أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل العدوان - الصدق والامانة














المزيد.....

الصدق والامانة


نبيل العدوان

الحوار المتمدن-العدد: 3719 - 2012 / 5 / 6 - 12:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليس بسر ان عدد من مقالاتي مؤخرا كان الفضل بها لصديقي انسان على موقع الحوار المتمدن الذي الهمني ودفعني لكتابتها, لكن هذه المقالة بالتحديد فالفضل بعود لصديقي الكاتب الاردني جهاد العلاونة, حيث استوحيت الفكرة منه لانه كتب كثيرا ومطولا عن الفقر والمعاناة , واستذكر هنا مقولة للشيخ الشعراوي الذي قال " اذا رايت فقيرا ببلاد المسلمين فاعلم ان هناك غنيا سرق ماله" , اذا كان هذا الاعتراف الخطير ياتي من فضيلة الشيخ الشعراوي فبلتاكيد هو يعرف البر وغطاه, ويعرف الاعداد الهائلة من الفقراء التي تمت سرقتهم من قبل الاغنياء, او بعبارة اخرى ان بعض هؤلاء الاغنياء هم لصوص قاموا بالاحتيال لجمع اموال طائلة وعلى حساب الفقراء.
لكن السؤال هنا, هل هذه بظاهرة جديدة ام انها بدات منذ قرون بعيدة وبالتحديد قبل 14 قرن فالغزوات والسرقة والنهب بدأت حينها ولم تتوقف لغاية يومنا هذا خصوصا اموال الكفرة فسرقتها محللة . ولن ادخل هنا بتفاصيل اساليب النصب والاحتيال التي يتبعها ابناء الجالية المسلمة خصوصا ببلاد الغرب فكنت قد تطرقت لهذه التفاصيل بمواضيع سابقة ولا داعي للاعادة هنا.

كنت اتابع برنامج منذ فترة على احدى القنوات الامريكية ويدعى ماذا ستفعل what would you do
وهو شبيه بالكاميرا الخفية وقصة البرنامج كانت ان يضع معد البرنامج بعض النقود والشبكات وقسيمة بنكية على الرصيف , ثم يقوموا بمراقبة ردة فعل المارة عنما يروا النقود, اكثرية الناس حتى لم يتوقفوا والبعض اكتفى بالنظر اليها ببساطة لانها ليست لهم, الا امراة عجوز توقفت واخذت مجموعة الاوراق والحوالات البنكية ودخلت البنك ووقفت امام احدى الموظفين لتخبره انها وجدت هذه الرزمة من النقود عله بجد صاحبها ليعيدوها له
الامر الذي لفت نظري اكثر ان هذه المراة مشردة اي homeless
ولاتملك مسكن وهي فقيرة معدومة وكل ما كانت في حوزتها ذاك اليوم كان 7 دولارات , وهي تقوم بالسير 20 دقيقة كل يوم للوصول الى منزل احدى صديقاتها كي تعطيها بعض الطعام, اي لا تملك حتى ما بسد رمقها لكن رفضت اخذ نقود ليست لها.

وهناك قصص كثيرة ومشابهة ومنها ايضا ان طفل دون العشر سنوات واثناء سيره الى مدرسته وجد مغلفا كان يحتوي اموال كثيرة لكنه رفض ان ياخذها لكنه سلمها لادارة المدرسة التي قامت بدورها وتابعت الموضوع واستطاعت ان تجد صاحب النقود وتعيد له امواله.

نعم هذا يعود بالدرجة الاولى للتربية التي تعتمد ببلاد الكفر . فهم يربون ابنائهم منذ الصغر على الصدق والامانة واحترام الاخرين والتحلي بالاخلاق الحميدة وعدم التمادي او التعدي على ممتلكات الاخرين.
هذا هو الفرق بين اتباع خير امة واتباع امة الكفر,فهم يحللون سرقة اموال غيرهم من الناس ويجدون الف فتوي وفتوي لتحليل هذه النقود, اتباع امة الكفر الذين اثبتوا انهم اكثر خلقا من اتباع الدين الذي يدعي اشياء كثيرة وهم بعيدين كل البعد , فواقع هذا الدين ليس بالسر , ان النصب والاحتيال والسرقة هي ظاهرة موجودة في جميع انحاء العالم لكن ما يزعجني هو ان اتباع هذا الدين يدعون انهم افضل الناس واكثر الناس تقوى واشرف الناس واصدقهم واكثرهم امانة لنكتشف فيما بعد ان العكس هو الصحيح.

فلماذا نحاول دائما ان نظهر للناس ما هو مغاير لانفسنا و نلمع صورتنا ونلبس الاقنعة التي لا تلبث ان تسقط وتقع ليرى الناس صورتنا الحقيقية التي ينبغي ان نلقي بالضوء عليها علنا ننقذ بعض مما فقدناه, فلنكن اكثر امانة واكثر صدقا وكفانا نفاق وكفانا تظاهر باننا الشرفاء . فهل سيأتي اليوم الذي سنعترف به لانفسنا وللعالم باننا امة فاسدة بارعة بالنفاق والكذب والسرقة والاحتيال؟ ام اننا سنظل نخدع انفسنا والاخرين ونبقى بالسير على هذا الدرب؟ نعم متى ؟ سؤال محير فعلا, فهل من مجيب؟



#نبيل_العدوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يضطهد الرجل المسلم المرأة؟
- ميركا الجمهورية الاسلامية
- التطرف
- من سينتصر بالنهاية؟ العلمانية ام السلفية؟
- اين يجد المسلم سعادته؟
- رسالة من الجنة
- كيف تتحول من مبشر الى داعية باقل من 24 ساعة؟
- الحقيقة وراء توبة الكاتب الاردني جهاد علاونة
- العلمانية في قفص الاتهام
- الشيطان الاكبر
- سقوط العلمانية
- هل نالت المرأة السعودية حقوقها
- ثورات الفيس بوك
- مخطط تصفية اقباط مصر
- الى الامام
- لماذا يخافون الاسلام؟
- من الضحية؟
- الانفصام
- رحمة الاسلام
- السلطانة وتهمة الخيانة


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل العدوان - الصدق والامانة