أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - تقنية المعلمومات و الكومبيوتر - جهاد علاونه - بين الأخلاق والتكنولوجيا















المزيد.....

بين الأخلاق والتكنولوجيا


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3721 - 2012 / 5 / 8 - 10:32
المحور: تقنية المعلمومات و الكومبيوتر
    


مما كان يميز المجتمعات القديمة عن بعضها من ناحية تطور الإنسان والانتقال من مرحلة إلى مرحلة هو أن سرعة الانتقال نفسها من عصرٍ إلى عصر كانت بطيئة جدا من ناحية التكنولوجيا وذلك بسبب ضعف وسائل النقل مما كان يؤدي إلى أن تعيش الناس في جُزر شبه معزولة عن بعضها وربما ذلك بسبب العملية البطيئة في تعميق ثقافة التواصل الاجتماعي بين المجتمعات وبالمثال على ذلك بدأ العالم بالتعرف على الحديد أولَ ما بدأ في آسيا الصغرى فدخلت آسيا في العصر الحديدي سنة1200قبل الميلاد وما زال العالم الآخر غرباً وشرقاً نائما لا يدري عن الذي يجري من وراء ظهره, وهذا كان له فوائد كبيرة أهمها أن صناعة الحديد التي أدت إلى تصنيع الأسلحة السيوف والدروع والسلاسل والهمرات مما أدى بشعوب آسيا الصغرى إلى تكوين الإمبراطوريات العظمى وتكوين ثقافة واحدة وملك أو حاكم واحد وكل الفضل بذلك يعود إلى الحديد كسلاح أستخدم للسيطرة بواسطته على رقاب الناس,وأدى هذا الاكتشاف العظيم إلى التسهيل على الزجاجين عملية تصنيع الزجاج بواسطة النفخ ولم تتقدم البشرية بعد ذلك ولا أي خطوة واحدة.. وتوقفت الاكتشافات العلمية عند هذا الحد والمستوى والتاريخ حتى ظهور عصر البخار وطواحين الماء والهواء,أما إيطاليا العظمى فقد عرفوا الحديد ودخلوا إلى العصر الحديدي تقريبا سنة 1000قبل الميلاد أي بعد أن تم اكتشافه ب200عام تقريبا فدافعوا بواسطته عن إقليمهم الجغرافي ضد الغزاة,ومن ثم عرفت أوروبا الوسطى الحديد سنة900 قبل الميلاد والصينيون الأشاوس لم يدخلوا عصر الحديد إلا سنة700قبل الميلاد أي بعد مضي 500عام على اكتشافه واستعماله في آسيا الصغرى, والإنكليز دخلوا العصر الحديدي حوالي سنة600قبل الميلاد متأخرين بذلك عن آسيا وإيطاليا والصين مما أدى إلى تأخرهم الكبير عن العالم الذي عرف الحديد وبنا الإمبراطوريات فكانت الإمبراطورية الإنكليزية متأخرة جدا,وربما تفاجأ عزيزي القارئ إذا عرفت بأن اليابان دخلوا العصر الحديدي حوالي سنة200بعد الميلاد وهم اليوم متقدمون على العالم كله تكنولوجيا,وآخر من دخل العصر الحديدي هم شعوب جُزر(فيجي) سنة 1872بعد الميلاد.

طبعا كل هذا في العصور القديمة التي كانت لديها ثقافة التواصل الاجتماعي بطيئة جدا,وهل تعلموا أن أسرع وأفضل إمبراطورية في عملية إرسال الرسائل كانت الإنبراطورية(المغولية) وكانت تصل الرسالة من منغوليا إلى دمشق في طرق أسبوعين كاملين وهي أسرع وسيلة اتصال على الإطلاق قبل الاختراعات الحديثة, وفي عصرنا الحديث هنالك سرعة كبيرة في التأثر بالمخترعات وبالإنجازات الكبيرة بين الشعوب بسبب سرعة التواصل والاتصال بين شعوب العالم على كل المستويات إلا في ناحية واحدة هنالك ما زال على الأقل علماً واحدا بطيء الحركة وهو علم الأخلاق والعادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية,فالناس عندنا على الصعيد العربي والإسلامي يقبلون جدا استعمال مخترعات ومكتشفات غيرهم من الشعوب المتقدمة مثل استعمال السيارات وأجهزة الاتصال إلا في بعض الأشياء التي تؤدي إلى التغيير في الأخلاق,وأنا قبل ما يقرب من 15 خمسة عشر عاما كنتُ أشاهد بعض الناس يسألون شيوخ الدين في المساجد وفي الحواري والشوارع هذا السؤال (هل الستلايت حرام؟) وأغلب الناس لم يكن له رغبة في اقتناء جهاز الستلايت وإدخاله إلى بيته إلا بعد أن يحصل على فتوى شفوية من الشيوخ ومن الفقهاء شريطة أن يخضع الجهاز والشباب إلى رقابة صارمة من ولي الأمر,طبعا والسبب واضح وظاهر وهو أن هذا الجهاز ساهم ويساهم في تغيير أخلاق الناس,والناس شديدة الحرص على أخلاقها خوفاً عليها من التغير والتبدل,ويقبل حتى اليوم المسلم الشرقي العربي بأن يدخل إلى بيته كل أنواع الأجهزة الإلكترونية والتكنولوجية مع إبقاءه على الحذر الشديد من أن يغير هذا الاختراع شيئا من أخلاق أفراد العائلة وبالتالي النظرة إلى التقدم في مجال الأخلاق يشوبها نوعا من الحذر غلى أخلاق الشباب وتخضع دوما للرقابة المشددة,وحينما دخل جهاز الهاتف المحمول كان الرجال لا يقبلوا بأن تحمل نساءهم هاتفاً نقالا خوفا على الزوجة من الفساد الأخلاقي, وحين دخلنا عصر الإنترنت كنا وما زلنا نخضع للرقابة الصارمة من أولياء أمورنا خوفا على أخلاقنا من أن تتغير ومن أن تتبدل.

إذاً ما يميز الشعوب غير المتقدمة على المتقدمة هو عملية التغيير في بنية الأخلاق,فيقبل الإنسان بأن يستعمل التكنولوجيا الصناعية ولكنه لا يقبل بأن يستخدم التكنولوجيا الأخلاقية درءاً للموقف المخجل من التراث ومن العادات والتقاليد لذلك عملية التأثر بأخلاق الشعوب الأخرى هي عملية بطيئة جدا من ناحية تكنولوجيا الأخلاق أما من ناحية تكنولوجيا الحديد فالكل له رغبة سريعة باقتناء منجزات غيره التكنولوجية.

وحتى التكنولوجيا التي تؤثر على طبيعة الأخلاق هنالك عليها رقابة صارمة مثل عدم السماح للنساء في السعودية من قيادة السيارات ذلك أن التكنولوجيا التقنية الحديثة إذا أثرت على أخلاق المجتمع تصبح بين ليلة وضحاها محرمة وكأنها دهنٌ من دهون الخنزير,أما التكنولوجيا التي لا تؤثر على الأخلاق وعلى العادات والأعراف الاجتماعية فهي مثل دهن القرد تزول عنها المخاوف بسرعة كما يزول دهن القرد عن القرد بين عشية وضحاها,وكل المسلمين اليوم ينظرون إلى الاختراعات التكنولوجية كما ينظرون إلى دهن الخنزير والنطيحة وما أكل السبعُ وما أُهل به لغير الله فيعتبرونها محرمة عليهم وعلى أفراد العائلة وخصوصا الثقافة الجنسية والاختلاط بين الجنسين الناعم والخشن.

إننا نخلص إلى نتيجة مفادها أن التأثر بالتكنولوجيا اليوم سريع جدا أما التأثر بالأخلاق فما زال بطيئا جدا وكلما تقدمنا في تعميق ثقافة التواصل الاجتماعي كلما كنا أسرع في التغيير الشامل الذي يشمل عاداتنا وأخلاقنا بشكلٍ عام,وهل تعلموا بأن(الراديو) المسموع مضى عليه خمسون عاما حتى وصل إلى خمسين مليون مشترك في العالم؟وهذا الرقم القياسي حطمه موقع الفيس بوك للتواصل الاجتماعي في أربعة أشهر حيث وصل عدد المشتركين به إلى خمسين مليون مشترك في أربعة أشهر من موعد انطلاقه على الشبكة العنكبوتية,وهذا يعني أننا سنشهد تغيرات سريعة جدا في الأخلاق مع تقدم وسائل تعميق ثقافة التواصل الاجتماعي.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دموعنا
- التحول إلى الديانة اليهودية
- دعاء النبي عن العلم الذي لا ينفع
- يا ليت أنني لم أتثقف
- عندي معلومات خطيرة
- أمة كلها دجل
- هكذا أنا
- الله والعتال والبغل
- القطة تعرف الحلال والحرام
- الخنزير حيوان نافع للبيئة
- أنواع العقول
- الموت ليس خبرا سيئا
- الهروب إلى الخالق
- ماذا سيتبقى مني
- صورة المرأة المسلمة في الدنيا والآخرة
- لو يصبح العرب مثل داروين
- المرأة الطاهرة
- في الأرض التي مشى عليها المسيح
- الاغتسال والذبح على الطريقة الإسلامية
- يد فكتور هيغو


المزيد.....




- الأعراض الأولى لسرطان القصبة الهوائية والوقاية منه
- أطعمة ومشروبات تجنبها عند تناول المضادات الحيوية
- الضغوط تتزايد على عمالقة التكنولوجيا.. ماذا يعني قانون الأسو ...
- الحكومة الأميركية تطلب من القضاء إجبار غوغل على بيع -كروم-
- ” سجل الآن من هنا “.. التسجيل في مسابقة الشبه الطبي في الجزا ...
- مخدر الاغتصاب GHB .. مراحل تأثيره السلبى على الجسم وكيف يحدث ...
- وكالة الفضاء الأوروبية تمول شركات صناعات الفضاء الخاصة بملاي ...
- نوع من الفطر قد يبطئ نمو الورم السرطاني ويطيل العمر
- للمرة الأولى.. اصطفاف مجرتين بشكل مثالي يساعد على رؤية الكون ...
- أوبئة عادت لتهدد العالم فى 2024.. فيديوجراف


المزيد.....

- التصدي للاستبداد الرقمي / مرزوق الحلالي
- الغبار الذكي: نظرة عامة كاملة وآثاره المستقبلية / محمد عبد الكريم يوسف
- تقنية النانو والهندسة الإلكترونية / زهير الخويلدي
- تطورات الذكاء الاصطناعي / زهير الخويلدي
- تطور الذكاء الاصطناعي بين الرمزي والعرفاني والعصبي / زهير الخويلدي
- اهلا بالعالم .. من وحي البرمجة / ياسر بامطرف
- مهارات الانترنت / حسن هادي الزيادي
- أدوات وممارسات للأمان الرقمي / الاشتراكيون الثوريون
- الانترنت منظومة عصبية لكوكب الارض / هشام محمد الحرك
- ذاكرة الكمبيوتر / معتز عمر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - تقنية المعلمومات و الكومبيوتر - جهاد علاونه - بين الأخلاق والتكنولوجيا