أمين أحمد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 3718 - 2012 / 5 / 5 - 00:36
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
تتكئ قوى النفوذ الخارجي الأمريكي –على موقف مؤداه بان الحزب الاشتراكي اليمني هو من يمتلك زمام الخروج باليمن من وضعية الركود ألاختناقي, وخاصة ما يتعلق بالمسالة الجنوبية .
وفي هذه الفرضية الخارجية يتم حصر الحزب الاشتراكي اليمني في زاوية لا يحسد عليها , من كون أن الحقيقة توجه المسار الاجتماعي – الشعبي والسياسي الوطني – أخذا متجها مرجحا بمشروعه الإنقاذي والتغيري , وهو ما يجعل أن مشروع زحزحة الأوضاع منوطة بمبادرة الحزب الاشتراكي , وهذا ما يجعله غير محمود , خاصة فيما يتعلق بالمسالة الجنوبية - خصوصا في ظل متغيرات التنوع في المواقف فيما يعرف بالحراك الجنوبي – وإذا ما افترضنا مجازا بتقدمه مشروع لحل هذه القضية , فانه يقف في إشكالية مطالبة الحوثيين التعامل مع قضيتهم بالمثل مع الحل المقدم للمسالة الجنوبية , أما من جانب أخر فان مبادرته لحل المسالة الجنوبية في ظل المشروع غير المعلن عنه لانتشار قوى التيارات الإسلامية في الجنوب يدخله في معادلة استهدافية جديدة تؤثر سلبا عليه في عمل اللقاء المشترك وتحديدا الإصلاح , ونزعة تنامي المتجه الديني في الجنوب , وحضور معادلة الصراع الإقليمي في اليمن بين السعودية وإيران, حيث ان تحمل الموقف لغرض الحل من قبل الحزب تجاه النشاط للقوى الدينية السنية يكلفه كثير من جانب دور السعودية ومن ورائها أمريكا ومجلس التعاون الخليجي , وذلك لحضورها الرئيسي المشرف على المبادرة الخليجية وتنفيذ بنود الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية الذي سيكون دورا مضعفا من قبلها للمشترك , وقد لا يكون بعيدا محملا هذا الدور السعودي بالكثير من التآمر والاستهداف على الحزب الاشتراكي اليمني , ومن جانب أخر أمام التحامل التصارعي لقوى الثورة الشعبية مع القوى الدينية ممثل بالإصلاح النازع لنيل النصيب الأكبر من السلطة السياسية كبديل عن نظام علي صالح, وهو تحاملا تواجهيا كمنتج تخوفي من الحراك الشعبي الثوري وعلى رأسها الشباب المعاصر والمغذي بشكل ملموس ومعلن من قبل الحركة الحوثية , والمدعومة ماليا وإعلاميا من إيران , هذه التغذية الحوثية – الإيرانية ضد الإصلاح ممتدة كموقف مشترك بكل مكوناته السياسية والاجتماعية كأداة طيعة بيد الإصلاح المدعوم سعوديا , والذي بسيطرته على اللقاء المشترك حسب قولهم لعب دورا على إجهاض الثورة وقبول تحولها إلى أزمة , والذي يعد خيانة للشهداء والشعب الذي خرج لإعلان ثورة من اجل التغيير , والذي هو في نفس الوقت يعد تآمرا على رغبة الشعب في التغيير كمسار ثوري قدم التضحيات , وهي انتهازيه سياسية معلنة من قبل أحزاب اللقاء المشترك لبيع قضية الشعب , و المتمثلة بدورها المعلن عن نفسها نائبة عن الشعب - كمعارضة سياسيه - لعبت أولا أداء ممارسياً يفصلة الواقع بمساره الموحد بين القوى السياسية المعارضة والحراك الشعبي الثائر إلى مسارين احدهما سياسي تفاوضي والآخر شعبي ثوري – المزاج والأداء الاجتماعي – ومن ثم ذهبت لاحقاً لقطف ثمار الانتصار الأول بترجيح المسار التفاوضي على المسار الثوري الذي بذاته يوصل إلى أن لعبة اللقاء المشترك- المنقاد فيه الحزب الاشتراكي بفعل ضعفه وباقي الأحزاب المدنية الأخرى لسيطرة نفوذ الإصلاح على قرارته وأدائه- يوصل إلى الأهداف السعودية – الأمريكية المضمرة وراء دور الإصلاح إلى إعادة إنتاج سلطة النظام السابق , بل وحتى إلى إعادة نظام الحكم إلى أسرة صالح بمعادلةٍ جديدةٍ من شراكة كبيرة للقوى الإسلامية وعلي رأسها الإصلاح وذلك على حساب قوى التحديث والشعب , يذهب ذلك إلى ترويج تعميم استنتاجي تحريضي بين صفوف قوى الشعب الثورية وفي مقدمتهم الشباب- الملتزمة تنظيميا في احزاب اللقاء المشترك غير الدينية ....وغير الملتزمة ولكنها تجد نفسها متعاطفة معها وتدعمها ترويجاً لمدنية بانبطاحية هذه الأحزاب المدنية للإصلاح والمشروع الأمريكي- السعودي وبانتهازية قادتها السياسيين وانهزاميتهم التي تعبر عن بيع لقضية ثورة التغيير التي تنادي بها وخيانة لمطالب الشعب الثائر وآماله في حياة أفضل وأكثر مدنية وعدل , خيانة لدماء الشهداء ووصمة عار تاريخية تلحق بالقوى السياسية الوطنية - التي عرف عنها بثوريتها كمتقدمة لصفوف المجتمع بغرض الحرية والحقوق والعيش الأفضل العادل– وصمة تلحق بها من وراء قادتها الذين ما أن صحى الشعب وخرج عن عبوديته الطوعية القديمة الطويلة وثار ليصنع انقلاباً في التاريخ السياسي والمجتمع اليمني - رغم مجيئه متأخراً- إذا بهذه القوى السياسية وراء قادتها السياسيين المسيطر عليهم في عمل اللقاء المشترك يقتلون هذا التحول التحرري لإنسان المجتمع وإعادته لبيت الطاعه مجدداً عبر استبدال الثورة كأداة ووسيلة للتغيير نحو الحرية ونظام حكم عقدي عادل يرضي الشعب بأداة المبادرة الخليجية ووسيلة أليتها التنفيذية كمشروع إقليمي – دولي يحمي رأس النظام السابق وأسرته ومن معه الفاسد الوضيع مما اقترفوه من جرائم ضد الإنسانية وضد الشعب والمجتمع حماية لبقاء جوهر النظام – لما قبل الدولة- بما يجعل مفاتيح التحكم بالوجود الاجتماعي اليمني وحياة أناسه مستقبلا كرهينة في يد الخارج – السعودي والأمريكي- يحركا وفق مصالحهم وامزجتهم ورغباتهم – لا وفق طبيعة مجتمعية وطنية الأصل .
من هنا اذا كنا قد بينا سابقاً حشر مراكز للتحكم الخارجي –الدولي أمريكا وإقليمي السعودية – الحزب الاشتراكي اليمني بكونه المالك للرؤية المشروعية لحل المسالة اليمنية , ومطلوب منه التقدم بها – وهي دعوى مليئة بالفخاخ بقدر ما يكون الحزب الاشتراكي صاحب معادلة الخروج يكون المستهدف مباشرة بعدها - وهو ما أوردناه بادئاً حول مسالة تنامي القوى الإسلامية (السنية) في الجنوب والإصلاح في الشمال, ومسالة وحدة الأداء الوطني المعارض لنظامٍ صالح ممثلاً باللقاء المشترك , أما فيما يتعلق بما أتينا عليه لاحقا فان مبادرة الاشتراكي سيجعله في مواجهه مع الحوثيين والحراك الشعبي الثائر الذي وجد هذا الأخير بفعل غياب الوعي السياسي الاستقرائي التحليلي عند النخب المتعلمة منه وغلبة الوعي العاطفي على عقلية عامة الثوار الشعبيين – وجد نفسه متساوقا مع طروحات الحوثيين والإعلام الإيراني الموجه إلى اليمن والمنطقة العربية في زمن ثورات الربيع العربي المناهضة للثورات السلمية عبر التدخل الدولي بتجنيب الشعوب العربية من تحويل ثوراتها الاستحقاقية الانعتاقية من الأنظمة الأبوية الفاسدة والظالمة بتحويلها إلى مسار تدميري منزلق في آتون حرب أهليه لا احد يمكن له إن يحدد حجم كارثيتها ومداها الزمني إن حدثت وذلك لكون أن ميزان القوى التسلحية والنفوذ المالي والاجتماعي مختل في صالح نظام الحكم الفاسد الظالم وهو أيضاً ميزان مختل في صالح سلطة ذات النظام المرفوض اجتماعياً منه حيث كونه مدعوما وبشكل كامل من أقوى نظاميين مسيطرين على العالم السعودية كقوة مالية يهمها اليمن خاضعاً لسيطرتها في الجوار وعلى المستوى الإقليمي - العربي الإسلامي - وأمريكا بان تستكمل الرقعة الجغرافية السياسية والجيوسياسية لخارطة الوطن العربي في إطار العودة التنفيذية لتحقيق الأسس المادية الاوليه لمشروع الشرق الأوسط الكبير - الموحد أو المجزأ بوحدتين أو ثلاث شرق أوسطية مصغرة - تكون اسرائيل رأسه القائد ضمن إعادة اقتسام العالم في النظام العالمي الجديد في حمى الصراع بين مراكز التفوق والنفوذ العالمية من الدول الكبرى والذي ستكون فيه أغلى منطقة في العالم وأكثرها استهلاكية كأسواق , وغناها باليد العاملة الرخيصة من نصيب الولايات المتحدة الأمريكية والمشروع الصهيوني النازع للتوسع والسيطرة العالمية كذراع من اذرع الولايات المتحدة الأمريكية - هذا التساوق الشعبي اليمني الثوري مع الموقف الحوثي والإعلام الإيراني والشيعي العربي الموجه برفض المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ليدفع أولا إلى تضادية بين الشعب وأحزاب المعارضة وهي متضادة تغذى بصناعة موقف شعبي - بفعل غلبة الوعي العاطفي والمزاج الثوري الانفعالي على مكونات المجتمع المنتفض شعبيا – مؤداه فصل المسار الشعبي الثوري عن المسار السياسي وتغليب الأول على الأخير وهو ما يهدد بانتكاسة تاريخية للمجتمع كون أن الثورات - حتى الدموية - تنتهي بالضرورة إلى طاولة المفاوضات وهو مالا تدركه مكونات الثورة الشعبية بأنها تجرد نفسها عن ناقل أساسي للمجتمع تاريخياً من مرحلة إلي أخرى نوعيه جديدة , ويتوهم بعض الانتهازيين السياسيين الباحثين عن فرص لركب موجة ثورة الشعب بطروحات مخادعة للقول أساسها بان الحراك الشعبي - الثوري سيخلق قياداته المعبرة عنه من الميدان من صفوف هؤلاء الثوار, وهي طرح رخيص ومبتذل , كون أن الظرفية وزمنية الحراك الثوري ومقدماته ومفرزاته المنتجة خلال مساره والعوامل المتحكمة بالوضعية والخصائص الاجتماع للأفراد والجماعات الحاضرة في الحراك الثوري الشعبي , هذا غير ضعف الوعي العام النخبوي في المكونات الثورية الشعبية , وغياب الخبرة الثورية (الحقة) للمجتمع عبر قرون ماضية , هذا إلى جانب زيف الوعي الاجتماعي المنتج عبر أزمان طويلة , ولا انسلاخية أفراد وجماعات المكونات الثورية الشعبية عن حواملها التقليدية – المتخلفة والرجعية – لصالح الأمة الواحدة والمواطنة المجتمعية المتساوية........الخ , والذي يثبت علميا بان الثورة الشعبية ستنقاد بشكل تمزقي للسير وراء قيادة واقعية جاهزة- منظمة – بديلة للمشترك, مثل الحوثيين وتشكيلات سياسية انتهازية آنية تعلن عن نفسها من مكونات الثورة الشعبية ومدافعة عن استحقاقاتها إلى جانب أفراد انتهازيين مدعومين سريا من أطراف خارجية, إلى جماعات تعيد لنفسها تسميات سياسية أو اجتماعية قد تلاشت سابقا في التاريخ الحديث خلال الستة العقود الماضية , هذا غير التجزئات للقوى الدينية المجهزة بقدرات مالية وعسكرية وغطاء خارجي للاستقطاب الشعبي تحت ذرائعية حماية وإنقاذ الثورة الشعبية التي وقعت فيها القوى السياسية المعارضة في الفخ السعودي – الامريكي لإجهاض ثورة التغيير الشعبية .
من هنا فان بادر الحزب الاشتراكي اليمني لطرح مشروع الحل سيجد نفسه في مواجهة مباشرة مع عامة مكونات الثورة الشعبية الساقطة في طروحات تشويهية وتضليلية للكثير من القوى والأفراد النافذين أو المدعومين خارجيا , كاستهداف قصدي لكون أن الحزب الاشتراكي اليمني يمثل بأدبياته وبرنامجه ومسار نهجه يمثل الاداه والوسيلة الطليعة المجتمعية للتغيير وإعادة بناء المجتمع ونظام الحكم على أساس مدني وطني عادل – أي انه رقما اجتماعيا سياسيا لا يمكن تجاوزه في المعادلة الوطنية ومسالة التغيير الثوري للواقع والحياة الاجتماعية – بغض النظر عن الأخطاء التي وقع فيها الحزب خلال تجربته الماضية وبغض النظر عن الانتهازيات الفردية أو الجماعاتية الضيقة التي لا يخلو منها الحزب في قياداته المختلفة المواضع في الهرم الحزبي – ومن جانب آخر يجد نفسه في مواجهة مع الحوثيين , وهي مواجهة لا يحتاجها وليست في مصلحته أو مصلحة المجتمع , كون أن الحوثيين أولا مكونا اجتماعيا من مكونات الثورة الشعبية المناهضة لسلطة نظام صالح الرجعي الفاسد , وهو ما يوقع الحزب في تناقض مع طروحاته والمشترك بأن الحوثيين يعدون احد مكونات الثورة , وقطبا من أقطاب الثورة في الحوار الوطني لبناء المجتمع اليمني ونظامه الجديد ومن جانب آخر يسقطه في تناقض يسهل استغلاله من طروحاته والمشترك والتشكيك به بـأن حل المشكلة اليمنية وانتصار ثورته لن يتأتى إلا بحل مسبق للمسالة الجنوبية وقضية صعدة قبل كل حديث عن التغيير , وهو ما يتعرض مع حقيقة المواجهة ا لتضادية مع الحوثيين حال ما بادر إلى طرح مشروع حل الخروج بالواقع اليمني بجوهر وطني وبما لا تجد قوى التحكم الخارجي بالوضع اليمني الداخلي انه مشروع لا ينتقص من مصالحها وحقيقة لا انتهائية قبضها على مفاتيح العبة الداخل- يمية على المستقبل القريب على الاقل .
في ضوء ما تقدم نشير ضمنا بامتلاك الحزب الاشتراكي- تفرديا-لمشروع حلحلة الوضع السياسي الاجتماعي المغلق في مخنقة القائم , ولكن قوة الدفع الخارجي والداخلي للتقدم بمبادرته غير محمولة بضمانات- وحتى ان وجدت فهي غير موثوقه - مما يجعله يهرب إلى فرض الإصرار عل ى الشراكة في وضع مشروع زحزحة الوضع , وهو ما يجعل الواقع جامدا أو بطيئا في حركته الانتقالية السلمية للتغيير , ومن جانب يجعل هذا الواقع المعطل قابلا للتعامل المفتوح مع كافة الاحتمالات حتى السيئة منها .
#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟