أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - ضد الفاشية وليس ضد الإسلام














المزيد.....


ضد الفاشية وليس ضد الإسلام


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3717 - 2012 / 5 / 4 - 09:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



تتوهم المنظماتُ المسيّسة للإسلام بشكل شمولي عنيف ومحافظ أن التقدميين والديمقراطيين هم ضد الإسلام، لكونها تتصور أنها هي الإسلام.

نحن نعزلها عن المنظمات المُسيّسة للإسلام بشكل ليبرالي وصوفي ومتعقل. رغم رفضنا هذا التسييس عامة، لأنه تمزيق لصفوف المسلمين وتصعيد لمستويات الشعوب الإسلامية في هياكلها القديمة المحافظة الخطيرة على تطورها.

نحن نركزُ في القوى والمنظمات التي تسيّسُ الدين والقومية بشكل عدواني فاشي، من دون نظرٍ لمسألةِ الطائفة.

ألم نكن مناضلين ضد نظام صدام حسين وداعين لاجتثاثهِ من جذوره؟

أليس في العرف السطحي وفي الخداع السياسي الديني أنه سني؟

فهل كنا نأبهُ لأنه سني وليس شيعياً؟

فنطبلُ له وندعمه وهو يسببُ الكوارثَ لشعبه ولشعوب المنطقة؟ فأي منطق شوفيني هذا؟

وهل المذهبية هنا ذات أهمية في نظامٍ يذبحُ البشرَ بلا رحمة؟

فهل اختلف الأمر تجاه النظام الإيراني، حين صرنا ضد النظام الايراني الفاشي مثل النظام العراقي المقبور لويتم وجوهكم وتغيرتْ سحناتُكم وأظهرتم ما خفي من طائفيتكم المسيّسة المقيتة؟

وهؤلاء الذين كانوا يصرخون ضد نظام العراق السابق صمتوا صمت القبور تجاه نظام إيران وهو يقوم بنفس الجرائم ويخطط لنفس الكوارث!

فأي تناقض هذا؟ وأي موقف ضد الدين والضمير والإنسانية؟!

أين ذهبت ذواتكم الشفافة في النضال من أجل الإنسانية ومنع الحروب وضد نشر الأسلحة الخطِرة وقمع الناس؟ هل تبخرت لأن النظامَ صار طائفياً مثل أعماقكم الوجدانية المتأثرة بالتربية العاطفية وليس بتطوير قيم العقلانية والديمقراطية في نفوسكم وجماعتكم وعلاقاتكم؟

نحن الديمقراطيين والتقدميين ليس لدينا مسألة الطوائف، ولا تعصب للأديان والمذاهب، ونقيمها حسب قربها من الديمقراطية والإنسانية والسلام والتقدم، ونقف بقوة شديدة ضد الأنظمة المتطرفة في سحق الشعوب وتصعيد أنظمتها العسكرية المغامرة، وهي تستخدمُ المذاهبَ مجرد غطاء لحروبها العدوانية وتنامي تهديداتها للبشرية.

هل قرأتم كلمة أيدنا فيها النظام الصدامي؟

من أيده وتحالف معه قوى أخرى، مُزيفة الهوية النضالية، متاجرة بالمبادئ وبالشعوب، وينبغي أن تعترف بإخطائها وتعتذر على ما بدر منها، لكي تبيض صفحتها وتطور من أتباعها وتعود بهم للديمقراطية والإنسانية.

وإنكم الآن ترتكبون الحماقات الرهيبة نفسها التي ارتكبها من سبقوكم في التعصب وعدم قراءة الخرائط السياسية بموضوعية، فتجنونَ على أنفسكم وعلى الشعوب ما جناه صدامُ وغيرهُ على العالمين.

تصبحون صداميين بأشكال طائفية في طهران والبحرين والسعودية والعراق ولبنان، وتتسع دوائرُ الجرائم وتتفشى الفاشية!

ولم يبق إلا القليل، وغدا سيكونُ السعير، ولا نريدكم أن تكونوا وقوداً لجنون الطغاة في طهران، وهم يستغلون معاناتكم ومشاكلهم وفقركم وغناكم من أجل الحرائق التي يعدونها.

غداً لن تكون ثمة مراجعة ونقد واعتراف بالخطأ، بل يكون الدمار، وكما انهارت إمبراطورياتُ العساكر تنهار إمبراطورية القهر والغرور والعدوان.

انتبهوا، تخلصوا من روابطكم مع الفاشية، مع العسكرية المغامرة العدوانية، بل قاوموها لتكتب لكم الحياة!

ابدأوا منذ الآن في قطع هذه الروابط، ابدأوا منذ الآن في حماية أطفالكم وأهلكم، في البعد عن القادة المجانين أصحاب الهلوسات القومية الدينية، في نسف العلاقات مع عملائهم والطابور الخامس العامل لتنفيذ خطط هتلر المجنون في طهران، وأفشلوا مؤامراتهم، وخربوا علاقاتهم الشريرة، واقطعوا اتصالاتهم بالمركز الفاشي، كافحوا من أجل شعوبكم وتقدمها ولشعوب المنطقة كلها، من أجل تطوير حياة الناس.

ساهموا في وقف أصابع المفخخين السياسية والعنفية.

غداً ستكون أيام وسنوات عسيرة، ستجدون كيف أن مؤامرات وأساطير قد جنت على الجميع، وخربت الكثير، وانتشر الضحايا في كل مكان ودب الخراب والدمار في أمكنة كثيرة.

في لحظات عاصفة لن يأتي المنقذ بل الدجال.

غداً ستدركون ولكن الوقت قد فات، والموتى لا يعودون، والمدن المُخربة فيها خسائر جسيمة، وما كنتم تعيشون فيه من رقي وعيش معقول لن يظهر ثانية إلا بعد تضحيات جسام وزمن مرير.

غدا ترون كيف أن الذين ساعدوا الفاشية في إيران هم كذلك خسروا، وتدمرت أجزاء من بلدانهم، وتحطمت كياناتهم، وغدوا بدلاً من الزعامات مقتولين أو مطلوبين للعدالة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة السورية والخذلانُ العربي والدولي
- المشروعُ الإيراني ينخرُ شعبَنا البحريني
- تطورُ الديمقراطيةِ مرهونٌ بهزيمةِ ولايةِ الفقيه
- الصراعُ غيرُ الخلاق
- مجددا حول السياسة الفاشية في إيران
- القوميات ورأسمالية الدولة
- لينين في محكمة التاريخ (٢-٢)
- لينين في محكمةِ التاريخ (١-٢)
- ارتباكُ الإصلاحاتِ العربية
- حزبُ الشعبِ الإيراني (توده) بين التحللِ والجمود (٣- ...
- حزبُ الشعب الإيراني - تودة - بين التحلل والجمود (٢)
- حزبُ الشعبِ الإيراني (توده) بين التحلل والجمود (١- ...
- إسقاطُ إمبراطورية موهومة
- ليس صراعاً طائفياً قومياً
- حين يغدو اليساري طائفياً
- القريةُ في المدينة
- الفئاتُ الوسطى في حراكِها التداولي
- كل شيءٍ من أجل السلام، كلّ شيءٍ ضد الحرب والفاشية
- من تاريخِ الفرق
- عناصر التفكك


المزيد.....




- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...
- ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - ضد الفاشية وليس ضد الإسلام