|
الأحزاب الدينية تفشل في فرض سلطة شبيهة بالنظام الإيراني في البصرة
أنتوني شديد
الحوار المتمدن-العدد: 1091 - 2005 / 1 / 27 - 10:42
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الأحزاب الدينية تفشل في فرض سلطة شبيهة بالنظام الإيراني في البصرة اعتراضات على معاملتها للناس واتهامات لمسؤوليها بالفساد المالي والإداري البصرة: أنتوني شديد* يقول رجل الأعمال عدنان أبو طارق الذي يدير شركة تجارية في شارع الجزائر بمدينة البصرة انه سيدلي بصوته في الانتخابات العراقية المرتقبة لأي مرشح «يؤمن بالحرية»، على حد تعبيره. وأكد، هامسا، انه لن يمنح صوته للأحزاب الدينية. الخط الفاصل بين العلماني والديني يمثل واحدا من ابرز السمات التي ستحدد التصويت للبرلمان العراقي المرتقب في الانتخابات العامة المقرر انطلاقها يوم الأحد المقبل. أما القائمة الانتخابية التي اثارت اكثر اهتمام فهي قائمة الائتلاف الذي أطلق عليه «التحالف العراقي الموحد» التي تضم ابرز الأحزاب العراقية الشيعية بتأييد من آية الله علي السيستاني حسبما يشاع. ويعتقد مراقبون ان نجاح هذه القائمة في الانتخابات العراقية المرتقبة سيعزز من دور رجال الدين المحافظين في صياغة دستور جديد للعراق. ظلت هذه الأحزاب الشيعية تدير مدينة البصرة منذ سقوط نظام صدام حسين. إمدادات الطاقة والمياه في المدينة ظلت متقطعة وغير منتظمة تحت ظل قيادة هذه الأحزاب، فيما وجهت الى مسؤولين في المدينة بممارسة الفساد في الوقت الذي نشرت فيه حوادث الاغتيال السياسي جوا من الخوف. وطبقا لآراء سكان المدينة فإن تجربة هذه الاحزاب في إدارة المدينة انتهت بالفشل وسط تهم التقصير والفساد. البصرة التي عانت من ثلاث حروب على مدى 25 عاما أصبحت الآن من دون قصد مسرحا مختبرا لتجربة التزاوج بين الإسلامي السياسي والديمقراطية في العالم العربي. ففي كل من مصر وسورية ودول الخليج العربي ودول أخرى، أشارت الحكومات كثيرا الى التأييد الشعبي للأحزاب الإسلامية كحجة ضد الديمقراطية. إلا أن وجود هذه الأحزاب في مواقع تتعلق بمسؤولية ادارة مدينة البصرة منذ سقوط نظام صدام حسين ربما يكون قد لعب دورا في إضعاف التأييد الشعبي لها. فالتحدي الكبير الذي تواجهه هذه الأحزاب، طبقا لاعتقاد الكثير من سكان مدينة البصرة، ليس الوصول الى السلطة وإنما ما ستفعله عندما توكل اليها مسؤوليات ومهام مرحلة ما بعد الحرب. الحزب الأكثر نفوذا في مجريات السياسة بالبصرة هو «المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق» بقيادة عبد العزيز الحكيم الذي يحتل صدارة مرشحي قائمة «التحالف العراقي الموحد».ويعتبر المجلس حاليا بمثابة القوة المسيطرة على بلدية المدينة، ويحتل قادة منظمة بدر، التابعة للمجلس، رئاسة البلدية وكل المواقع المهمة داخل قوى الأمن بالمدينة. ويراقب «المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق»، الى جانب مجموعات إسلامية أخرى ينظر اليها السكان كونها عصابات، توجهات محافظة متزايدة بصورة ملحوظة في هذه المدينة التي ظلت تشتهر بالحرية، كما أن مهام المجموعات المسؤولة عن فرض الأمن والنظام قد أوكلت الى أعضاء سابقين في حزب البعث. وفي المدارس الثانوية وجامعة البصرة أجبرت الطالبات على ارتداء الحجاب بالقوة في كثير من الحالات. يقول ناشطو الأحزاب الشيعية إن المشكلة لا تكمن في سوء إدارتهم وإنما تكمن في أن الحكومة المؤقتة في بغداد والقوات البريطانية التي تحتل البصرة والقانون الساري الآن حرمتهم من السلطة اللازمة لإدارتهم المسؤوليات الموكلة إليهم على نحو فاعل. كما ينفي مسؤولون في «المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق» تورط أي من أعضائه في الفساد أو في تلقي الحركة أي تمويل من الحكومة الإيرانية التي يقول دبلوماسيون غربيون إنها لا تزال تدعم المجلس بسخاء. وكان «المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق» قد خاض الحرب العراقية ـ الإيرانية (1980 ـ 1988) الى جانب إيران. ويتذكر محاربون عراقيون سابقون بمرارة ان عناصر المجلس كانت تشرف على معسكرات أسرى الحرب العراقيين خلال تلك الفترة. ويتحدث مسؤولو المجلس الأعلى في البصرة اللغة العربية بلكنة فارسية، فيما تتردد وسط سكان مدينة البصرة شائعات حول تورط جهاز الاستخبارات الإيراني فيما يجري في جنوب العراق. وعلى الرغم من ان السيستاني لم يؤيد رسميا قائمة «التحالف العراقي الموحد» للانتخابات البرلمانية أو قائمة المجلس الأعلى للانتخابات المحلية، فإن التحالف والمجلس زينا ملصقاتهما الانتخابية بصورة آية الله علي السيستاني. وفي المساجد أكد بعض الأئمة أن التصويت لقائمة التحالف يعتبر بمثابة الواجب الديني. ويشير مرشحو المعارضة الى أن قائمة «اتحاد الشعب» التي يؤيدها الحزب الشيوعي العراقي، وتحالف إياد علاوي سيحرزان نتائج ايجابية في مدينة البصرة، لكنهم يرون أن الأحزاب الدينية ستحقق نجاحا في مناطق الريف العراقي الذي تتسم مجتمعاته بالمحافظة والتدين. ويعتقد مرشحو المعارضة ان سكان الريف العراقي أكثر رغبة في اتباع رجال الدين وزعماء العشائر الذين يدينون بالولاء للقيادة الشيعية في النجف. وتتعدد الآراء وسط سكان مدينة البصرة إزاء الأوضاع السائدة، فهناك من يرى أن الأحزاب الشيعية التي تولت خلال الفترة السابقة مواقع مسؤولية لم تنجز شيئا يذكر، بل متورطة في الفساد والنهب واستخدام القوة وتخويف كل من لا يخدمها. وهناك من يعتقد ان حياة العراقيين تتسم بالصعوبات والمعاناة. الأحزاب العلمانية تعول على هذا الاستياء والتذمر لتحسين فرصها في الانتخابات المقبلة. ففيما تدرك هذه الأحزاب أنها في الوقت الراهن، تعاني من الضعف والارتباك والافتقار للتنظيم، يؤكد بعض قادتها أن الناخبين سيصوتون لمرشحيها خوفا من الوقوع تحت مطرقة الأحزاب الدينية. *خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»
#أنتوني_شديد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشرطة الألمانية تنفي أن تكون دوافع هجوم ماغديبورغ إسلامية
-
البابا فرانسيس يدين مجددا قسوة الغارات الإسرائيلية على قطاع
...
-
نزل تردد قناة طيور الجنة الان على النايل سات والعرب سات بجود
...
-
آية الله السيستاني يرفض الإفتاء بحل -الحشد الشعبي- في العراق
...
-
بالفيديو.. تظاهرة حاشدة أمام مقر السراي الحكومي في بيروت تطا
...
-
مغردون يعلقون على التوجهات المعادية للإسلام لمنفذ هجوم ماغدب
...
-
سوريا.. إحترام حقوق الأقليات الدينية ما بين الوعود والواقع
-
بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة ليست حربا بل وحش
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل
...
-
وفاة زعيم تنظيم الإخوان الدولي يوسف ندا
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|