أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد موكرياني - الا يخجلوا الحكام














المزيد.....

الا يخجلوا الحكام


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 3716 - 2012 / 5 / 3 - 13:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لقد نقل إلينا التأريخ القديم والحديث تجاهل الحكام لإشارات التخلي عن الحكم بعد أن اصبحوا غير مقبولين من شعوبهم فمصيرهم الإذلال او الموت وعند ساعة اقتراب نهايتهم يفيقون من غفوتهم فيدركون بأنهم أخطئوا مرتين مرة بسوء إدارتهم للحكم ومرة ثانية بتعلقهم بالحكم رغم رفض شعوبهم. أن الأمثلة كثيرة وما زالت بعضها طرية في أذهاننا مثل زين العابدين بن علي وحسني مبارك والقذافي وعلي عبدالله صالح وسيلحق بهم المجرم بشار الأسد وسبقهم الكثيرون وسيلحق بهم اكثر.

عندما يجلس الصغير على كرسي الحكم او وظيفة متنفذة كبرى يرى الكرسي اكبر منه لم يعتاد عليه فيحاول أن ينفخ في نفسه ويُزين هيئته ويعبس بوجه ويتكبر على من حوله كي يستقر جلوسه على الكرسي وعند تكالب السفهاء من المنافقين والوصوليين والنفعيين حوله يعتقد متوهما بأنه الأفضل والأصلح والأجدر بالحكم ويتناسى بأن لو كان صاحب الكرسي جديرا به لما وصل إليه بضربة حظ او في غفلة من الزمن.

حكامنا وأحزابنا اليوم في صراع مستديم على الكراسي والمغانم، فلو بذلوا نفس الجهود والمكر لبناء العراق لكنا تجاوزنا مشاكلنا ولكانت منازلنا مضيئة ومكيفة ليلا ونهارا في كل قرية في صحارينا وجبالنا ولاستمتعنا بعراقنا الجميل بجباله وبصحاريه وبأنهاره وبأهواره دون خوف من قاتل مأجور او جاهل يحلم بحور العين.

يُحكى أن حمال (شيال) من السوق الشورجة (سوق الجملة) في بغداد وفقه الله وانعم عليه حتى اصبح من تجار الشورجة الكبار كان يضع في مجلسه (قاعة استقبال ضيوفه) حبال وعدة الحمالة معلقا في الجدار مقابل مكان جلوسه، فكانوا أولاده يخجلون من ماضي أبيهم ويحاولون تزوير ماضيهم فكان الوالد يرد عليهم لو نسيت الماضي لأصابني غرور المال والجاه وأعوذ بالله من الغرور والتكبر فأن الذي رزقني قادر على إزالته.

فحكامنا وقيادات الأحزاب اليوم لم يأتوا الى الحكم بالعمل والجهد المضني من اجل الشعب وان كانوا في المعارضة وحاربوا ضد نظام البعث قوميا وسياسيا ومذهبيا، فالمعارضة الحزبية العراقية استلمت الحكم كمكرمة أمريكية وبمباركة إيرانية وكانت تعيش في رفاهية وفي بحبوحة العيش والتخمة لم تحضي بها اية معارضة أخرى فمؤتمراتهم مدفوعة مسبقا وإقامتهم في فنادق خمس نجوم في أوربا وأمريكا وإيران ولبنان وسوريا عدى الرواتب والمخصصات التي استلموها من المخابرات الأمريكية ومن إيران وإغداق مالي وتسهيل الاحتلال من دول الخليج حين كان الشعب العراقي في الداخل لا يجد رغيف خبز ليسد جوعه فلم يقف أحدا من المعارضة الحزبية ضد الحصار الاقتصادي على الشعب العراقي بل كانوا يزودون أمريكا بمعلومات غير صحيحة لتقوية الحصار، فكان العراقي الداخل يبيع أبواب وشبابيك بيته ليوفر قوت أولاده ويعيش بدون كرامة او حقوق تحت ظلم نظام البعث وصدام حسين وعائلته، فكانوا هم من دفع الثمن مع الشهداء, ضحايا نظام البعث, والذين هربوا من العراق بحثا للكرامة المفقودة في وطنهم ولقمة العيش النادرة مع أهاليهم فتاهوا في الصحاري وغرقوا في البحار. إن شهداء الحرية هم آخر من يتذكرونهم حكام وقيادات الأحزاب اليوم لأنهم لم ولن يشعروا بمعاناتهم.

فهل نسى العراقي الضيم والذل ليقبلوا بشخصيات كارتونية تحكمهم، ولائهم للخارج ويهدرون ويسرقون أموال الشعب فتحولت كابونات النفط الصدامية الى كابونات الوزارات والوظائف العامة والمشاريع الوهمية تقسم بين الأحزاب كتوزيع غنائم الحرب.

أن القوى الشعبية لا تقل فوضوية وضياع عن الحكام والقيادات الحزبية فقد أصاب بعضهم مرض حكامنا وقيادات أحزابنا والآخرون يتمنون عودة النظام السابق فالعائلات الحضرية تجاهد من اجل توفير متطلبات المعيشية اليومية ليعيشوا عيشة الكفاف والتكيف مع ندرة الكهرباء والماء ونشاهد شيوخ العشائر يجرون وراء حظوة ومكرمة من الحكام والمحافظين اكثر من مناشدتهم لحقوقهم بإصلاح أحوال العشيرة للحصول على ماء نقي للشرب وكهرباء لتنير حياتهم ومدرسة تربي أولادهم او عيادة طبية تعالج مرضاهم.
.
اما الشباب بعضهم أُصيبوا بالإحباط لرؤيتهم أصحاب الشهادات المزورة يعتلون أرفى الوظائف, فيقولون ما الفائدة من الحصول على شهادة جامعية والأمي بشهادة مزورة او حزبي جاهل سيسرق فرصته بالتوظيف والعمل وآخرون يجرون وراء الأحزاب للحصول على وظيفة لا يستحقونها او منحة دراسية غير مؤهلون لها ونسوا أن الشباب هم عماد الوطن وأدوات صنع مستقبل العراق فبغيرهم لا يحيا العراق كما نحلم به.

كلمة أخيرة اين شباب العراق الواعي فهل هم خانعون لا يرون ما يجري أم هرموا قبل الأوان.



#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسقطوا المالكي قبل أن تسقط بغداد
- محنة نوري المالكي
- محنة العراق
- نهاية نظام الأسد
- الثورة السورية والروسي القبيح وسخافة دبلوماسية أمريكا
- بشار الأسد الى اين ؟
- كيف تمنع المجموعة العربية فيتو الروسي والصيني
- أمريكا تستطيع كسب الحروب ولكنها لا تستطيع صنع السلام
- ما هو الحل للعراق
- العراق في خطر
- إيران تنبح ولا تعض
- اعزائي في الحوار المتمدن
- الى القائد الثائر عبدالله اوجلان
- هل كان لباس آدم وحواء في الجنة ريش الطيور
- اقتصاد السوق وسياسة الشعوب
- الجيش السوري الثائر ليس منشقا وإنما بطل الأبطال
- تناقضات السلطان اردوغان وزلزال -محافظة فان-
- هل ستنجح ثورة شباب سوريا
- يا شباب العالم انصروا شباب سوريا
- هل ستتحول الثورة السورية السلمية الى ثورة مسلحة


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد موكرياني - الا يخجلوا الحكام