سوسن شاكر مجيد
(Sawsan Shakir Majeed)
الحوار المتمدن-العدد: 3714 - 2012 / 5 / 1 - 20:24
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
صور واقعية من الفساد الجامعي
الصورة (1)
شاء القدر ان انتدب للعمل في إحدى الجامعات العربية ، كان لي العمل بمثابة إضافة خبرة وتجربة جديدة لم أمارسها من قبل وخاصة اني توليت عمادة كلية التربية للبنات في تلك الجامعة.
لذلك عزمت على ممارسة عملي بكل جد وإخلاص وحرص وعلمية ومسؤولية، وتعكس الوجه الحضاري للعراق والقدرات والذكاء التي تتمتع به المرأة العراقية.
تعرفت عن كثب عن واقع البلد وقيمه وتقاليده وثقافاته وحرصت على الالتزام بها وتطبيق التعليمات الجامعية بكل دقة وانتباه.
زارني في احد الايام رئيس الجامعة حاملا في يده قائمة بأسماء عشرة اساتذة ، طلب مني اصدار امر اداري بتعيينهم على ملاك الكلية وتوزيعهم على الاقسام العلمية، وارسال نسخ من الاوامر الادارية الى الدائرة المالية لأجراء اللازم.
التمست من حضرته ان اقوم بأجراء مقابلة لهؤلاء التدريسيين، فأشار لي بأن اترك الامر له بخصوص المقابلة.
بدأ القلق والشك يساورني، وتتراود في ذهني عدة اسئلة منها اسباب جعل المقابلة ترتبط به شخصيا؟، وهل فعلا هؤلاء الاشخاص هم من حملة الشهادات العليا؟، ثم كيف اصدر أمرا دون معرفة الافراد عن قرب؟.
لذلك قررت استشارة المساعد الاداري للجامعة والتعرف عن طبيعة اجراءات التعيين لدى الجامعة. فحملت اوراقي وقابلت في اليوم الثاني المساعد الاداري، وشرحت له الموضوع.
ضحك ضحكة طويلة....وقال لي انتبهي يادكتورة ان رئيس هذه الجامعة مشهود له بالفساد فما يريده رئيس الجامعة منك أن يوقعك في فخ اظلم ويتهمك بالاختلاس كونك أمرأة غريبة ومن قطر عربي آخر. وفي حالة إصدارك للأمر الجامعي فستعود هذه الاموال له ولحاشيته. ان قائمة الاسماء التي بين يديك ماهي الا اسماء وهمية.
وفي اليوم التالي زرت رئيس الجامعة في مكتبه فاستقبلني استقبالا حارا وسألني مباشرة هل اصدرت الامر الأداري ام لا؟.
قلت له ياسيادة رئيس الجامعة اني فكرت بالأمر وجئت لك لكي نحدد سوية موعدا لمقابلة التدريسيين المذكورين في القائمة.
نظر لي نظرة حقد وكراهية وقال لي اتركي مكتبي لأن لي موعدا آخر.
ذهبت في صباح اليوم التالي الى الكلية وانا مرتاحة الضمير من اني لم اتخذ قرارا خاطئا، واشكر المساعد الإداري للجامعة لأنه نبهني من الوقوع في الخطأ. بدأت بقراءة البريد اليومي الذي كان موجودا على مكتبي فكان اول كتاب اقرأه هو كتاب عقوبة موجه لي من رئيس الجامعة يبين فيه عدم تأدية الواجبات بشكل صحيح، وتم اعمامه الكتاب على بقية كليات الجامعة.
انه درس من دروس الفساد الجامعي ، وفي حينها لم لم اقدم الشكوى على رئيس الجامعة الى وزير التعليم العالي مقتدية بالمثل العربي ياغريب كون اديب
واخيرا اطلب كل من يقرأ الموضوع ولديه قصة في الفساد الجامعي عليه ان يذكرها لي لكي اتمكن من جمع الصور بأشكالها ومن ثم اصدارها على شكل كتاب
#سوسن_شاكر_مجيد (هاشتاغ)
Sawsan_Shakir_Majeed#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟