أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - جاسم العايف - في الأول من أيار :دعوة لتأسيس مركز بحثي- علمي مستقل- يعنى ب(الطبقة العاملة العراقية وتاريخها)















المزيد.....

في الأول من أيار :دعوة لتأسيس مركز بحثي- علمي مستقل- يعنى ب(الطبقة العاملة العراقية وتاريخها)


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 3713 - 2012 / 4 / 30 - 23:28
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


عام 1886 في شيكاغو الأمريكية ثمة عمال يتظاهرون سلميا للمطالبة بتحسين ظروف عملهم وبؤس حياتهم بسبب الضغوط التي تمارس عليهم من قبل أصحاب العمل المسنودين بالسلطة السياسية وتشريعاتها الرأسمالية المتوحشة وأجهزتها القمعية وعملائها الذين أطلقوا النار على عُزل هزلت أجسادهم وذوت أرواحهم وتوجهوا سلمياً للمطالبة بالحق الأدنى من حياة البشر لعوائلهم. وجراء ذلك سقط بعض العمال صرعى الرصاص مجهول المصدر ومعهم بعض عملاء الشرطة السرية ، لكن دم (العملاء) كان مميزا عمن سقط من العمال. ولذلك تم دفع بعض المتظاهرين إلى محاكم صورية والحكم عليهم بالإعدام ونُفذ الحكم فيهم . إزاء الهيجان الشعبي والسخط وموجات الاحتجاج واستيقاظ ضمائر بعض القضاة والمحلفين وإحساسهم بالذنب المتأخر واستمرار حملة الاحتجاجات في كل الولايات الأمريكية بضراوة وتفعيلها عالمياً، تكشفت الأسرار وأعيدت المحاكمة عام 1888 لتتم براءة المعدومين من العمال بعد فوات الأوان ، مع شبه إدانة بسيطة للشرطة السرية الأمريكية ، دون تحميلها تلك المجزرة التي وقعت بحق هياكل عظمية لا ذنب لها سوى مطالبتها بالحد الأدنى في الحياة. تخليداً لتلك الذكرى ومنعاً لتكرار همجية الرأسمالية المتوحشة وهي في بداية طريقها للصعود على جثث ومصالح الناس والشعوب تنادت المنظمات العالمية العمالية عام 1889 والتي بدأت تنظيم نفسها بجدية، لتخليد شريان الدم العمالي وجعل (الأول من أيار) كل عام عيداً للعمال في العالم ، معلنين الحقيقة القوية البسيطة التي نطق بها العامل(بيشوب) وهو في طريقه إلى المشنقة قائلاً: " إن في نفسي شيئاً لن تستطيعوا قتله أبدا...". ومع كل المتغيرات الكبرى التي وسمت التاريخ الكوني في بداية القرن العشرين المنصرم وما صاحب ربعه الأخير من انهيارات مدمرة لأحلام ملايين البشر في العدالة الاجتماعية-الإنسانية بحدها الأدنى في الأقل. وما رافق ذلك من وأد للآمال والأحلام و كذلك التغييرات العاصفة التي وسمت بداية القرن الحالي, ومع تصاعد سعار الذئب الأمريكي المتوحش وشراسته ووحدانية قدراته العسكرية وبطشها وتسيده العالم المعاصر, في قطبية أحادية بلا منازع بتوجهات جناحه المحافظ الجديد المتصهين,ومع هذا وغيره فان ثمة شيئاً في الحياة والذات الإنسانية لا يمكن قتله حقاً, شيئاً في حياة بشرية آمنة- لائقة لا قهر فيها ولا عدوان ولا تمييز بين البشر بغض النظر عن اللون والعرق والجنس والدين والفكر. فالحياة التي لا تعاش ثانية أثمن من تهضم من خلال القسوة والعنف والقتل والغدر والتمييز وشراسة البيروقراطيات، وعدوانية التوجهات مهما كان الرداء الذي خلفها أو التبريرات التي تتقنعها ، بالترافق وشراسة وشهوة رأس المال ومصالحه التي تغلف ارق الطبائع البشرية وأعظم الأفكار الإنسانية بجليد لا يمكن لنيران الكون كلها أن تذيبه ، ما لم تخدمه أو تحقق مصالحه . وخلال تاريخ العراق لعب العمال وتنظيماتهم النقابية - المهنية دوراً فاعلاً في البناء الاجتماعي ، ولم تشغلهم التوجهات الطائفية الدينية الرائجة في بازار ساسة عراق ما بعد 9 /4 ، وبعضهم من النكرات واللصوص الذين استحوذوا على المناصب وسرقوا أموال العراقيين وثرواتهم علناً دون وازع من ضمير بالترافق مع صمت القانون عنهم عبر تواطئات سياسية لا حد لها وتوجهوا لتدمير ووأد الأحلام العراقية بعد التغيير ، ورافق ذلك الرؤى والتوجهات الظلامية مغلقة الأفق والمناطقية والعشائرية. أدت الطبقة العاملة العراقية دوراً اجتماعيا جوهريا منذ أن تبلور وعيها الطبقي- الاجتماعي في منتصف القرن المنصرم فساهمت في وأد الأحلاف, والحكام الذين حاولوا فرضها على العراقيين ,و مواجهة مخططات التصور الكولنيالي الذي سعى إلى تحويل العراق محمية بريطانية. ان مراقبة السجل والسفر النضالي لعمال العراق تاريخياً لا يمكن لفرد واحد توثيقه بسهولة , ولكنه يثير في النفس زهو وعنفوان مجد صناع الحياة وبناة الأوطان و المستقبل، لذا وفي الأول من أيار أتوجه بالدعوة لتأسيس (مركز بحثي- علمي - عراقي - مستقل يُعنى بدراسة وتوثيق تاريخ ونضال الطبقة العاملة العراقية ومسيرتها وإمكانيات تقدمها ومحاولة رسم آفاق مستقبلها) ، خاصة وان العراق يملك من المؤهلات المادية والبشرية والتاريخية مما يجعله بلداً صناعياً متفرداً في محيطه العربي والإقليمي، ولا يمكن أن يتم ذلك دون مساهمة فاعلة للطبقة العاملة العراقية في البناء والأعمار، وإذا كانت فكرة هذا الاقتراح الأولية من الأمور العصية جداً على التحقق ، في وضعنا الراهن في الجامعات العراقية لأسباب معروفة ولم تعد خافية على أحدٍ، فأولى به منظمات المجتمع المدني والجهات المعنية بتاريخ ونضال الطبقة العاملة العراقية ومسيرتها، بشرط استقلالية هذا المركز وعدم احتكاره لأية جهة أو حزب ما ، لغرض تسويق أفكاره عن طريقه ويعمل عليه بعض الباحثين ممن يهمهم جداً توثيق مسيرة الطبقة العاملة العراقية العابرة لكل التخندقات القذرة السائدة حالياً في ساحة العمل الاجتماعي - السياسي في العراق ، وكما أرى فأن هذا المركز يجب أن لا يكون حكراً على شغيلة اليد فقط ، بل يشمل أيضاً (شغيلة الفكر) وممن اصطفوا مع الطبقة العاملة العراقية بالذات ودفعوا لذلك أثماناً باهظة ، و يعرفهم العراق وشعبه وتلمس تاريخهم المجيد ، والذي لا يمكن التنكر له أو تجاهله نهائياً من قبل القوى الوطنية العراقية و التي تعرف تضحياتهم الجسيمة في كافة العهود التي مرت بأيامها البغيضة على العراقيين، ومن ضمنها أيامنا السوداء الراهنة. لقد انخرط ملايين العمال بعد /14 تموز 1958 في العمل النقابي التطوعي وتبلورت قدرات الطبقة العاملة العراقية في الدفاع عن منجزات ديمقراطية مدنية كان يمكن أن تحدث تحولات بنيوية – مدنية في المجتمع العراقي ولكن القيادة العسكرية وتوجهاته الشكوكية خنقت بجهلها ووحدانية ودونية فكرها التحولات الجنينية الديمقراطية- التقدمية في العراق التي كان لها ان تغير وجهه ومصيره، وساهم احتراب القوى السياسية في ذلك, ولم ترتفع كل القوى السياسية للمستوى الوطني المناسب لتلك المرحلة العاصفة, فسارت خلف التيار الشعبي الجارف بدلاً من قيادته, ورهنت العراق لرغبات الجهلة من العسكر , وتزامن ذلك وشراسة القوى الرجعية المحلية- الإقليمية في لجم التحولات الديمقراطية في العراق والإجهاز على ذلك الضوء الباهر في عاصفة /8/ شباط الدموية بدعم وتخطيط وتنسيق إقليمي وعربي وأمريكي واضح. وما أن بدأت العافية تتجدد في الحياة العراقية حتى اطل البرابرة ثانية في 17 تموز 968 , وتم تبييض صفحاتهم السوداء والمريبة السابقة وغسل أياديهم القذرة الملطخة بالدماء وتأهيلهم دوليا ومحليا, مع كل الرفض الشعبي الذي رافق ذلك. وسيق الشعب العراقي إلى محارق الحروب والتعسف وتبديد الثروات والمقابر الجماعية, والمهانة والفقر, وأخيراً الوقوع فريسة للاحتلال والإرهاب ومرحلة الاقتتال الطائفي ضمن مخططات دولية- إقليمية. في (الأول من أيار) يوم صناع الحياة ، وبناة المستقبل ، يطرح الواقع الراهن على العراقيين مهمات جسيمة في أولياتها أمن بلدنا ومواطنينا من الإرهاب وشرور الـميلشيات ومحاولتها تقاسم النفوذ في الساحة العراقية, وفق مصالح ومؤشرات لا علاقة لمصالح للشعب العراقي بها ، ورسم الخارطة الجغرافية العراقية بما ينسجم ومصالح بعض القوى الإقليمية ، خاصة تلك المجاورة للعراق و التي تملك أوراقاً فاعلة حالياً في الساحة العراقية وتحاول من خلالها استغلال الوضع الراهن في العراق لمشيئتها ومصالحها . إن إعادة بناء العراق على أسس وطنية مدنية- ديمقراطية سياسية متوازنة قائمة على قواعد العصرنة والتوجه صوب بناء الإنسان العراقي وطنياً وتجذير إحساسه بالوطنية-العراقية مع بناء دولة المؤسسات القانونية التي تؤسس للدولة العراقية الدستورية المدنية , لأجل التحولات الاجتماعية التقدمية وإعادة الاعتبار للسلطات القضائية المستقلة والمؤسسات المدنية ، الحارس والضابط من طغيان أجهزة الحكومة في العبث بحياة الناس وكراماتهم , وفي مقدمة تلك المؤسسات المدنية, النقابات العمالية المستقلة عن الحزبية وبرامجها وأهدافها في الكسب الحزبي الرخيص والمقيت الذي يجري راهناً , وتلك المؤسسات، والنقابات العمالية المهنية, كفيلة بإعادة شريان الحياة للعراق اجتماعياً واقتصادياً, من اجل ان يتمتع أبناء العراق وبما ينسجم وما يملكون من ثروات مادية هائلة, ويتوافق ذلك مع العدالة الاجتماعية - الإنسانية والتوجه صوب المستقبل عبر التخطيط الاقتصادي والتنمية التي تنسجم والأسس القائمة على العصرنة, من اجل وطن تتعمق فيه التحولات الاجتماعية التقدمية-المدنية ، وبما ينسجم والإرث التنويري التاريخي العراقي.



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مقهى أدباء البصرة:معرض للفنان-عبد الصاحب الركابي-وفلم للم ...
- ملاحظة لابد منها عن موضوع نشر ته وكتب عنه الاستاذ محمد سعيد ...
- مقهى (الدَّكة) في البصرة:..فضاء ثقافي..وزمن سبعيني(1-4)
- رسالة الى:
- حول الملتقى الثاني لقصيدة النثر في البصرة..
- (أوراق جبلية) لزهير الجزائري:..تجربة ذاتية وكوابيس
- جماليات المسرح..بين الانثروبولجيا الوصفية والعلوم الآثارية
- قصيدة النثر وإنتاج المعنى
- عبد الكريم كاصد يحاور القاصين:.. محمود عبد الوهاب ومحمد خضير ...
- عبد الكريم كاصد يحاور القاصين:..محمود عبد الوهاب ومحمد خضير( ...
- دعوة ( وزارة الثقافة) لطبع بعض مؤلفات الشاعر الفقيد (مهدي مح ...
- الشاعر مهدي محمد علي:.. المنجز المغدور
- تجليات الواقع العراقي الراهن(2)
- تجليات الواقع العراقي الراهن
- (البصرة.. جنة البستان) للشاعر مهدي محمد علي.. وإشكالات التجن ...
- حصاد المكان...!؟ (3 - 3 )
- في المكان ذاته.. وبعد مغادرته..!؟(2 -3 )
- مكان ما..زمان ما..!؟(1-3 )
- عن المسرحي الرائد(عزيز الكعبي) والصفحات المضيئة في تاريخ الم ...
- مدير عام...أبي


المزيد.....




- WFTU Declaration in Solidarity with the Arrested Unionists i ...
- العملاق الألماني فولكسفاغن يعاني: إضراب وسط تفاقم الأزمة!
- ألمانيا.. إضراب ما يقرب من 100 ألف عامل في -فولكس فاجن-
- بعد مشاركة 100 ألف عامل.. إنهاء إضراب فولكس فاغن التحذيري
- بيان الذكرى 72 لاغتيال الزعيم الشهيد فرحات حشاد على الع ...
- دعوى على أبل بسبب -التجسس على الموظفين-
- المرصد العمّالي يطالب بتحسين البنية التحتية بالقطاع الخاص لت ...
- المرصد العمّالي يطالب بتحسين البنية التحتية بالقطاع الخاص لت ...
- ” 200 مليون دينار ” سلفة من مصرف الرشيد فورية في حسابات المو ...
- القدس.. موظفو مستشفى المقاصد يطالبون برواتبهم


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - جاسم العايف - في الأول من أيار :دعوة لتأسيس مركز بحثي- علمي مستقل- يعنى ب(الطبقة العاملة العراقية وتاريخها)