أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جبار محمد صالح - لقاء عراقي ...اسرائيلي














المزيد.....

لقاء عراقي ...اسرائيلي


جبار محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1092 - 2005 / 1 / 28 - 07:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا ادري كيف لانسان عربي عراقي مثلي تشكل وعيه الصغير في اواسط الستينات وسط جو مفعم بالمد القومي
والشعارات والمؤامرات الوهمية والحقيقية والموروث الديني المفلتر من كل ماهو عقلاني ان يشاهد اسرائيليا
وجه لوجه ،هذا الشخص الذي قضينا سنوات عمرنا نحاربه دون كيشيوتيأٍٍٍٍٍٍِِِِِِ
هذا الذي حملنا له تنؤء به الجبال ،كل اخفاقاتنا ،كل هزائمنا هذا الذي ليس له هم في الحياة سوى التامر علينا
وتخريب ديننا وتجنيد كل من نراه لايوافق اراء حكامنا للتجسس علينا وتدمير بلادنا،في سبيل ان اصل اليه واحاربه قضيت اجمل سنوات شبابي وانا البس البسطال واتدرب واحارب ابناء بلدي بل دولا اخرى مرورا بمسيرة ربما ستنتهي بلقاء هذا العدو ،وتحت شعار كل شىء من اجل المعركة ادخرت من قوت عيالي وحرمت نقسي من متع الحياة كي يوفر حكامي ما يشاؤؤن من الاموال في البنوك الاجنبية للمعركة المصيرية،ثلاثون سنة وانا ممتلىء يهذا الجو المشحون بالكراهية(مصطلح امريكي لكنه مناسب هنا)لهذا المخلوق ،نسيت ان اذكر اني بعد طول انتظار اعطيت لنفسي اجازة من معركتي المصيرية
وقررت السفر لاول مرة في حياتي بعد ان كان السفر مقتصرا علىالمرتدين اوالذي يحشدون الدعم لمعركتنا المصيرية
كان هناك في استقبال الفندق رجل يجلس دائما مع زوجته ويمازح النادلين والمارين ويشرب القهوة ويوزعها وانا اسلم عليه وهو يردولاادري مالذي انتابني وانا اسمع شخص سوري يهمس همسا بان ذلك الشخص اسرائيلي،ها هو اخيرا امامي وجه لوجه ،صرت احدق في قسمات هذا الوجه الحليق الذي يشبه الاوروبيون الباسم والمازح مع كل مار،ترى اين يخفي كل هذا الشر الذي خرب حياتي حتى جعلني خجلا كئيبا منطويا بعكس حيويته التي حيرتني لكني ظننت ان هذه خدعة اخرى لاتنطلى علي ،كان الجو مزدحما في مدخل الفندق فقررت الذهاب الى غرفتي.
مضى علي يومان وانا في هذه المدينة المبهرة (بالنسبة لي طبعا)كل شىء ،الشوارع والمحلات والنساء،لكني اشفقت على هؤلاء الناس البعيدين عن الدين والذي ليس لهم معركة مصيرية،مع اني تمنيت ان يعيش اطفالي في هذا الجو وان لايقاسوا ما قاسيته ،فكرت في وحشية الارهاب وقطع الرؤؤس وتفخيخ الموتى فايقنت ان هؤلاء الناس لايمكن ان يكونوا على صواب في أي شىء فكرت كثيرا في هذا الشخص الذي يجسد الاخر الملغي كما يسمونه هذه الايام الذي من المستحيل ان يرسل أي سيارة مفخخة لقتل اطفالي او ان يشجع هذا العمل تحت أي مسمى وفكرت في طفلان من زهور العائلة قتلهم اصحاب القضية المضحين بدمائهم من اجلها في حي العامل ،مها وزيد، كيف اني تمنيت وقتها ان لايذهب هؤلاء الابرياء الى الجنة التي امتلئت بهؤلاء الارهابيين الذين حجزوا مكانهم مبكرا ،كيف اني خفت على طهر هؤلاء الاطفال من ان يروا قاتليهم وهم يضاجعون حورياتهم في الجنة،تمنيت لهم النوم الابدي بسلام بعيدا عن الجنة الموعودة التي دنسها هؤلاء بمجرد حلمهم بها. واخيرا قررت ان اتحاور مع هذا الاخر ثم اني شاهدت مصرياوسوريا يتحاور ون ويتضاحكون ويشربون القهوة والسكائر معه فاذا كان اصحاب القضية المعنيون مباشرة يتحاورون فلم لااتعرف عليه واسمع منه مباشرة وانا في طريقي للكلام والتحاور الى الجالس ابدا كانه بانتظار قراري،قررت ان ارمي ثوابت الامة في اقرب مزبلة لكني خفت ان ادنس مزابل الاخرين بثوابت امتي.

سلمت عليه وجلست فبادرني بالسؤال من اين انت فقلت من العراق،ذكرتني لهجته العربية الركيكة بمسلسل رافت الهجان
اضافت زوجته بان امها من العراق ايضا ،ثم وضع يده على فمه كانه يسد فمه قائلا ؛ماذا نتكلم انت من العراق وانا من اسرائيل؟ قلت:بالعكس لدينا الكثير لنتكلم به، نحن الاثنان نعاني من الارهاب نفسه (قتل عشوائي للغير من اجل قضية)واصر على ان( مايقوم به الفليسطينيون ارهابا وبالاقل حتى لاتدنس ثوابت الامة المزبلة التي رميتها فيها يجب ان نعترف بذلك )كان الحوار بالنسبة له حوار لتمضية الوقت مع شخص عابراما بالنسبة لي هو معرفة ما اذا كانت ثلاثين سنة من عمري قد ذهبت هباء.
اصرت الزوجة على استدعاء امها التي عاشت مطلع شبابها في بغداد ،جاءت الام التي تحمل حنينا كبيرا للعراق تسالني عن الاماكن والناس وكان فارق العمر بيننا لايسمح لي بجواب كل اسئلتها،وبالمناسبة هؤلاء الناس يتكلمون اكثر من اربع لغات
لانهم يحتفظون بلغاتهم الاصلية من البلدان التي جاؤؤا منها ويتعلمون لغات جيرانهم او اقرانهم في العمل اوفي الشارع ...
سالت الشخص(الاخر) عن عمله فاجاب بانه متقاعد ويستلم راتب مقداره 1500$( لاادري كيف سيمحو اصحاب القضية من الوجود دولة تعطي لمتقاعديها 1500$ ) وزوجته متوقفة عن العمل لكنها تستلم راتبها كاملا والسبب بسيط لانها انتقلت الى بيت جديد وحسب قانونهم فاذا كان البيت يبعد عن مكان العمل كذا كيلومتر فالدولة تتعهد بايجاد عمل جديد قريب على محل السكن وريثما تجده تدفع لها الراتب ،فكرت في جندينا الذي اوكلو اليه اولوا الامر بوحي الهى مهمة التحرير يذهب من بيته في البصرة الى وحدته بالموصل باجور تعادل راتبه الشهري مما يضطره للتسول حتى ياكل، هذا الاخر
، يتحدث عن جاره العربي الذي تدفع له دولة اسرائيل عن كل طفل جديد ما يمكنه من الجلوس في البيت وتفريخ الاطفال
بدون عمل ،يحلمون بدولة من الفرات الى النيل ونحلم بقتلهم ورميهم بالبحر ،وحتى يحققوا حلمهم ينسحبون من سيناء ومن جنوب لبنان ومن غزة من طرف واحد حتى يدعوا لاصحاب الارض الحرية في رفع صورة البطل القومي صدام حسين والشيخ ياسين والرنتيسي ولازلنا نحاسب على النوايا ولا نشجع الافعال فقد علمنا شيوخنا ومنظرينا الافذاذ انه حتى لو قال لنا اليهود تعالوا اقتلونا وارمونا في البحر لقلنا انها مؤامرة يهودية لكسب عطف العالم.



#جبار_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جبار محمد صالح - لقاء عراقي ...اسرائيلي