|
نظرية نموذج عجلة ألوان الحب(الجزء الرابع)
جودت شاكر محمود
()
الحوار المتمدن-العدد: 3721 - 2012 / 5 / 8 - 01:35
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ثانيا: ألوان الحب الثانوية: بعد أن استعرضنا الألوان الأساسية الثلاثة للحب، نتعرض الآن للألوان الثانوية. والألوان الثانوية هي نتيجة لعملية المزج بين تلك الأنواع الأساسية من الحب، ونتيجة لتلك العملية تتشكل لنا ثلاثة أنواع أخرى ثانوية، وهي(Pragma Love)، و(Mania Love)، و(Agapic Love). لون الحب الثانوي الأول: الحب(Pragma). كلمة(Pragma) أو (PRAG–MA) جاءت من الكلمة اليونانية(πράγμα) ومعناها (الممارسة أو العمل أو الفعل، الموضوعية، أو الأعمال التجارة أو النفعية). وهي الجذر الذي استمد منه ( وليم جيمس) مفهوم البراغماتية(Pragmatism) والتي أصبحت نظرية وفلسفة في التفكير والعمل والحياة فمن الواضح أن جذور كلمتنا هذه هي التي جاء منها مصطلح الفلسفة البرغماتية أو العملية. كلمة(Pragma)هي نوعا من الحب يعطي الأولوية للجانب العملي للأشياء. حيث يقوم الفرد بتقييم جميع الآثار المحتملة قبل الشروع في ممارسة تلك الرومانسية الكامنة خلف(Pragma Love). وأول ما استخدمت فأنها كانت تشير قديما إلى الحب الذي تتميز به النساء الممارسات للدعارة والبغاء. فهن يمنحن الحب مقابل شيء ما، قد يكون المال أو أداء مهمة ما أو شراء حاجة ما، أو قد تكون نتيجة للرفقة أو المعاشرة ليس إلا، أو بحثاً عن الموقع أو المركز أو السلطة التي يتمتع بها ذلك الشخص الآخر. فالكثير من النساء يتقربن من أصحاب الجاه والمال والسلطة، لان ذلك يمنحهن الشعور بالأهمية والتميز في مجتمعاتهن وبين أقرانهن. ووفق نظرية عجلة ألوان الحب فان هذا اللون هو نتيجة امتزاج لونين أساسيين هما(Sorge) والذي يرمز له باللون الأزرق، والحب(Ludus) الذي يرمز له باللون الأصفر. وبذلك فان هذا اللون من الحب يرمز له باللون الأخضر. الحب(Pragma) هو الحب بمقابل أو وفق شروط مسبقة أي الحب المشروط، هذه الشروط يسعى إليها من يريد الارتباط بعلاقة الحب، فان هذه العلاقة هي الوسيلة أو الجسر الذي يؤدي إلى تحقيق تلك الرغبات والاحتياجات. وهو ما يمكننا التعبير عنه بالشخص الذي يحمل قائمة للتسوق، ويبحث وفقها عن بضاعته وضمن مواصفات وشروط محددة يضعها مسبقاً، حيث أن عشاق الواقعية تسعى للبحث عن الشخص الذي يناسب صورة خاصة من حيث الإحصاءات الحيوية، مثل العمر، الطول، الدين، الجمال، فضلا عن الخصائص المفضلة الأخرى، مثل أن تكون شريكا وفيا أو لديه إمكانات مادية أو كونه والد جيد، أو يمتلك مواصفات رجولية وجنسية خاصة. لهذا فهو مثل حمل قائمة التسوق، أنهم مشترون يذهبون للبحث عن الحب في جميع الأماكن الصحيحة وهم يحملون تلك القائمة والتي تتضمن الخصائص والمواصفات التي يريدونها في ذلك الحبيب أو الزوج. هم تقليديون وفكرة الزواج المدبر ليست غريبة على تفكيرهم. وفكرة وجود المؤهلات في الشريك لديهم ضرورية ليس لحسن العلاقة ولكنها ستكون علامات لجعل العلاقة أسهل من خلال رحلة الحياة الطويلة التي يؤمنون بها. وهذا النوع من الأشخاص أيضا لا يؤيد احتمال ممارسة الجنس العرضي. انه حب من العقل وليس من القلب، فالمشاعر هنا يسيرها الفكر، هو ما يسمى بالحب المنطقي، هذا النوع من الحب يقوم على أساس المصالح المشتركة والخلفيات المشتركة، ويتأثر هذا الحب ويسير وفق نظام من المبادئ والتطبيقات ذات الطابع العملي. يمكن النظر إليه بأنه أشبه بالشخص الذي يكتب الصفات المطلوبة في الشريك ويذهب لمطابقة هذه الصفات مع الشخص الذي يجده. كما أنهم كثيراً ما ينتابهم القلق عن المؤهلات الاجتماعية المحتملة في الشريك أكثر من الصفات الشخصية، والعائلية، والخلفية، لكنهم لا يعتمدون كثيراً على المشاعر في إجراء أحكامهم. هؤلاء الفئات عادة ما تنجذب إلى بعضها البعض لأن لديهم نفس الخلفية مثل كل الناس التي جاءت من عائلة ثرية، أو من الحاصلين على تعليم عال. كما أنها لا تركز على الجوانب العاطفية من الحب في علاقاتهم. وعندما يتعلق الأمر بالمشاعر فأنها تذهب إلى تخطيط قائمة طويلة من التفاصيل. أننا يمكننا ملاحظة وجود بعض الناس تسعى لإتباع نهج عملي في حياتها وخاصة في الحب. فالحب ليس بالجنون، والعاطفة ليست مكثفة، أو تخرج عن نطاق السيطرة. فالحب هنا يستند على الحس السليم والعقل. الناس الذين يعانون من حب (Pragma) تميل إلى اختيار وتحديد الطريق والمسار أولاً ووضع جميع الاحتمالات والشروط ومن ثم السعي للبحث عن رفيق أو رفيقة مناسبة لذلك الطريق، معظم الناس الآخرين قد تقدم على اتخاذ قرارات خطيرة في الحياة، إلا أن اختيار الشريك تقوم على دراسة متأنية يقوم بها العقل. هنا الاهتمامات العملية أو المادية تكمن وراء هذا النوع من الحب. فهو عملية محبة وفقا لاحتياجات واقعية. والناس الذين يميلون إلى الحب على أساس (Pragma) يبحثون عن شركاء يتمتعون بمجموعة أساسية من الصفات. قد يكون البحث عن هذا النوع من الحب في بعض الأحيان غير عاطفي وغير منطقي، وخاصة حينما يمر العمر ولا نجد الشخص الذي يمتلك تلك الصفات، وحينما تكون مواصفاتنا أشبه بالمثالية أو الخيالية، وهذا ما يفسر وجود الكثير من العوانس الذين مر بهم قطار الحياة ولم يصعدن إليه، وبقين في تلك المحطات ينتظرن ذلك الشخص المثالي حتى مر الربيع ليأتي الخريف، حاملا معه برودة وصقيع مشاعر الوحدة والاغتراب عن المجتمع الذي يعشن فيه أو عن الشيء الذي خلقن من اجله وهي الحياة الأنثوية. الناس الذين يحبون بأسلوب عملي أو يتصورن الحب بهذه الطريقة من الواقعية عندما يبحثون عن الشريك، فان اختياراتهم تقوم على أساس قرارات عقلانية تتناسب مع رغباتهم وطموحاتهم في الحياة. أنهم يبحثون عن الشريك على أسس ومعايير عقلانية، جنبا إلى جنب مع الصداقة القائمة على الحب، على حد سواء، كما أن لديهم مستوى مماثل للقبول بين النساء. أنه نوع من لعبة الصداقة، هو الحب وفق قائمة مرجعية يحددها الشريك الأول وعلى الشريك المحتمل(الثاني) الوفاء والالتزام بها. وبالتالي هناك قدر كبير من التوافق، ولكن العلاقة التي يمكن الحصول عليها العاطفة فيها مملة وناقصة، وتفتقد للعفوية، والإثارة. الإناث هن أكثر عرضة للتلاؤم مع هذا النوع من الحب عن الذكور. فهؤلاء الأشخاص يسعون للتوافق مع البرنامج الذي وضع مسبقا لهم، وسوف تدار احتياجاتهم ورغباتهم وفقا لذلك. أنهم يمارسون مبارياتهم وفقا للتماثل في عدد من الأسس والمصالح والمواقف والسمات، قد تكون شخصية أو دينية أو سياسية أو مادية، ومجموعة مما نحب أو نكره. الحب(Pragma) يمزج بين الاستراتيجيات الواعية من حب(Ludus)، مع أمن واستقرار(Storge). هذا النوع من الحب قد يكون لدى الناس الذين يفضلون علاقات الحب أو خدمة التعارف عن طريق الانترنت وتصفح الفيسبوك والدردشة، وقد يكون هذا نوع من محبي الاستفادة من العمل مع الخاطبة. وغالبا ما يكون أساسا من أسس الزواج المرتب الذي تقوم به الأسرة، أو قد يكون بما يسمى زواج المصلحة والذي قد ينتهي بنهاية تلك المصلحة. الناس الذين يملكون هذا الأسلوب العملي في الحب غالبا ما يكون لهم معايير معينة ومهمة مثل الانتماء الديني أو الطائفي أو السياسي أو القبلي أو الفئة الاجتماعية. انه السعي لسد ثغرة ما أو حاجة ما أو فراغ ما في حياة ذلك الشخص. كل شريك يجلب شيئا من الاحتياجات الأخرى لهذه العلاقة، فكل طرف قد يجلب قيمة ما للطرف الآخر غير موجودة لديه وهو في حاجة إليها، مثل: المال، الاستقرار، المنزل، الأطفال، المتعة الجنسية وما إلى ذلك من الاحتياجات الكثيرة الأخرى. أنها مشاعر مريحة لكل شريك، وربما هذه المشاعر لا علاقة لها بالعلاقة الحميمة أو الجنس أو قد ترتبط بها. وفي بعض الأحيان قد تتغير مع المعاشرة لتصبح العلاقة الحميمة شيء جوهري في تلك العلاقة ويتناسوا ما تم الاتفاق عليه مسبقاً. وعلى الرغم من أنها مريحة، فان هذه العلاقات ليست دائما ناجحة.
هذا الحب هو عقلاني جداً وغالبا ما يحمل ويكون توقعات حقيقية عن الشريك. قد تكون شراكة العمل هذه تجنب الطرفين الخيانة الزوجية تجنبا للعواقب العملية، حيث يدفعهم هذا إلى التفكير مليا في التكاليف والثواب والعواقب في تلك العلاقة، من دون الإقناع العاطفي المعتاد. أو قد تكون العكس في ذلك خاصة حينما يكون الذكر هو المرجحة مميزاته، حيث تكون الأنثى مجرد بضاعة تم تسوقها، ودفع ثمنها مسبقاً. وهؤلاء أيضا أقل احتمالا للعب دوراً رئيسياً في تفكك العلاقة، لأنهم يريدون العمل في القضايا ذات العلاقة والنظر إلى التوافق بعناية، والتفكير في مشاريع مستقبلية والاهتمامات والقضايا واقعية، وبذلك فهم يبحثون عن العلاقات التي تستمر لفترة طويلة. عشاق (Pragma) نهجها في الرومانسية البحث عن علاقات صحية. هذا النوع من الشركاء تقرر أن تحب شخص يتناسب ومتطلباتهم ويلبي احتياجاتهم. حيث يتم تقييم الشركاء المحتملين وفقا لمستويات التعليم المناسبة، والمهن، والدخل، والوضع الاجتماعي، والمصالح المشتركة، وإمكانات الوالدين، والممتلكات المادية. أن هذه العلاقة الرومانسية لا تركز على الجوانب العاطفية من الحب. الحبيب عملي يأخذ في الاعتبار معظم التوافق الاجتماعي والشخصي. ما هي مصالح الشريك؟ ما هي خلفيته، تعليمه، وظيفته، وأهدافه؟ مثل هذه الأسئلة تفوق بكثير مسائل جاذبية المادية، لذا لا يتأثر محبي الواقعية بالمواصفات الجمالية أو العاطفة. هؤلاء العشاق تتوافر فيهم المؤهلات الاجتماعية المحتملة أكثر من الصفات الشخصية، فالعائلية والخلفية هي في غاية الأهمية لهؤلاء العشاق، هذه الجوانب التي يعتمد عليها وليس على الكثير من المشاعر أو المنطق. أن المطابقة في وجهات نظر الشريكين ضرورية بوصفها مفيدة للعلاقة وتجعلها أسهل وأيسر وأكثر استمرارية. فالرفيقة كثيرا ما تستثار لديها بعض من تلك الأسئلة التي تبحث عن إجابات عملية عنها. هل هذا الشخص سوف يوفر لي العيش الجيد والسعيد؟ هل سيحقق لي ما احتاجه في الحياة؟ هل سوف أرزق منه بالأطفال ؟ هل يحقق لي أحلامي؟ هل يساعدني في الحياة اليومية؟ هل يسعى إلى مساعدتي في التقدم في حياتي المهنية؟ هل يشبع رغباتي الجنسية؟ وهل... وهل... وهل...فالعقلانية والواقعية هنا هي التفكير بالفائدة المعقولة والحصول على أفضل صفقة ممكنة. أنهم هؤلاء العشاق يسعون لاتخاذ موقف موضوعي من الحب، أنهم يبحثون عن شخص سوف يفهم ويلبي احتياجاتهم. حيث يقومون بوزن التكاليف والفوائد المترتبة على العلاقة قبل الشروع بتلك العلاقة، أنهم يعالجون جميع النتائج قبل إعطاء أو منح الحب، أنهم يذهبون وعيونهم مفتوحة على مصراعيها، وهم أقل عرضة للمغادرة أو الهروب أو التخلي عن الشريك إلا في حالات نادرة. ولديهم القدرة للارتياح على المدى الطويل. هؤلاء هم الناس الذين لديهم توقعات عملية جداً وتقليدية في الحياة والحب. هم ينظرون إلى العلاقات نظرة مماثلة للاستثمارات: سوف تكون رصيداً لهم أو التزاماً منهم؟ وسوف تكون هناك نسبة عالية من الودائع؟ أنها استثمار طويل أو قصير الأجل؟ ولسوء الحظ، فإنها تميل إلى عرض الزواج والأطفال بطريقة مماثلة. وهم يعرفون تماما ما يريدون ويحتاجون في شريك الحياة المحتملة، ولن يقبل أي شيء أقل من ذلك. لكي نكون منصفين، أنهم لا يتوقعون منك أن تكون "مثالي أو مثالية"، مجرد وجود شيء "مثاليا بالنسبة لهم" هو شيء مظهري، لأنهم يتوقعون من الآخر أن لا يكون قطعة مفقودة في لغز. لكن هناك جوانب كبيرة وكثرة لدى هؤلاء الأحباء، ولأن حبهم يدور حول الشؤون العملية والعقلانية، فمن غير المرجح أن يكون هناك غش في العلاقات خوفا من العواقب. وعندما يجدوا في نهاية المطاف عدم وجود توافق، فإنهم يستمرون بشكل عام وذلك لأن التوقعات في العلاقة واقعية منذُ البدء. أنهم يبحثون عن شكل ما من أشكال الأمن مع الشريك المحتمل. فهي علاقة منفعة بحتة تركز فقط على المنطق، والمشاعر تأتي ثانياً. قد يكون هذا النوع من محبي الربح في العمل. ليس هناك عاطفة ولا صداقة تأتي قبل الزواج، البداية هو الالتزام. والأمر متروك للزوجين لاتخاذ مزيد من الأشياء إما..... أو الحفاظ على الشراكة، التي يعملون فيها من اجل نفس الهدف كفريق واحد. عشاق (pragma) يبحثون عن العلاقات العملية التي تلبي احتياجاتهم ورغباتهم مثل الخدمات الاجتماعية. وبالإضافة إلى ذلك، فإنها عرضة لإقامة علاقات مع الناس الذين لديهم قدرات جيدة. إنهم يعتقدون بان الحب هو شيء مريح بالنسبة لهم. وعشاق الواقعية لا تبحث عن الإثارة الكبيرة والدراما، ولكن، بدلا من ذلك، تبحث عن شريك مناسب يمكن معه بناء علاقة مرضية، وتعتبر ذلك مكافأة في الحياة. هؤلاء العشاق يتميزون بقدرة على التفكير بعقلانية وواقعية حول توقعاتهم في الشريك، وتتحدد لهم عن طريق مقارنة عملية التسوق أو حب التسوق، من خلال قائمة المواصفات أو احتياجات تلك التي يضعونها ويحملونها معهم. عشاق البراغماتية هذه تريد أن تجد قيمة في شركائهم، وتريد في نهاية المطاف العمل مع شريك من أجل التوصل إلى هدف مشترك يمكن تحقيقه. كما يتجنب عشاق الواقعية الخيانة الزوجية وذلك لتفادي الآثار السلبية، وتزن بدقة تكاليف وفوائد هذه العلاقة. عشاق براغماتية يعتبرون الجنس في حياتهم يعرض كمكافأة أو وسيلة للإنجاب، إلى جانب عرض الزواج والأطفال وما هو موجود وما هو المطلوب احتماليا. وبالرغم من الاستفادة الواضحة من هذا الحب نتيجة للتطبيق العملي والواقعي، إلا أن العيب في ذلك الحب هو عدم المجاهرة وعدم الانفعال. كما أن في أكثر أشكاله تطرفا، يمكن أن يصبح (pragma Love) دعارة أو بغاء. العشاق والشركاء هنا يجب أن يكون لديهم شخصيات متشابهة حتى يتمكنوا من فهم بعضهم البعض، ويمكن أن يكونوا راضين عن احتياجاتهم. لذا فان العلاقة بينهما سوف تستمر لفترة طويلة لأنها كانت نتيجة لاختيارهم للشريك بعناية. يعتقد الكثيرون بأن الحب (pragma) هو أفضل نوع من أنواع الحب للزواج. وهناك العديد من النماذج الجيدة من هذا النوع. وهذا الاعتقاد نابع من كونهم يفهمون بعضهم البعض بشكل جيد للغاية وما هي نوعية المتعة والحزن والمعاناة التي يمكن أن يشعروا بها أو يتعرضون لها. أنهم يتمتعون بتبادل للمصالح بينهم، وأنهم يعيشون في سلام داخلي نتيجة لذلك. الحب الواقعي أو العملي هو ذلك النوع من الحب الذي يمكن اعتباره مثاليا. عاشق (Pragma) يكون في غاية السعادة مع العثور على مرشح بطريقة منهجية ستمنحه الطبقة الاجتماعية، والمهنة، والدين، واستعداداته، والمصالح المشتركة وهوايات ذات أهمية كبيرة وتحقق له الرغبات التي يتوق إليها. وهذا النوع من حبيب يعود لوجود آلية ذات تاريخ مهني وتقديم خدمات مفيدة بشكل خاص. وهم يسعون لاختيار أقرانهم بعناية والتأكيد على أوجه التشابه بينهم. ويعتقدون أن تبادل أوجه التشابه مع شركائهم هو الأهم في أن يجعل ما تبقى من الحياة أسهل وأفضل. ونتيجة لذلك، فأن علاقاتهم هذه لا يمكن كسرها بسهولة وذلك بسبب أوجه التشابه هذه وكونها واقعية جداً. أنهم يبحثون عن التوافق والعلاقة التي سوف تحقق احتياجاتهم ورغباتهم، لذا كانت مؤهلات الشريك المحتمل أكثر أهمية من الصفات الشخصية، وذلك لان الاعتماد يكون على المنطق وليس المشاعر. أنهم يسعون إلى إقامة علاقات عملية لكي تستمر وتبقى، كما أن هذا النوع من الحب هو الخطوة الأخيرة في أي علاقة أي حب يمكن لنا معرفتها، فحينما تسرق كل تلك المشاعر والعواطف الرومانسية، ولا يبقى سوف الصداقة وعلاقة المساندة والرحمة والتعاطف بين الشريكين، أي علاقة الرفقاء، هذا نوع الحب يبقى هو الأفضل للجميع. حب "pragma" كان يسمى حب طويل الأمد الذي يربط بين الزوج والزوجة، كما انه يعني الحب الذي يحترم الاختلاف في الشخص الآخر. أن هذا النمط من الحب يعتبر كشكل عقلاني من الحب لأنه يقوم أساسا على جاذبية مجموعة من التكاليف والمنافع، إلى جانب القيمة والمكانة، فضلا عن الفوائد الأمنية والاقتصادية. في هذه العلاقة، هناك اعتقاد بأن كلا الشريكين يجب أن يكونا على قدم المساواة وقادرين على إعالة أنفسهم، فضلا عن التحلي بروح المساعدة في دعم بعضهم بعضا عند الحاجة. أيضا، فان العثور على شخص لديه مصالح مماثلة يوضح بان الطرفين سوف يحصلان وعلى الأرجح على أطول وأفضل علاقة خاصة إذا كان لديهم مجموعة متنوعة من الأشياء المشتركة التي يودوا القيام بها، ومناقشتها. وهذا بدوره يجعل الشركاء أكثر انسجاما مما لو كان لديهم مصالح متعاكسة تماما. هذا الحب قد يعبر عن نفسه من خلال تقديم تضحيات من أحد الطرفين. وعلى الرغم من إنها لا تزال لديها قائمة التسوق من ما تريده في الشريك، والتي يشمل بعضها التعليم الجامعي، ومصالح متشابهة، والعمل اللائق، فإنها ليس بالضرورة تضع قيمة ما يجب أن توجد لدى الشريك المثالي، بل أكثر من ذلك فأنها تسعى لتقدير قيمة الاستقلالية والتوافق معه. أنه في بعض الأحيان النساء يقعن في الحب مع رجل ثري جداً يمكنه القيام برعايتهن. أنهم أشخاص قادرين على الاستثمار في الحب، يميلون للنظر بواقعية ومقارنة للبدائل التي لديهم، من اجل الوصول إلى أفضل صفقة مع الشريك، وبمجرد التوصل إلى الصفقة، فان حبيب الواقعية لا يزال وفيا ومخلصا، ويحدد وضعه وفق حالة الحب هذه لأن أحد أفراد أسرته هو صفقة جيدة من وجهة نظره، ولكن في حالة رفض الصفقة فان الأصول هي إما تغيير الشريك والبدء في البحث عن شريك آخر، أو الاستمرار بالعلاقة مع الشعور بان الآخر قد انتهك العقد أو الاتفاق المبرم بينهما. البعض يبحث عن الشريك الذي لديه وظيفة آمنة، أو أنه بارع وفنان وذكوري حينما يتعلق ذلك بأسلوبه وطريقته في الاتصال الجنسي. أو يجوز أن يكون الحبيب أو الحبيبة عقيمة أو عاجزة وهنا تكون براغماتية الشخص في أن يسعى عمدا للارتباط مع أرملة أو أرملة مع أطفالها إذا ما كان الشخص يبحث ويريد تكوين أسرة. أو هناك من يسعى للحصول على تأكيدات بأن هناك احتمال ضئيل من ظهور عيوب وراثية في الأطفال يمكن مبادلتها بينهما وهكذا دواليك. كما أن هؤلاء الأشخاص يرغبون بالتفريق أو الطلاق أو البقاء في حالة الزواج لأسباب عملية. بحيث ينظر دائما إلى الأمور في سياقها، وأن يعرف هو أو هي قيما أساسية، مع توسيع نطاق كل شيء من قبلهم. ولكن من المرجح أن تعيين النشاط الجنسي يكون ذو قيمة منخفضة في نظام القيم له أو لها والنشوة الجنسية ليس كل ما هو مهم لديهم. يفكر عشاق(pragma) في المستقبل بشأن حجم الأسرة (وحتى على الأرجح حول ما جنس الأطفال الذين سيولدون). كما توزن بعناية التكاليف والمنافع قبل الدخول في علاقة. هذا النوع من الحب يعتبر الاحتياجات الواقعية والعملية أكثر أهمية من الاحتياجات المثالية. انه حب منطقي يساعد الشخص على تحديد إمكانات الشركاء ومستوى العلاقة الناجحة. هذا هو السبب في نمو واستمرار هذا الحب المنطقي. الحب المتوافق أو حب واقعية هو شكل من أشكال الرفقة، حيث أن الأفراد معنيين بالبحث عن الرفيقة التي من شأنها أن تناسبهم باستخدام قائمة من الصفات أرادوا إيجادها لديها / لديه. ومن المتوقع أن الالتزام بهذه الصفات المذكورة لتكون المعاملة بالمثل، مع وجود بعض الجذب العاطفي. ويمكن لها في وقت لاحق من أن تتطور أو لا إلى علاقة حب مختلفة. أنها تستخدم المنطق والمعقول في أعمالهم. أنها لا تقفز بسرعة ولا القيام بمطاردة وفق ما تمليه عليهم قلوبهم. عند اختيار الرفيقة، فأن الناس (pragma) تسعى لاستخدام الكثير من التفكير والنظر في العديد من الاختيارات. أن عشاق الواقعية يبحثون عن التوافق والاستقرار والمنطق في الحب. هؤلاء الأحباء حريصون جدا حول اختيار الشركاء والنظر في أوجه التشابه، والمعتقدات الأساسية والقيم والمصالح. وقد جرت العادة، أن الكثير من الناس قد يتزوجون للبحث عن الممتلكات أو الحصول على مركز اجتماعي أو من أجل مصلحة الأسرة. واعتقد انه في نواحي كثيرة اتخاذ قرار حول العثور على شريك لأسباب عملية تكون صادقة جداً وطريقة مفتوحة لمعالجة هذه العلاقة. فكثيرا ما نسمع إحدى الفتيات تصرح بأنها تريد رجلا لدية الكثير من المال أو يمتلك مسحة من الجمال أو يتمتع بمركز وظيفي مهم. أنها علاقة تعود بالفائدة المتبادلة لكلا الشريكين، ولكن ينظر إليها باعتبارها علاقة تجارية أكثر، وذات وظيفة عقلانية، وذلك هو نهجها في الحب وفي العلاقات السليمة. هذا الحبيب الخاص يختار أن يحب الشخص الأكثر تطابقا معه ويناسب مطالبه ويلبي احتياجاته ولا يركز على الجوانب العاطفية من الحب. انه يميل للعثور على الارتياح في العلاقات على المدى الطويل، كما يميل إلى التركيز على الصفات المطلوبة في شريك. أنه أو أنها لا ترغب في أن تكون تابعة وذلك من شأنها أن تخطط دائما لكي تستقر في الحياة وبعد ذلك يكون لها علاقة جدية. الزواج هنا مصلحة والعلاقات عادة ما تكون واقعية تخلو من العاطفة والشعور الحقيقي. زواج عملي وتقليدي ويسعى إلى إقامة علاقة من شأنها أن تدوم، نريد التوافق والاجتماعية بدلا من المؤهلات والصفات الشخصية والتأكيد على أوجه التشابه، ونادرا ما تتدهور تلك العلاقة. عشاق براغماتية يريدون أن يجدوا قيمة في شركائهم، ويريدون في نهاية المطاف العمل مع شريك من أجل التوصل إلى هدف مشترك. في الثقافة الجماعية التي يمارس فيها الزواج المرتب، فان الحب العملي هو أمر شائع جدا في ذلك الوقت والمكان في اختيار الشريك، الناس الذين يفضلون هذا النهج أسلوبهم في بناء العلاقة يتم بطريقة رجال الأعمال أنهم يبحثون عن الشركاء الذين يمكنهم من تبادل الأهداف المشتركة معهم. ولكن هناك بعض النصائح لمحبي الواقعية،منها: تعرف على شريك حياتك. حاول أن تكونا أصدقاء مع بعضكما. المشاركة في الأنشطة الترفيهية معا. اكتشف الملذات الجنسية الخاصة بك وبالشريك. احتضن الحياة الجنسية وأسعى للاهتمام بتلك العلاقة وتطويرها. القيام وعلى الأقل في يوم واحد من كل أسبوع بمشاركة رومانسية مع الشريك تهدف إلى تغيير في نمطية العلاقة السائدة بينكما. التركيز على الإيجابيات الأخرى الخاصة بالطرفين وإبرازها. وقد وجدت الأبحاث أن النساء يكون لديهن مستويات أعلى من الرجال في حب(pragma)، كذلك وجود اختلافات في أنماط الحب على أساس الجنس، وهناك أيضا تباين القائم على أساس السن. كما أن لدى عشاقpragma)) مشاعر سلبية اتجاه الذات.
#جودت_شاكر_محمود (هاشتاغ)
#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ذكريات ضائعة
-
خاطرةٌ
-
منطقة خالية من الدهون
-
دعوة لتنظيم أفكار مبعثره
-
ضعف
-
اللؤلؤ المنسكب
-
دردشات: هل حقا نسعى إلى الديمقراطية بعد -الربيع- العربي ؟
-
العدوان ونظرية المواقف السيكولوجية
-
رغبات آدم
-
دردشات: هل تعرف ما هو Captology ؟
-
وقالت: شكراً ولكن كان متأخراً جداً
-
الشيطانُ يتحدث
-
دردشات: إن ينصرُكم -الناتو- فلا غالب لكم
-
دردشات: العرب وصندوق باندورا
-
مشاعر تستيقظ مجدداً
-
نظرية نموذج عجلة ألوان الحب(الجزء الثالث)
-
نظرية نموذج عجلة ألوان الحب(الجزء الثاني)
-
نظرية نموذج عجلة ألوان الحب
-
خربشات للحب في عيد الحب
-
ما هي نظرية مثلث الحب Triangular Theory of Love ؟
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|