|
تسونامي... بين الوهابيين، القوميين، المتوهمين تسونامي... بين الداعية الوهابي -المنجّد- والداعية القومية -الدكتورة بثينة شعبان-
أديب طالب
الحوار المتمدن-العدد: 1091 - 2005 / 1 / 27 - 10:43
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تسونامي... بين الوهابيين، القوميين، المتوهمين تسونامي... بين الداعية الوهابي "المنجّد" والداعية القومية "الدكتورة بثينة شعبان"
مقدمة: تسونامي: كارثةٌ بشريةٌ صنّفها العلماء والمؤرخون كواحدةٍ من أهم الكوارث التي أصابت الأرض منذ عَمَرَها الإنسان من مئة ألف عام. الوهابيّون: أناسٌ قالوا أنّها وقعت بسبب الكفّار ومن سكتَ عنهم وأسكنهم. القوميون الوطنيون: أناسٌ أحزنهم وقوف العالم مع ضحايا تسونامي، وتجاهله لضحايا الشعب العراقي، وساءهم الاستغلال الإمبريالي للزلزال بقصد التغطية على الاحتلال. المتوهمون: هم من قالوا لا زلزالٌ ولا ما يحزنون... إنها تجربة نووية خارقة في أعماق المحيط الهندي أجرتها الولايات المتحدة عدوة الإنسانية.
الوهابيون: اعتبر الإمام السعودي "محمد صالح المنجّد"، وهو من كبار دعاة الوهابية والسلفية أن كارثة المدّ قد وقعت بسبب وجود السياح غير المسلمين "الذين يتجوّلون على الشواطىء وفي النوادي الليليّة وهم يحملون الخمر" علماً أن أكثر الضحايا كانوا من الإندونيسيين المسلمين -النهار 16كانون الثاني 2005- وهذا يعني أن الله خسف الأرض بغير المسلمين، وأغرقهم بكفرهم؛ وأنّ الله خسف الأرض بالمسلمين وأغرقهم وخنقهم عقاباً لهم للسماح للكفّاربالتواجد بينهم؛ يرتادون النوادي اليلية ويحملون الخمر ويمارسون الدعارة وسماع الموسيقى والمعازف وغناء القيان. - إذن فالكفرة مخطئون، والقتلى الـ200000 والجرحى الأكثر من نصف مليون والمشرّدون العدة ملايين مخطئون؛ والمخطىء لا يستحق الرحمة، ولا النجدة، ولا المساعدة؛ فلقد أصابهم عذاب الله وعقابه ولسنا أرحمَ من الله، وكل ما فعلته البشرية لمساعدة ضحايا تسونامي خاطىء، واجتماع الكفرة من رؤساء "بلديات العالم" في باريس لمناقشة سبل المساعدة خاطىء، وتقديم عدة مليارات من الدولارات للتخفيف من الكارثة لا محلَّ له. هل سمعتم بوحشية أكثر من هذه؟ وهل أدركتم أن على الأرض أغبياء يستخفون بأرواح الناس ومصائبهم أكثر من هؤلاء؟ - أشم رائحة الشماتة بضحايا تسونامي تفوح من تفسيرات الداعية الوهابي وليسمح لي أن أقول له: اللهم لا شماتة!!!! - كم أساء الإمام السعودي "محمد صالح المنجّد" للإسلام والمسلمين وللناس أجمعين....
القوميون الوطنيون: كتبت الدكتورة "بثينة شعبان" وهي من أبرز دعاة القومية العربية، ومن أبرز دعاة الوطنية السورية في 10-1-2005 في صحيفة "الشرق الأوسط": " انتابني في كل مرةٍ أشاهد الأخبار حزنٌ داخليٌ حين أرى نجوماً ومشاهيرَ ومسؤولينَ رسميينَ في العالم يهبّون للوقوف دقائقَ صمتٍ على أرواح الضحايا، ويتدافع المواطنون للتبرع من أجل المنكوبين بينما قارب ضحايا الشعب العراقيِّ لوحده ضحايا تسونامي؛ ولم يقرع أحدٌ أجراس التعاطف مع المدنيين المنكوبين". - الشكوى والتأسي والحزن من صفات الأمة العربية تاريخياً، وخلط الأمور دون تجانس من صفات أمة العرب حاضراً، وافتقاد الرؤيا من صفات أمة العرب مستقبلاً. لا أجد مبرراً لهذا الحزن الرومانسي عند الدكتورة بثينة شعبان، كما ولا أجد رابطاً منطقياً بين كارثة أحدثتها الطبيعة وضحايا مدنيين كثرٍ قتلهم الزرقاوي وأشباهه من المجرمين الذين يتسترون بالإسلام، أو قتلهم بقايا صدام المجرم، أو قتلهم الأمريكان ودفعوا ضريبة الحرية وثمن الخلاص من "باني المقابر الجماعية". - إن الرابط بين ضحايا تسونامي والضحايا المدنيين العراقيين كالرابط بين الطربوش الأحمر؛ والبطيخ الأحمر! طالما أنهما أحمران... فالطربوش كالبطيخ. الحزن على ضحايا الطبيعة شيء، والحزن على المدنيين في العراق وفلسطين شيء آخر. فرجاءً لا تخلطوا البيض بالباذنجان لمجرد أن كليهما طعامٌ بشريّ. - أشم رائحة الحسد من كلام "الدكتورة شعبان": كيف يهبّ العالم لنجدة ضحايا الزلزال ولا يهتمّ ويهبّ لنجدة ضحايا أمريكا في العراق؟؟؟ وليس الحسد مشكوراً ولو صلحت النية. قالت الداعية القومية الوطنية:" ما أظهرته نكبة تسونامي هو الاستغلال السياسيّ لهذا الزلزال، والآلام الإنسانية التي خلفها لدرجة إحداث زلزالٍ دعائيّ يهدف أول ما يهدف إلى التغطية على الاحتلال وآثامه في الشرق الأوسط". - لم تغطّ أخبار تسونامي على أخبار العراق أو فلسطين، إطلاقاً، وإن قدمت الفضائيات والصحف والإذاعات خبر الزلزال على غيره فلأنه الحدث الراهن، ولم يأخذ الزلزال سطراً زيادةً، أو دقيقة إضافية؛ على حساب الأخبار المهمة في أيةٍ بقعة من الأرض. - لماذا تتحكم نظرية المؤامرة دائماً في عقول القوميين والوطنيين؟! وهل غطّى الزلزال على الاحتلال؟! والإعلام الغربي والأمريكي بالذات يتحدث كل يوم وكلّ ساعة؛ في كل لحظة عما يفعله وما سيفعله في العراق، وفي فلسطين، وفي الأمة العربية كلها؟!!. - في الوقت الذي تبرع فيه "مايكل شوماخر" بالملايين لضحايا الزلزال قدَّم النجم السينمائي العالمي "ريتشارد غيير" شريطاً دعائياً لتشجيع الفلسطينيين على الانتخابات. ثمّ من قال أن الأمريكيين يعتبرون ما يفعلونه في العراق آثاماً وخطايا ليستعينوا بالزلزال ليغطيها عن الأعين القومية المبصرة، وعن أعين الأذكياء من أمة العرب؟. - أستغرب كيف تحول اهتمام البشرية بتسونامي إلى زلزالٍ دعائيٍّ هدفه سياسي انتهازي، ووظيفته إحكام الغطاء على طبخة الإمبريالية الأمريكية في الشرق الأوسط والعالم؛ في الوقت الذي لا يملّ الأمريكيون الحديثَ عن شرقهم الأوسط الكبير، وعن مخططاتهم في العراق وفلسطين وسوريا والسعودية بأكبر قدر من الوضوح والصراحة؛ لدرجة الاستفزاز والوقاحة؛ حتى بُحَّتْ حناجر بوش وباول وبلير وبارلسكوني صديقهم الإيطالي. قالت الدكتورة بثينة شعبان: " زلزال تسونامي يذكرنا بزلزالٍ حقيقيٍّ يضرب وجود أمتنا منذ عقود، ويهدف إلى تحويلنا إلى فتاتٍ على مائدة اللئام الدولية". - من يريد أن يتذكرَ يكون ناسياً أصلاً!. هل كانت أمة العرب ناسيةً الزلزال التاريخي والراهن الحقيقي الذي يضرب وجودها حتى تحتاج إلى زلزال تسونامي الطبيعي؛ فتمحو به نسيانها لتاريخها مع المستعمر القديم... الجديد، ومن ثم تقوم قومة رجلٍ واحدٍ تتصدى له وتمحقه والله أكبر! والنصر للفرقة الناجية؟!. إن ما يضرب وجود أمتنا هو جهلها، وفقرها، ومرضها، وتسلط حكامها؛ وفسادهم، وخوف شعوبها، وإذعان أبنائها، ونفاق نخبها الفكرية والسياسية، وأوهام عوامِّها؛ بأننا - خير الأمم؛ ومن حقنا أن نغلق باب الجنة خلفنا في وجه شعوب الأرض وأممها- في وجه خمسة ملياراتٍ من الناس وقد يصلوا يوم الحساب إلى مئة مليار.
المتوهمون: أما المتوهمون والمصابون بالأهلاس البصريةٍ والشميّةٍ والحسيّةٍ... المتخلفون عقلياً؛ المعتزون بالعبقرية الكاذبة؛ المتكئون على أجدادهم وهم شر خلف..... فقد اهتدوا؛ وهم - نبع الحكمة، ونهر المعرفة- إلى أن زلزال تسونامي ليس زلزالاً طبيعياً، بل هو تجربةٌ لقنبلةٍ نوويةٍ أمريكيةٍ في أعماق المحيط الهندي تجاوزت حدودها لسببٍ ما لتقضيَ على الاقتصاد الإندونيسي والهندي والماليزي والسيريلانكي، وتغطيَ على الفجور السياسي الأمريكي في العالم. قد لا تصدقون أن هذا الكلام كان جوهر الحديث؛ وأطرافه؛ بين مجموعات خرجت لتوها من سهرة على " كعك وشاي" أومن سهرةٍ أخرى على " كاس وطاس".
أخيراً أقول للوهابيين السلفيين، والقوميين الوطنيين، والمتوهمين المتخلفين الرعاع؛ جملة واحدة................. اللهم إهد قومي فإنهم لا يعقلون، أواللهمَّ .................. في الحياة الدنيا والآخرة. د.أديب طالب
#أديب_طالب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هكذا تستقسم الأمور
-
المقتدى الخاسر والكتبة الخاطئون....
-
الخلافة المستحيلة
-
أوكرانيا والحزب الشيوعي السوري ونابشوا القمامة
المزيد.....
-
“التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية
...
-
بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول
...
-
40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة
...
-
“فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|