أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - ما كان أهل جنوب العراق سذجا يوما !














المزيد.....

ما كان أهل جنوب العراق سذجا يوما !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1091 - 2005 / 1 / 27 - 10:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لن يستطيع أحد أن ينكر على أهل جنوب العراق وعيهم السياسي ، وصلابة مواقفهم ، وتضحياتهم الجسام ، فقد تمشت الثورة في دمائهم منذ انهض ابو الانبياء ابراهيم الخليل من ناصريتهم ، معلنا ثورة التوحيد التي تلقفتها من بعد كل ديانات الارض ، وحين خطا الزمان على وطنهم العراق ، واستبد بهم السلطان ، نهضت الثورة على اكتاف الزنج في اهوار البصرة والناصرية والعمارة ، ووصلت نيرانها بيوت الظلمة في بغداد ، ومن الذين ادعوا أنهم من بيت الرسالة ، والرسول الكريم ، ثم حلّ ديارهم وهج من فكر القرامطة الذين خطوا العدل بالسيف ، واشرق شعاعهم على ارض الجزيرة والبحرين 0 لقد امضوا اياما عصية في مقاومة دولة الخلافة الاسلامية العثمانية ! التي نالهم من ظلمها ما نالهم ، واقض مضاجعهم ما أقضها ، وحين خطا الدهر ثانية نزلت بهم جيوش الغزاة من جند بريطانيا العظمى ، فلاذ بهم جبناء دولة الخلافة العثمانية تلك ، بعد أن هبّ أحد قادتهم في بغداد ، المدعو علي العسكري ، طالبا النجدة من المجتهدين في كربلاء ، محذرا أن بيضة الاسلام في خطر ، فتدافعت عشائر سوق الشيوخ ، واهوار الناصرية يتقدمهم السيد محمد سعيد الحبوبي ، ساقطا شهيدا بين شهدائهم ، هناك على ثرى الشعيبة الملتهبة نيران نفطها دوما ، والذي لم يمسهم خير منه ابدا ، ولن يمسهم مستقبلا على ما يبدو ، رغم وعود احمد الجلبي العسلية الذي راح يتمسك بهذه القشة ، وذاك الحبل ، وصار يدعي أنه منهم ، وما هو منهم ابدا ، كل ما في الامر أن اباه كان قائممقام قضاء الشطرة زمن حكومة جلاد العراق ، وقاتل العراقيين ، وحبيب الاتراك ، والانجليز ، الباشة ، نوري السعيد !
لقد اكتشف الجلبي ، ومن رافقه فجاءة التخلف المريع الذي عليه الجنوب واهله ، وكأنه ما سمع بما قاست اهواره ، ولا نظر كيف ذبح ابناؤه على شاشات اجهزة التلفاز في العالم ، هذا الذبح الذي عجل بنهاية صدام وسقوطه ، فدعك يا جلبي من الجنوب واهله ، فقبلك قالوا لهم اكثر مما قلت ، وما تحقق من قولهم حرفا ، فلا تستصغر اهل الجنوب لتبني لهم انت فدرالية على الرمال ، وتأتي لهم بعشرين من مالية العراق ، ولا تنس أنه إذا ما تحقق لاهل الجنوب شيئا مما تفوهت به ، او بما لم تتفوه به فهو بفضل دماء شهداء أهل الجنوب ، هؤلاء الابطال الذين جاءوا من الشطرة التي خدم ابوك الانجليز منها ، فدحرجوا القاتل عدي مشلولا في شوارع المنصور ، وقرب بيتك الصيني ، وجاءوا من الفهود ليرى عزة الدوري الموت أمام ابواب ضريح الامام الحسين عليه السلام ، هؤلاء احفاد الزنج ، والقرامطة هم الذين صنعوا الثورة ، وهم الذين سالت دماؤهم حارة من أجل اشراقتها ، انت لن تقدر أن تجلس في كوخ مثلنا ، ولن تستظل بخيمة مثلما يستظل اهل سوق الشيوخ بها اليوم ، ولم يأكلك القمل ، والبرغوث والتعذيب في سجون الطغاة على مختلف الوانهم ، واشكالهم ، ومنذ أن توج الانجليز فيصل الاول ملكا على العراق ، وبعد الساعة التي عمل ابوك فيها نائبا لمجلس اعيانهم0
أهل الجنوب فقراء - يا جلبي - ! وليس من طينة الاغيناء مثلك ، وانت تعلم أنهم بلغة الاغنياء على مختلف مذاهبهم ( شرو?ية ، شيعة ، شيوعية ) ، ولكنهم يعرفون اتجاه الريح من أين تأتي ، وذلك حين يبل الواحد منهم سبابته بلعابه ، ويرفعها عاليا في الهواء ، فلا تظنهم بتلك البساطة التي تتصورها ، فوالله ثم والله أنت غير قادر أن تأتي لهم بفدرالية ، وغير قادر أن تاتي لهم بحصة من أموال نفط أرضهم ، وما كلامك لهم ، وانت بين ظهرانيهم سوى كلام تريد منه الصعود الى الحكم في العراق على أكتافهم ، وذلك بعد أن سدت امريكا الطريق بوجهك اليه0
فلا تذهب بك الظنون بعيدا ، ولا تنظرلاهلنا بعين الصغار ، فما عادت المياه للهور الا بعد أن قام اهلنا بكسر سدود صدام ، وما حطت بنا الطيور الا بعد ان بذلنا لها الماء سخيا ، فاهلنا هم من سيشيدون الفدرالية إن ارادوا ، وهم من ينتزع حصتهم من نفطهم بايديهم هذه المرة ، لن يسكتوا على ضيم بعد اليوم ، وهم اباة الضيم ، فمثلما انتزع اخوتهم من الاكراد حقوقهم بايديهم ، سينتزعونها هم هذه المرة بايديهم كذلك ، ولن ينتظروا أحدا بعد اليوم ، مهما كان هذا الاحد ، فقد انتظروا طويلا ، نعم 0 لقد انتظروا طويلا !



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نيران الفتنة قادمة من أيران ! سهر العامري
- الجلبي دولة مرشدها آية الله الخامنئي !
- الانتخابات خيط من فجر الديمقراطية في العراق !
- ما بين الجبهة الوطنية وائتلاف المرجعية !
- ظرف الشعراء ( 31 ) : عُلية بنت المهدي
- نظرية المال عند صدام !
- الحاكم والناس والدين في العراق !
- الطائفية مرض الماضي يعيش في الحاضر !
- ظرف الشعراء (32 ) : ربيعة الرقي
- قيض من فيض التخريب الايراني في العراق !
- ظرف الشعراء ( 31 ) : أبو الشمقمق
- الحزب الشيوعي العراقي : العمل الجماهيري والانتخابات !
- إبن فضلان سفير العراق المقيم في أوربا
- ظرف الشعراء ( 30 ) : أبو الهندي
- ظرف الشعراء ( 29 ) : العتابي
- بين البصرة وبهرز الحجة اطلاعات يصول !
- كلهم على طريق ?لاوي !
- دالت دولة الارهاب !
- الى الشيخ حارث الضاري وآخرين لا تعلمونهم !
- الفلوجة كانت ستكون عاصمة الدولة الطائفية !


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - ما كان أهل جنوب العراق سذجا يوما !