أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - حمايات مشبوهة














المزيد.....

حمايات مشبوهة


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3716 - 2012 / 5 / 3 - 11:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما كُنا نقول قبلَ سنوات ، ان الأجهزة الامنية مُختَرَقة ، على أعلى المُستويات .. وأن ضُباطاً ومراتباً ، من آلة القمع الدموية الصدامية ، نجحوا تماماً ، في التسلُل داخل أغلب مواقع السلطة في العراق الجديد ... وكان ذلك يفّسِر أحد الأسباب المُهمة للإنفلات الامني ، والعمليات الإرهابية المتواصلة في بغداد والمُحافظات ... عندما قلنا ذلك مِراراً .. كانَ يُقال لنا .. بأنكم تُبالغون ولا داعي لإثارة الشكوك ، حول وطنية ونزاهة الأجهزة الجديدة .. وليسَ من المعقول ، أن الأمريكان منذ 2003 ، والحكومات العراقية المُتعاقبة .. قد أعادوا عناصر مشبوهة الى الخدمة ، ولا ان يُناط بِمَنْ أياديهِ مُلّطخة بِدماء العراقيين .. مسؤوليات مهمة في العراق الجديد . بينما في الواقع ، فأن كافة أحزاب الأسلام السياسي بِشقَيها ، والاحزاب القومية .. سارعتْ منذ البداية ، ومن أجل غايات إنتخابية ، الى ضَم العديد من منتسبي الأمن والمخابرات والاستخبارات وفدائيي صدام ، وكبار ضباط الشرطة والجيش .. دون تمحيصٍ كافٍ ولا تدقيقٍ في خلفياتهم وتأريخهم ... هذا بالنسبة الى الأحزاب القديمة التي جاءتْ مع المحتل الأمريكي . أما الأحزاب والحركات التي تشكلتْ بعد 2003 .. مثل التيار الصدري وحزب الفضيلة الأسلامي وحركة التوافق بمختلف أطرافها والاحزاب والحركات في المحافظات ولا سيما في المحافظات " السنية " إذا جاز التعبير ".. فأن أغلبية المنضوين تحتها ، هُم من البعثيين السابقين وضباط ومراتب الاجهزة الامنية السابقة ... ومن الطبيعي ان يحدث ذلك ، إذ ان النظام الفاشي السابق ، عمدَ الى تنظيم كُل مَن وقع تحت يده ، بالترغيب والترهيب ، وزّجه في تنظيماته المختلفة والعديدة .. [ وحين أتهمُ الاحزاب والحركات ، بأنها ضّمتْ البعثيين ، فلا أعني ، بذلك ، الناس العاديين الذين أُجبِروا على الإنضمام للبعث ولم يقترفوا ما يضر بالشعب " وهؤلاء هم الأكثرية من البعثيين " .. بل أعني بالتحديد ، الذين مارسوا تعذيب المعتقلين ، والوشاة والمُخبرين ، والضباط الكبار الذين أصدروا أوامر القتل ، أو نفذوا تلك الأوامر .. أي ببساطة ، المُلطخة أيديهم بدماء الأبرياء .
حين يصل الأمر ، ان تكون [ حمايات ] مسؤول بحجم نائب رئيس جمهورية .. وكان قبلها رئيسا للحزب الاسلامي العراقي وأحد قواد التوافق .. ثم شكل حركة " تجديد " وحصل على أصوات كثيرة في إنتخابات 2010 .. أن تكون حمايته مُتورطة بأعمال إرهابية صرفة وتفجيرات وإغتيالات راح ضحيتها قُضاة ومواطنون أبرياء.. فأن ذلك مؤشرٌ خطير ... وكما يبدو ان الأمر ، أكبر من أن يكون مُفتعَلاً أو مُفبركاً .
وقبل يومَين ، اُلقِيَ القبض أيضاً ، على خمسة من [ حمايات ] رئيس مجلس النواب الأسبق ، محمود المشهداني ، من ضمنهم زوج أبنته .. وإعترفوا بقيامهم بتفجيرات إرهابية متعددة ! .. وعلى " إفتراض " ان المشهداني شخصياً ، لم يكن على علمٍ ، بما يقترفه بعض أفراد حمايته وزوج أبنته " الذي يشغل منصب معاون مدير عام في مجلس النواب العراقي " ... إلا يتحّمَل مسؤولية أخلاقية كبيرة ، من جراء إهماله وتقاعسه ، في إختيار عناصر مشبوهة في حماياته ؟ .
المصيبة الكبرى .. ان هذه " الظاهرة " كما يبدو ، لاتقتصر على حمايات الهاشمي والمشهداني وعدنان الدليمي " ومدى علم هذه الشخصيات ومدى ضلوعهم وتورطهم شخصيا في هذه الأفعال الإجرامية " ... وهل هي مُجرد مُصادفة ، ان يكون هؤلاء الثلاثة من مُكّون واحد ، ومن قائمة سابقة وهي التوافق ، ومن ثم بعدها " العراقية " ؟ وهل ان [ حمايات ] القادة الآخرين من المكون الآخر ، أي من الشيعة ، وحتى حمايات الزعماء القوميين .. نظيفة ونزيهة وخالية من العناصر المجرمة التي تقوم بعمليات إرهابية وإغتيالات ؟ .. منطقياً انه لاتخلو هذه الحمايات ، من المُندسين والمُخترِقين والمستعدين للقيام بأفعالٍ بشِعة .. لأنه ببساطة : الآليات التي تّمَ بموجبها ، إختيار هذه الحمايات ، لم تكن على اُسُسٍ صحيحة ، ولا مواصفات دقيقة .. بل إعتمدتْ على القرابة والوساطة والعشائرية والمذهبية والمناطقية والحزبية .
ان العديد من " حمايات " المسؤولين والقادة الكِبار .. تُمارس أفعال إجرامية وتحمي الفساد وتحمي الفوضى في البلد .. فإذا لم يكن هؤلاء القادة على علمٍ بما تقوم به حماياتهم .. فتلك مُصيبة .. وإذا كانوا يعرفون .. فالمُصيبة أعظم ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التدليل الزائد
- مِن نكد الدُنيا علينا
- قوانيننا وقوانينهم
- الوضع العراقي : خمسة على خمسة !
- أمريكي .. يتحّدث مع نفسهِ
- وطنٌ مِنْ زُجاج
- أقليم كردستان : تغّيرات مُحتَمَلة في المشهد السياسي
- الى صديقي الإيزيدي : أعتذرُ منك وأطلبُ الصفح
- الكُتل السياسية .. والحساب بِدِقة
- بينَ زَمَنَين
- في الموصل ... خارطة سياسية جديدة
- الأمريكي ... الصديق المُحايِد
- حرب المخدات في بغداد في 27/4
- قبلَ عشرين سنة ... واليوم
- حكومة جديدة في أقليم كردستان
- تبقى رائحة النفط .. كريهة !
- الدوائر الامنية في العراق
- وأخيراً .. القَبض على - أيهم السامرائي - !
- المَجد للحزب الشيوعي العراقي
- قِمّة بغداد .. ذكورية بإمتياز


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - حمايات مشبوهة