أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - من أسقط صداما ؟















المزيد.....

من أسقط صداما ؟


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1092 - 2005 / 1 / 28 - 07:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في سقوط الممالك ، والانظمة تتحكم عوامل عدة ، تعمل موضوعيا خارج عقل الانسان ، ووفق قوانين اجتماعية جاء عليها بشكل واع منذ زمن بعيد ابن خلدون ، ثم عرفت فيما بعد في الفلسفة الحديثة ، ومن بين هذه العوامل هو استبداد الحكام ، وفقدان العمران بتبذير اموال الدولة التي هي اموال الناس من قبل الحاكم، وحاشيته التي تربط مصلحتها بوجوده ، ودوام حكمه ، وفي المفهوم الماركسي يكون سقوط الدولة حين يختل التوافق المرحلي بين مكونات اسلوب الانتاج في هذه الدولة أو تلك ، وانا هنا لا اريد أمضي بعيدا في الاساس النظري الذي يؤدي الى زوال الدول ، وسقوط حكامها ، بقدر ما اريد أن أمر سريعا على الحالة المأساوية التي مر فيها العراق خلال حكم صدام الساقط الذي بذر فيه هو كل عوامل سقوط نظام البعث في العراق، ومنذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي0
لقد اشاد صدام حكما على اسس من استبداد قل نظيره في التاريخ ، فقتل من الناس ما قتل الى الحد الذي زرع الارض في العراق بالمقابر الجماعية ، وبعظام ضحاياه من الرجال ، والنساء ، والاطفال ، وبجريرة ، وغير جريرة ، كما صاحبت تلك المقابر مقابر أخرى للجنود العراقيين الذين سقطوا في حروبه الداخلية مع الاكراد في الشمال ، والشيعة في الجنوب ، وفي حروبه الخارجية مع ايران اولا ، ثم مع الكويت ثانيا ، ولقد ترتب على هذه السياسة الهوجاء افقار الناس في العراق حتى الجوع ، وتحويل العراق الى أرض يباب 0
هذه العوامل كلها ، مصحوبة بالنضال العنيد الذي ابداه شعبنا البطل ، هي التي قربت يوم الخلاص من صدام ، وحكمه، رغم كل ظروف النضال البالغة القسوة ، ورغم سجف من تعتيم اعلامي ساهمت فيه دول كثيرة شرقا ، وغربا ، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية ، والاتحاد السوفيتي المنهار 0
لقد غض العالم كله تقريبا الطرف عن معاناة شعبنا المريرة ، وذلك بعد ان اشتراه صدام باموال نفط العراق ، ومنذ أن وطأت اقدامه أرض القصر الجمهوري من بغداد ، ففي الوقت الذي كان فيه شيوعيو العراق يرزحون في غياهب سجون صدام كان الرئيس الكوبي الثوري ! فيديل كاسترو ، يتسلم هبة من صدام مقدارها عشرون مليون دولارا ، أملا في مساعدته على أن يصبح رئيس مجموعة دول عدم الانحياز التي كانت رئاستها الدورية إذ ذاك الوقت عند كاسترو نفسه ، ولكي يضمن صدام موافقة بقية رؤساء المجموعة تلك بادر الى رشوة قادة الدول الاشد فقرا فيها ، ولهذا فقد اصطف رؤساء الدول الافريقية في طابور زيارة له في بغداد ، ليعود الواحد منهم بعدها مثقلا بثلاثين مليون دولار ، هذا في الوقت الذي كانت فيه زيارة الوفود الامريكية تترى عليه ، وغالبا ما كان يقودها وزير الدفاع الامريكي الحالي ، رامسفيلد ، بينما راحت اذاعتا لندن ، وواشنطن تعزفان السلام الجمهوري له ، وتنفخان بصورته ، فهو الرجل القوي ، الطامع في حقول النفط الايرانية الجنوبية على حد تعبير اذاعة النفاق الانجليزية وقتها ، وقبيل حربه التي شنها على ايران بأيام 0
وعلى هذا صار نظام صدام في العوامل المشار اليها ضعيفا غاية الضعف ، منهكا حد الانهاك ، رغم هالة القوة التي احاط بها نفسه من خلال جيوشه العديدة ، ومن خلال أجهزته الاعلامية الكثيرة ، وعليه فقد كان سقوط نظامه يحتاج الى ركلة مجدة ، عجزت عنها المعارضة العراقية المتشرذمة ، فجاءته ، بدلا عن ذلك ، من دبابتين ، أمريكيتين ، جالاتا بغداد بهدوء تام ، ودخلتا اليها وفق مشروع أمريكي خططه عقل جماعي لدهاة راس المال في واشنطن ، ومنذ سنوات طويلة خلت ، وكان المفترض أن تتم هذه الركلة الامريكية أيام حرب الكويت ، وحين وصل شوارسكوف بقواته الى مشارف محافظة بابل ، وهو في طريقه الى بغداد ، لكن صور آيات الله في طهران التي رفعها عملاؤهم من العراقيين في البصرة من جنوب العراق هي التي أخرت تلك الركلة ، ليعيش شعبنا المبتلى اكثر من عشر سنوات أخرى في ظلم فضيع ، اتسعت دائرته ما بين المقابر الجماعية ، ومقابر الحصار الجائر 0
لقد اكتشف واضعو المشروع الامريكي هذا أن قبلة المال والعمل حلت الآن في الشرق الأوسط ، وذلك لخصلتين اثنتين هما : خزائن المال الهائلة التي تنطوي عليها اضلاع أرضه ، والمتمثلة بالثروات النفطية الغزيرة ، ثم وفرة فرص العمل في مجال البنى التحتية في جميع بلدانه التي تعاني من تخلف مريع في هذا المجال، رغم تلك الثروات الهائلة ، والكامنة في احشاء أرضه ، وعليه ما عادت سوق أوربا ، التي بلغت من الرقي في البناء التحتي درجات متقدمة ، حافزا يثير عواطف الربح لدى الدولار الامريكي الباحث دوما عن موقع قدم جديد في تربة خصبة ، ثرة ، ولكي يثمر هذا الساحر العجيب بحرية ، وازدهارا ، ودون مضايقة من حاكم جائر على شاكلة صدام ، واشباهه ، لا بد له ان يتنفس في أجواء سوق حرة ، محمية بنظام ديمقراطي على النمط الامريكي ، فليس من الحكمة أن تظل الجيوش الأمريكية هي السور الذي يحمي الانظمة الديمقراطية التي ستُشاد في الشرق الأوسط غبّ سنوات قليلة ، قادمة ، وها هو النظام الديمقراطي في العراق أول غيثها 0
عند نقطة الديمقراطية هذه التقى الشعب العراقي ، وستلتقي شعوب الشرق الأوسط الأخرى مع جند بوش العابرين اليه على اجنحة من حديد ، وعلى هذا لم يكن احمد الجلبي الذي يريد البعض أن يصنع منه بطلا مغوارا ، وعلى طريقة العرب : بالروح بالدم نفديك يا صدام ، مع صدام كان عميلا ، حقيرا للامريكان ، اطلق عليه أحد اعضاء الكونغرس الامريكي وصف : خنزيرنا !! أقول لم يكن دور الجلبي في المشروع الامريكي المعد منذ سنوات طويلة للشرق الاوسط سوى أن يكون عينا على نظام صدام ، اطلقه الامريكان في كردستان من العراق ، وباجر سخي ، ظل يتقاضاه على مدى سنوات ، والى ما بعد سقوط بغداد ، وحتى التاريخ الذي حول فيه ولاءه الى ايران بتسليم مخابراتها سر معرفة المخابرات الامريكية لشفرة سفارتها في بغداد 0 ( 1 )
ويمكنني القول أن الذي ركل صدام ركلة الموت المنتظرة هو المشروع الجماعي الذي صاغته عقول الراسماليين الامريكيين ، ووفقا لنظام فلسفة التربية الذي وضعه جون ديوي للمدرسة الامريكية منذ مراحلها الاولى ، وحتى مراحلها العليا ، والذي سافر فيما بعد الى الى المدرسة الاوربية ، وما جورج بوش ، وجنده الا ادوات تنفيذ لهذا المشروع الذي خُطط له منذ سنوات طويلة ، وسيستمر تنفيذه هذا سنوات طويلة أخرى ، وهنا تظهر مرونة القوانين الاجتماعية التي يختزل فيها وقت التقدم في مسيرة التاريخ بفعل الانسان ( القائد ) ، أو يتخلف ركبها بفعل ذاك الانسان ، ولكنه لن يستطيع ايقاف عجلة التاريخ المتقدمة الى الامام ابدا ، بمعنى آخر هل كان نظام صدام سيسقط من دون أن يزيله جند بوش عن الحكم ؟ الجواب قطعا سيكون بـ ( نعم ) ، ولكنه سيسقط بطريقة أخرى ، وباسلوب آخر ، وربما بصدفة ، فالصدفة غير مستبعدة في لعب دور مهم في صنع أحداث التاريخ 0
بعد هذا يمكن لي أن أقول إن اسلوب العمل الاجماعي في التخطيط هو الذي صان الدولة الامريكية ، وأوجب أن يظل في حوزتها كل ما يمت لها بصلة ، وليس في حوزة رجل فرد ، مهما كانت مكانة هذا الرجل في المجتمع الامريكي ، فكيف باسرار الدولة المهمة حتى لو كانت هذه الاسرار تخص نظام ساقط مثل صدام! فالجلبي لم يكن، بحال من الاحوال ، بديلا عن الدولة العراقية ، وهذه الدولة هي التي تقرر الساعة التي تذيع في الوثائق السرية على الناس ، وليس بالطريقة التي اذاعها فيها احمد الجلبي ، وفي مسألة شخصية بحتة بينه ، وبين وزير الدفاع ، حازم الشعلان 0 أهذه هي الدولة التي ضحى من أجلها العراقيون بدمائهم ؟ سلوا هؤلاء المتصاريعين أين أصبح العراقيون الابطال الذي تصدوا للطاغية الصغير ، عدي المقبور ، وأردوه مشلولا !؟ أين أصبح ذوو ضحايا المقابر الجماعية ؟ هل شرب أهلهم ، وذووهم ماء صافيا ، مثلما يشربه حكامنا المتصارعون الجدد في بغداد الان ؟
ما كان احمد الجلبي هو اول من اذاع اسرار مخابرات صدام ، وانما كان أول من اذاع ذلك جريدة المدى العراقية ، وبطريقة تختلف عن طريقة الجلبي التشهيرية ، وهي ذات الجريدة التي نقلت أنا عنها خبر اتهام الامريكيين للجلبي بافشاء سر معرفة المخابرات الامريكية لشفرة السفارة الايرانية في بغداد الى المخابرات الايرانية ، ولكنها لم تكن الجريدة الوحيدة التي نقلت على صفحاتها ذلك الخبر ، فقد نشرته جرائد عربية ، وامريكية عديدة ، وعلى من يريد معرفة ذلك ما عليه إلا ان يتحمل عني بعض الجهد ، ويبحث في Google ليكتشف أن خبر الشفرة ، وصحابها حقيقة واقعة ، كلفت الجلبي مستقبله السياسي ، وليس فيلما كارتونيا ، ثم ما ذنبي أنا إذا لم يتابع الاخرون ما ينشر في الصحف ، والمواقع العراقية ، وخاصة موقع صوت العراق ، من اخبار تهم عراقنا العزيز 0
------------------------
1- هنا انقل نص الخبر الذي طالعته أنا في اكثر من جريدة فيما يتعلق بامر الشفرة تلك:

رايس تعد بتحقيق معمق في المعلومات حول تسريبات الجلبي لإيران
واشنطن: أ ف ب
أكدت مستشارة الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي كونداليزا رايس أن التسريب الذي سمح لإيران بمعرفة أن الأمريكيين فكوا رموز اتصالاتها السرية يخضع لتحقيق معمق.وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أمس أن رايس تعهدت خلال جلسات الاستماع البرلمانية المغلقة التي جرت أول من أمس، بإجراء تحقيق معمق حول هذه المسألة.وأضافت الصحيفة أن رايس قالت إن مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) يسعى قبل كل شيء إلى معرفة الجهة التي نقلت معلومات حساسة إلى رئيس المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي المتهم بنقل هذه المعلومات إلى طهران، لا سيما تلك المتعلقة بفك رموز الاتصالات السرية.وأفادت "واشنطن بوست" أن محامي الجلبي شرحوا في رسالة وجهوها إلى وزير العدل الأمريكي جون أشكروفت ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي روبرت مولر أن التسريبات صادرة "عن نفس الأشخاص في الحكومة الأمريكية الذين قوضوا عمل الرئيس (بوش) في العراق ... وجعلوا من الجلبي كبش محرقة".من جهتها ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس أن مكتب التحقيقات الفدرالي بدأ بإخضاع مدنيين يعملون في البنتاجون ولديهم إمكانية الوصول للرموز الإيرانية لاختبار كشف الكذب.



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما كان أهل جنوب العراق سذجا يوما !
- نيران الفتنة قادمة من أيران ! سهر العامري
- الجلبي دولة مرشدها آية الله الخامنئي !
- الانتخابات خيط من فجر الديمقراطية في العراق !
- ما بين الجبهة الوطنية وائتلاف المرجعية !
- ظرف الشعراء ( 31 ) : عُلية بنت المهدي
- نظرية المال عند صدام !
- الحاكم والناس والدين في العراق !
- الطائفية مرض الماضي يعيش في الحاضر !
- ظرف الشعراء (32 ) : ربيعة الرقي
- قيض من فيض التخريب الايراني في العراق !
- ظرف الشعراء ( 31 ) : أبو الشمقمق
- الحزب الشيوعي العراقي : العمل الجماهيري والانتخابات !
- إبن فضلان سفير العراق المقيم في أوربا
- ظرف الشعراء ( 30 ) : أبو الهندي
- ظرف الشعراء ( 29 ) : العتابي
- بين البصرة وبهرز الحجة اطلاعات يصول !
- كلهم على طريق ?لاوي !
- دالت دولة الارهاب !
- الى الشيخ حارث الضاري وآخرين لا تعلمونهم !


المزيد.....




- الأكثر ازدحاما..ماذا يعرقل حركة الطيران خلال عطلة عيد الشكر ...
- لن تصدق ما حدث للسائق.. شاهد شجرة عملاقة تسقط على سيارة وتسح ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف عن آخر تطورات محادثات وقف إطلاق النار مع ...
- -حامل- منذ 15 شهراً، ما هي تفاصيل عمليات احتيال -معجزة- للحم ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية مسؤولين في -حماس- شاركا في هجوم ...
- هل سمحت مصر لشركة مراهنات كبرى بالعمل في البلاد؟
- فيضانات تضرب جزيرة سومطرة الإندونيسية ورجال الإنقاذ ينتشلون ...
- ليتوانيا تبحث في فرضية -العمل الإرهابي- بعد تحطم طائرة الشحن ...
- محللة استخبارات عسكرية أمريكية: نحن على سلم التصعيد نحو حرب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - من أسقط صداما ؟