أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - الانسان والطين في صراعاً مع الاثار














المزيد.....

الانسان والطين في صراعاً مع الاثار


ثائر الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3716 - 2012 / 5 / 3 - 23:14
المحور: حقوق الانسان
    


نسي الطين ســاعةً أنه طيــــــنٌ حقيــرٌ فصــالَ تيــهـاً و عــــــربــد
و كسا الخزُّ جســمه فتبــاهى و حـــــوى المــالَ كـيسُـــهُ فتمــــرّ
أأمانـــيّ كلهــــــا من تـــــــــرابٍ و أمانيـــــكَ كلـــهـــا مــن عسجــــد؟
أأمانــــي كلهــــا للتـــــــلاشـــي و أمــــانيــــك للخــــلــــود المؤكــّد؟
إيليا ابو ماضي
من المؤكد هنالك علاقة جدلية بين الإنسان والطين،فالأول مدين للثاني لأنه سبب وجوده على الأرض،ولعل حادثة اختلاف إبليس مع الله عندما أمره الخالق بالسجود لأدم،فقال إنا لااسجد له فهو من الطين وأنا من النار،فاعترض وبالتالي طرد من الجنة .
وعندما أتحدث عن الحجارة لاأعني فوضى الحجارة المتناثرة هنا وهناك والتي ليست لها أي مدلول وعنوان للقيمة التي تحملها،أوتلك القطع الصغيرة التي تستخدم في ضرب الانسان ورجمه بها حتى يصل للموت باعتبارها احدى فنون التعذيب،وبأيادي الأطفال لترويضهم على هذه الفلسفة بطريقة بدائية أكثرشراسة،لكسر حاجز الخوف لديهم وتسليحهم بثقافة الإقصاء الجسدي،اعني بالتحديد آثار الانسان التي صنعها منذ بدأ الخلق وكيف كان يقتل أخيه الإنسان،ومروراً بتطور مراحل النمو وتكوين الحياة المدنية فالإنسان هو سيد المخلوقات على هذه الارض،فهو الذي يعمر ويبني ويقيم الإمبراطوريات وكلاً حسب رؤيته بما يصنع سواء كان سعيه للخير اوالشر .
فمن الطين صنع التاريخ نفسه بالأثارالني تجسد وتترجم مسيرة الامم والشعوب وسجل أعمال الصالحين والطغاة الجبابرة،ولولا الآثار لما تعرفنا على حضارات الامم وماذا صنعت وكيف كانت تعيش،وتدير امورها في بناء الحكومات،كما ان كل امة لها ارثها التاريخي من الاثار والمخطوطات وأللقى والنفائس الثمينة،تضعها في متحف وطني لتعكس صورة ان لديها ماضي وانها ليست مقطوعة الجذور وحديثة التكوين،كما ان للباري حكمة بان خلق الانسان من التراب ومن ثم يرجع اليه وكأنه محطة الانتظار التي ستنقله لموطنه الذي يعود اليه بعد برهة من الزمن والتعب والألآم والصراع المريرمن اجل تحقيق الذات والطموح .
وعند دخول القوات الأمريكية المحتلة للعراق وتحديداً المنطقة التي يوجد فيها المتحف في بغداد ،شاهدة من بعيد الدبابات العملاقة تحيط بالمتحف من كل حدباً وصوب ومن ثم دخول اشخاص بعلمهم اقتحموا المكان وسرقوا ونهبوا آثار ولقى لها علاقة وطيدة بتاريخ العراق وحصراً الحضارات الأولى والديانات السماوية اليهودية كان والمسيحية كان هذا في اليوم الاول من سقوط النظام،والمعنى في قلب الشاعر،وتركوا البسيط المتبقي لقطاع الطرق والسارقين أسوة بما جرى من نهب وسلب وحرق للوزارات والمؤسسات حتى يفسر الأمر أن الشعب هو سرق آثاره وإعطاء صورة سوداء عن سلوكيات المجتمع.
ومايؤكد كلامي هو بعد اسبوع واحد من السقوط وصلت هذه الاثار الى المتاحف العالمية ومراكز البيع (المزادات )عن طريق عصابات عالمية تعمل بشكل منظم مرتبطة بمافيات تمتد جذورها لأبعد نقطة يصعب علينا تصورها،وجرت هنالك محاولات حثيثة وخطوات ملموسة لأسترجاع عدد كبير منها عن طريق القنوات الدبلوماسية ،ومن خلال الشرطة الدولية (الانتربول) المسئولة عن الذين يسرقون الاثار وبمساعدة منظمة اليونسكو للتربية والتعليم والثقافة،وفعلاً استرجع الكثير ...الكثير منها،لكننا فقدنا الأهم من هذا كله هو سرقة قيم الانسان ومعاييره التي يتعامل بها مع المجتمع ،وكيف وهنالك تصور لديه مفاده انه ألذ أعدائه الوطن الذي يأخذ منه ولايعطيه ،وهل هنالك خطوات واعدة تترجم على ارض الواقع يتعاون من اجلها الجميع لأسترجاع هوية الموطن ووطنيته ؟على الذين يصنعون القرارات السياسية والخدمية يجب ان يضعوا في الحسبان انها لاتكفي وحدها لبناء الدولة .
فما قيمة المشاريع الضخمة والاعمار دون ان تكون هنالك مشاريع لتأهيل وترميم ثقافة الانسان،والقضاء على الافكار الدخيلة التي سيطرة على سلوكياته لتقدم لنا فرد يخضع لانفعالات عديدة لترسم له ملامح الشخصية المستقبلية والتي تكون معرضة للانهزام وللانكسار أمام أي منعطف يعصف به.



#ثائر_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعدموا البيروقراطية وأنقذوا الكراسي
- انقذوا البلد من الفاشلين
- خيانة الضمير الطريق لتحقيقي الدمار
- أبنتي رانية والارهاب
- ثقافة الفساد بين الرفض والقبول
- الحوار الديمقراطي ومايريده الشعب
- موقف مع الطائفة المورمونية
- علي مدرسة العدالة والنزاهة


المزيد.....




- بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
- قصف الاحتلال يقتل 4 آلاف جنين وألف عينة إخصاب
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- إعلام إسرائيلي: مخاوف من أوامر اعتقال أخرى بعد نتنياهو وغالا ...
- إمكانية اعتقال نتنياهو.. خبير شؤون جرائم حرب لـCNN: أتصور حد ...
- مخاوف للكيان المحتل من أوامر اعتقال سرية دولية ضد قادته
- مقررة أممية لحقوق الانسان:ستضغط واشنطن لمنع تنفيذ قرار المحك ...
- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...
- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - الانسان والطين في صراعاً مع الاثار