فليس بافضل من سابقه الحزب الشيوعي العراقي والقوى الديمقراطية العراقية ,فقد جرى تصفية القائد الشيوعي اللبناني السوري عام 1959 بعد اعتقاله وتصفيته تحت التعذيب , والقائد الشيوعي المغربي المهدي بن بركة والذي تم أختطافه من قلب باريس في 29/10 /1965وتصفيته من قبل النظام المغربي ,وفي السودان تم أعدام كوكبة مناضلة عام 1971 على يد نظام النميري حيث قام بتصفية السكرتر العام للحزب الشيوعي السوداني عبد الخالق محجوب وعضو المكتب السياسي الشفيع احمد الشيخ ومعه قادة الثورة يوسف العطا وفاروق حمدالله وأخرين وبمساعدة وتأييد الرئيس الليبي معمر القذافي,وكذلك في مصر وعلى يد الرئيس جمال عبد الناصر الذي قام بحملة بربرية ضد اليسار المصري والحزب الشيوعي المصري ,والذي منع نشاطهم وألقى بهم في غياهب السجون وكذلك الرئيس السادات سار على نهج سلفه بمحاربة اليسار وسجن وتشريد رموزهم ونال من بركات هؤلاء الحكام المفكر والقائد الشيوعي محمود امين العالم النصيب ذاته ثمنا لمواقفه الفكرية والسياسية,هذا كان نصيب اليسار من الحكام العرب ,مثلما ذكرت لا يسع المجال لكي أبين حجم الأرهاب الذي مورس بحق اليسار وما زال مستمرا في كثير من هذه البلدان , فهل مورس هذا الأرهاب وبهذا الحجم بحق قوى الأسلام السياسي ,وهل كان بامكانه النهوض مرة أخرى لو تعرض لهذا الأرهاب, ومع التاكيد على شجب وادانة كل أنواع الأرهاب والتنكيل والسجون ولأي سبب كان وضد أي فصيل سياسي ,مع كل ما جرى ما زالت قوى اليسار في البلدان العربية قوة فاعلة ومؤثرة ,وسوف تستعيد ألقها وقوتها لأنها تمثل فكر الحياة الجديد والمتجدد والذي يعيش في الفضاءات الرحبة وفي نهارات الحياة لأنه يكره الظلمة والعتمة فهولا يعيش ألا في الحياة المتجددة وهذا سر ديمومته وأستمراره مهما حاولوا محاصرته والقضاء عليه فهو باق وأعمار الطغاة قصار.
عندما نتكلم عن اليسار العربي يتبادر لذهننا الوعي السياسي,والذي يمثل الرؤية الشاملة بما تتضمنه من معارف سياسية ,التي تتيح للأنسان أن يدرك أوضاع مجتمعه ومشكلاته ويحللها ويحكم عليها ويحدد موقفه منها والتي تدفعه للتحرك من اجل تغيرها وتطويرها. .
ان مهمة هذه التيارات الديمقراطية اليساريةهو وحدة برامجها, ورفع الوعي الفكري والسياسي في كل مفاصل هذه الاحزاب, مع مراجعة متأنية لتأريخها النضالي, وتقويم وتصويب سياساتها وبرامجها ونظامها الداخلي بما ينسجم مع حاضر ومستقبل هذه الشعوب ومتطلبات عملها بين الجماهير.
وحتى نكون منصفين وموضوعيين في تقيمنا لليسار العربي وتراجعاته وأضافة لما ذكر وتقدم قوى الأسلام السياسي المرحلي وهل هو أستثناء لقواعد التطور الأجتماعي نتيجة عوامل أنية سوف تزول بزوال هذه المسببات؟ .
أن طبيعة الثورات لا تتحدد بأمنيات قادتها ,أو بأحلامهم ,بل في مستوى تطور,والهجوم على اليسار والتثقيف ضد ه عبرهذه القنوات التي ذكرناها ,وهذه الروافد غير متوفرة لدى قوى اليسار ,وهناك عامل فكري ونفسي يمارسه الأسلامويون وبشكل ديماجوجي تعبوي غيبي الغاية منه تسويق لفلسفتهم المضللة والتي تفتقر الى المصداقية وبعيدة عن الواقع الحياتي للناس.
كذلك في كثير من الأنظمة العربية يمارس الاسلام السياسي نشاطه بشكل علني مثل الأردن وفلسطين ومصر والمغرب والكويت والسودان ولبنان والعراق وبلدان اخري ,وكان الأخوان في مصر ابان نظام مبارك لديهم 88 مقعد في البرلمان .وهناك اسباب موضوعية وبنيوية تأثر على سايكولوجية الشعوب العربية ولها الأثر المباشر على خيارات الناس اضافة للتي ذكرناها أنفا ساحاول تناولها على عجالة .
لوتفحصنا المجتمعات لهذه الشعوب لوجدنا أن نسبة الأمية في هذه البلدان تزيد على 29%من مجموع السكان في الوطن العربي البالغ 335 مليون نسمة,وترتفع بين النساء لتصل الى 46.5%,وأن عددالأميين من الفئات العمرية والتي تزيد عن 15 عام هو 99.5 مليون نسمة ,وأجمالي الأميين العرب والتي تتراوح اعمارهم من(15-45)يبلغ 75 مليون نسمة .
وسجلت اليمن أعلى نسبة أذ بلغت نسبة الأناث الغير متعلمات ولا يجيدون القراءة والكتابة يبلغ 65% مقابل 27% للذكور .
والمغرب بلغت الأمية للنساء 60% وبلغت35% للذكور ,وهناك ما يزيد على 12 مليون طفل في سن التعليم الألزامي هم خارج منظومة التعليم حسب ماجاء في التقرير العربي لمحو الامية ,وتقول المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) في بيان أصدرته في 12/11/2008أن عدد الأميين وصل الى 100 مليون نسمة من مجموع 335 مليون عدد سكان البلدان العربية .
ومما لا شك فيه بأن الأمية داء وأفة أجتماعية تأثر تاثير بالغ على خيارات الناس وعلى حقوقهم وواجباتهم ,مما له بالغ الأثر على نتائج الأنتخابات وطبيعة نظام الحكم والقوى التي تتسلم مقاليد السلطة ,لذلك تستغل القوى المتخلفة والظلامية جهل واللاأبالية للتسلق لهرم السلطة وبألضد من مصالح من أنتخبوهم وهذه أحدى معوقات القوى التنويرية في العملية الأنتخابية.
وفي العراق ووفق تقرير صادر عن وزارة التخطيط والتعاون الأنمائي أواخر 2007 أن الفقر نسبته 60%بين العراقيين والبطالة نسبتها 50% .
ونسبة النساء الأرامل تبلغ 9% ويبلغ عددهن 899.707 ألف نسمة حسب المسح الأجتماعي والأقتصادي للأسرة في العراق والذي نفذه الجهاز المركزي للأحصاء على مدى عام 2007 .وتشير الأحصائيات المتعلقة بألعالم العربي ,الى ان حوالي 40 مليون أنسان يعانون من نقص التغذية أي ما يعادل 13%من مجموع سكان الوطن العربي تقريبا ,ونحو مائة مليون أنسان يعيشون تحت خط الفقر ,وفشل الخطط التنموية والتوزيع غير المتكافئ للثروات والفساد,وهذه من المعوقات الأساسية والهامة والتي تأثر على خيارات الناس وقدراتهم على الأختيار المسؤول والواعي بما ينسجم مع مصالحهم وبما يلبي أحتياجاتهم ,والجهل والفقر هما الشفيع والمنقذ للقوى المتطرفة والظلامية والمعادية للديمقراطية في قدرتهم على التسلق لهرم السلطة من خلال جهل وفقر الناس لأنها ضد التنوير والحداثة .
كما أن الأراضي الزراعية المستغلة في الوطن العربي لا تمثل سوى 30% من الأراضي الصالحة للزراعة والبالغة 175 مليون هكتار ,وهى مساحات ما فتئت تتناقص بسبب الظروف الطبيعية والبشرية ,لذلك وبسبب هذا التدهور في انتاج الغذاء اللازم للأكتفاء الذاتي ,
فيستورد الوطن العربي أكثر من 50 مليون طن من الحبوب حسب المنظمة الأممية للأغذية والزراعة (فاو ).
كذلك هناك تدني ملحوض في الخدمات الطبية فلا يوجد سوى طبيب واحد لكل 30000 ألف نسمة,وهذا رقم متدني جدا .
ويغلب الطابع الأستهلاكي في المجتمعات العربية بألرغم من تدني القدرة الشرائية لأرتفاع نسبة الفقر ,لغياب سياسات الترشيد الأستهلاكي والذي يجعل البلدان العربية من بين الأكثر تاثرا بألمظاهر الأستهلاكية ,ففي مصر نسبة الفقر هى 41% ولكن بلغ حجم الأنفاق الأستهلاكي 131 مليار دولار في عام 2009, مقارنة بنحو 119 مليار دولار في السعودية .
وهناك نقص حاد في الأنتاج الثقافي بشكل عام والذي يشمل الصناعة الثقافية والخدمات الثقافية ,ونشير هنا الى وجود (كتاب مطبوع واحد لكل 110779 ألف نسمة في البلدان العربية ,ونسبة القنوات الفضائية العربية المتخصصة بلغت 18.6%والاغاني 18.3% مقابل 4.8% للأدب والثقافة فقط,والصحف المخصصة للشباب لا تتعدى 3%من مجموع الصحف العربية المتخصصة حسب التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية لعام 2008.
وغياب الوسائل التي تستوعب الشباب من نوادي ثقافية وفنية ومخيمات كشفية ورياضية وترفيهية في اغلب البلدان العربية. .
ان المرأة هى نصف ثرواتنا البشرية ,فما زال هذا النصف مهملا مهمشا مستعبدا وطاقاته معطلة بسب الأمية الكبيرة التي تعانيها مجتمعاتنا العربية ,أن النهوض بها معرفيا وتنوير ذهنها وتحرير طاقاتها وقدراتها ,هي الخطوة الأساسية الأولى التي تفتح أمامها الباب لتعي حقوقها وتشعر بمكانتها في المجتمع وتكون عضوا فاعلا مثلها مثل الرجل ,ولأنتشالها من سطوت الأسلام الراديكالي والمصادر لحقوقها وتهميشها, ونظرته الدونية لها ,والمرأة هى أول ضحية للأيديولوجية الأسلامية .
هذه الأسباب وأسباب أخرى مثل قانون الأنتخابات ومفوضية الأنتخابات والمال السياسي وشراء الذمم وأستخدام المال العام وعمليات التزوير والتدخلات الأقليمية والدولية لحساب طرف على حساب الطرف الاخر ,وأنهيار ما كان يعرف بألمنظومة الأشتراكية , كلها ساهمة بتقدم الاسلام السياسي على حساب القوى اليسارية والعلمانية الديمقراطية.
وبعد صعود الأنظمة التي قامت ,حديثا ووفق عملية سياسية كل ما يقال عليها ديمقراطية ,ما هى المهمات التي ستواجهها هذه الأنظمة في الجانب الأقتصادي , هل ستركب قطار العولمة وحرية السوق وتصفية ما تبقى من قطاع الدولة؟ والتي سوف تحدد هويتها من خلال هذا الخيار, أم أنها سوف تتوائم مع مصالح الناس وتحمي حقوقهم ؟ وزيادة دور الدولة في أدارة الأقتصاد والرغبة في توفير فرص العمل لملايين من العاطلين ,واشراك الافراد في تقاسم الثروة والموارد المالية وتجاوز الخصخصة وحرية السوق وجشع الرأسمالية المتوحشة ومنع تدخل المؤسسات الأقتصادية الدولية (البنك الدولي –وصندوق النقد الدولي –ومنظمة التجارة العالمية ) . والقيام بمشاريع طموحة لتخفيف الفوارق الطبقية
وتنشيط الاقتصاد وتسريع النمو ,واحداث تغيرات بنيوية في الهيكل الهرمي للدولة لكي تواكب هذا التغير.
نستخلص مما تقدم ونطرح السؤال والذي يطرح نفسه ألا وهو,ما الذي جاء به الربيع العربي ؟ الجواب ببساطة ومن دون تحفظ وبثقة تامة ان نتائجه الأساسية هو كسر حاجز الخوف والتردد نحو طرح كل ما يجول في هواجس الناس وحاجاتهم الأساسية , وسوف لن يتراجعوا أو يتنازلوا ولن يستكينوا وبثقة المنتصر ,ولن تتمكن أي قوة بعد اليوم من سلبهم لحريتهم وهذا مفتاح لتكون الأبواب جميعها مشرعة لنيل الحقوق حتى وأن تمكنوا الراديكاليون الأسلامويون التسلق والصعود الى السلطة لأكثر من دورة أنتخابية ,ومهما استخدموا من أساليبهم وطرقهم المضللة والملتوية ,فالحياة مع الفضاءات الرحبة المشعة وليس مع الظلام والظلاميون,وكل الأمور الاخرى هى تفاصيل تدخل ضمن السياق العام.

صادق محمد عبد الكريم الدبش
27/4/2012



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجدا لأذار الخير والسلام
- مجدا لأذار ألخير
- لترتفع الأصوات لأيقاف غلات الامريكان من اللعب بمصائر الشعوب ...
- لمصلحة من تقرع طبول الحرب
- ايقاف حمام الدم في وطننا الجريح ضرورة وطنية ملحة
- العداء للشيوعية والعلمانية حلف غير مقدس
- الفاشية لم تكن يوما قدرا على شعب من الشعوب
- الفاشية لم تكن يوما قدر لشعب من الشعوب
- فصل الدين عن الدولة
- التيار الدمقراطي والمأزق السياسي العراقي
- بورك عيدكم ايه الابات
- وحهة نظر


المزيد.....




- برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع ...
- إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه ...
- ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
- مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
- العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال ...
- اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
- هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال ...
- ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
- مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد ...
- موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - قاطرات التأريخ وما يطلق عليه اليوم بالربيع العربي