نائل جرجس
الحوار المتمدن-العدد: 3717 - 2012 / 5 / 4 - 14:20
المحور:
حقوق الانسان
تُعتبر قضية الأقليات في العالم العربي بشكل عام وفي المشرق العربي بشكل خاص من أكثر القضايا الشائكة التي لطالما أسفرت عن نزاعات أهلية وتدخلات خارجية وزعزعة للوحدة الوطنية، فضلا عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. وعلى الرغم من اعتماد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة للعديد من الصكوك الدولية الضامنة لحقوق الأقليات، فلا تزال هذه الأخيرة تُعاني في دول المشرق العربي من بعض الانتهاكات الحقوقية التي تتعلق بالحق بالحياة والحرية الدينية وحرية التعبير والمساواة أمام القانون وفي مناحي الحياة الأخرى كالعمل والتعليم. هذا وتختلف حدّة هذه الانتهاكات من دولة لأخرى بحسب الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولكنها تنبع بشكل أساسي من تأثير الدين على الدول وهيمنة أنظمة استبدادية على الحكم، وبالتالي غياب الحياة والحريات السياسية اللازمة من أجل صياغة وإعمال حقوق المواطنة في المشرق العربي.
تُعتبر معالجة قضايا الأقليات الدينية من أهم التحديات التي تواجهها مختلف الأنظمة السياسية العربية التي ستفرزها التطورات الحالية التي يشهدها العالم العربي. بالتأكيد إنّ هذه التغيرات ستلقي بأثرها المباشر على الوضع القانوني لهذه الأقليات التي لابدّ من احترام حقوقها الثقافية والاجتماعية والسياسية حتى يتم المساهمة في اندماجها في دولها على أساس من المساواة التامة وبالتالي تحقيق نهضة المجتمع وتجاوز لمشاكل الأقليات، وفي هذا فائدة ليس فقط للأقلية إنما أيضا لجميع أبناء الوطن.
يُعالج كتاب ₺حقوق الأقليات: المسيحيون في المشرق العربي₺ الضمانات القانونية المختلفة لحقوق الإنسان بشكل عام وحقوق الأقليات المسيحية بشكل خاص. ويُسلّط الضوء على تأثير التشريعات الدينية، سواء الإسلامية أو المسيحية، على وضع حقوق الإنسان في منطقة المشرق العربي، وذلك بمقارنة المنظومة القانونية والسياسية بين كل من مصر وسوريا ولبنان والأردن ومدى احترامها للقانون الدولي لحقوق الإنسان. كما يسلط الضوء هذا الكتاب على مختلف المشاكل التي يُعاني منها مسيحيي المشرق العربي والأسباب المباشرة وغير المباشرة لها قبل أن يطرح مجموعة من التوصيات الكفيلة بالمساهمة في حلّ هذه المشاكل. ويعالج القسم الأول من الكتاب مختلف الضمانات القانونية لحقوق الأقليات على كل من الصعيد الدولي والإقليمي والوطني قبل أن يعالج القسم الثاني مدى احترام هذه الضمانات وإعمالها في دول المشرق العربي وبالتالي وضع المسيحيين الذي يتراوح بين الاندماج والإدماج القسري.
#نائل_جرجس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟