أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - وديع العبيدي - عمال بلا عيد















المزيد.....

عمال بلا عيد


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3717 - 2012 / 5 / 4 - 18:09
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


(لأنّ يوم العيد، هو يوم العمل الحقيقي والمتميز!)..
بدء.. أتوجه بالتحيّة والحبّ للعامل الكادح والطبقة العاملة المناضلة من أجل حياة حرّة كريمة ولائقة!.
وثانيا أقول أن وجود العامل هو حقيقة قائمة، بغض النظر عن موقف السياسي والحاكم. ويبقى السياسي والحاكم مؤقتا طارئا، بينا العامل والعمل والابداع حقيقة متحرّكة فاعلة في صناعة الحياة وتحسينها للمستقبل.
وطالما أن وجود العامل مشتقّ من العمل [عَمَلَ يَعْمَلُ عَمَلاً (فهو) عَامِلٌ!]، فلا غرابة أن "حكومة" في العراق لا تعمل، لا تحبّ العمل ولا تجيده، تتهرّب من مواجهة/ مقابلة وجوه العمّال الكادحة، فالذي يعمل يحبّ العمّال وينتمي إليهم، و(العاجز).. الذي لا يعمل ويخاف من العمل، لا يحبّ العمّال، ويخشاهم.. بل ويهرب منهم.
فالعمّال وعيد العمّال في عراق اليوم، هو إدانة عظمى لحثالات الحكم المتسلّطة على موطن الحضارات باسم دمقراطية الاحتلال المزوّرة، وقوّة تصريف مساوئ الحكم الايراني المختلّ. فالدين في أصوله التقليدية، ومؤسّساته ورجاله وأحزابه الحديثة، هو مجرّد كلام، وكلام مجّاني؛ لا يجري من العقل والتفكير السليم، وانما ينسب نفسه لمصدر غيبي قدسي معصوم، يخشى من المواجهة والمناطقة والحوار. كلام تسلّطي استبدادي عدائي وأعور [أي يرى بعين واحدة فلا يرى سواه!]. والتأمّل في معنى مفردة (دعوة) لا يدلّ على شيء غير (كلام)- [دعا يدعو دعوة ودعاء!].
بل أن عمق الأصول اللّغوية لمرتزقة الدين، كان وراء الرّومانسية الجوفاء لمسميّاتها (التركية) الدينية الجديدة كما جرى في مصر [الحرية، العدالة، النور، الوسط، التحرير، الاصلاح، الفضيلة، التوحيد، النهضة]، أثر افلاس مسمياتها التقليدية. أما مجال عملها فلا يتعدى مجال الاعلام واضطهاد الرأي ونشر الفتاوي المخجلة. ولا يُستبعَد يوم تبدأ الجماعات الدينية في العراق بتقمص مسميات لغوية رومانسية، جريا على النموذج التركي والمصري. ولكن الأصل في (تغريب) فكرة العمل لدى الاحزاب الدينية يبقى ثابتا ومشتركا، ولا يخرج عن دائرة (الغربنة والاغتراب) لغويّا واجتماعيّا.
*
حسنا فعلت حكومة الاحتلال المزدوج اليمينية بتجميد مناسبة (الأول من ايار عيد العمّال العالمي)، لكي تبقى متجردة من أيّة (حسنة!) تدخل في سجلها الأسود. ويبقى على المواطن التساؤل، لماذا تسمح الحكومة وتشجّع مسيرات راجلة دينية تقودها الخرافة والجهل واستلاب الذات، ولا تسمح بمسيرة عمالية لا تتجاوز بضع ساعات من نهار واحد، ولمرّة واحدة في العام.
فمطاليب العمل ومعاناة العمال وملايين الشباب العراقي العاطل عن العمل تضع مؤسسات الحكومة وتصريحات ساستها على المحكّ. وتفضح صفحات منجزها السوداء الحافلة بالدم البرئ ومكوك/ صكوك العمالة بين البيت الأبيض ومرشد الثورة الايراني.
و ننسى، أن أول تظاهرة شعبية انطلقت في باكورة الاحتلال، كانت مسيرات العاطلين عن العمل، ومطاليبهم بايجاد فرص عمل كريمة ولائقة. ونعرف جيدا، كيف التفّ بريمر على تلك الحشود بالخمسين دولارا –مصروف جيب- بدل فرصة العمل النظيف. أما الخطوة التالية للالتفاف، فكانت فتح باب التطوع في سلك الشرطة، وسلك الجيش لحماية حكم الاحتلال. وكان أولئك العسكر، هم أداة الحكومة الرخيصة في اضطهاد الشرفاء والمناضلين وأصحاب الضمائر الحيّة، في انتهاك البيوت والمكاتب النسائية ومقرات الأحزاب والصحافة المناوئة للحكم.
وبامتلاك القوة الأمنية والعسكرية المسلحة، تكشف الحكومة عن حقيقتها، وعلى العراقيين قراءة واقعهم اليومي وتمعن ملامح حكومتهم وشياطين غفلتهم، لوضع حدّ للتردي في الهاوية.
وقد آن للمثقف العراقي، أديبا وكاتبا وأكادميا، الخروج من بردة التقيّة، لكي يستعيد دوره الحقيقي بين الكادحين والفقراء!.
*
موقف الحكومة من عيد العمّال، يؤكد واقع انتماء الطبقة العاملة العراقية، المنظمة أو غير المنظمة، إلى صفوف المعاناة والمكابدة والتغييب المضطَهدة، في ظلّ نظام ينسب نفسه "زورا"، للدمقراطية التي لا تنفك –أصلاً!- عن ميثاق حقوق الانسان ومبادئ المجتمع المدني، المعدومة أصلا في مجتمعاتنا التقليدية.
وأنه لَممّا يشرّف العمّال وكلّ المضطهدين والمرفوضين، أن يكونوا في الصفّ المعارض، لسيناريو تدمير العراق وعزله الحضاري والانساني. ويتطلب منهم تنظيم مطاليبهم وتوحيد سياساتهم ومواقفهم والتقريب بين وجهات نظرهم، لوضع آليات عملية واقعية محكمة، تستثمر كلّ قواها وامكانياتها، لتجذير صلتها بقواعد الجماهير الكادحة والمثقفة والمتوسطة، والعمل على تحرير العقلية التقليدية من السلبية والظلامية، لما يخدم تحسين مستوى الحياة والعمل والابداع.
العيد الحقيقي هو المراجعة الحقيقية الواعية والموضوعية لتاريخها ومبادئها، واستعراض المواقف الصعبة والمختلفة خلال العهود الملكية والجمهورية المتعددة، والاعتراف بضرورة وضع خطط ومشاريع وسياسات جديدة تتناسب مع واقع الاحتلال المزدوج [أمرو- ايراني] رغم تناقضه الظاهري، لكنه متفق ضمنيا في جوهره اليميني العنصري، ومخطط التفريغ والتدمير والتبعية ازاء العراق.
ان موقف الحكومة، بقدر ما يشكل حماقة سياسية ومخالفة دستورية، يبقى نابعا من موقفها الفكري اليميني الرّجعي من الجماهير وقواها التقدّمية والعاملة. وهي إذ تؤكد بذلك انفصالها عن القاعدة الشعبية وغربتها الثقافية عن الانتماء العراقي، تقدم فرصة مجانية، للقوى النضالية الصميمة في الشعب العراقي، لملء الفراغ السياسي والثقافي الوطني البديل، لحمل هموم الوطن، ومستلزمات الجماهير، وجرح الكرامة العراقية، إلى مستوى يليق بهامة الوطن الحضاري، واستشراف مستقبل لائق..
العمال.. هم أبناء الوطن، أبناء الأكواخ والبيوت الباردة، هم خدّام الوطن وحماة خبزه وكرامته!
والانسان الحقيقي.. هو الذي يحتفي بمن يقدّم له الخبز والكرامة..
وليس التابع لمن يبتز قوته وينتهك كيانه بعلف أفكار غيبية فاسدة!..
تحية وحبّ..
فمن هناك!..
من أعمق نقطة في جرح الوطن..
"صويحب، من (يصيح)، المنجل يداعي!"..
يبدأ المستقبل.. ويرتفع هدير الماكنة
معلنا رائحة الخبز.. الحقيقي!.
2012
لندن



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين.. والحرية
- الدين والسياسة
- الناس بين الإله وموظفيه!
- علم الأديان المقارَن.. والدرس الديني
- الدين والعقل
- قطار البصرة
- هل الدين علم؟!..
- رسالة من شهيد
- فردتا حذاء
- من عذابات حرف السين
- الأديب الكردي حافظ القاضي.. وشيء من كتاباته
- موسوعة الوطن الأثيريّ..
- اليسار والتعددية.. والابداع واللامركزية
- مع الفنان منير الله ويردي في فيننا..
- نظرة في الحاضر..
- في دارة الأستاذ عبد الهادي الفكيكي..
- في دارة المنولوجست عزيز علي
- في دارة الاستاذ خضر الولي*..
- حامد البازي.. في مقهى الزهاوي
- عبد المحسن عقراوي.. في مقهى الزهاوي


المزيد.....




- بالصور| افتتاح معهد غوتا الالماني في بغداد بحضور غادة العامل ...
- إضراب 24 ساعة يعطل حركة النقل في روما ويترك آلاف المسافرين ع ...
- مخاوف من تكرار سيناريو أوكرانيا.. هل يجد العمال الهنود أنفسه ...
- فرصة ذهبية..سجل تجديد منحة البطالة الجزائرية anem.dz في جميع ...
- برلين تتعامل بهدوء مع إهانة ماسك للمستشار الألماني على -إكس- ...
- سلفة 25 مليون دينار للموظفين والمتقاعدين بفترات سداد مجدولة ...
- مستوطنون يهاجمون المزارعين في رام الله وبيت لحم
- UITBB: Seminar on Health and Safety organised by Flemacon
- رابط التسجيل في منحة البطالة 2024 الجزائر… وأهم الشروط اللاز ...
- “تستاهلو كثر اخواتي الجزائرين”.. المالية الجزائرية تعلن المن ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - وديع العبيدي - عمال بلا عيد