الفتوى ليست فتوى حال الطلب وحسب الرغبات الشخصيه

عبد الحكيم عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 3717 - 2012 / 5 / 4 - 16:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

السلام عليكم للفتوى شروطها واسبابها واهدافها والغاية منها والفتوى تختص بالنوازل النازلة بالمسلمين عامة المسلمين النوازل الحديثه والاسلام كما نعلم فيه اصول وهذه الاصول بمعنى الثوابت التي لايجوز الافتاء فيها وهي الايمان بالله وعدم الاشراك به والصلاة والصيام والزكاة والحج لم استطاع اليه سبيلا فلا يستطيع مفتي ان يلغي اي ركن من تلك الاركان وهناك فروع وهي التي جوز الاختلاف فيها فمثلا في الوضوء لايمكن لااحد من العلماء الغاء فقرة الوضوء قبل الصلاة ولكن حدث اختلاف بين فقهاء المسلمين في كيفية الوضوء وخاصة في مسألة غسل القدم فمنهم من اكد على ضرورة غسل القدم في الوضوء ومنهم من اكد على ضرورة المسح واستنادا الى نص الاية القرآنية:(يا أيها الذينَ أمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق و امسحوا برؤوسكم و أرجُلَكم إلى الكعبين) ولكن الذي اصر على ان من طقوس الوضوء مسح القدم وليس غسلها اكدوا على ان تكون القدمين نظيفة قبل الوضوء وخالية من اية اوساخ او ادران ويجب غسلها اذا لم تكن نظيفة ثم تجفيفها قبل الشروع في اداء طقوس الوضوء وكلا الطرفين اتفقوا على نظافة القدمين وغسلهما سواء قبل الوضوء أو اثناء الوضوء وبعض المسلمين يصر على عدم تجاوز المرفقين في غسل اليدين وبعضهم يرى في تجاوز المرفقين في غسل اليدين نوع من العمل الاحتايطي(التحوط) وكذاك بعض المسلمين في يوم رمضان يفطر مع دخول الليل على ذات قاعدة الاحوط مع العلم ان الاية حددت الافطار في يوم رمضان قبل دخول الليل وكما في نص الاية(ثم اتموا الصيام الى الليل) والى في لغة العرب تعني لحد اوبمعنى قبل دخول الليل ولكن مارأى الفقهاء في هذا الامر بأس فمن اراد ان يفطر فقبل دخول الليل او بعد دخول الليل فلا مشكلة وايضا اختلف الفقهاء في يوم بدأ شهر رمضان فرهط من المسلمين يبدأون شهر رمضان بيوم قبل رهط اخر من المسلمين ورهط يصوم بعدهم بيوم او بعد يومين استنادا الى التيقن منرؤية هلال رمضان كما في نص الايه(فمن شهد منكم الشهر فليصمه) وربما مسلم واستنادا لهذه الايه لايصوم شهر رمضان لانه ماشهد الشهر بنفسه اي بعينه المجرده ولن يقتنع بادعاء الاخرين انهم رأوه مايدرينا فهذا وارد وربما يجيز له بعض الفقهاء ذالك مايدرينا كل شيئ وارد ربما يفتي شيخ من الاسلام فتوى تقول من لم يرى هلال شهر رمضان فلا صيام عليه لانه لايستبعد شيخ افتى بجواز نكاح الميته ان يفتي مثل هذه الفتوى وربما يأتي شيخ ويفتي فتوى ان فاقدي البصر ليس عليهم صيام شهر رمضان لانهم ماشهدوا الشهر وكيف بهم وهم لايبصرون ان يشهدو الشهر كل شيئ وارد ولهذه الفتوى الكثير من النصوص القرآنيه ومنها(فمن شهد منكم الشهر فليصمه) وايض الايه (وليس على الاعمى حرج)
فالفتوى شروط يجب على علماء الدين الالتزام بها قبل شروعهم باصدار الفتوى وهي:
1-العلم بكتاب الله تعالى وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما يتعلق بهما من علوم.
2-العلم بمواطن الإجماع والخلاف والمذاهب والآراء الفقهية.
3-المعرفة التامة بأصول الفقه ومبادئه وقواعده ومقاصد الشريعة، والعلوم المساعدة مثل: النحو والصرف والبلاغة واللغة والمنطق، وغيرها.
4-المعرفة بأحوال الناس وأعرافهم، وأوضاع العصر ومستجداته، ومراعاة تغيرها فيما بني على العرف المعتبر، الذي لا يصادم النص(بمعنى لايأتي الافتاء بامور تتعارض مع العرف والتقاليد الاجتماعية المعمول بها والمتعارف عليها بين الناس وما لايتعارض مع النص القرآني او النص المحمدي وكيف تعامل الني محمد مع هذه الحاله)
5-القدرة على استنباط الأحكام الشرعية من النصوص(اذا لم يوجد في النص القرآني تصريح واضح في امر الفتوى وما وجد نص محمدي واضح وصريح وماوردت فتوى بخصوص الموضوع في كتب الفتاوى في سبيرة الاقدمين من المسلمين)
6- الرجوع إلى أهل الخبرة في التخصصات المختلفة؛ ( بمعنى استطلاع اراء المختصين في العلوم الطبية والنفسية والاجتماعية قبل الشروع في الشروع في الافتاء وان تكون الفتوى جماعيه ان تخضع للدراسة والمناقشة من جميع فقهاء الامه الاسلاميه)
7-الرجوع الى فقهاء الامة الاسلامية ودراسة الفتوى بشكل مستفيض وان تكون الفتوى فتوى جماعية وليست فتوى فرديه من فقيه لوحده دون الاخذ بأراء الفقهاء بمجموعهم وعلى اقل تقدير فقهاء المذهب الواحد كون الامة الاسلامية اليوم هي عدة مذاهب ونحل
8- تحدين الفتوى هل هي فتوى عامه تخص عامة المسلمين ام انها فتوى خاصة فردية تخص حالة مسلم حالة معينيه احاطات بهذا ظروف وملابسات تخصه وحده
وعليه الفتوى في الاسلام ليست فتوى تحت الطلب وليست فتوى وفق الرغبات الشخصيه وقال ابن مسعود وابن عمر(من أفتى الناس في كل ما يستفتونه فهو مجنون)
نعم انه وكما يقال لاحياء في الاستفسا رعن الامور التي تتعلق بالاسلام وان على المسلم ان تكون كل حياته وفق النهج الاسلامي وحتى ما يتعلق بالعلاقة الجنسية بين الرجل وزوجته ان تكون موافقه لشرع الله ولكن ليس لدرجة الاسفاف والابتذال فالحياء مطلوب والحياء شعبه من شعب الايمان بالله وحتى الايات القرآنيه وضعت الفاظ غايه في الترفع عن الابتذال فلم ترد عبارة تخص هذه العلاقة ممجوبة ومبتذاله ووضيعه ولكن المشكلة تكمن في بعض الفقهاء فمثلا في الايه(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
والتي تتعلق بغسل الجنابه او اعادة الوضوء استعدادا للصلاة
ورغم ان الملامسة في الاية تعني الجماع بين الرجل وألمرأه وتعني الملامسة فقط لان من شروط غسل الجنابه هو نزول مني الرجل لكن بعض من الفقهاء اعتبروا الملامسه مجرد ملامسة او مصافحة وان مصافحة الرجل للمرأة الاجنبية وام مصافحة المرأة للرجل الاجنبي تنقض الوضوء واقميت حول هذه الملامسه الكثير من الاراء الفقهيه
فمنهم من اعتبر ام مصافحة الرجل او المرأة الاجنبية لبعضهما البعض لايبطل الوضوء
ومنهم اعتبر اذا خالطت هذه المصافحة الشهوة فهي مبطلة للوضوء
ومنهم اعتبرها منقضة للوضوء على اي حال كانت
فالمشكلة تكمن في ذات الفقيه وتركيبته النفسيه فاذا كانت مجرد مصافتح لمرأة اجنبية تثير فيه الشهوة الجنسبه ووترتفع لديه اثر هذه المصافحة نسبة الشبق الجنسي فعلى قاعدة الاحتياط سيحرم هذه المصافحة وعلى قاعدة ابتعد عما يريبك الاما لايريبك
واذا كان الفقيه لاتثير في نفسه مصافحة المرأة الاجنبية اي تاثيرات جنسية فسيبيح المصافة ويقول انها لاتنقض الوضوء وهناك قصة حدثت معن النبي تبين ان كل يرى الناس على شاكلته فالكذاب يرى الاخرين كذابين والماجن يراى ان كل الناس كذالك والبغي ترى ان كل بنات جنسها بغاة والسارق يرى كل ابناء جنسه سراق والمجرم يراى ان الناس كلهم مجرمين مثله والطيب يراى الناس طيبين والصادق يرى الناس صادقين والعفيفة ترى كل بنات جنسها عفيفات
وملخص القصه انه اي نبي الاسلام كان في سفر الى مدينه مع جملة من اصحابه ولون المسافة الى المدين بعيده وكما تعلمو الى ان السفر كان سيرا على الاقدام او على الدواب فالرحة تستغرق اياما طويلة وكان الرهط بحاجة الى الراحة بين مسافة واخرى من المدينة في اول تخيم التقوا بشخف فسأله الرسول من اي المدن انت فكان من ذات المدينة التي يقصدها المسلمون فسأله عن حال اهلها فمدحهم فقال له الرسول صدقت ثم بعد مدة التقوا برجل ثالث واتضح انه من ذات المدينة فسأله عن اهلها فذم خلققهم فقال له النبي صدقت وبعد مدة من سفرهم التقوا بثالث ومن ذات المدينة فسائله عن اهلها فذم فيهم شيئ ومدح فيهم شيئ اخر فقال له الرسول صدقت هنا استغرب صحابته وقالوا كل من الثلاث اعطا في اهل مدينته رأى مخالف وكلهم وصفت ما يقولون بالصدق فقال لهم كل يرى الناس على شاكلته وكلهم صادقون فيما يرون وعليه على الفقهاء عدم التصدر للفتوى وعدم النظر لها وفقق مايرون انفسهم ولكن وفق مايراه القرآن ووفق ماتراة السنة النبوية وففق ماا قراها

#عبد_الحكيم_عثمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات