|
وماذا بعد منع مسيرة الاول من ايار!
مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 3714 - 2012 / 5 / 1 - 20:20
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
هل تستسلم الطبقة العاملة شغيلة اليد والفكر.. هيهات منذ انبثاق فجر ثورة 14 تموز عام 1958 والطبقة العاملة شغيلة اليد والفكروحركتها النقابية الحرة وكل القوى التقدمية تحتفل بالاول من ايار باعتباره عيداً وطنياً واممياً وبالرغم من انتكاسة 14 تموز ثم الانقلابات الرجعية في ( 8 شباط 1963 ) والانقلابات الاخرى وصولاً الى انقلاب ( 17 تموز 1968 ) وحتى لحظة سقوط النظام بقى هذا التقليد الثوري وان جرى التلاعب بشعاراته او استغلت المناسبة حزبياً وحكومياً لكن لم يظهر اي قرار لا من الحكومات ولا من الاجهزة الامنية باصدار منع التظاهر حتى لو كان التظاهرُ شكلياً، وهنا يجب ان نشير الى نقطة مهمة كي لا نتهم باننا ندافع عن تلك الحقب السوداء أو النظام السابق بل للمقارنة بمن يدعي في الوقت الحاضرالديمقراطية وحرية الراي والانتماء وحقوق الانسان....الخ من الشعارات الرنانة وبين انظمة رجعية الشكل والمحتوى وارهابية النهج والتطبيق وبخاصة فترة البعثفاشي المعروفة. للحقيقة لم نستغرب صدور امر لمنع مسيرة عمالية احتفالية وسلمية من قبل الاجهزة الامنية التي يتحكم فيها رئيس الوزراء نوري المالكي بشكل خاص فمنذ ان كشف الرجل توجهاته العدائية لكل ما هو تقدمي وديمقراطي بعدما كانت باطنية الجوهر واصبحت علنية بعد تحكمه بمناصب حكومية وامنية عديدة وهو يتصرف كأنه يملك العراق ناسياً ان العراق لم يعد كما كان سابقاً وان الشعب العراقي لن يسمح بمثل هذه العودة، فمنع مظاهرة سلمية قد لا تتعدى الآلاف احتفالاً بعيد الشغيلة دليل على مدى الرعب والخوف من اهميتها ومستقبلها والعداء ليس للذكرى فحسب انما حتى لحقوق شغيلة اليد والفكر وعدم الاعتراف بدورهم الهام في بناء المجتمع ودفع عملية التطور نحو الامام مما يزيد لحمة التآخي بين مكونات شعبنا العراقي وتاكيداً على اهمية الديمقراطية في حياة المجتمع الذي هو بحاجة ماسة الى مثل هذه المناسبات التي تتوهج بالفكر الانساني الحقيقي وبالضد من الظلامية في التفكير وضد الارهاب الفكري والجسدي المتمثل بالفكر الرجعي الذي يحرم ويحلل حسبما يشتهي وعلى حساب المجتمع المتعدد الاديان والمذاهب والقوميات والاعراق، وللعلم وكما نتصور حالة الهلع بالمنع البوليسي فان عمال العراق احتفلوا بطرقهم الخاصة وبفعالياتهم الجماهيرية فساحة التحرير على الرغم من اهميتها والتي سمحت الاجهزة الامنية نفسها باقامة التظاهرات المؤدية للحكومة وفي اليوم نفسه فإن ارض العراق وبغداد هي ساحة التحرير الكبرى ولن تستطيع هذه الاجهزة الامنية من منعها او الوقوف بالضد منها ،هذه الاجهزة التي كان من المفروض بها حماية مثل هذه الفعاليات وحماية الجماهير الشعبية من التفجيرات والقتل بكواتم الصوت، ومع ذلك فاكثرية الشعب تعرف جيداً من هو خلف قرار المنع او عدم الموافقة فليس بالامكان ان يقوم ضابط او حتى عميد أوأكثر رتبة باتخاذ قرار شكله امني لكن باطنه سياسي بمنع مظاهرة سلمية او احتفال سلمي لولا تلقيه امراً من شخصية كبيرة ونافذة في الحكم وبالاخص رئيس الوزراء الذي هو قائد القوات المسلحة والذي اطل علينا في اول ايار بالحديث عن اهمية دور العمال واعتبارهم ركيزة اساسية للبناء وقال "العراق الذي تخلص من الاستبداد واتجه بقوة نحو آفاق الحرية والديمقراطية يتطلع إلى أن يكون العمال الركيزة الأساسية في بناء مؤسسات الدولة" واكمل حديثه بانهم من الضروري أن "يأخذوا فرصتهم التي طالما حرموا منها وكافحوا من أجل تحقيقها"، اية ديمقراطية واية حرية واية فرصة وانتم تمنعونهم من المشاركة في مسيرة احتفالية سلمية! ام انكم ترونها خطراً اكثر من الارهاب والميليشيا المسلحة ومن الفساد والحرامية! وكيف تريد من الطبقة العاملة ان تصدق تهنئتكم بهذا اليوم " في الوقت الذي نهنئكم فيه فإننا واثقون أن المستقبل سيكون أكثر إشراقاً وأن عزيمتنا لا تلين في سبيل تحقيق طموحات وتطلعات جميع أبناء الشعب العراقي وفي مقدمتهم العمال" فالذي يتوجه للعمال ويعتبرهم ركيزة اساسية وفعالة لا يمكن ان يبقى ساكتاً وراضياً على قانون العمل ( 52 والقرار 150 لعام 1987 ) المعاديان للطبقة العاملة وحركتها النقابية الحرة والصادران من قبل ما يسمى بمجلس قيادة الثورة في عهد صدام حسين بالذات، ومتى يرفع اليد عن الاموال المجمدة للاتحاد ومنظمات المجتمع المدني ولا يتدخل في الانتخابات النقابية ويدعم اولئك الذين يحاولون تزويرها وفرض ازلامهم بدلاً عن ممثلي العمال الحقيقيين مثلما كانت سياسة السلف الطالح!! كما ان الذي يطالبهم بالمواقف الصحيحة عليه ان لا يوافق على حرمانهم من الاحتفال بعيدهم الذي هو عيد كل البشرية التقدمية، الحجج التي قدمتها الجهات الامنية المسؤولة وتناقلتها وسائل الاعلام حول ساحة التحرير وساحة الفردوس بائسة كانت محط تندر من كل من سمع بها حتى وان كان يقف موقفاً لا مبالياً وغير مشجعاً بالاحتفال او حتى الرافضين الذين يطالبون بعدم اعتباره عطلة رسمية هذه الحجج التي لا يصدقها حتى المجنون تجعلنا نعيد الف مرة دراسة مخططاتهم ومؤامراتهم واستحواذهم على القرار بشتى الوسائل لكي يتم تعريتها امام الشعب ، نقول وماذا بعد منع المسيرة احتفالاً بالاول من ايار؟ هل سيتم تخاذ اجراءات اكثر قمعية ضد الحقوق النقابية وبالضد من حرية الانتماء النقابي ومنع جديد اعادة هذا التنظيم لقطاع الدولة والمختلط بهدف شق وحدة الطبقة العاملة؟ نحن على ثقة ان هذا النهج سوف يستمر على الرغم من الخطب الجوفاء والوعود الكاذبة والمدح المبطن من اجل اتخاذ قرارت جديدة معادية. عاش اول ايار عيد الشغيلة العالمي الذي سيبقى شعلة مضيئة حاملة تاريخ نضال العمال وبسالتهم وروحهم الوطنية والاممية وستبقى الاجيال تذكر مدى وحشية الراسمالية والقوى الظلامية التي تحاول ان تطمس دورهم في بناء مسقبل البشرية الخالي من العسف والاستغلال الذي تتحقق فيه العدالة الاجتماعية والديمقراطية وحقوق الانسان عاش نضال الطبقة العاملة شغيلة اليد والفكر التي احتفلت بمسيرتها في بغداد في الواحد من ايار 2012 متحدية القوى التي تريد تحجيم دورها والتقليل من اهمية هذا اليوم الخالد ونضالها من اجل الديمقراطية السياسية والنقابية والقضايا المطلبية لعموم الشعب ومن اجل الحقوق المشروعة لكافة مكونات شعبنا العراقي، من اجل بناء الدولة المدنية الديمقراطية وبالضد من الدكتاتورية الفردية والحزبية.
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من هو الذي يقود العراق وليس الاقليم نحو النفق المظلم؟
-
بغداد بين التبعية واللاتبعية في دعوة محمد رضا رحيمي
-
مهزلة - أيظنّ - في تصريح الناطق الرسمي لعمليات بغداد
-
فنّ الرحلة الأخرى
-
الديمقراطية المستهلكة
-
ذكرى تأسيس حزب الشغيلة وتطورات المرحلة
-
هل القمة العربية حدث مهم في البداية والنهاية؟
-
عقدة معاداة الحزب الشيوعي العراقي والقوى الديمقراطية
-
شراكة.. أو الحقيقة لا شراكة الوطنية
-
على ما يظهر.. لا ناهية لمسلسل الدم والتفجيرات الإرهابية
-
الأوضاع السياسية المستجدة والقمة العربية
-
العودة لقضية استغلال اسم الجاليات العراقية
-
هل عادت حليمة لعادتها القديمة؟!
-
نتائج الربيع العربي بين التحقيق والتغيب
-
قضايا المرأة والتغيرات الجديدة في البلدان العربية
-
هل الإنسان العراقي اثمن رأسمال بين القتل والأغذية الفاسدة؟
-
لا بأس بهِ من ملامح
-
الدستور العراقي والفيدرالية التي تثير الفتنة
-
تداعيات المؤتمر الوطني والحوار الوطني الديمقراطي
-
لعبة الادعاء بمسؤولية مجالس الجاليات وغيرها في الخارج
المزيد.....
-
السيد الحوثي: الامريكي منذ اليوم الاول بنى كيانه على الاجرام
...
-
السيد الحوثي: السجل الاجرامي الامريكي واسع جدا وليس لغيره مث
...
-
Greece: Great Strike Action all Over Greece November 20
-
25 November, International Day for the Elimination of Violen
...
-
25 تشرين الثاني، اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة
-
استلم 200000 دينار في حسابك الان.. هام للموظفين والمتقاعدين
...
-
هل تم صرف رواتب موظفي العراق؟.. وزارة المالية تُجيب
-
متى صرف رواتب المتقاعدين لشهر ديسمبر 2024 وطريقة الإستعلام ع
...
-
استعد وجهز محفظتك من دلوقتي “كم يوم باقي على صرف رواتب الموظ
...
-
-فولكسفاغن-.. العاملون يتخلون عن جزء من الراتب لتجنب الإغلاق
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|