الدستور المغربي: اين الحق الشرعي للصحراويين(مصحح)

بوجمع خرج

الحوار المتمدن-العدد: 3718 - 2012 / 5 / 5 - 04:10
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

قد يتفق الجميع على أن احترام الدستور لا يستبعد بالضرورة في هذا الإحترام الشكلي عدم احترام جوهر الدستور. إنه الشيئ الذي أريد به التطبيع مع تجريد الصحراويين من الشرعية التي هي حقهم في صحرائهم. ولعل المأسف هو أن هذا يتم من داخل الوحدة الترابية التي تتغناها الخطابات الرسمية والتي لم تعد وحدة كخيار حر وإرادي كما يظنها الوحدويون الصحراويون وخاصة في واد نون الذي يعتقد على أنه مغربي وبدون نقاش علما أنه كان أول من تمتع بحكم ذاتي رسمي في تاريخ المنطقة الشمال غربية إفريقية في عهد بيروك رحمه الله (أحد مؤسسي مدينة كلميم عاصمة المجال المعني.
ففي المملكة المغربية يمكن القول على أن احترام الدستور في كتابة الدستور من طرف لجنة لها صلاحية دستورية حسب معيارية معينة جائت بالسيد المنوني وتشكيل لجنة اجتهدت صحيح في احترام منطوق الدستور كمفهوم لم يحترم في الحقيقة جوهر الدستور بما تستحقه الجهات بالمملكة المغربية التي هي فسيفساء ثقافية بشكل عام والجهة الصحراوية بشكل خاص ابتداء من وادنون ذلك أنه ما كان في الاأصل أن يكون دستور تتوحد فيه أمة إلا لأنه يعلو على التسايس من طبعه وإن صحيح يتضمن السياسات المعترف بها.
للأسف أن هذا لم يحترم بحيث أنه خضع إلى التسايس أكثر منه إلى ما يليق به شرعا في الصحراء.ربما يعود هذا إلى طبيعة إشكالية الصحراء. ونحن كصحراويين إذ نتفهم الوضعية الأممية للصحراء الغربية إلا أنه نؤكد على أن للصحراويين الحق الدستوري في أن يكون لهم وضع خاص واستثنائي. بل ما يحز في الأنفس هو أننا استمعنا إلى جلالة الملك وهو يقول بالجهوية المتقدمة للصحراء. فهل يقبل المغرب لنفسه وضعا متقدما بما ينظر به إلى الصحراء دستوريا وحكاماتيا؟
ومنه أرجو تفهما إذ أقول بمنطق الفن السياسي على أن الدستور المغربي ملكا لمن أملاه وليس ملكا للشعب.
طبعا لا أريد أن يفهم من هذا أني أنتقده في ما يكرس الحضور الملكي في الشؤون العامة لأن هذا يعني الأمة المغربية التي في الحقيقة لسنا منها مؤسساتيا وحكاماتيا بل وحتى عطفا ملكيا ولكن ومن باب احترام الحق المغربي في الصحراء الذي خولته له المحكمة الدولية فإني أعنيه من حيث أن المملكة ذاتها يفترض فيها أن تكون ذات سيادة كتعبير لخيارات أمة بما يلزمني كرمز وكمثقف عضوي فاعل ميدانيا وأخلاقيا هوياتيا وكذلك ديونتولوجيا دستوريا أن أرسم هندسيا إطار تموقع الصحراء في هذه السيادة لأبين على أن الدستورالجديد تم بصياغة ذات مفهوم ونظرة غير صحراوية لا للصحراء كمجال له تاريخه الذي لا يميزه وفقط عن المملكة ولكن عن حتى باقي أرجاء الشعب البيضاني ... ولا للصحراويين كمواطنين وفق مفهوم المواطنة في نسبيته وفي كونيته.
قد يكون الأمر نفسه بالنسبة لباقي الجهات المملكة وطبعا هذا أمر يعني المغاربة في ما صوتوا فيه بنعم للدستور لكن في الصحراء من هذا المنطلق فإن ممثل المملكة في الصحراء لن يغدو أكثر من والي على مقاطعة من امبراطورية مغربية كما حينها الرومانية, في الوقت الذي كنا ننتظر فيه صحراء حرة ومتحررة من امبراطورية اسبانية.
إن هذا ولو حتى نفترض حسن النية الدستورية يفقد كل معاني "احترام الدستور والإشتغال المنتظم المستقل للسلطات العمومية وخصوصا استمرارية الدولة كمملكة بما ييعطي قيمة للإنتماء واحترام المواثيق
لذلك فكل شيئ يسير كما لو أننا في الصحراء تحت استعمار آخر بما أننا بدون سيادة دستورية في صحرائنا خاصة وأن ديمقراطيتنا محدودة في إبعادنا بمنهجية عن تدبير شؤوننا بما يليق وثقافتنا الشرعية والدينية الصحراوية التي كان يحترمها حتى المستعمر سواء الفرنسي والإسباني بواد نون أو الإسباني بالصحراء.
الحقيقة الدستورية الجديدة هي أن سيادة الثقافات كما كان يسميها "فسيفساء مغربية" ملك يليق بأن يفتخر به العلويون وكل من تربطهم بهم علاقة وكل الذين تعاملوا معه اسمه الحسن الثاني أصبحت في استعباد ذاتي لن تقبله الصحراوية بما قد يأتي بعاصفة بدئت تظهر علاماتها في واد نون قد تزعزع أركان هذه المملكة التاريخية.
فرئيس الحكومة تسمية ليس سوى موظفا في حكومة ليس للحظور الصحراوي فيها سوى زخرفة ساذجة تستغبي حتى المغاربة في ما اعتمدته من تصور جهوي جائت به لجنة السيد عازمان.
لست رجل قانون ولا رجل دستور ولا رجل قصر ولا رجل عائلات تسود وتتحكم في المغرب ولكني لدي كفاءات على مستوى المقاربات والإستراتيجيات والدبلوماسيات كصحراوي بكل المعنى والثقافة الترحالية التي ليست بالمفهوم القدحي الذي اعتقده أتباع البصري رحمه الله الذين يصنفونا "رعاة" ويعتقدون أن برنامج شهيوات يعنينا في شيئ تمدنيا وحظارة بطن... فثقافة الترحالية حضارة روحية أكثر من ما هي مادية لها نظامها وتصورها فكرا وأدبا وعلما ولها إيديولوجيتها التي هي أفضل من الديمقراطية.
وللتذكير لقد قال الحسن الثاني حينها وقف بغرناطة وكان يعلم لماذا غرناطة ولماذا أكد من غرناطة على أننا لنا حظارتنا ولنا ثقافتنا ولنا تاريخنا... وقال "إذا الصحراء مغربية فالمغرب صحراوي"
ومنه في سياق استقلالنا كصحراويين نؤكد على أنه إذا الصحراء يراد لها أن تكون مغربية فالمغرب أيضا نحن نريد له أن يكون صحراويا وهو ما يفترض توازنا وليس هيمنة ثقافات معينة علينا تربويا وتنمويا وعلميا وجهويا
وبناء عليه استسمح الشرفاء المغاربة في ما بلغت فيه من فصاحة وصراحة بعد سنين من الصبر الذي لم يعتبر بما يجعلني أرد باحترام إلى جلالة الملك محمد السادس هذا الدستور المنونيي الجديد وهذه الجهوية العزيمانية
لقد ولدتنا أمهاتنا أحرارا لذلك كنا رحالة نرفض الحضيرة بسكناها لأن السكنى بالنسبة لأهلنا مسكنة والخيمة حرية في لبن أمهاتنا ولا نقبل غير خيمتنا التي أصبحت ممنوعة في موطننا الصحراوي منذ كديم إزيك الذي كان بسبب أخطاء من يخونون ملكهم الذي هو صديق لبعضهم.
وفي الحين الذي كان يلومهم الثوبة النصوح بالإعتراف لملكهم هم في تسفههم يعمهون في صحراء يريدونها إمارة لهم.

#بوجمع_خرج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات