أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - استعجلت الرحيل يا ابا اياس..!














المزيد.....

استعجلت الرحيل يا ابا اياس..!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3722 - 2012 / 5 / 9 - 00:01
المحور: سيرة ذاتية
    



هوى ،هذا الاسبوع، وتد آخر من اوتاد الخيمة المصمصية واعمدتها الاساسية وأفل كوكب من كواكبها الساطعة المضيئة ، هو الاستاذ والمربي والشخصية الاجتماعية المعروفة والمحبوبة ، مدير مدرسة الغزالي(ام الفحم) السابق، علي فارس اغبارية (ابو اياس) الذي اختطفته يد المنون سريعاً كالبرق ، بعد معاناة مع المرض اللعين الفتاك ، مرض العصر الذي ينهش الجسد ، ولم يمهله طويلاً.
وما ابشع الموت الذي يتصيد اعز الناس وخيرة الرجال في وقت احوج ما نكون اليهم. وكم نحن بحاجة الى امثال راحلنا الغالي (ابو اياس) الذي لم يكن ذلك الانسان العادي ، بل كان انساناً اجتماعياً فعالاً ترك بصمة في المجتمع واثراً طيباً في قلوب ونفوس اهل بلده واحبائه واصدقائه، الذين بكوه وودعوه بالعبرات والحسرات والآهات والدموع وشيعوه الى مثواه الأخير بموكب جنائزي مهيب يليق به وبمكانته الاجتماعية والتربوية.
فأبو اياس اخ عزيز وغالي علينا جميعاً لم تلده امهاتنا ، كان جمل المحامل في زمن عز فيه الرجال، ومن اصحاب المواقف والمبادئ النبيلة ، احب بلده وناسها الطيبين حتى الثمالة ، وكان يجدل لمصمص ضفائرها ويهدي لها اجمل كلمات الحب والوفاء . وقد حمل الكلمة والمعرفة للاجيال الشبابية الجديدة ورباها على الخير والطيبة والدماثة والعطاء ، وعلمها كيف تحب بعضها البعض ، وكيف تبني مستقبلها الواعد بعيداً عن اي تزمت وتعصب وضغينة وحقد وكراهية .
عرفناك يا ابا اياس انساناً خلوقاً هادئاً متسامحاً متواضعاً صبوراً قنوعاً كريم النفس ، راضياً مؤمناً باللـه بقضائه وقدره، وكنت على علاقة حميمة مع الجميع وقدوة للآخرين .
وكنت اباً حنوناً وأخاً رؤوفاً وصديقاً ودوداً ، ونعم الاخ والصديق والخل الوفي والزوج المخلص المتفاني في سبيل سعادة ابنائه واهل بيته.
وكنت مثالاً في الكرم الحاتمي والمروءة والوفاء والعطاء والعطف والحنان والواجب الانساني ، وصاحب قلب دافئ حنون واحساس نقي صادق عفوي شفاف ورهيف تدمع عينك كالطفل امام كل حدث مؤثر.
لم تتخلف يوماً عن مناسبة اجتماعية ، او عيادة مريض تخفف عنه الامه . وكنا نجدك ونراك في كل محفل وكل مأتم وكل فرح وكل عرس ، تشارك الناس افراحهم واتراحهم واحزانهم . وكنت في الاعراس تقف على رأس صف السحجة "الحولم" وحلقات الدبكة الشعبية.
كنت فعالاً في المجتمع ، وكان لك دور مميز في اقامة وبناء وحدة مصمص ابان انتخابات السلطة المحلية ، وكم سهرت الليالي الطوال بهدف صيانة الترابط والتلاحم والنسيج الاجتماعي في القرية.
كان لوجودك معنى ودلالة ومساحة يا ابا اياس ، وغيابك المبكر عنا ترك فينا جرحاً عميقاً ونزيفاً في القلب وحزناً واسى كبيراً وفراغاً لم ولن يملؤه احد سواك.
ان موتك جلل والمصاب بفقدك فادح وكبير والخسارة لا تعوض يا حبيب الجميع ، فقد اهتزت قلوبنا جزعاً واكفهرت عيوننا واسودت الدنيا فيها وصار طعمها كالعلقم والحنظل. كيف لا والعيون كانت دائماً ترنو وتهفو اليك والقلوب تخفق وتحن لرؤياك !!.
ستظل يا ابا اياس شمسنا الساطعة وقمرنا المنير والوردة التي يفوح عبقها وعطرها واريجها مسكاً في اجواء وساحات وسماء مصمص التي احببت ومت وانت متيم بها. وستبقى ماثلاً امام عيوننا بابتسامتك العريضة الوادعة الطيبة وقامتك الشماء ونبرات صوتك القوية وكلماتك الهادرة ، وستظل نبراساً وقدوة لما تركته وراءك من مآثر خالدة.
فطوبى لك يا نخلة مصمص الباسقة وداليتها ، وطوبى لعروس المثلث التي انجبت ابنها المغادر نحو الشمس ، وسلام عليك يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حياً ، والى جنان الخلد ، ونم هانئاً مرتاح البال والضمير وقرير العين، ومن خلّف ما مات، وبلغ تحياتنا واشواقنا لمن سبقوك الى عالم الخلود ، الى نواف وابو ساهر وابو هلال وابو ماجد وابو طه وكثيرون غيرهم ، ولك منا كل الود ودفء القلب ، والوداع الوداع.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدور ديوان -انا والعمر سائران صحابا- للشاعر د. محمد حبيب الل ...
- في العدد الجديد من مجلة (الاصلاح) الثقافية محور خاص عن الكات ...
- النفاق الاجتماعي ظاهرة تهدد مجتمعنا..!
- ملامح الحياة الثقافية والصحفية في قطاع غزة بعد الاحتلال
- -اسبوعيات- و-شمقمقيات- اميل حبيبي ..!
- شيء ما عن الشاعر والكاتب المسرحي الفلسطيني الراحل الدكتور عب ...
- مع الشاعر الشعبي الفلسطيني توفيق الريناوي في ذكراه
- -الطريق- مجلة الفكر النقدي العصري
- قضية وموقف..!
- 26 عاماً على رحيل المفكر ورجل التربية الفلسطيني الدكتور سامي ...
- العدد الاول من المجلد الحادي عشر من الاصلاح الثقافية
- الاصلاح في عيدها العاشر
- اصدار العدد (12) من الاصلاح الثقافية
- مجلة (الاصلاح) تنعى المربي الوطني منذر فرح غريب
- المرأة العربية والشعر..!
- صدور العدد (11) من مجلة -الاصلاح- الثقافية
- في ذكراه ال(35) راشد حسين الشاعر المقاتل ..!
- استحضار ذكرى الشاعر الراحل سالم جبران في العدد الجديد من -ال ...
- سالم جبران الراحل عنا
- صدور العدد التاسع من مجلة -الاصلاح- الثقافية


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - استعجلت الرحيل يا ابا اياس..!