أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - 13 // بين عامى 1984 و1987














المزيد.....


13 // بين عامى 1984 و1987


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3721 - 2012 / 5 / 8 - 13:35
المحور: سيرة ذاتية
    



الأنفلات من حاجز للجيش الشعبى (2)

(أنت مثل العقرب، يا أخى،
............................
أنت مثل الغنم، يا أخى،
عندما يرفع تاجر المواشى عصاه،
تنضمّ بسرعة إلى القطيع
وتجرى، بكبرياء تقريبا، إلى السلخانة.
أنا أعنى أنك أغرب مخلوق فى العالم...)*

بعد أن لم يصدر أي رد فعل مسموع من داخل البيت تركت المكان، وإستمريت بالسير بشكل طبيعي في شارع فرعي ضيق، كان يمر بجانب البيت من دون أن أُلاحظ أية متابعة لى من قبل مفرزة الجيش الشعبى. قررت أن أذهب إلى البيت وأبتعد عن المكان لأنني كنت متأكداً من أن سُليمان يُراقب الموقف عن كثب ويُعاود الأتصال في الوقت المناسب، لأنه لم يكن من النوع الذى يُفكر بإنقاذ جلده فقط. كلما كنت أخطو خطوة تُبعدني عن المكان، كان شعورى تتجه نحو التركيز بأنني مررت بتجربة حياتية، خلال أقل من ساعة، تستحق التأمل فيها بشكل عميق. في الوقت الذي كنتُ أرى بأنني أصبت تماما في بعض الجوانب وبالمقابل كانت إخفاقاتي كبيرة في جوانب أُخرى. كان تكتيكي ناجحا في إبعاد سُليمان عن قبضة المفرزة، وذلك بتصعيد المواجهة إلى درجة كانت خارج تصور أو حسابات مسؤول المفرزة، لهذا حاول أن يستغل العنصر العربي الوحيد في المفرزة،(أبو فهد)، كعامل ضاغط لصالحه بهدف إسكاتي وإنظمامي إلى القطيع، دون أن أخلق له مشاكل، صاغراً كالغنم الذي يرى الراعي رافعاً عصاه، وفي المقابل توهمت بأن (أبو فهد) هو رجل أمن، وهو المشرف الفعلي، وعن بُعد، على المفرزة، إستناداً إلى قناعةُ رسخت عندي، وتكونت من خلال التجارب المتراكمة، بأن تنظيمات حزب البعث تشبه سمكة ضخمة، هيكلها العظمي تتألف من المؤسسات الأمنية والأجهزة المخابراتية، دورها في إذلال المواطنين كبير، وتبين، بحكم الواقع، بأن (أبوفهد) لا هو في العير ولا في النفير، لهذا لم أجد بُدا إلا إلى الألتجاء إلى وسيلة لم ألتجأ إليها، وحتى لم أفكر فيها، سابقا في حالات مشابهة وهي الهروب، بدلا من إعلان موقفي مجددا،كما فعلته مراراً عندما كنت أواجه الموقف وحيدا، بعبارة مختصرة: لا أتطوع. من دون الدخول في أية مناقشات إضافية، وإستعدادى لتحمل كافة النتائج بدون تردد. ولكنني وجدت نفسى في هذه المرّة في وضع مختلف، لأنني لم أكن وحيداً وإنما كان معي سليمان الكهربائي، هذا العامل البسيط، الذي كان معي في السيارة تلبية لطلبي، ومن واجبي الأخلاقي أن أحمي ظهره وأبْعُدَ عنه الخطر، قبل أن أفكر في نفسي، لهذا كانت معالجتي للموقف بأسلوب حاد وبتطرف لم أٌقترب منه سابقا، لأنني كنت أعي أساليب الطرف المقابل ونواياه وبطشه، وإيجاد المبررات لأشباع نرجسيتهم، وكم كان موقفي مُحرجا لو سوقوا سليمان وحده وتركوني لحالي. ولكنني لم أجد أي سبب مقنع في ما أبديته من رد فعل عنيف تجاه إستفزاز الرجل الذي إستهزأ بي، وهو واقف أمام بيته بلباسه الطويل، وكان إقحامي للمرأة التي كانت تكنس أمام باب بيتها، بكل براءة، في موضوع لا علاقة لها به، وجرح مشاعرها تصرفاً شاذاً لم يكن له سابقة في حياتي ولم أجد له سببا غير وجود مخلوق شرس نائم في أعمق أعماقي، إستيقظ فجأة و إنطلق بدون وجه حق وبفكر رجعي، بوجه أضعف مخلوق في المشهد كله. هكذا أراد هذا المخلوق المفترس أن ينتقم لكرامتي التي هُدِرَتْ قبل وقت قصير في وسط الشارع وفي وضح النهار، ولكن مِنْ مَنْ؟ وكيف تسلل هذا المخلوق وإستقر في أعماقي ومن دون أن أدري؟
(يتبع)

* مقطع من قصيدة (أغرب مخلوق على الأرض) لناظم حكمت، ترجمة خليل كلفت:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=306291



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 12 // بين عامي 1984 و 1987
- 11 // بين عامي 1984 و1987
- هكذا وجدت الواقع في وزاراتهم يا فخامة الرئيس
- أم مع إبنها المهاجر( 7)
- 10 // بين عامي 1984 و1987
- أم مع إبنها المهاجر (6)
- 9// بين عامي 1984 و 1987
- أم مع إبنها المهاجر(5)
- 8// بين عامي 1984و1987
- صورتان متناقضتان
- أم مع إبنها المهاجر(4)
- البارحة
- 7// بين عامي 1984 و1987
- 3//أًم مع إبنها المهاجر
- 6// بين عامي 1984 و 1987
- أم مع إبنها المهاجر(2)
- أم مع إبنها المهاجر(1)
- 5/ بين عامي 1984 و 1987
- 4/ بين عامي 1984 و1987
- 3/ جولة جديدة


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - 13 // بين عامى 1984 و1987