|
أكاد أجزم! أم إبراهيم مع حمدين صباحي..
علاء العزة
الحوار المتمدن-العدد: 3714 - 2012 / 5 / 1 - 01:05
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
هذا الصباح استوقفني مقال إياد برغوثي حول سيجارته وحمدين صباحي. استثارني المقال فدخلت الى موقع حملة صباحي وقرأت البيان الانتخابي بتفاصيله. تداخلت صور كثيره في مخيلتي وأنا أراجع البيان الانتخابي وتاريخ الرجل ووجدت نفسي اكتب ذاكرتي مع بيانه الانتخابي. أم إبراهيم: في أواخر عام 2001 وصلت الدبابات الإسرائيلية إلى مداخل المخيم، احتل الجنود المباني العالية المطلة على المخيم، بدأ القصف. مجموعة الشباب المقاوم في المخيم لا تتجاوز عشرة أشخاص، ثماني بنادق قديمة وبندقيتي كلاشينكوف. رصاصة واحدة يقابلها سلسلة من القذائف وصليات الرصاص المتفجر. في اليوم الثالث لحصار المخيم احترق أول منزل نتيجة القصف. منزل أم إبراهيم احترق الطابق الثاني منه بالكامل. أم إبراهيم ولدت قبل النكبة بعشر سنوات، عاصرت أحلام العرب وهزائمهم. لكنها احتفظت بصورة وحيدة في بيتها، كانت صوره جمال عبد الناصر. بعد انتهاء القصف وانفكاك الحصار بدأت أم إبراهيم سرد قصة القصف والحرق للأهالي بطريقة جميلة وتفصيلية، ولكن من زاوية كانت غريبة علينا كجيل لم يعاصر إلا الهزائم. إم إبراهيم بدأت القول: "الجنود احتلوا العمارة المقابلة، صورة عبد الناصر معلقة قبالهم، أول إشي بلشو يطخوا (يطلقون النار) عليه هو عبد الناصر. أنا طلعت من الطابق الأرضي وشفت أول الرصاص كان بجانب الصورة. حرقوا البيت عشان صورة عبد الناصر". كنا مجموعة من الشباب نحاول أن نساعد في تنظيف المنزل ونمازح أم إبراهيم بأن القصف كان عشوائياً ولم يقصد به صورة عبد الناصر أو غيره. أم إبراهيم لم يعجبها حديثنا، كانت مصرة أن عبد الناصر هو المستهدف، وكانت تضيف جملتها التي لن أنساها " يا اولاد، العرب عمرهم ما بيصيروا إشي بدون مصر". توفيت أم إبراهيم بعد عدة سنوات، لم تر ثورة مصر في طريقها للانتصار. لم تكن أم إبراهيم استئناءاً، منذ انتصار الثورة في مصر وأنا اعود بالذاكرة إلى حوارات كثيرة دارت بيني وبين رجال ونساء في فلسطين عايشوا تلك الفترة. مصر هي محورها، هي بداية الحوار ونهايته. حوارت مليئة بالشجن إلى زمن جميل مليء بالأحلام الكبرى والتضحيات الجلل. أكاد أجزم، بعد قراءة البرنامج الانتخابي لحمدين صباحي، لو أن أم إبراهيم لا تزالت على قيد الحياة لاختارت صورة حمدين صباحي على حائط منزلها بعد ترميمه. القمح والمصنع: بعد ثلاثة أيام من خلع مبارك، وصلت جامعة بير زيت، التقاني طلبتي يوزعون الحلوى احتفالاً بالثورة. أغنية عبد الحليم "احلف بسماها وبترابها" تصدح من مكبر الصوت. إحدى طالباتي عمرها لا يتجاوز العشرين تقول لي أعجبتني فكرة "القمح والمصنع"، وتكمل بالقول إن هذه الأغنية بيان سياسي/اجتماعي. نعم هي كذلك، صورة للحظة تاريخية ارتبط فيها الاستقلال السياسي والكرامة الوطنية مع المطالب الاجتماعية، مع العمال والفلاحين حيث الوطن مشروع نهضوي والسياسة تعبير عن مصالح الأغلبية. في ذلك الأسبوع طلب مني أن قدم قراءتي لشعار "الشعب يريد إسقاط النظام" في احدى الندوات في مدينة رام الله فكتبت: " بقدر ما هو الشعار تفكيكي الطابع إلا أنه يحمل في طياته نواة البناء لواقع جديد. إن الشعار يحمل ثلاثة مركبات أساسية هي الخبز والكرامة والحرية. فالخبز فهو الحياة الكريمة والعدالة الاجتماعية والحق في التنمية، أما الكرامه فهي العقد الاجتماعي الجديد القائم على المواطنة واحترام الفرد وتحوله إلى ذات بعد أن كان موضوعاً مملوكاً لوطن مشخصن، أما الحرية فهي المشروع الجمعي للتخلص من منظومة القمع الاستعماري الواقع على الدولة ومجتمعها". لم تكن تلك أفكاري وحدي، وإنما خلاصة الحوار مع طلبتي وطالباتي في الجامعة. أكاد أجزم، بعد قراءة البرنامج الانتخابي لحمدين صباحي، لو أن طلبتي يعيشون في مصر لكانوا أول المتطوعيين في حملة حمدين صباحي.
#علاء_العزة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-معاد للإسلام-.. هكذا وصفت وزيرة داخلية ألمانيا المشتبه به ا
...
-
-القسام-: مقاتلونا أجهزوا على 3 جنود إسرائيليين طعنا بالسكاك
...
-
من -هيئة تحرير الشام- إلى وزارة الخارجية السورية.. ماذا تعرف
...
-
جزيرة مايوت المنسيّة في مواجهة إعصار شيدو.. أكثر من 21 قتيلا
...
-
فوائد صحية كبيرة للمشمش المجفف
-
براتيسلافا تعزز إجراءاتها الأمنية بعد الهجوم الإرهابي في ماغ
...
-
تغريدة إعلامية خليجية شهيرة عن -أفضل عمل قام به بشار الأسد
...
-
إعلام غربي: أوروبا فقدت تحمسها لدعم أوكرانيا
-
زعيم حزب هولندي متطرف يدعو لإنهاء سياسة الحدود المفتوحة بعد
...
-
أسعد الشيباني.. المكلف بحقيبة وزارة الخارجية في الحكومة السو
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|