أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد زكارنه - خطبة الوداع أم جماع الوداع














المزيد.....

خطبة الوداع أم جماع الوداع


أحمد زكارنه

الحوار المتمدن-العدد: 3716 - 2012 / 5 / 3 - 14:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خطبة الوداع التي القاها الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة من الهجرة في حجة الوداع يوم عرفة من جبل الرحمة وقد نزل فيه الوحي « اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً».
أنصتت إليها الدنيا بأسرها وهي تستمع لرسول الرحمة وهو يتحدث بلغة حضارية تخطت لغة الزمان والمكان وهو يلخص مبادئ الرحمة والإنسانية، ويرسي لها دعائم السلم والسلام، ويقيم فيها أواصر المحبة والأخوة، ويغرس بأرضها روح التراحم والتعاون.
أما جماع الوداع، فذلك اسم مشروع القانون المثير للجدل والمقدم في القرن الحادي والعشرين من قبل التيار الاسلامي في برلمان ما سمى بـ « الثورة المصرية» ويقوم في هذه الايام بمناقشته، وهو قانون يسمح للأزواج بموجبه مجامعة زوجاتهم المتوفيات خلال الساعات الست الأولى بعد وفاتها.. يعد قانونا مثيرا للقرف والغثيان والاشمئزاز، بل يؤكد مدى تخلف وانحطاط العالم الثالث في زمن ظهر فيه الفيسبوك والتويتر، والانترنت والبريد الالكتروني، كما ظهرت فيه كل مظاهر الرخص والانحطاط والفواحش والفسق والفجور، رغم أنه زمن يدعي انسانه التحضر والتمدن بكل مفاهيمهما المتباينين تماماً، بوصف التمدن استخداما لأدوات المدنية الحديثة المتوفرة كنتاج طبيعي لتقدم العلوم والتكنولوجيا واقتصاديات السوق الحرة، بينما «التحضر» يعد منهج تفكير وقناعات مع ما يستتبعه ذلك من تصرفات وممارسات على المستوى الشخصي والعام.
وكان رجل الدين المغربي عبد الباري الزمزي اصدر فتوى العام الماضي زعم فيها أن الزواج بين الرجل والمرأة لا يزال ساريا حتى بعد الموت.
فمن الكوميديا السوداء أن نشهد ما نشهد في زمن ما سمى بــ « الربيع العربي» الذي انطلق من تونس، لتشهد تونس نفسها في أقل من عام من يحتل الجامعات ليفرض عليها ما يفرض ويكفر من يكفر من الأساتذة والطلبة معا تحت حجج واهية، ذات علاقة بالنقاب والمصلّى وما إلى آخره من مطالب حق يراد بها باطل، ليختلط الحابل بالنابل ويستعصي على المرء معرفة الثائر والمناضل من الخائن والسارق.
ولم تسلم مصر مرورا باليمن والبحرين وصولا لسوريا من كل هذه التدعيات التي إن نمت فهي لا تنم إلا عن مخطط لتفتيت قوى الأمة العربية من محيطها إلى خليجها بدعوى الديمقراطية، تلك المؤنثة إلا من الجماع المطالب به الشعب المصري ومن ثم العربي، ما يذكرنا بقول الامام علي عليه السلام: لا تبكوا على الدين اذا وليه اهله بل ابكوا على الدين اذا وليه غير اهله».
القى رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبته وكأنه يعلم - بما أطلعه الله عليه - أنه سيأتي على الناس يوماً يودِّعون فيه هذه المبادئ، ويلقونها وراءهم، ويسيرون في عالم تسود فيه معايير القوة والظلم - ظلم الإنسان لأخيه الإنسان - ويُقدم فيه كل ما هو مادي على كل ما هو إنساني، وكأنه قدر لهذا الدين أن يتحمل كل آثام من يحملون هويته قولاً لا فعلاً وممارسة، فهنيئاً لكم يا شعوب العالم العربي، إن خيرتم فاخترتم ربيع جماع الوداع ذلك المشروع الذي يمكن أن نصفه بأقذر مشروع في التاريخ بما يطرح،لا خطبة الوداع بكل ما تحمل من قيم وهي المُعرّفة بوصفها أعظم خطبة في التاريخ.



#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابن الهلاك...
- فلسطين الجزء المتاح
- مجانية الحرية
- خضر عدنان التجارة والموضة..
- لكل قاعدة استثناء
- الانفلاس الأمني وحزب الكنبة
- نحو حوار وطني ثقافي
- بين أن تكون مش داري أو تكون أحمد داري
- الأرض بتتكلم عبري
- الهوية الإسرائيلية، قسراً أم انتماءً؟!
- بعيداً عن الحدود، قريباً من السقوط
- الربيع العربي.. خريف موعود
- ثورة النص، نص
- فوازير الحرّيّة في الدّروب الحلزونيّة
- وسائل شيطانية لا إعلامية
- يدان وطوقٌ واستدارة..
- المحاولة
- ضد الثورة
- حكاية فوضى
- المشهد.. بين العقد الشرعي وزيجة المتعة


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد زكارنه - خطبة الوداع أم جماع الوداع