أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الإعلام ودفاتر التحملات














المزيد.....

الإعلام ودفاتر التحملات


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3718 - 2012 / 5 / 5 - 17:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإعلام ودفاتر التحملات
:
في الدول العريقة ديمقراطيا,هناك وسيلتين للتعامل مع الإعلام,فهناك التنافس الديمقراطي,الذي بمقتضاه,يكون للحزب الفائز أو التحالف الحكومي,حق تنفيذ مشاريعه,وفق التوافقات التي تتوصل إليها احزاب المتحالفة والمشكلة للأغلبية النيابية,فتعرضها على النواب,موضحة وشارحة,ومناقشة في الوقت ذاته,وفي الاخير يتم الإحتكام إلى التصويت,على البرنامج في كليته,وبهذه المصادقة,يكون تنفيذ البرنامج ملزما للكل,ويغدو مشروعا وطنيا,ينظبط له كل الموظفين بمن فيهم معارضيه,وإلا سيعترض المواطنون على القوانين التي يقبلون بها,وربما نواب في المعارضة أو المؤسسات العامة,وهذا ما يحدث إلا في المغرب,وهناك طريقة أخرى,بحيث يعتبر الإعلام لحساسيته,مجال رهانات وتقاطبات,بحيث يتفق الجميع,على ثوابت عامة,ينبغي عدم تجاوزها,تشكل ما يشبه هوية المجتمعات,أو بما يعرف بالمكون الاساسي للشخصية الوطنية,من ضمنها اللغة,والعلمانية,وحتى عدم المس بالاعراق,كما تبدع وسائل أخرى لتطوير ومراقبة مدى التزام الإعم الرسمي بهذه الثوابت,دون مزايدات أو تحرشات سياسية,أما في المغرب,فهناك ثابت وحيد متفق حوله,لاأحد ينكره,وهو رداءة المنتوج الإعلامي التلفزي المغربي,شكلا ومضمونا,ورهانه على المشاهدة لما يعتبر ترويجا لمشاكل الإنسان المغربي البسيط,ليسخر من نفسه,ويدرك المشاهدون والداعون للحداثة بعد المجتمع المغربي عن الحضارات الإنسانية زمنا ضوئيا,مما يولد لدى المتعلمين والمثقفين يأسا وإحباطا لتغيير العقليات المغربية,تلك التي زالت تعترض على تسجيل أبنائها في دفتر الحالة المدنية,والمتنكرين لأبنائهم والمتزوجين بدون عقود زواج,مع العلم أن مثل هذه القضايا ينبغي أن تعرض في المحاكم,لا على الإعم مباشرة,ليظهر في اخير مسؤولو قنواتنا محاجين مدافعين عن سلعة بارت,معتقدين أنهم يدافعون عن التعدد والهوية المنفتحة واستقلالية الإعلام,وينحاز إليهم بعض الحداثيين نكاية بالعدالة والتنمية,لافتعال معارضة حولت موظفين إلى ساسة لم يحسنوا الدفاع عن الإعلام المغربي مهنيا,وليس بالتصريحات التي اعتبرتها بعض الأصوات المعارضة بطولات,باختصار,للحكومة حق ترشيد نفقات مؤسسات الدولة وحتى تطهيرها ممن لا يستحقون العمل بها,كما أن إعلامنا عليه الإلتزام بدفاتر التحملات المتفق حولها,وإلا بد من عرضها على التصويت ليقول فيها ممثلوا الشعب كلمتهم الأخيرة,وكيفما كانت النتائج على المعارضة,أن تسعى لاكتساب أغلبية مستقبلا وتأتي بدفتر تحملات جديدة ولما لا حتى بوجوه حديدة لقيادة سفينة إعلامنا السمعي البصري,وإلى ذلك الحين,لا بد من إعادة النظر في منطق التعيينات في مجال السمعي البصري لتفتح فيه مباريات يتبارى حولها الحرفيون ويتنافسون خولها لنعرف الغث من السمين,ولا يظل هذا المجال محتكرا من طرف قلة تعتبر نفسها الوحيدة المؤهلة للعمل في مثل هذه القطاعات الحيوية.
باختصار ,إن المعارضة الحقيقية,ليست تلك التي تبحث عن الفرص لتتفيه ممارسات الحكومة,وكل إجراءات تفعيل القوانين,أو تنزيلها,بناء على أن كل ما يصدر عن الخصوم فهو باطل,وموضوع نقد وتحامل,مهما كانت طبيعة هذا الخصم,بل المعارضة,هي تلك التي لها مشروعها,تدعم ما يقترب منه,وتفند ما يتعارض معه,من أية جهة صدر,حتى لا تصاب بالتيه السياسي,وتنهك ذاتها في صراعات هامشية,من قبيل الدفاع عن استقلالية الإعلام,وهي تدرك أكثر من غيرها,أنه لم يكن يوما مستقلا,دون أ، تكلف نفسها طرح السؤال المحرج,مستقل عمن؟
عن الأحزاب السياسية أم الحكم,فالإستقلالية نفسها مفهوم هلامي,في مثل هاته الحالات,التي يكون فيها النقاش شاردا,وإن حسم الأمر,فإن كل حزب سياسي يطمع لأن ينال نصيبه من الحضور في المجال الإعلامي,أما التطرق لأنشطة الحكومة بأغلبيتها فلا ضير منه,لأن الحكومة صارت حكومة لكل المغاربة,وليست حكومة العدالة والتنمية,كما أن مظاهر الخطاب الديني كانت حاضرة في الإعلام المغربي,منذ الإستقلال وحتى الآن,وبصراحة,على أحزاب المغرب أن تؤسس قنواتها الإعلامية لتدافع عن إيديولوجيتها كما تشاء.
حميد المصباجي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدالة والتنمية بين الديني والسياسي
- الشبكات الإجتماعية وهوس البساطة
- إسلام العقيدة وإسلام السياسة
- الإسلام الروحي والتاريخي
- الوطن ملبنة
- قصة زوج الحمار
- الفكر والسياسة في المغرب
- المثقف العربي وفكرة موت الإنسان
- الفكر الديني في العالم العربي
- ثقافة العداء
- الخيال والرواية
- الرواية المغربية
- فقه السياسة
- علمانية الدولة ودينية المجتع
- ثقافة العدوان
- الخصومة والعداوة
- ثقافة الوصاية
- المسألة التعليمية في المغرب
- السخرية
- الربيع العربي


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الإعلام ودفاتر التحملات