نشأت المصري
الحوار المتمدن-العدد: 3718 - 2012 / 5 / 5 - 22:51
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
صديقي حبيبي الذي عاهدت نفسي على محبته, ولأني أحب أقوال إنجيلي وأعملها والتي تقول أن المحبة تصدق كل شيء, لهذا صدقتك يا من اعتبرتك حبيبي.
وصفت لي جنتك وأحببتها لأنك فيها, أو أنني اعتبرت أن لقاء محبتنا فيها,أعطيتني وصفاً دقيقاً لما فيها من مباهج ومفاتن, وأنهار ووديان وزهور وورود ورياحين وغيرها ممن يبهج العيون والأحاسيس, والغرائز.
طلب مني أن أبايعه وأنتخبه ليكون لي نصيب في جنته.
طلب مني أن أدفع له حتى يبسط عليّ حمايته.
طلب مني أن أنسى باقي أحبائي لينفرد هو بصحبتي.
طلب مني أن أحمل سلاحه وأشهره فيمن يخالف توجهاته.
في كل ذلك فكرت وقلت ربما هذه التنازلات لها عند صديقي حساب فيقيمني في جنته التي وعدني.
ولكنه أيضاً طلب مني أن أذهب لأرى القطار الذي سوف يقلني إلى جنته, فذهبت في الموعد المحدد لمكان قطاره وإذ في هذا المكان دماء وأشلاء, وأجساد كثيرة متعفنة ولا تجد من يدفنها.
فسألت القائمين على مصالح حبيبي هذا وقلت لهم ما كل هذه الأشياء المرعبة فقالوا هؤلاء هم الطالبين جنة الصديق لابد أن يموتوا ليحيا الصديق الزعيم.
في هذه الأثناء طلب مني أن أترك كل ما يخص إيماني وصلاتي وأن أظهر بمظهر رجالاته وأحمل سلاحهم على كتفي, واسفك دماء الأبرياء لكي يحيا الصديق الزعيم.
فرجعت لنفسي برهة وقلت لنفسي:ـ
• ما هذه الجنة التي طريقها دماء وأشلاء.
• ما هذه الجنة التي تجبرني أن أحدد إقامة محبتي وأحصرها في شخصه دون غيره.
• ما هذه الجنة التي تجبرني أن أخالف أقوال إنجيلي وأقتل غيري من البشر.
• ما هذه الجنة التي تريدني أن لا أقبل المختلف مع توجهات صديقي.
• ما هذه الجنة التي ليس فيها غير الدمار والموت, وليس فيها سلام.
• ما هذه الجنة التي ليس فيها ملك السلام الذي يضفي بسلامه على العالم أجمع.
وأيقنت أخيراً أنها ليست جنة لي ولكنها جنته هو حيث فيها كل ما يحبه وهو القتل الفسق الزنى الرياء الكبرياء ومحبة الاستيلاء على الأوطان, يريد أن يحكمني بما عنده من شرائع وضعية تناسب هيمنته على كل ما في أوطاني.
فقررت عدم الذهاب لجنته,, بل قررت كشف لعبته حتى لا ينخدع أحد بأوهام جنته,, قررت الثورة عليه ولأني أحب أبناء وطني قررت أن أكون وطنياً وأقاوم طغيانه وجبروته وهيمنته التي أنخدع فها الكثيرين مفكرين أنها جنة تسع كل المصريين,, ولكنها خراب ليس فها غير الدمار والكراهية والعدوانية والإرهاب
لا لفكر الإسلام السياسي, أهلاً بالوسطية
مسلم مسيحي أيد واحدة. لا لخراب مصر
#نشأت_المصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟