أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى اسماعيل - انتخابات صورية في جملوكية الرعب السورية














المزيد.....

انتخابات صورية في جملوكية الرعب السورية


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 3719 - 2012 / 5 / 6 - 17:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


آخر مهازل النظام الحاكم في سوريا تنظيمه انتخابات لاختيار أعضاء ( مجلس الشعب ) يوم 7 مايو / أيار الجاري, فيما تحولت البلاد منذ أربعة عشر شهراً إلى بؤرة قتل وإبادة وتهجير وعنف غير مسبوق تحت يافطة بقاء النظام ورأسه رداً على دعوات السوريين الثائرين بالرحيل.

تأتي انتخابات هذا العام في سياق غير طبيعي منذ تأسيس الدولة السورية الحديثة, فالثورة المندلعة منذ منتصف مارس / آذار 2011 لا تريد الاكتفاء بتغيير رأس النظام, بل تريد تغيير بنية الدولة والاستعاضة عنها ببنية مفارقة, وهذا ما يتبدى في العديد من المشاريع والبرامج والوثائق التي طرحتها تلاوين معارضة سورية على مدى أشهر, وفاقاً لذلك فإن اللجوء إلى انتخابات نيابية وسط المعممعان السوري الراهن يعد من قبيل الضحك على الذقون واللحى وإدامة للبنى والهيكليات المحطمة للدولة السورية المختزلة إلى مجرد سلطة لا تجيد سوى سفك الدماء.

تنظم انتخابات هذا الدور التشريعي وسط مقاطعة واسعة النطاق, وهي مقاطعة بدأت مع فتح أبواب الترشيح قبل شهر ونيف وستمتد إلى التصويت يوم الأثنين القادم, فالدلائل المتوفرة تشير إلى حملة اعتصامات واحتجاجات ستشهدها المدن والأرياف السورية بالتزامن مع فتح أبواب مراكز الاقتراع, وهذه دلالة عيانية أخرى على أن مصير الانتخابات إلى سلة مهملات الثورة السورية.

مرشحو هذا الدور التشريعي كما درجت العادة هم جوقة من المداحين والمصفقين والمطبلين والسماسرة والمخبرين والبعثيين وملحقاتهم من أحزاب الجبهة والأحزاب التي جاء بها البعث قيصرياً فوت إصداره قانون الأحزاب الصوري قبل أشهر, وكل هؤلاء لا يمثلون حتى أنفسهم, لكنهم أدوات سلطوية وبيادق يتم تحريكها في آناء الضرورات القصوى السلطوية, فالكل السوري ومعهم الكل المتابع للشأن السوري يتذكر ذلكم النائب الذي وقف في قاعة جلسات مجلس الشعب أثناء خطاب بشار الأسد الأول بعد انطلاقة الثورة السورية ليقول لسيده أنه جدير بقيادة العالم وليس سوريا فحسب, ولا يشذ المرشحون إلى الانتخابات الحالية عن النموذج ذاك, أي أننا والحالة هذه أمام مجلس غنم سعيد آخر.

قرار النظام بتنظيم الانتخابات يأتي بناء على ما يطلبه البعض المعضد والمؤازر له من المجتمع الدولي وهم قلة همها الأوحد بقاء النظام ولو إلى حين, ويروج لها النظام على أنها استكمال لمخططه الإصلاحي وهي بذلك قفز آخر فوق حقيقة الوضع السوري وعملية تحريف للأزمة السورية باتجاه آخر, ولن تنطلي لعبة النظام المفوتة هذه على أحد.

المؤكد أن النظام سيخسر خطوته ( الإصلاحية ) هذه, فآخر ما يحتاجه السوريون أو يفكرون به هو خوض تعيينات مجلس ( الشعب ), والمؤكد الآخر تباعاً لذلك أن النظام لن يوفر جهداً في تحريك ترسانته التزييفية وإخراج مؤتمر صحفي محبوك جيداً يعلن فيه وزير الداخلية نجاح العملية ( الانتخابية ) بإمتياز منقطع النظير, وقد حشد لمعركته التي هي من طرف واحد كما درجت العادة خلال عقود ضعاف النفوس والمقتاتين على مائدة النظام والمرتزقة والشبيحة, فالمجلس الصوري لا يكحل عينيه إلا بنماذج سقط متاع.

ملفتان في ( اقتراع ) غد: الملفت الأول أن جهة كردية تقاطع ( الانتخابات ) في العلن فيما تزج بأعضائها في السياق الانتخابي السلطوي سراً مراهنة على عدم معرفة أبناء وبنات الشعب الكردي لهم. والملفت الثاني أن مجموعة من ثوار الداخل السوري أعلنوا تشكيلهم البرلمان السوري المؤقت وهو أمر يفهم منه أن لا شرعية لمجلس ( شعب ) السلطة.

لا مبرر لانتخابات غير ديمقراطية, لا مبرر لانتخابات في بلد غير ديمقراطي حيث تكون الأحادية والشمولية هي السائدة, لا مبرر لانتخابات في بلد يدعي أن بداخله تعددية حزبية وهي بدون شك تعددية لا مكان لها خارج معادلة الدولة الأمنية وخارج مراياها.

يحتاج السوريون اليوم إلى لحظة حرية, ولا يحتاجون قطعاً إلى لحظة تعيينات في جملوكية الرعب.



#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمان مفخخ
- التيار الإسلامي غداً : بؤر قندهارية أم ديمقراطية
- الجعجعة الأخيرة للمجتمع الدولي
- معارضة لا ديمقراطية
- معارضة أحادية
- مونتاج جديد لسوريا
- نوروز
- صديق اسمه الموت
- نكتة سخيفة اسمها الدستور
- اكتشافات السوري
- آه منكم يا معشر الطغاة
- في الغرفة المضغوطة
- فوضى أخرى لشهيق الحبر
- دون كيشوت الثكنات القاحلة
- حول تعزيز الموقف الكردي السوري إزاء المستقبل
- مراقبون محجوبون على أمرهم
- عظام الأوكسجين
- نحو إعادة إنتاج الدولة في سوريا
- إما شمال الشعوب أو شمال الانتحار السياسي
- ظاهرة إغلاق أبواب ونوافذ السياسة كردياً


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى اسماعيل - انتخابات صورية في جملوكية الرعب السورية