أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - ملاحظات حول بيانات فرق - اليسار- فى تونس بمناسبة غرّة ماي 2012















المزيد.....

ملاحظات حول بيانات فرق - اليسار- فى تونس بمناسبة غرّة ماي 2012


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3718 - 2012 / 5 / 5 - 00:36
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ملاحظات حول بيانات فرق " اليسار" فى تونس بمناسبة غرّة ماي 2012
قبل أيّام ، نشرنا " ملاحظات حول بيان الوطنيين الديمقراطيين " الوطد" بمناسبة غرّة ماي 2012" و اليوم نواصل مشروع الملاحظات النقدية لبيانات المنظمات و الأحزاب " اليسارية " فى تونس . و لتفادي التكرار سنسوق، بهذه المناسبة و بسرعة ، ملاحظات نخص بها أهمّ المسائل و أبرزها و من يتطلّع إلى التعمّق فى القضايا المطروحة ، عليه بمقالات سابقة لنا و لرفاق ماويين آخرين متوفّرة على موقع الحوار المتمدّن. و لأنّنا لا نبغى بتاتا التجريح فى الأشخاص، نلتزم بالتركيز على نقاش الأفكار لدفع الصراع النظري كيما تحتل النظرية المكانة التى تستحق فى إيجاد الحركة الثورية و لمزيد توضيح الخطّ الإيديولوجي و السياسي الشيوعي الثوري حقّا فى تناقض مع جميع أشكال التحريفية و الإصلاحية التى يروّج لها الشيوعيون المزيفون، التحريفيون.
1- عن بيان العصيان – هيئات العمل الثوري ، أفريل 2012:
بادئ ذى بدء ، نرصد فى هذا البيان حديثا عن " سلطة رأس المال" دون تمييز بين رأس المال الإمبريالي فى البلدان الرأسمالية – الإمبريالية و رأس المال الكمبرادوري / البيروقراطي فى المستعمرات و أشباه المستعمرات . و القضية ليست هيّنة إذ تعكس قراءة تجافى الحقيقة وواقع النظام الإمبريالي العالمي و عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية ؛ قراءة تروتسكية يرفع منطقها شعار الثورة الإشتراكية فى النوعين من البلدان و لا يفقه شيئا من أن التناقضات المختلفة من حيث الطبيعة تعالج بطرق مختلفة كما علّمنا ماو تسى تونغ إنطلاقا من الواقع المادي و من موقف بروليتاري و منهج علمي مادي جدلي.
ثمّ إنّ أصحاب هذا البيان ، مثلهم مثل بقية " اليساريين" الإصلاحيين و اليمينيين بشتى ألوانهم ، يتمادون فى تضليل الشعب و خداعه مدّعين حصول " ثورة الشغل و الحرّية و الكرامة " فى حين أنّ ما حصل لا يعدو أن يكون إنتفاضة. و لترسيخ كلمة عصيان فى صفوف القراء يعيدونها مرارا فى بيانهم و يعيدون كتابة التاريخ مقحمينها إقحاما فى صياغة من مثل"إنطلاق العصيان الإجتماعي يوم 17 ديسمبر 2010". و بطبيعة الحال كسائر " اليسار" الإصلاحي يدعون إلى " إستكمال الثورة من جديد تحت شعار إسقاط النظام" ووسيلتهم فى ذلك هي إنشاء " هيئات عمل ثوري"" فى قطيعة مع اشكال التنظيم الحزبية و النقابية البيروقراطية و الهرمية المغلقة إيديولوجيّا و سياسيّا ". و فى محاولة لأقناع القراء يصدر عنهم رأي مفاده أنّ هيئاتهم المقترحة هي " السبيل الوحيد الذى أبدعته الجماهير الثائرة ذاتها". وفى هذا التأكيد مبالغة حتى لا نقول كذب يسفّهه الواقع فى غالبية أنحاء البلاد.
و الحقّ يقال تقتضى أطروحاتهم هذه نقاشا جدّيا قد يستغرق عشرات الصفحات ليس هذا مجاله لذلك نكتفى هنا بالإشارة إلى أنّ هذا المشروع يحدّد نفسه ضد النظام القائم و لا يقدّم مشروعا طبقيّا محدّدا و بالتالي فى الهيئات المقترحة سيتمّ صراع محتدم من أجل هيمنة خطّ يقود ،أحبّ من أحبّ و كره من كره، سيكون على الأرجح خطّا برجوازيّا و التجارب التاريخية و الراهنة تدلّل على ذلك. و إزاء هذه الأطروحات المجالسية ، نثير سؤال : تاريخيّا أين نجحت ثورة بروليتارية حقيقية دون قيادة حزب بروليتاري ثوري؟ و الإجابة بسيطة لم نشاهدها فى أي مكان على كوكبنا. و مثلما قال ماو تسى تونغ : " يجب أن يكون هناك حزب ثوري ما دمنا نريد الثورة " ( ماو تسي تونغ، " يا قوى العالم الثورية ، إتحدي و قاومي العدوان الإمبريالي" – نوفمبر –تشرين الثاني – 1948 ، المؤلفات المختارة المجلّد الرابع؛ صفحة 1 و2 من " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ).

2- عن بيان " الحزب الإشتراكي اليساري" :
يتميز هذا البيان بأمرين إثنين هما :
أ- لا علاقة له بالأممية البروليتارية أصلا و بالعالم و ما يجرى فيه فقد ركّز كلّ مضمون البيان على القطر لا غير ما يأكّد من جديد أنّ هذا الحزب لا يملك من " الإشتراكية " غير الإسم للمغالطة . إنّه حزب رأسمالي يميني على حدّ وصف البعض له.
ب- هو الوحيد الذى يتوجّه " بالتحية لأعضاء المجلس التأسيسي الذين تجمعوا على مقربة من تمثال إبن خلدون و توجّهوا على وزارة الداخلية لإبلاغ موقف المعارضة. بهذا يشدّد على إلتزامه بهذا المجلس المهزلة و بحكومته التى نقدها نقدا طفيفا دون إدانة العنف الذى تستعمله ضد التحركات الشعبية ، و طلاقه التام مع تطلعات شعبنا و مطالبه.
هدفه هو " الحوار الوطني" و " التوافق الوطني" من أجل " المنوال الإجتماعي التضامني الذى تلعب فيه الدولة دورا رئيسيا " و عليه ، نتساءل -1- ما الذى يبقى مناضلين و مناضلات يدّعون تبنّى الشيوعية بشكل ما ضمن هكذا حزب سوى العلاقات الشخصية و التاريخية خاصة مع فضح عناصر عملت معهم للقيادة المتبرجزة فكرا وممارسة ؟ و -2- لماذا لم يلتحق بعد هذا الحزب بحركة التجديد التى لا يختلف عنها نوعيّا ؟
3- عن بيان حزب العمّال " الشيوعي" التونسي :
لكم بات يثير الإشمئزاز كون هذا الحزب ما إنفكّ يتحدّث عن ثورة لم تحصل فى الواقع و يدعو إلى إستكمالها لأنّها " تتوقّف عند منتصف الطريق"! و الحال أن مناضليه و مناضلاته نالوا مع آخرين من عصى قمع الحكومة ما نالوا وهو يصرّح بأنّه ليس ضد حكومة النهضة. و كم بات يثير الإشمئزاز كون هذا الحزب الذى يسمّى نفسه زورا و بهتانا " شيوعي " يضع هدفا له " إقامة مجتمع جديد عادل" هلامي و فى نهاية المطاف برجوازي قولا و فعلا ، لا صلة له بالثورة البروليتارية العالمية و بالشيوعية .
و يمضى بيان حزب العمّال ، فى نفس سياق خطابه البرجوازي الإصلاحي ، فى التركيز على مفردة الدكتاتورية فيدعو إلى " تصفية الأسس الإقتصادية و الإجتماعية و السياسية للدكتاتورية و إرساء قواعد نظام ديمقراطي يحقق فى ظلّه مطالبه الإجتماعية و الوطنية التى رفعها خلال الثورة ".
يخلط هذا الفهم البرجوازي عن قصد بين الدكتاتورية و الديمقراطية من جهة و بين الديمقراطية البرجوازية و الديمقراطية البروليتارية من جهة أخرى. بإختصار الحقيقة هي أنّ كل دولة ماركسيّا آلة قمع طبقية ، جهاز قمع طبقي يسهر فى المجتمع الرأسمالي ، فى نفس الوقت على الديمقراطية للطبقة أو الطبقات الحاكمة و يمارس الدكتاتورية على الطبقات المضطهَدَة و المستغَلَّة . الديمقراطية و الدكتاتورية وجهان لعملة واحدة سواء تعلّق الأمر بالديمقراطية / الدكتاتورية البرجوازية أم بالديمقراطية / الدكتاتورية البروليتارية التى تمارس الديمقراطية فى صفوف الشعب و الدكتاتورية على البرجوازية و أعداء الشعب.
و من المفيد لدحض الترهات البرجوازية الإصلاحية لهذا الحزب الدغمائي التحريفي الخوجي بشأن الديمقراطية غير الطبقية ، أن نذكّر من جديد بقول لينين :" من الواضح أنّه ، طالما هناك طبقات متمايزة ، - و طالما لم نسخر من الحسّ السليم و التاريخ ، - لا يمكن التحدث عن " الديمقراطية الخالصة" ، بل عن الديمقراطية الطبقية فقط ( و نقول بين هلالين إنّ " الديمقراطية الخالصة " ليست فقط صيغة جاهلة تنمّ عن عدم فهم لنضال الطبقات و لجوهر الدولة على حدّ سواء ، بل هي أيضا صيغة جوفاء و لا أجوف ، لأنّ الديمقراطية ، ستضمحلّ ، إذ تتطوّر فى المجتمع الشيوعي و تتحوّل إلى عادة ، لكنّها لن تصبح أبدا ديمقراطية " خالصة")". ( الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي"،دار التقدّم ،موسكو 1977، الصفحة 18).
و بما هو حزب إصلاحي أصلا لا يدعو إلى الثورة البروليتارية العالمية بتيّاريها ، و إنّما يقتصر على خدمة الدولة القائمة و تقديم النصح للحكّام لإصلاحها و تندرج الجملة التالية فى هذا الإطار :" من أجل وضع برنامج عاجل مشترك للتصدّى للأزمة الخانقة التى باتت تتخبّط فيها البلاد ".
4- عن البيان المشترك بين حزب العمل الوطني الديمقراطي و حركة الوطنيون الديمقراطيون :
مثل بقية بيانات الإصلاحيين ناشري الأوهام البرجوازية ، ينخرط هذا البيان فى توصيف ما حدث فى تونس على أنّه " ثورة " و على أنّ ما يجرى " مسار ثوري" و أنّه يتعيّن " مواصلة النضال من أجل تحقيق أهداف الثورة ". و فى سياق التحلّي ب" المسؤولية" تجاه دولة الإستعمار الجديد و العمل فى إطارها و خدمتها ، يعتبر البيان أنّ نضالات الجماهير الشعبية تمّت " بأسلوب مدني ديمقراطي سلمي جماهيري..." و هذا محض كذب. هل كانت الصدامات الدموية ليل نهار بالحجارة و الهراوة ... ديمقراطية و سلمية ؟ هل قابلت الجماهير قتل مئات الشهداء بنضالات سلمية و ديمقراطية ؟ يبدو أنّ هؤلاء الوطنيين الديمقراطيين جدّا جدّا الذين جعلوا من جيش دولة الإستعمار الجديد جيشا وطنيّا و من برنامج السبسي برنامجهم ، لم يكونوا بساحات المعارك العنيفة و أنّ العمى أصابهم و لم يشاهدوا معارك 9 أفريل بتونس و المعارك اليومية للجماهير فى أكثر من مدينة من الجنوب. و إن لم ترتق هذه المقاومة إلى المقاومة المسلّحة المنظّمة فهي عنيفة بأشكل متنوّعة.
و ببساطة يقولبون الواقع ليدخلوه عنوة فى زجاجة اعدّوها له فيتبرّؤون من العنف الذى مارسته الجماهير و مارسه و أحيانا نظّمه المناضلون و المناضلات لفرض الحق فى التظاهر و حرية التعبير و التنديد بالنظام و رفع مطالب و التصدّى أيضا للعنف الرجعي الذى بلغ حدّ القتل.إنّهم يغالطون الجماهير ذاتها بالكذب و التزوير.
و فى تناقض صارخ مع لينين و اللينينية ، يخرجون علينا مجدّدا بطبخة " الجمهورية الديمقراطية الإجتماعية " التى لا علاقة لها بالثورة البروليتارية العالمية بتيّاريها و بالتالي هي تعبير تضليلي آخر غريب عن الماركسية يضاف إلى الترسانة الإيديولوجية و السياسية فى خدمة دولة الإستعمار الجديد.
وفى نهاية البيان نعثر على تعبير جديد ضمن جملة أريد بها ربط الطبقة العاملة ب" الثورة الوطنية الديمقراطية " التى لم يتمّ الحديث عنها فى ما سبق من البيان، ألا هو " طليعة صدامية للثورة الوطنية الديمقراطية ".
يبذل الشيوعيون و الشيوعيات قصاري الجهد لتأسيس حزب الطبقة العاملة لكي يتمكّن من قيادتها وقيادة حلفائها من الطبقات و الفئات الشعبية فى إنجاز الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية كجزء من الثورة البروليتارية العالمية. و عند ربطنا التعبير الجديد بالطرق " السلمية و الديمقراطية " التى مرّت بنا ، نفهم ما المقصود فى الواقع من هذه الجملة . فالصدامية لا تعنى قيادة ثورة عنيفة بالضرورة كعملية قلب طبقة لطبقة عبر حرب أهلية تطيح بالدولة القديمة و جيشها و ترسي دولة جديدة عمودها الفقري جيش جديد.
إنّ هذا البيان يرفع راية الثورة الوطنية الديمقراطية طعما لجلب وطنيين ديمقراطيين إليهم من ناحية و من ناحية ثانية لتهدئة البعض داخلهم من المتمسّكين شيئا ما بالتاريخ بينما فى الواقع أضحى أصحاب البيان بعيدين غاية البعد بل مرتدّين عن الطرح الوطني الديمقراطي الحقيقي ، الثوري و هدفهم الواضح الجلي هو " الجمهورية الديمقراطية الإجتماعية " فى ظلّ الدولة القائمة لا غير.
و تجدر الإشارة فى الأخير إلى أنّ بيان" حركة الوطنيون الديمقراطيون" بفرنسا و المتنكّر تماما للأممية البروليتارية ، يتضارب فى نقطتين مع البيان المشترك الذى ننقد ففى البيان المشترك نقرأ " يا عمّال العالم و شعوبه و أممه المضطهَدَة إتحدوا " وفى البيان الصادر بفرنسا لا نجد سوى " يا عمّال العالم إتحدوا!". و نلمس فى البيان الصادر بفرنسا دعوة " كافة القوى التقدّمية و الديمقراطية لمقاطعة حزب النهضة و حلفائه و لقطع كافة العلاقات السياسية مع الحكومة المؤقتة" فهل يتفق معهم الجماعة فى تونس؟
-5 - بيان الوطنيون الديمقراطيون الماركسيون اللينينيون :
إفتتح النصّ بجملة " إنّ العنف المميّز لكلّ أنظمة الحكم البرجوازي الرجعية و الأنظمة العميلة لها ..." تتضمّن خطأين إثنين. أوّلا، المقصود هو الأنظمة الإمبريالية و كان من الأفضل إستخدام الإمبريالية أو البرجوازية الإمبريالية لأنّ الحكم البرجوازي يحيل على مرحلة الرأسمالية ما قبل الإمبريالية كمرحلة عليا فى تطوّر الرأسمالية. و ثانيا، لا تتميّز كلّ الأنظمة الإمبريالية و الرجعية و فى كلّ الأوقات بالعنف تجاه الجماهير الكادحة بل هي تشتري ذمم من أسماهم لينين الأرستقراطية العمالية ، و العنف سياسة و هو إمتداد للسياسة تلجأ إليه بدرجات و فى أوقات معيّنة و ضد فئات و طبقات معيّنة تمارس ضدّها الدكتاتورية [ و أحيانا حتى ضد فئة من الطبقات الحاكمة ]عندما لا تفلح المآمرات السياسية و الحملات الإعلامية ، فى حين تمارس الديمقراطية صلب الطبقات الحاكمة.
إلى جانب هذين الخطأين ، ثمّة لدى أصحاب هذا البيان وهم إمكانية تطوّر الأحداث و إنجاز ثورة فى الظروف الحالية الموضوعية منها و الذاتية و عبر الإنتفاضة: " ...منع تطوّر الأحداث فى البلاد و فى إتجاه مسار ثوري ينتهي ب [ الأفضل " إلى "] إسقاط نظام حكم العمالة و إقامة نظام حكم يخدم مصلحة العمال و الفلاحين الفقراء و عامة الكادحين و المفقرين من شعبنا."
و يعنى هذا إنجاز ثورة وطنية ديمقراطية / ديمقراطية جديدة دون حرب الشعب. فهل يمكن حدوث هذا فى غياب حزب شيوعي ثوري و فى غياب الجبهة الوطنية الديمقراطية و فى غياب الجيش الشعبي فى بلاد شبه مستعمرة شبه إقطاعية . غير ممكن ، وهم لا أكثر مثلما يثبت ذلك التاريخ و وقائع الصراع الطبقي راهنا عبر العالم.
يقول ماو تسى تونغ : " حزب قويّ النظام مسلّح بالنظرية الماركسية- اللينينية، [ الآن الماركسية- اللينينية- الماوية ] يستخدم أسلوب النقد الذاتي و يرتبط بجماهير الشعب ، و جيش يقوده مثل هذا الحزب ، و جبهة متحدة تضمّ مختلف الطبقات الثورية و الجماعات الثورية و يقودها مثل هذا الحزب – هذه هي الأسلحة الرئيسية الثلاثة التى ننتصر بها على العدوّ" ( "الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية " 30 يونيو- حزيران- 1949 ؛ المؤلّفات المختارة ، المجلّد الرابع؛ و الصفحة 3 من " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ"). "
و من الشعارات الواردة فى نهاية البيان شعار " عاشت نضالات حركات التحرّر الوطني من أجل تحرير المستعمرات و أشباهها " وهو شعار يقتضى منّا أن نعلّق عليه فنقول إنّ الأصحّ هو " حركات التحرّر الوطني الديمقراطي " أي الثورات الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية بقيادة شيوعية ثورية كتيّار من تياري الثورة البروليتارية العالمية و التيّار الآخر الذى لم يشر إليه البيان هو تيّار الثورة الإشتراكية (و ليس من أجل إنعتاقها ! بصيغة مائعة) فى البلدان الرأسمالية الإمبريالية.
-6- عن بيان " الشيوعيين الماويين فى تونس":

رغم المقالات الكثيرة المنشورة على الأنترنت قصد توضيح الخطّ الإيديولوجي و السياسي الشيوعي الثوري الماوي وإنارة طريق الممارسة الثورية و دحض التحريفية و الإصلاحية ، يتشبّث صاحب أو أصحاب هذا البيان بإعتبار أنّ الإنتفاضة مستمرّة فى تونس . إنّهم لم يفتحوا عيونهم بعد على حقيقة أنّها قد إنتهت و أنّ النضالات الحالية لا يمكن تصنيفها ضمن" سيرورة ثورية " يرغبون فى " تطويرها ". بمثالية يردّدون القراءات التحريفية و الإصلاحية التى تكذّبها الوقائع العنيدة من حولنا.

وبمثالية أيضا نراهم يصرّحون بأنّ " الأزمات و الحروب لن تولد غير الثورة بإعتبارها السبيل الأوحد لحلّ المشاكل الإقتصادية و الإجتماعية و السياسية ". و يكمن المشكل فى الصيغة الحصرية فالأزمات قد ولّدت فى السابق و تولّد الآن هجوما على الطبقات الشعبية و سعي لحل الأزمات على حسابها و قد ولّدت فى السابق و تولّد الآن مزيدا من القمع و اللجوء إلى التعويل على القوى الظلامية و الفاشية لإسكات صوت الجماهير الشعبية ، و قد ولّدت فى السابق و تولّد الآن حروبا ضيقة قد تتسع رقعتها. و من الأكيد أنّه لدي الإمبريالية و الرجعية راهنا مجالات و إمكانيات لحلّ أزماتها دون أن تفقد السلطة لصالح البروليتاريا و دون ان تندلع ثورات لا سيما فى غياب الأحزاب الثورية و الحركات الثورية حقّا أو فى حال ضعفها.

و الثورة لا تنشأ عفويّا . الإنتفاضات و التمرّدات الشعبية يمكن أن تندلع عفويّا كردّ فعل على الأوضاع المزرية على الأصعدة المختلفة لكنّها لن تخرج عن إطار الدول القائمة و بمستطاع الطبقات الحاكمة الإلتفاف عليها بطرق شتى. أمّا الإنتفاضة المسلّحة كفنّ يفضى إلى الثورة عبر الحرب الأهلية فى البلدان الرأسمالية الإمبريالية و الثورة عبر حرب الشعب فى المستعمرات و أشباه المستعمرات ، فتتطلّبان وجوبا عواملا موضوعية و ذاتية – وضع ثوري لينينيّا.

وفى المستعمرات و أشباه المستعمرات حيث يوجد عموما بشكل متموّج وضع ثوري ، لن تندلع الثورة عفويّا والتمرّدات و الإنتفاضات العفوية من اليسير على الطبقات الحاكمة المتحالفة مع الإمبريالية الإلتفاف عليها . و الثورة الديمقراطية الجديدة/ الوطنية الديمقراطية ، الثورة الحقيقة بقيادة ماوية كجزء من الثورة البروليتارية العالمية تحتاج إلى الأسلحة السحرية الثلاثة التى أنف و أن أشرنا إليها فى مقولة ماو تسى تونغ ألا وهي الحزب الشيوعي الماوي و الجيش الشعبي و و جبهة الطبقات الثورية التى تبنى فى خضمّ حرب الشعب .

و ممّا لا يرقي إليه شكّ أنّ جملة " إنعدام وجود أدوات الثورة الأساسية فكلّما تنظّم العمّال فى أحزاب ثورية [ و ليس حزب شيوعي ثوري فى كلّ بلد ] و الشعوب [ و ليس طبقات الشعب] فى جبهات كفاحية متراصة الصفوف إلاّ و إقتربت ساعة الإنتصار على الإمبريالية و أعوانها. " تحرّف مضمون مقولة ماو تسى تونغ إيّاها لغايات إنتهازية فى نفس يعقوب . فهل يكست من صدر البيان بإسمهم على مثل هذه الإنحرافات و التحريفيات ؟



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول بيان الوطنيين الديمقراطيين - الوطد- بمناسبة غرّة ...
- تحرير الإنسانية : الداء و الدواء ( بمناسبة غرّة ما ي2012)
- تعليق سريع على بيان الوطنيين الديمقراطيين- الوطد- فى ذكرى 24 ...
- لا بدّ من تقديم توضيحات :ما هي أخطاء ستالين؟ و ما هي الثورة ...
- القضاء على الإمبريالية و الرجعية لتحرير الإنسانية ( بمناسبة ...
- تعليق مقتضب على خاتمة -هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّ ...
- خاتمة دراسة ( قشرة بلشفية و لبّ دغمائي تحريفي خوجي : حقيقة - ...
- لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية! ( عدد 7 / أفريل 2012) :الرجع ...
- مشروع دليل - أعرف عدوّك- لمواجهة الإسلام السياسي و نقد الدين ...
- لنقاوم الإسلام السياسي و دولة الإستعمار الجديد برمّتها و نرا ...
- اعترافات حزب العمل الألباني بالمواقف الماركسية-اللينينية لما ...
- حسنى ميلوشي الزعيم الجديد للحزب الشيوعي الألباني: ماو تسي تو ...
- رسالة مفتوحة إلى أنصار حركة الوطنيين الديمقراطيين :إلى التحر ...
- تعليق مقتضب على تمهيد-هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا ...
- لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية!( عدد 6 / جانفي 2012)إلى التح ...
- من الفليبين إلى تونس :تحريفية حزب العمّال - الشيوعي - التونس ...
- تونس : لا للأوهام الديمقراطية الرجوازية !( فقرة من- تونس :أن ...
- تونس : على الشيوعيين أن يكونوا شيوعيين و ينشروا مبادئ الشيوع ...
- تونس : الدولة و الثورة الحقيقية فى أشباه المسعمرات والمستعمر ...
- تونس : عودة إلى مسألة ثورة أم إنتفاضة؟


المزيد.....




- حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع ...
- صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
- بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
- فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح ...
- الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
- الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان ...
- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - ملاحظات حول بيانات فرق - اليسار- فى تونس بمناسبة غرّة ماي 2012