حسين محيي الدين
الحوار المتمدن-العدد: 3716 - 2012 / 5 / 3 - 11:48
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لم يعد بيننا وبين موعد الانتخابات القادمة فاصل زمني كبير يحتاج إلى كل هذا الاسترخاء الذي تعيشه حركتنا الوطنية عموما والحركة الديمقراطية بشكل خاص . فإذا كنا قد نجحنا في تسليط الضوء على أخطاء ارتكبت في العمليات الانتخابية الماضية ونجحنا كذلك في فضح عيوب العملية السياسية برمتها وما تحتاجه من إصلاحات فحري بنا أن نتوج نجاحاتنا في الوصول إلى عقل المواطن البسيط والتأثير عليه كي يحسن من اختياره للمرشحين وفق ضوابط وأصول لا تدخل فيها الانتماءات الطائفية والعرقية والجهوية . إن الوصول إلى عقل الناخب والتأثير عليه ليس بالأمر السهل وسط هذا التخلف الثقافي والفكري والتجهيل المتعمد من قبل بعض الجهات التي لا تهمها مصلحة المواطن أو مصلحة الوطن بقدر ما تهمها مصالحها الذاتية بل يحتاج منا جهدا واعيا كبيرا لتغيير قناعاته وإزالة الغشاوة المفروضة عليه من الآخرين وتوعيته بمخاطر الانجرار وراء العواطف في تقرير مصير بلد عظيم مثل العراق .لم يعد خافيا على العيان كل هذا الفساد المادي والإداري والمحسوبية والمنسوبية وضياع المليارات من الأموال وفقدان الأمن وانتهاك السيادة الوطنية ووو . بل علينا تحويل كل هذه الإخفاقات إلى جهد وطاقة من اجل التغيير الايجابي . إن إقامة مؤتمر هنا وآخر هناك تلقى فيها الكلمات الرنانة بين الحين والآخر وتستعرض فيها الإمكانات لا تحقق شيئا مما نتمناه . إن حوارا مستمرا بين الديمقراطيين ودعاة التغير من جهة وبين القواعد الشعبية المتواجدة في كل مكان , في المقاهي , وفي البيوت , وفي الجوامع وفي الأسواق يبحث في كيفية أن نختار من يمثلنا وذلك بالاتفاق على قواعد عامة لا يختلف عليها بغض النظر عن الانتماءات والتوجهات , كأن يؤمن بالديمقراطية واحترام الرأي الآخر ويؤمن بالعدالة الاجتماعية ويحترم قناعات الناس ومعروف بالصدق والأمانة والنزاهة ولم تتلوث يديه يوما ما بالمال العام أو بدماء العراقيين . هل من الصعب علينا نحن العراقيين أن نضع مشتركات لمن نريد أن نسلمهم مسؤولية البلد ؟ أم نترك الأمر جزافا لكي نستيقظ في اليوم الآخر وإذا بنا نفاجئ بوجوه لا تستحق إن يكون مكانها إلا في مزابل المجتمعات يتهافتون على مصالحهم الشخصية والذاتية ونهب المال العام والمناكفة مع الآخر وخلق الأزمات وإثارة الفتن الطائفية والعنصرية . ثم ندخل في دورة أخرى من جلد الذات ونلوم أنفسنا على خيارات نحن في المحصلة الأخيرة من اختارها وسلم البلد أمانة في أعناقها . لا زالت أمامنا فرصة كبير للتغير والتعبير عن الرأي واختيار الصالح في تسير أمور بلدنا . كل ما نحتاجه هو الإيمان بقدرات شعبنا على التغيير ولا زال الوقت مبكر فهل نرعوي وقبل فوات الأوان .
#حسين_محيي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟