يظن البشر أنهم خرجوا من الغابة منذ عشرة آلاف عام حينما اكتشفوا الزراعة ، و فى الحقيقة أنهم فحسب مازالوا يحاولون ، صحيح انهم قد حققوا من النجاح الشىْ الكثير ،سواء على مستوى ما ينتجوه من المنتجات المادية وغير المادية ، أو على مستوى الكيفية التى ينتجوا بها تلك المنتجات ، وصحيح أنهم قد بلغوا من المعارف الشىْ الكثير مما زادهم وعيا بما يحيط بهم من مظاهر و أشياء ، إلا أن قوانين الغابة مازالت تنظم علاقاتهم الاجتماعية ومعظم سلوكياتهم وأفكارهم ، فمازال الأقوى ثروة وعنفا ومعرفة يملك فرض إرادته على الأضعف ، قراءة سريعة للتاريخ البشرى تجعلنا نعرف إنه ما كان فى جوهره إلا تاريخ افتراس الأقوياء للضعفاء ، صحيح أن تلك الوحوش البشرية لا تأكل لحم فرائسها كما كان يأكلها أسلافهم ، ولكنهم يلتهمون حريتهم وجهودهم وحياتهم وصحتهم و يغتالون أحلامهم وأمانهم وأمانيهم ، بما هو أكثر وحشية مما تفعله الضوارى و الجوارح .
التاريخ البشرى فى معظم سطوره مقزز لدى كل ذى إحساس نبيل ، وهو بلا شك يدفع كل ذى ضمير حى للغثيان مع كل ما يقرأه من أحداث و وقائع ، ليس فحسب بسبب تلك الأحداث الدامية التى ارتكبتها كل الجيوش مهزومة أو منتصرة ، أو الجرائم التى أقترفتها كل النخب الحاكمة عبر كل العصور ، بل و من حقائق الواقع البائس والعذاب المقيم للغالبية الساحقة من البشر عبر كل تلك العصور التى اصطلحنا غرورا و توهما بأن نسميها مدنية وحضارية .
وبالطبع فالبعض تعمى أبصارهم عن الحقائق التاريخية المريعة تلك الانجازات الحضارية ، التى بنيت بدماء و عرق و عقول مليارات المقهورين و المنهوبين والمضطهدين ، هؤلاء الضحايا الذين لا يذكرهم أحد والذين سحقوا دون أن يرثى لهم أحد ، فقد ذهبوا بلا ثمن مقابل ترف و نزوات النخب المسيطرة ، هؤلاء الذين تتردد أصداء قهرهم وعذابهم و أنينهم من الأهرامات والكرنك إلى حدائق بابل المعلقة إلى سور الصين العظيم ، ومن الكوليزيوم لكاتدرائية بطرس وتاج محل و حتى ناطحات السحاب و محطات الفضاء المدارية . ففى خلال القرن العشرين وحده الذى تم فيه الصعود للفضاء ، قتل فى الحروب ما يزيد عن المئتى مليون قتيل وعذب وشرد وجرح و أسر أضعافهم ، ليزداد فحسب قلة من الأفراد ثراءا على حساب الغالبية ، و تسلطا على رقاب الغالبية .
تاريخ يؤكد أن البشر فى الكثير من الأحيان مازالت تحكمهم عقول الزواحف التى لا تحفل سوى باشباع غرائزها دون رادع من عواطف أو ضمير ، و أنهم يحملون فى غالبيتهم ما تحمله الثدييات بين جوانحها من عواطف القطيع ، التى و إن حسنت سلوكياتهم تجاه ما ينتموا إليه من قطيع ، إلا أنها لم تمنعهم من التوحش مع الآخرين مما لا ينتمون لنفس القطيع . فيعتبرون القتل و التعذيب و التدمير و الكذب و السرقة من أجل ما ينتمون إليه من هويات جماعية سواء أكانت قبيلة أو عرق أو وطن أو طائفة أو قومية أو عقيدة أو جنس ، قمة الشرف ، تلك الهويات الجماعية التى ينتمون إليها ، يجسدونها فى دولة يعبدونها ، وسلطة يرضخون لها ، فى حين أن هؤلاء الأفراد المنتمون للهوية الجماعية عن رضا أو إضطرار فى الحقيقة وحيث لا إختيار لهم فى ذلك عليهم أن يسلكوا السلوك الحسن فيما بينهم من جهة ، ونحو تلك الهوية الجماعية المجردة ، والمؤسسات المتعالية عليهم من جهة أخرى .و وفق ما تمليه توازنات القوى فحسب مع من ينتمون للهويات الجماعية الأخرى فقط .
وقد زخرت كل الثقافات البشرية عبر كل العصور و على نحو مطرد النمو و التطور ، بما يمكن أن نسميه الضمير الإنسانى ، هذا الضمير بما يحمله من مثل و قيم إنسانية عليا تتجاوز غرائز الزواحف و عواطف القطيع ، هو المعيار الذى يميز الإنسان عن ما دونه من كائنات ، و أن تحول هذا الضمير فعليا من عالم الوعى و الممارسات النادرة و المشاعر المحدودة لبعض البشر إلى الممارسة الفعلية و الشاملة بين كل البشر هو شرط الخروج الفعلى من الغابة ، وهو الأمر الذى مازل البشر يحبون من أجله . و ستظل محاولتهم للخروج من الغابة مجرد محاولات فاشلة ، لأن غالبيتهم مازلت تستمسك بمنطق القطيع الذى يقسم و من ثم يميز البشر حسب أجناسهم و ألوانهم و أديانهم و لغاتهم و قومياتهم و أنواعهم و أعراقهم و ثقافاتهم ، و من ثم تحكم سلوكياتهم عواطف القطيع بما تحمله من تعصب للذات يدفع من ثم للتوحش مع الآخرين ، و ترويض الضمير لمصلحة القطيع .
وفى الحقيقة أن تلك الانقسامات سالفة الذكر بين البشر فضلا عن أنها صناعة الدولة و السلطة ، و النخب المثقفة التى تثمنها بأكثر من قيمتها الفعلية ، و تروج لها النخب الحاكمة ، و ترفع رايتها عالية ، لتؤسس سلطتها ، و لتلهى المقهورين عن الصراع الحقيقى بينها و بين النخب التى تحكمها ، و لكى تستغل تلك الجماهير المدفوعة بعواطف القطيع و غرائزه العمياء ، و المبرمجة بما بث فيها من دعاية و تعليم ، لتحقيق مصالح النخب المسيطرة فى صراعاتها مع منافسيها من النخب الأخرى ،سواء على نهب و قهر تلك الجماهير أو غيرها ، و استخدامها كوقود لحروبها و كروافع لمطامعها فى النفوذ والثروة و السلطة .
أيديولوجيات الهويات الجماعية هى ما تسحبنا للغابة و تحفظنا فيها ، و التى لا خروج لنا منها ، إلا إذا تحررنا من أغلالها بأممية إنسانية تعتبر البشر ، و بصرف النظر عن كل ما يفرقهم لهم الحق فى الاستمتاع و على قدم المساواة بكل خيرات الأرض دون أى حدود جغرافية و غير جغرافية فيما بينهم ، فالأرض هى وطنهم الواحد و الوحيد ، و ملكيتهم الجماعية المشتركة ، و هو الأمر الذى لابد أن يحطم أى حدود عنصرية بين البشر .
و من ثم فالأممية كما هو منوه عنها عاليه هى شرط جوهرى كى تكتسب أى حركة سياسية و اجتماعية طابعها الثورى و التحررى و التقدمى ، و بدون تلك الأممية ستصبح أى حركة من هذا النوع حركة محافظة و تسلطية و رجعية و عنصرية ، مهما رفعت من شعارات و أدعت من مبادىء ، و استهدفت من أهداف ، قد تبدو لنا ثورية و تحررية و تقدمية . فإضافة كلمات مثل التقدمية و العلمية و الثورية للشعارات و الرموز و اللافتات لا تعنى شيئا سوى لمن يتمسحون بها طالما تمسكوا بفكرة الهوية الجماعية و منطق القطيع و سلوكه .
الصراع الطبقى إذن هو الصراع الوحيد الجدير بأن نأخذ بين طرفيه موقف ، و هو الصراع القائم بين محتكرى السلطة لسيطرتهم على وسائل كل من الإنتاج و العنف و المعرفة ، و بين المحرومين من السلطة لحرمانهم من وسائل كل من الإنتاج و العنف و المعرفة . و الحديث عن حركات تمزج بين صراعات الهويات الجماعية و بين الصراع الطبقى ، هو مثلما نتحدث تماما عن الدوائر المربعة و الأضواء المظلمة ، مجرد لغو حديث لا معنى له و لا غرض سوى تضليل المقهورين و المستغلين عن حقائق أوضاعهم .
أى حركة سياسية أو اجتماعية تستند على هوية جماعية متميزة عن الهويات البشرية الأخرى تتميز بما هو آت :ـ
أولا :ـ طمس الصراع الطبقى بين القاهرين و المقهورين لصالح استمرار سيطرة نخب ما من القاهرين أو لكى تحل بدلا منهم نخبا بديلة ، و من ثم تكتسب طابعها المحافظ ، فالنخب الوطنية الحاكمة لم تقل استبدادا وقهرا واستغلالا وفسادا عن السلطات الاستعمارية أو النخب التابعة لها ، إن لم تكن قد فاقتهما فى معظم الأحيان ، ولعل فيما أثبتته تجربة القرن الماضى خير دليل و برهان .
ثانيا : ـ تسعى لترسيخ آليات القهر الاجتماعى و السياسى فى صورة دولة ما تجسد تلك الهوية الجماعية ، ومن ثم تكتسب طابعها السلطوى غير التحررى ، فالسلطة المتعالية على البشر و المنفصلة عنهم لا يمكن أن تكون وسيلة تحررهم الفعلى ، ومن ثم يتناقض التحرر الفعلى مع الدولة فى حد ذاتها باعتبارها مؤسسة تلك السلطة .
ثالثا:ـ ترسخ الصراع و التمييز بين الهويات الجماعية المختلفة مما يجعلنا نعيش فى أجوء الغابة و بشروطها و قوانينها مما يحتفظ لها بصفة الرجعية ، فمن أجل الحفاظ على الهوية الجماعية تجرى مقاومة ما يعتري الهويات الجماعية من تغيرات مما يعنى مقاومة الحركات المستندة على الهوية الجماعية للتطور و التقدم باسم المحافظة على الهوية الجماعية مثلما تقيد الخيارات الفردية .حريتهم فى النقد و الإبداع والتى تهدد الهوية الجماعية.
رابعا :ـ هؤلاء المتعبدون للدولة و السلطة و الهوية الجماعية ، عنصريون بدرجات متفاوتة مهما تنصلوا من الاتهام ، فهم إن لم يضطهدوا ، فهم على الأقل يستبعدون من لا ينتمون لهويتهم الجماعية ، و هم يتمسكون بعنصريتهم بحجة عنصرية الآخرين ، ، و ما يكبت عنصريتهم أو يهذبها هى توازنات القوى و قواعد اللياقة فحسب ، وهذا المنطق المعوج ،يحرص على استمرار العنصرية وتكريسها لا فضحها و هدمها بالموقف الأممى الإنسانى الأكثر تقدما .
و الأممية كما هو منوه عنها عاليه شرط جوهرى لتمتع الإنسان فعليا بحقوقه الإنسانية فى الحرية والمساواة ، فبها وبها وحدها يمكن للإنسان التحرر من كل القيود التى لا دخل له فيها و لا اختيار ، فيصبح سلوكه و فكره وقدراته هى المحددة فحسب لعلاقاته المختلفة مع الآخرين . دون أدنى اعتبار لما ينتمى إليه من هويات جماعية لم يكن له فيها اختيار فى الغالب الأعم .
لا يصح أن أنهى المقال قبل الإشارة إلى أن عالمنا يواجه ظرفا موضوعيا يدفع فى أحد جوانبه لازدهار العنصرية و أيديولوجيات الهوية الجماعية بشتى ألوانها فى كل مكان و لأقصى الدرجات ، و هو ما يهدد بالمزيد من البربرية لو انفلتت غرائز القطيع من عقالها ، و تحكمت قواعد التزاحم و التنافس على الموارد المحدودة و النادرة ، و فى جانب آخر و على العكس نجد نفس الظرف يحطم الأسس المادية لأيديولجيات الهوية الجماعية و للدولة القومية نفسها ، مما يعطي الفرصة لتحجيم تلك الهويات الجماعية فى حدودها الدنيا ، وتدمير تلك العنصرية بالأممية الإنسانية كما هو موضح فيما سبق . فالمجتمع البشرى ليس محكوما بقواعد من الحتمية بقدر ما أن أمامه إمكانيات متعددة إحداها البربرية و الثانية العلمية الجماعية ، و ينقسم البشر لمعسكرين طبقيين على جانبى المتراس علينا فحسب أن نختار إلى أى منهما ننحاز ، وسيحسم هذا الصراع الطبقى هل سنبقى فى الغابة أم سنخرج منها .
فمن ناحية تزداد معدلات التهميش والبطالة لمستويات قد تصل للغالبية الساحقة من البشر ، و هذا الفيض السكانى الهائل أصبح لا يمكن التخلص منه بالهجرة لعوالم جديدة فقد تم اكتشاف كل شبر فى الأرض ، و استيطان الكواكب الأخرى مازال مستبعدا فى ضوء الظروف الحالية ، وقد أصبحت الحروب العالمية بين الدول الكبرى مستبعدة أيضا طالما بقى الرادع النووى ، و من ثم قد يصبح هذا الفائض السكانى وقودا للحروب العنصرية بهدف التخلص منه ، و هو المطلب الذى سيجد مبرره الفكرى فى أيديولوجيات الحركات القومية والدينية و العنصرية بوجه عام . و الحقيقة أن هذا الفائض السكانى المصطنع ينبع من طبيعة الرأسمالية نفسها ، و ليس بسبب الزيادة السكانية و قلة الموارد كما يدعى الرأسماليون ، فالهروب من خطر ميل معدل الربح للانخفاض هو الذى يدفع الرأسماليين لتبنى سياسات اقتصادية و إنتاجية تطرد الغالبية خارج دائرة الإنتاج ، كما أن آثار تزايد الفائض السكانى لا علاقة لها بالتخلف الإنتاجى و العلمى و الافتقار للثروة ، بل أن علاقتها واضحة بعدم عدالة توزيع الثروة ، وتوجيه السياسات التكنولوجية و العلمية و الإنتاجية التى تصب فى مصلحة الرأسماليين و البيروقراطين الأنانية .. ولك أن تتخيل فحسب حجم الزيادة فى الموارد التى يمكن أن تتاح لنا لو وفرنا نفقات الجيوش و التسلح و مصروفات الحفاظ على هيبة الدولة القومية و السلطات البيروقراطية و أمنها عبر العالم كله ، فهذه النفقات وحدها قادرة على استصلاح الصحراء و بناء المصانع و توفير الطعام و التعليم و العلاج و الاسكان على أعلى مستوى ، و لكل سكان العالم بلا استثناء ،إلا أن النخب السياسية و الرأسمالية و البيروقراطية و العسكرية المستفيدة من ذلك تقف دونه بكل ما لديها من ترسانات الشراسة والتوحش .
ومن ناحية أخرى يتحطم الأساس المادى للهوية الجماعية و الدولة القومية تحت معاول التطور الرأسمالى نفسه بالعولمة المتزايدة للإنتاج والاتصالات والثقافة ، مما يعطى نفس الدافع الموضوعى لأيديولوجيا التحرر الأممية فى أن تطرح نفسها بقوة أيضا ، فهى البديل الوحيد لوقف التدهور للبربرية الذى تنزلق إليه البشرية عبر الأيديولوجيات والحركات العنصرية المختلفة ، فالطريق للخروج الفعلى من الغابة يمر عبر الأممية ، الأمر الذى يستحق النضال من أجله بالرغم من كل الصعوبات.
أحداث الثلاثاء الدامى فى نيويورك و واشنطون ، ارتكبها مجرمون و عنصريون و فاشيون و معادون للإنسانية بلا جدال ، أيما كانت الهويات التى ينتمون إليها ، و مهما كانت الدوافع و المبررات التى يمكن أن تساق دفاعا عن مثل هذا الفعل الهمجى ، فإن من لحق بهم الأذى هم فى غالبيتهم الساحقة ينتمون لجموع المقهورين و المستغلََين و المخدوعين و الذين لا حول لهم و لا قوة . إلا أن المجرم الفعلى وراء إرتكاب هذه الجريمة البشعة هى النخب الرأسمالية والبيروقراطية والسياسية والعسكرية الأمريكية نفسها فهى عصابات الإرهاب الأكبر فى عالمنا المعاصر ، و المحرضة العظمى على العنف فى العالم فى عصرنا الحالى بلا جدال ، و ما لحق بهذه النخب من إهانة بالغة وما تعرضت له هيبتها من اهتزاز ما كان ليحدث لولا تلك الغطرسة البربرية البالغة التى عاملت بها تلك النخب شعوب العالم كله و خصوصا الشعوب العربية و بالأخص الفلسطينيين منذ عقود عديدة . و فى الحقيقة أن ما حدث يصب فى مصلحة تلك النخب فى إشعال الحروب العنصرية المختلفة ، التى يعتبر المسلمون والعرب الأكثر تأهيلا ليكونوا ضحاياها ، فهم الأكثر تهميشا و تخلفا فى عالمنا المعاصر بعد شعوب أفريقيا جنوب الصحراء التى تتولى إبادة نفسها بنفسها دونما حاجة للتدخل المباشر من النخب الرأسمالية ، و هم الأكثر إمتلائا بالمرارة من المظالم التى لحقت بهم ، و الممتلكين لثقافة ذات طابع خاص تمزج العقيدة بالسياسة مما يضعهم فى مواجهة الثقافة العالمية الحديثة ، و لكل هذه الأسباب فهم يشكلون هدفا مغريا للحروب العنصرية القادمة . ربما يكون ما حدث هو بداية الفصل الأول للتخلص من الفائض السكانى فى أضعف أجزائه فى العالم لتستمر الرأسمالية فى الحياة لسنوات قليلة قادمة ، و هو ما مهدت له نظريا نظرية صراع الحضارات التى يتبناها علنا أو سرا معظم الساسة الأمريكيين و الصهاينة و الأصوليين المسيحيين و الفاشيين الجدد مثلما يتبناها الأصوليين الإسلاميين و القوميين العرب على الطرف الآخر من صراع الهويات الذى يوشك على الاحتدام ، و الذى يغذيه تصوير الصراع فى فلسطين المحتلة بأنه صراع دينى أو قومى ليتم إخفاء حقيقته بكونه صراع طبقى فى جوهره حتى و لو كان الصراع بين النخب المختلفة يتصدر واجهة المسرح ، فهدف كل تلك النخب المتصارعة هو قهر و استغلال العمالة الفلسطينية الرخيصة و استعبادها باسم القومية أو باسم الدين .
و لمن ينسون أو يتناسون فيصفون ما جرى يوم الثلاثاء الدامى بأنه عمل معاد لأمريكا ، نود أن نذكرهم بأن بن لادن والأفغان العرب هم صنيعة المخابرات المركزية نفسها التى صفعت من صنائعها التى تمردت عليها ، و قد لاقت منهم جزاء سنمار بعد أن كانت تظن أنهم بعض أدواتها،فقد كانوا الأكثر ذكاءا فاستخدموها هم لأغراض نموهم.
و أخيرا ربما تكون الأيام القادمة بداية الحرب التى تسعى لها النخب السلطوية فى العالم التى تتمسك بأيديولوجيات الهوية الجماعية العنصرية لإعادة تقسيم العالم فيما بينها . و هو ما لابد أن نقاومه بكل ما لدينا من قوة ، و الا نسمح به إن أمكنا .