أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - الفنان والمخرج العراقي هادي الخزاعي. . أربعون عاماً من التمثيل والتأليف والإخراج المسرحي















المزيد.....



الفنان والمخرج العراقي هادي الخزاعي. . أربعون عاماً من التمثيل والتأليف والإخراج المسرحي


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1091 - 2005 / 1 / 27 - 10:45
المحور: الادب والفن
    


نظّمت فرقة " المسرح الحديث " في مدينة لاهاي الهولندية، وعلى مدى يومين، ندوة ثقافية تحت عنوان " المسرح والديمقراطية " شارك فيها كل من المخرج ناجي عبد الأمير، و د. حسين الأنصاري والفنان صالح حسن، والمخرج هادي الخزاعي، والفنان سلمان رحيم. وفي مستهل ندوة اليوم الثاني تحدث المخرج هادي الخزاعي عن تجربته الإخراجية والفنية بشكل عام، فهو فنان ومخرج ومؤلف مسرحي، حاصل على دبلوم في الفنون المسرحية من معهد الفنون الجميلة في بغداد. وعضو في نقابة الفنانين العراقيين منذ العام 1973. وعضو في فرقة المسرح الشعبي العراقية. عمل في عدد من الفرق المسرحية من بينها فرقة " مسرح الصداقة " التابعة للمركز الثقافي السوفيتي في بغداد. وفرقة " مسرح اليوم " العراقية. كما ساهم في إنشاء " المسرح الأنصاري " في كردستان العراق. وفي مجال التمثيل شارك هادي الخزاعي في أكثر من ستين عملاً مسرحياً. كما أخرج 17 مسرحية ..أبرزها مسرحية "أبو ذر الغفاري" ، "موت وحياة أحمد بن سعيد" ، "المخدوعة". و " حياة بين قوسين ". كما ألّف خمس مسرحيات، مُثلت كلّها ولم تُطبع في كتاب بعد. كما أعدّ أكثر من عشرين نصاً مسرحياً، مُثّلت أغلبها، ولم يفلح في تمثيل البقية الباقية. وفي بداية حديثه الاستذكاري قال " إن علاقتي بالمسرح تمتد إلى عام 1968." لكنه استدرك مصححاً هذه المعلومة بالقول " إنني كتبت نصاً مسرحياً اسمه " الأرض " يعود إلى سنة 1964. وقدّمته تحت إهداء " الأرض التي لا يملكها الجميع، لا يملكها أحد "، ويبدو أن الفنان هادي الخزاعي ملتزم ببعض القناعات الفكرية والآيديولوجية اليسارية التي وضعته ضمن إطار سياسي يتغلب قليلاً أو يسير بموازاة الجوانب الفنية والجمالية، ويرى في هذه القناعة السياسية مرتكزاً أساسياً لعطاءاته الفنية والفكرية والاجتماعية التي يتمنى أن يهب نتائجها للجميع، وهو موقن تماماً أنه قد وضع قدميه على أرض صلبة بمساعده أصدقائه ورفاقه في الحزب الشيوعي العراقي. في عام 1968 انتمى هادي الخزاعي إلى فرقة " نقابة المواد الغذائية والجلدية "، وقدّم نصاً مسرحياً اسمه " السر " من إخراج محمد زلال، وحصلت الفرقة من خلاله على موقع متميز بين الفرق المسرحية التابعة للنقابات وصولاً إلى " المسرح العمالي " الذي يحيلنا إلى مفردة " الشغيلة " وما تنطوي عليه هذه المفردة من " إيحاء سياسي " شديد الخصوصية في مجتمع كالمجتمع العراقي. ويبدو أن الخزاعي لم يتفق كثيراً مع الأطاريح والمفهومات التي كان يتبناها غازي مجدي الأمر الذي حفّز طاقم المسرحية على الانسحاب من الفرقة المذكورة. ثم انتمى الخزاعي إلى فرقة " مسرح الصداقة " التي كانت تابعة للمركز الثقافي السوفييتي في بغداد، وكما هو معروف، فإن هذه الفرقة كان لها مكانة خاصة في الوسط الثقافي العراقي. وقد استمر في العمل لدى هذه الفرقة منذ عام 1969 وحتى عام 1973، حيث تم إغلاق المركز الثقافي السوفييتي، وما تلاه من مضايقات وخنق لحرية الرأي والتعبير، وإلغاء ضمني لفكرة التعدد السياسي في العراق، وهيمنة الحزب الواحد. وقد أرست هذه الفرقة قيماً مسرحية جديدة آنذاك لما كان يسمّى في حينها بـ " مسرح الشباب "، ولعل أبرز خصائص مسرح الشباب أنه كان مسرحاً تجريبياً، ينزع إلى التحديث والتجديد، ولا يميل مخرجوه إلى السقوط في خانق " التقليد " أو تكريس السائد، والمكرر. ومن بين الأعمال المسرحية التي عُرضت آنذاك هي مسرحية " القضية " التي قُدمت على خشبة مسرح شبيبة الاتحاد الوطني الكردستاني الكائن في شارع أبي نؤاس. وقد أثّرت التقاليد والأعراف الفكرية والسياسية التي أرساها كوادر فرقة " مسرح الصداقة " بالجو الثقافي العام، كما ساهمت في تنوير أغلب المنتمين إلى هذه الفرقة التقدمية التي رسخّت الالتزام بالأفكار والمواقف السياسية التي تلبي حاجات وطموحات المثقف العراقي بشكل عام. أكد الخزاعي بأن النظام السابق بدأ منذ عام 1972 بإهمال يوم المسرح العالمي، بل أنه لم يُعلن عن الاحتفال به في تلك السنة، الأمر الذي دفع بأعضاء فرقة " مسرح الصداقة " وبعض المجموعات المسرحية الشابة المتفتحة إلى المساهمة بالاحتفال بهذا اليوم العالمي المهم، إذ ساهمت فرقة " مسرح اليوم " بمسرحية " أشجار الليمون الحلو في صقلية " لبيرانديللو، كما ساهمت " فرقة الحديث " بمسرحية " الصوت الإنساني " لجان كوكتو، والتي أخرجها روميو يوسف، ومثلّت دور البطولة فيها الفنانة ناهدة الرماح. ثم استدرك الخزاعي ثانية في القول بأن " فرقة الحديث لم تشترك رسمياً، وإنما جاءت المشاركة من خلال روميو يوسف وناهدة الرماح باعتبارهما أعضاء في اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي.". أشار الخزاعي إلى الدعم المحدود الذي كانت تقدمه المؤسسات الرسمية " المركز العراقي للمسرح " للفرق الفنية، والذي لم يكن يتجاوز الخمسين ديناراً للفرقة الواحدة، ومع ذلك فقد كان يُعد مبلغاً محترماً في تلك الحقبة الزمنية، هذا إضافة إلى أن الفنانين في فترة السبعينات من القرن الماضي كانوا محظوظين قياساً لجيل الرواد الذين سبقوهم ببضعة عقود. فجيل الرواد لم تكن لديهم مقرات لفرقهم، ولم تكن رواتبهم عالية، بل أنهم بشهادة الجميع بنوا المسرح بدمهم، ودموعهم، وتضحياتهم، وبروحهم الجهادية العالية " على رغم النظرة الدونية التي سائدة آنذاك في المجتمع العراقي تجاه معنى الفن والفنانين. لقد تعلم الخزاعي، على حد قوله " معنى الخلق المسرحي " من خلال فرقة الصداقة التي كان يعتبرها الأساس الرصين الذي أمدّه بأسباب المعرفة الأدبية والفنية والأخلاقية، وساعدته هذه الفرقة " على مواكبة وديمومة أمرين مهمين في آن معاً وهما حبه للمسرح، وانقطاعه إليه، وانتماءه السياسي للحزب الشيوعي العراقي ". وقد ربط الخزاعي بين إغلاق المركز الثقافي السوفييتي في بغداد عام 1973، والانقلاب الفاشل في تشيلي! فخيط الأممية، على ما يبدو، والإحساس بالنفس العالمي كان ممتداً بين بغداد وأبعد عاصمة في الكرة الأرضية. لم يجد الخزاعي وأقرانه أية فرقة مسرحية أخرى يلوذون بها سوى فرقة " المسرح الشعبي " والتي كانت متوقفة أيضاً. فقدموا طلبات الانتساب إليها، وكان رئيسها آنذاك الفنان جعفر السعدي، بينما كان سكرتير الفرقة الفنان إسماعيل خليل " المقيم في ألمانيا الآن ". وفي ذلك الوقت كان العديد من الفنانين ينتمون إلى فرقة مسرح اليوم من بينهم جعفر علي " يرحمه الله "، ونور الدين فارس، وفاروق أورهان، وناظم شاكر، وعلي فوزي، وسعدية الزيدي، ومنذر حلمي، وأسماء أخرى مهمة في المسرح العراقي، أما فرقة " المسرح الشعبي " فقد كانت خاوية على عروشها، وكان آخر مسرحية قدمتها الفرقة هي مسرحية " الساعة الأخيرة " والتي اعتبرها المسرحيون العراقيون " مسرحية نحس " لأن الفرقة لم تُقدم بعدها أي عمل مسرحي يُذكر. وعندما دخلت هذه المجموعة الشابة التي ضخت دماءً جديدة في الفرقة التي لم يكن لديها مقراً فاستأجروا في " عمارة الأخوان " الكائنة في شارع السعدون، وكان معهم الفنان فارس الماشطة الذي اشترك في مسرحية " سيرة أس " لبنيان صالح حيث قدموها على مسرح بغداد. وذهب الخزاعي إلى القول " بأن هذه الفرقة كانت تستقطب الشبيبة، مُستثنياً الفنان جعفر السعدي والفنانة وداد سالم، أما البقية فهم شبيبة بالعمر أو شبيبة في الحزب الشيوعي العراقي. وبعضهم من المستقلين " وأكد الخزاعي أيضاً بأن هذه الفرقة تكاد تكون مغلقة لأن هيئتها الإدارية التي تتضمن كل من علي رفيق، وأديب القيلجي، ووداد سالم، وجعفر السعدي، وثامر الزيدي، وهادي الخزاعي، وراجي العبد الله ، كانوا يدققون كثيراً في طلبات الانتساب إلى هذه الفرقة، لأن الفرقة ضاقت بمنتسبيها، ولم يعد لديهم مكاناً يقدمون فيه عروضهم المسرحية. وبعد أن قدموا مسرحية " سيرة أس " لم تمنحهم الجهات الرسمية مسرحاً لكي يقدموا فيه عروضهم المسرحية بعد أن قدموا مسرحية " بهلوان آخر زمان " في المسرح القومي. وقد تفاقمت هذه المشكلة، كما ذهب الخزاعي، بسبب العدد الفلكي لتذاكر الدخول التي بيعت وقتذاك بحيث وصلت إلى ( 35,000 ) تذكرة علماً بأن البيع كان يتم من خلال شباك التذاكر، وبعض المؤسسات السياسية والمدنية، وقد ساهمت التخفيضات الجدية لأسعار التذاكر من ( 600 ) فلساً إلى ( 150 ) فلساً ببيع أكبر قدر ممكن من هذه التذاكر بحيث كان المسرح الذي يتسع لـ " 450 " مشاهداً في العرض الواحد، كان يأتيه في اليوم الواحد قرابة ( 12,000 ) مشاهد، ولهذا السبب توقفت الجهات الرسمية من إعطائهم مسرحاً محدداً، لأن هذا المسرح كان يقع مقابل القصر الجمهوري، وأن مجيء عشرة آلاف مواطن يومياً، ومرورهم من أمام القصر الجمهوري كان أشبه بالمظاهرة، لذلك أخبرهم الفنان محسن العزاوي الذي كان مديراً للفرقة القومية آنذاك، وأخبرهم بأن هناك أناساً يريدون أن يتحدثوا مع الهيأة الإدارية لهذه الفرقة. وكان وقتها هادي الخزاعي وأديب القيلجي قد عادا توا من لبنان حيث كانا يساهمان مع فرقة اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في العيد الخمسين للحزب الشيوعي اللبناني. ويؤكد الخزاعي بأن هذا الحديث قد دار بحضور محسن العزاوي، وقد جاء فيه بالحرف الواحد " إذا ما تشيلون جوالاتكم اليوم، فباجر نجي نكسّرها على رؤوسكم! " وعندما استفسروا عن المخاطر الجدية لهذا التهديد أجابوهم بـ " أن الحرس الجمهوري يشيلكم غداً " كانت لغة غريبة، ومفاجئة بكل المقاييس التي كانت معروفة، لكنهم أدركوا مضمون هذه الرسالة التي ستصبح نهجاً لاحقاً لسلوك هذا الحزب الشوفيني الواحد الذي قامر بالبلاد والعباد معا.ً غير أن التهديد المروّع قد أفادهم بالتفكير الجدي بتأسيس مسرح خاص بهم، وهو " مسرح الستين كرسياً " ولم تكن هناك مسارح كثيرة فعلاً باستثناء مسرح بغداد. وعندما فكروا بتأسيس مسرح صغير، ومستقل توجهوا إلى المقاهي التي سبقهم إليها الفنان د. سعدي يونس الذي قدّم ما يسمّى " بمسرح المقهى " إثر عودته من باريس، وكان عمله الأول " مونو " والذي قدمه في " ساحة التحرير " الكائنة في حديقة الأمة في الباب الشرقي. وكان الخزاعي وأصدقائه من الفنانين مدعوين لحضور عرض المقهى الذي حقق بعض النتائج الطيبة. قال الخزاعي بأنهم أرادوا أن يكرروا التجربة نفسها، لكنهم لم يحصلوا على مكان مقهى أو أي مكان رخيص، وأرادوا في حينها أن يستأجروا سينما " علاء الدين " التي كانت محروقة آنذاك وقد عقدوا العزم على ترميمها، وتحويلها إلى مسرح، لكن الجهات الأمنية رفضت تلك الفترة. كان مقر فرقة المسرح الشعبي عبارة أن شقة صغيرة مؤلفة من غرفتين، وبجانبهم كان يسكن مهندساً شيوعياً، لحسن الحظ، فدارت في مخيلة أديب القيلجي فكرة رفع الجدار الفاصل بين الشقتين بحيث يصبح المكان كبيراً ومفتوحاً وقادراً على احتواء عدداً مقبولاً من المشاهدين. وكان عليهم في هذه الحالة، كما يتذكر الخزاعي، أن يمنحوا حارس العمارة " عباس " بعض النقود لكي يوافق على إزالة الجدار الفاصل بين الشقتين، وما كان لهذا الأخير بداً من إعلان موافقته بعد أن منحوه ربع دينار لا غير! ثمة نجار، شيوعي أيضاً، من الكاظمية، تبرع بأن يصنع كراسٍ خشبية لهذا المسرح المُنتظر " بنصف قيمة " فأنجز لهم (62 ) كرسياً بحجم المكان، فأسموه " مسرح الستين كرسياً " على رغم أنهم يجلبون كراسٍ إضافية فيصل العدد إلى ( 70 ) كرسياً، لكن تسمية الـ " 60 " كرسياً ظلت لصيقة بهذا المسرح. ثم قدموا أول عمل مسرحي بعنوان " المفجوع رغم أنفه " والذي اشترك فيه هادي الخزاعي وفارس الماشطة، ثم عمل آخر بعنوان " الغضب " الذي اشترك فيه عدنان الحداد، ووداد سالم. ثم وسعوا دائرة نشاطهم الثقافي في هذا المكان بحيث نظموا ما يسمى بـ " الأربعاء الثقافي " وأقاموا العديد من الندوات والأمسيات الثقافية والفكرية، ومن بين هذه الندوات استذكر الخزاعي الندوة التي أقاموها للأستاذ رزوق، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني، وهو أيضاً مترجم معروف، سبق له أن ترجم كتاب " الاشتراكية والفن " لفيشر. والغريب أن عدد الحاضرين في هذه الندوة كان أحد عشر شخصاً بينهم اثنان من عناصر الأمن العراقي! وبحسب الخزاعي فإن المُحاضر كان يخاطب، مقدّم الندوة وهو الخزاعي نفسه، بكلمة رفيق التي كررها كثيرا، في حين أن الوضع الأمني والسياسي في العراق لم يكن يسمح بتداول هذه المفردة الحساسة بين أوساط الشيوعيين العراقيين علنا. ثم استضافوا الشاعر يوسف الصائغ في أمسية شعرية وفنية، بينما كان الفنان شمعون برواري يعزف على الغيتار، وكانت زوجته تغني بصوت رائع، ثم توالت الأمسيات، واستمررنا في تقديم الأعمال المسرحية. وأستذكر الخزاعي الأمسية المتميزة ذات الجهد الجماعي لفرقة تموز المكونة من الفنان عزيز خيون، والفنان حميد البصري، والفنانة باهرة زوجة والفنانة شوقيه والفنان ثامر الصفار (أبو تموز ) وآخرين كثيرين. هكذا، إذاً، تأسس مسرح " الستين كرسياً " بهوية سياسية وفكرية معروفة على رغم مقاطعة الإذاعة والتلفزيون، وتواصل هذا الجهد الإبداعي إلى أن قدموا آخر عمل مسرحي وهو " رقصة الأقنعة " للكاتب والشاعر شاكر السماوي والتي أخرجها الفنان الكبير الأستاذ جعفر السعدي. ومن المواقف الطريفة التي زامنت هذه المسرحية أشار الخزاعي في هذا الصدد إلى أن بطولة هذه المسرحية كانت قد أُسندت إلى الفنانة وداد سالم، وفي أثناء مراحل التدريب اليومية على هذا العرض المسرحي كانت " ماجدة " زوجة الفنان الكبير جعفر السعدي، رئيس الفرقة، تحضر يومياً إلى درجة أنها حفظت عن ظهر قلب دور الفنانة وداد سالم، وفي أول يوم للعرض غابت الفنانة وداد سالم لأنها غادرت الوطن في الليلة السابقة للعرض، فما كان من السيدة ماجدة " أم عطيل " إلا أن تؤدي الدور بنفسها، ولم تجد صعوبة في ذلك على الإطلاق. وقال الخزاعي بأن الفنانة وداد سالم حدثته عن ذلك في أثناء وصولها إلى صوفيا مع زوجها وأطفالها الثلاثة وأكد هذه الواقعة الفنان غانم بابان الذي كان يؤدي الدور الرئيس في المسرحية بعد وصوله إلى صوفيا أيضا مع المئات من الفنانين والسياسيين الذين هربوا من ضغوط أجهزة أمن النظام ومخابراته التي نشطت في تصفية العناصر الديمقراطية والتقدمية من الديمقراطيين والشيوعيين.
تجربة المسرح اليمني
كانت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية هي أكثر المنافي استقراراً بالنسبة إلى الفنان هادي الخزاعي، ففيها كتب العديد من النصوص المسرحية، واليمن، كما يعتقد الخزاعي " هي أرض بكر للبحث الأكاديمي الدرامي، ففيها تراث ثري عريق، يصلح لأن يكون مادة علمية لمئات الأبحاث والأطاريح الأدبية والتراثية. ". ففي محافظة حضرموت، وبالذات المناطق المحيطة بـ " المكلاّ "، وهي مناطق نائية في اليمن وجد الخزاعي أن " أسس المسرح البريختي موجودة عندهم فطريا عبر العديد من التمثيليات والمسرحيات أو استعراض السير التي كانوا يقدمونها في الساحات العامة "، فهناك يجتمع الناس كل جمعة، ويرتجلون عملاً مسرحياً من دون إعداد مسبق له. لم يبقَ الخزاعي في اليمن سوى سنة ونصف السنة، لكنه قدّم خلال هذه المدة القصيرة نسبياً عدداً مهماً من الأعمال المسرحية، وفي موسم مسرحي واحد فازت الفرق التي كان قد ساهم معها في أعماله كمخرج ومؤلف بثلاث جوائز ولعل مسرحيتا " أبو ذر الغفاري " و "المخدوعة " من أكثر المسرحيات التي حضت بالعروض التلفزيونية على طول تاريخ المسرح اليمني وقد تجاوزت حدود اليمن إلى الجالية اليمنية في بعض دول الخليج، ومع ذلك فهو يعتقد أن المسرح اليمني ليس مسرحاً كبيراً قياساً بالمسرح العراقي، لأنه يظل مسرحاً كلاسيكياً، ويعتمد كثيراً على ما أنجزه أحمد باكثير في حضرموت التي تُعد حاضرة المسرح اليمني. أول نص مسرحي كتبه الخزاعي في اليمن كان بعنوان " موت وحياة أحمد بن سعيد " وقد اعتمد في كتابة هذا النص على أحد دواوين سعدي يوسف، وقد ساعده في الإحاطة بتفاصيل موضوعة المسرحية أحد الشخصيات الحضرمية المعرفة وهو الأستاذ الكاتب والمؤرخ المشهور محمد عبد القادر بامطرف، وكان رئيساً للوزراء في الدولة الكعيطية التي كانت قائمة قبل الاستقلال. وهذه الموضوعة التي شدّت الفنان هادي الخزاعي هي ثورة الشغيلة والحمالين في مدينة المكلاّ التي قام بها الحمّالون ضد السلطان ، فكتب تلك المسرحية من روح ذلك الحدث الذي ارشفه المؤرخ بامطرف، والتي سماها الحضارم بحادثة القصر" ولما لم يكن هناك عمال بالمعنى الدقيق للكلمة في تلك الحقبة الزمنية فقد قام بها عتّالو الميناء واستشهد منهم ( 27 ) عتّالاَ عندما هجموا على قصر السلطان الكعيطي. ويذكر الخزاعي أنه جرى تقديم المسرحية في باحة ذات القصر، هذا القصر الباذخ الذي كان يشبه إلى حد قريب أحد قصور " ألف ليلة وليلة "، وأطال النظر إليه كثيراً، عندما اشتغل فيه مديراً لقسم المسرح في المركز الثقافي الذي كان يشغل القصر. لقد أفاد الخزاعي كثيراً من رئيس الوزراء السابق، وبقي إلى جواره قرابة شهر كامل كتب فيه تفاصيل هذا النص المسرحي الذي ساهم بقدر أو بآخر في تغيير بنيوية المسرح اليمني ، ودفعه إلى أمام كما يعتقد . ولأن الخزاعي رجل شيوعي، وهناك محاذير كثيرة من الكشف عن اسمه الكامل خشية من السلطات العراقية التي كانت تلاحق معارضيها في كل مكان من العالم، وتغتالهم إذا اقتضت الضرورة، غير أن خليل الحركان أحد الزملاء الفنانين العراقيين الذين كتبوا عرضا نقديا عن العمل في صحيفة " 14 أكتوبر" قال له مخاطبا إياه بأنه سيكتب اسمه الصريح في متن النقد ليعرف الزملاء اليمنيون بهوية المعد والمخرج الذي قدم العمل على قاعة المسرح الوطني في عدن وهو المسرح الوحيد غير المكشوف في اليمن، وقد كتب فعلاً أن النص من إخراج " هادي الخزاعي " علماً بأن اسمه الكامل هو عبد الهادي جبر كسّاب، وهذا ما لم يكن يعرفه الشخص اليمني إذ أن اسم أبو أروى هو الذي كان شائعا ، وتم عرض هذا العمل المسرحي الناجح من دون إشكالات. أكد الخزاعي بأنه لا يفضل العمل المكتبي، وإنما يميل إلى العمل الميداني الذي يتيح له فرصة الاختلاط بالناس. هكذا قدّم طلباً رسمياً، وانتقل للعمل في المناطق الميدانية في مدينة " أبين " وهي مدينة صغيرة قريبة من اليمن الشمالي، وبالقرب منها هناك قرية " لودر " حيث تعرف في هذه القرية على فرقة " لودر " التي قدّمت مسرحية " القاعدة والاستثناء " لبريخت والتي أخرجها المرحوم عادل طه سالم الذي كان يزاول مهنة التدريس هناك. ثم قام الخزاعي بتجميع ثلاث فرق مسرحية من المراكز الثقافية الموجودة هناك، وقدّم مسرحية " أحمد بن سعيد " و " أبو ذر الغفاري " على خشبات مسارح بسيطة جداً، أو " دكاّت " كما سمّاها الخزاعي مقارنة بخشبات المسارح الجميلة الموجودة في العراق. أسس الخزاعي هناك " فرقة الثقافة " التي قدّم من خلالها بعض الأعمال المسرحية. يعتقد الخزاعي بأن المخرج هو مؤلف ثانٍ للنص، وعلى وفق هذا التصوّر قدّم مسرحية " كيف تركت السيف؟ " و " أبو ذر الغفاري " وغير بعض المفهومات السائدة عن المسرح. فهو يؤمن بأن " مهمة المسرح ليس التفسير، وإنما التغيير " وهذا مبدأ بريختي مُقتبس من الفكر الماركسي الذي جاء على وفق المقولة الهيغيلة التي تعتقد بأن واجب الفلسفة هو تفسير الظواهر أو تفسير العالم، بينما قال ماركس العكس تماماً، أي أن الفلسفة يجب تغيّر العالم، لا أن تفسره. وقد اجتهد الخزاعي في إيصال هذه الفكرة الفلسفية بما تنطوي عليه من محتويات فنية إلى المشاهدين، وهكذا أعد مسرحية " كيف تركت السيف؟ " والتي أدار فيها أكثر من ثلاثين ممثلاً يمنياً، بعد أن رسم شخصياتهم بدقة كبيرة. وقد حصل الخزاعي على دعم محافظ المدينة السيد محمد علي احمد، لأن هذه المسرحية تتحدث عن التغيير، وعن الناس الذين يغيرون جلودهم، ويتغيرون بتغيير الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وقد تبنت الجهات المدنية الثقافية في مدينة أبين هذا النص المسرحي، وهيأت له فرص المشاركة في العديد من المهرجانات المسرحية. وعطفاً على محور الندوة المعنون بـ " المسرح والديمقراطية " فقد قال الخزاعي بأن هذه هي واحدة من محاسن الحرية، وليس الديمقراطية، فالمسرح مرتبط بالحرية، والحرية هي التي تتيح للمسرحي خيارات وفضاءات متعددة في أن يفصح عما يفكر به، ويقول ما يريد، وما يؤمن به فعلاً. وهو يرى بأن الديمقراطية هي اصطلاح سياسي مرتبط بالحكم، بينما الحرية مرتبطة بالمجتمع، وفي ظلها يزدهر الإبداع. وفي ظل هذا الجو الصحي حقق الخزاعي ما يسمى بالمسرح الجوال أو المتحرك الذي قدم عروضه في العديد من المدن اليمنية.
مسرح الأنصار
على رغم النجاحات المتلاحقة التي حققها الخزاعي في اليمن إلا أن قناعته الشخصية، وإيمانه السياسي التام، هما اللذان دفعاه لأن يغادر اليمن إلى كردستان العراق. ويمكث فيها تسع سنوات بالتمام والكمال. حيث ساهم مع مخرجين آخرين في إنشاء ما يسمى بـ " المسرح الأنصاري " وهو مسرح حركة الأنصار الشيوعيين العراقيين الذين اتخذوا من شمال العراق موقعاً لمقارعة النظام الشمولي في بغداد. في هذا المكان المنعزل كانت الحياة أقرب إلى المجتمع الذكوري، كما يمكن تسميته، حسب الخزاعي، " بالمجتمع أحادي الفكر " لأن الأنصار المقاتلين كلهم شيوعيون، مجتمع يكاد يكون أقرب إلى " الكومونة " حيث يسود نمط الحياة العسكرية، في الأكل والشرب والملبس والقتال وما إلى ذلك، لا أحد يفكر بالمدينة أو بكسب العيش. في هذا المكان أراد الخزاعي أن يقدّم عملاً مسرحياً يشاهده مجتمع الأنصار المؤلف من أناس ينحدرون من مستويات ثقافية عالية، فأغلبهم من حملة الشهادات العليا، وبينهم الأستاذ الجامعي، والطبيب، والمهندس، والمدرس أو الذي يجيد القراءة والكتابة في أضعف الأحوال. وكل الناس الذين جاءوا إلى هذه المعسكرات هم وطنيون، واعون لمهمتهم، وليسوا مغامرين. كان الخزاعي يخشى من نقد القاعدة المثقفة، وليس من رأس الهرم، أو من المسؤولين الحزبيين الكبار المثقفين أيضاً ثقافة واسعة. فمساحة الحرية واسعة رغم وجود أحادية الفكر ضمن المحيط الأنصاري الذي يجمع الرئيس والمرؤوس على طبق واحد، ولكن الإنسان ضمن هذا المجتمع يستطيع في النهاية أن يقول كل ما يعِّن في نفسه. وتذكر أن وجبة الطعام المشتركة بطبق واحد قد جمعته بالدكتور رحيم عجينة مثلاً، والذي كان عضواً للمكتب السياسي، وعضواً للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي. في ظل هذه الظروف الصعبة أنجز الخزاعي عدداً من الأعمال المسرحية، وأقام بمساعدة رفاقه عدداً من الاحتفالات بمناسبة يوم المسرح العالمي، وسواها من المناسبات الثقافية والوطنية بالرغم من قساوة الجو البارد، وانعدام التيار الكهربائي. ذات مرة سأله بعض رفاقه عن كيفية الاحتفال بيوم المسرح العالمي عندما كانت الحرب العراقية- الإيرانية في ذروتها، والطرق مقطوعة بفعل الثلوج، والقصف المتبادل بين الطرفين المتحاربين. . فما كان منه إلا أن قلّب عدداً من مجلة " الكرمل " ورأى فيه مصادفة نصاً يحمل عنوان " حرب في متحف البرادو " للشاعر الأسباني التقدمي روفائيل البرتو، فاختار جزءاً منه، وقدمه بعد أجراء بعض التمرينات، وقدم العمل ضمن طقس مسرحي شديد الخصوصية، إذ قدمه إلى كل الموجودين في تلك القاعدة الأنصارية القصية والتي لم يتجاوز عددها الثمانية أنصار. وفي ظروف أخرى قدّم الخزاعي أعمالاً مسرحية على سفوح الجبال حيث كان يمهّد مع رفاقه الأنصار سفح الجبل، ويحيط هذه المساحة المُمهدة بالبطانيات، ويصنع منها خشبة لأعماله المسرحية، ومن بين الأعمال المهمة التي قدمّها في هذا المضمار هي مسرحية " عربة الغجر " لبوشكين، وفصل من رواية " اللاّز " للطاهر وطار، بالتعاون مع مسرحيين آخرين كان لهم حضور مميز مثل سلام الصكر وعدنان اللبان، وعلي رفيق، ولطيف حسن، وحيدر أبو حيدر، وأيسر الابنة الصغرى للفنان خليل شوقي وآخرين. هذا هو جانب من مسرح الأنصار بتوصيفاته المختلفة. وعندما غادر الخزاعي كردستان، وعاد إلى اليمن حيث قدّم عملاً مسرحياً جميلاً بعنوان " نزهة الجبهة " والذي استرجع من خلال تلك الفرحة المسرحية، المتعة الحقيقية للإنسان حينما يصطف إلى جانب شعبه ووطنه، ولا يخونهما في الظروف الصعبة. وختم الخزاعي استذكاراته بالقول " لقد استثمرت كل الفرص التي أُتيحت لي، ولم أبخل بأي جهد، وقد قدمت كل ما بوسعي، ولم أندم على أي شيء قدمته في حياتي. " ولعل الشيء المثير في قصة المخرج هادي الخزاعي أنه ترك في اليمن زوجته وطفلته التي لم تجتز عامها الأول إلا ببضعة أشهر، وذهب إلى كردستان مقاتلاً الدكتاتورية، ولم يعد إلا بعد تسع سنوات تعرّض فيها لمخاطر عديدة بحيث لم تستطع ابنته الصغيرة أن تستوعب أن هذا القادم هو أبوها الذي لم يكن يتصل بهم حتى عبر الرسائل الخطّية خشية أن تقع إحداها بيد أجهزة المخابرات العراقية، ويحدث لأهله ما لا تُحمد عقباه.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاص والروائي العراقي فؤاد التكرلي: الكتابة عملية غامضة ومم ...
- - صائد الأضواء - بين تطويع اللغة المقعّرة وكاريزما الممثل
- مسرحية - تداعيات صالح بن زغيّر - لرسول الصغير وهيمنة البُعد ...
- عصابة شاذة تختطف ثلاث نساء شمال أفريقيات من بروكسل، وتغتصبهن ...
- الفنان والمخرج صالح حسن: قراءة في طفولة الجسد، وتفكيك - شيفر ...
- الفيلم التسجيلي- غرفة التحكّم - لجيهان نُجيم والقراءة المحاي ...
- فيلم - جبّار - لجمال أمين وحكاية البطل التراجيدي الذي يقارع ...
- فيلم - غرفة التحكّم - لجيهان نُجيم: قناة - الجزيرة - محور ال ...
- مسرحيون عراقيون في لاهاي
- حوار الشرق والغرب: المسلمون بين الأصولية والاندماج
- التطرّف الإسلامي يخترق قلعة التسامح في هولندا
- ضوء- بيار سلّوم والنهاية المفجعة التي تشيع اليأس لدى المتلقي ...
- فيلم - رشيدة - للمخرجة الجزائرية يامينا شويخ وآلية التعاطي م ...
- فاقد الصلاحية - للمخرج العراقي رسول الصغير ثيمة غربية ساخنة ...
- فوز الكاتبة، وعضوة البرلمان الهولندي أيان هيرسي علي - من أصل ...
- زنّار النار - لبهيج حجيج: هذيان، وقلق، ولهاث خلف حلمٍ متوارٍ ...
- فيلم - خضوع - يفضي إلى اغتيال مخرجه الهولندي ثيّو فان خوخ عل ...
- طيّارة من ورق - لرندة الشهّال جماليات الخطاب البصري، وتفكيك ...
- فيلم - زائر - لبسام الذوادي بين بنية التخاطر والنهاية الرمزي ...
- باب العرش - لمختار العجيمي- الشريط الذي ترقّبه الجمهور التون ...


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - الفنان والمخرج العراقي هادي الخزاعي. . أربعون عاماً من التمثيل والتأليف والإخراج المسرحي