|
العلمانيه ضروره حضاريه 3
محمد عبدالحكيم
الحوار المتمدن-العدد: 3713 - 2012 / 4 / 30 - 19:59
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الحاكم كن الها يعبد ، ومع حركه التطور خصوصا مع ظهور الاديان الابراهيميه تحول إلى ظل الله في الارض ، وكان كلامه مقدسا من قبل رجال الدين ، بل ان الدين نفسه به نصوص تحث على تقديس الحاكم على سبيل المثال لا الحصر "يا أيها الناس اتقوا الله وإن أُمّر عليكم عبد حبشي مجدع فاسمعوا له وأطيعوا ما أقام فيكم كتاب الله" حديث صحيح لرسول الاسلام وايه اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم، وعشرات الامثله في الاسلام و المسيحيه فالحاكم هو الامام و القاضي و قائد الجيش ولنختصر هو صوره من الله على الارض. التطور و التحديث لازال مستمرا والصراع ما بين الاصلاحيين و المحافظين لم ولن يتوقف..ولكني سأكتفي فقط بذكر اشهر مثالين لحركه الاصلاح الديني في الاسلام و المسيحيه ولنبدأ بالمصلح العظيم مارتن لوثر (1483-1546) ايسلين - المانيا. كانت الكنيسه الكاثوليكيه قد شاخت ، والشعوب تعاني من عصر الظلمات ، فكان مارتن لوثر الشمعه التي اضائت لهم نور الطريق وكانت حركته الاصلاحيه هي الارهاصه الكبرى لمولد العلمانيه. فدخل مارتن لوثر صلب العقيده المسيحيه وانشأ قاعده جديده هي التبرير بالايمان ودخل في صدام مع الكنيسه الكاثوليكيه بخصوص صكوك الغفران ،كانت حقبه مظلمه بالنسبه لهم في هذه الفتره لكنها لم تكن مظلمه بالنسبه لسابقيهم ، فكان التمييز لصالح الامراء و النبلاء امرا مقبولا وشرعيا حسب الدين لكن مع تطور حياه الانسان اصبح الامر غير مقبول ، كان اضطهاد المرأه امرا مقبولا فعلى سبيل المثال كانت العائلات الغنيه عندما تريد حرمان الفتيات من الميراث كانت تتبرع بهن للكنيسه لأن الفتاه التي تبلغ سن ال 16 يتم التبرع بها للكنيسه الكاثوليكيه مقابل ان لا يكون لها الحق في الميراثحسب النظام السائد حينهاوغيرها من الجرائم في حق الانسانيه التي كانت مقبوله في الماضي واصبحت مرفوضه لاحقا. كعاده التاريخ المصلح يتهم بالهرطقه و الزندقه فُحرقت مؤلفاته وعزل وكاد مارتن لوثر ان يقتل حرقا ، لكن الشعوب المتعطشه للحياه قاتلت بعد تأثرها بكتابات مارتن لوثر ، وقامت ثوره في البلاد الالمانيه حتى ان المذهب الذي اسسه مارتن لوثر يسمى البروتستانت وهي مشتقه من كلمه protest اي احتجاج ، فكانت ثوره الفلاحين ضد الظلم و الطغيان ، والحق يقال ان مارتن كان منبر تثقيفي و تنويري لكن موقفه من الثوره كان سلبيا وانا لا ارى ان هذا يدينه او يقلل من شأنه وإلا كانت تجربته فشلت مثل ما حدث مع ابن رشد. أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد (1126م - 1198م) ولد في قرطبة هو فيلسوف، وطبيب، وفقيه، وقاضي، وفلكي، وفيزيائي مسلم. نشأ في أسرة من أكثر الأسر وجاهة في الأندلس والتي عرفت بالمذهب المالكي، حفظ موطأ مالك، وديوان المتنبي.ودرس الفقه على المذهب المالكي والعقيدة على المذهب الأشعري. رفض ابن رشد خلود النفس البشريه لأنها متعلقه بالجسد فاذا فني الجسد فنت النفس ، و رفضه للقيم الدينيه فالخير عنده ليس لأن الله امر به ولكن لأن العقل هو الذي يحكم وكذلك الشر ، يدعو ابن رشد إلى اعمال العقل حتى في ظل وجود نص ديني وتحرير العقل من اي سلطان إلا سلطان العقل . ماذا كانت النتيجه .... الاجابه معروفه حرقت مؤلفاته واتهم بالكفر وعاش بقيه حياته في المنفى وكاد ان يقتل ، وفشلت حركه الاصلاح في الاسلام على يد ابن رشد لأن ابن رشد لم يكن لديه ما وجده مارتن لوثر .. لماذا ؟ لأن ابن رشد سبق عصره فلو ظهر ابن رشد في نفس الحقبه التي ظهر بها مارتن لوثر لربما النجاح كان حليفه. ابن رشد كان ارهاصه قويه للعلمانيه والبروتستانتيه على يد مارتن لوثر كانت هي الاخرى كذلك...الان تنعم البلاد المسيحيه بالعلمانيه وتعاني البلاد الاسلاميه التخلف و الرجعيه ، وهذه من المفارقات ففي سنه 2001 كان النقاش دائر حول الشراكه ما بين مصر و اوروبا في إطار الاورمتوسطي والتي تدعو إلى التحديث في مصر لكي تكون شريكا لأوروبا وكان من اطرف التعليقات التي قرائتها "في القرن الواحد و العشرين مصر تحاول ان تبدأ اجراءات التحديث لكي تكون شريك مع طرف يبحث فيما بعد الحداثه !!" حالنا اصبح يرثى له ، عامل الزمن اسقطناه من حسابتنا للاسف الشديد ، علينا ان نتجاوز الاصلاح الديني في البلاد الاسلاميه ولندخل فورا في العلمانيه ، و إشكاليه فصل الدين عن الدوله هي غير موجوده إلا في اذهان رجال الدين لأن فصل الدين عن الدولة يعني ألا يختلط ما هو عقائدي بالسياسي ، كما انه لا يمكن للدولة القطع مع التوجه الديني كل واحد يحتاج الآخر ، فالمؤسسة الدينية وسيلة لتحقيق الأهداف السياسية المطلوبة للدولة الحديثة : بتوجيه الناس و إرشادهم للفكر المثالي و الأخلاقي المبني على الغيبيات وما وراءها ، والمؤسسه الدينيه تحتاج إلى امتيازات لكي يحافظ رجال الدين على وجهاتهم الاجتماعيه ، والدوله العلمانيه تضمن لهم ذلك ، بل سيكون لهم دور سياسي في الدوله العلمانيه لكن كشريك في صنع القرار وليس صاحب القرار ، فالفارق كبير، ففي مصر اليوم تناقش معايير الجمعيه التأسيسيه ، ومن ضمن هذه المعايير ان يتم تمثيل الازهر و الكنيسه ، لو كانت مصر دوله دينيه لكان القرار النهائي في يد الازهر فقط ، لكن مصر دوله شبه علمانيه فجعلت الازهر والكنيسه شركاء في وضع الدستور ، وهل لو اصبحت مصر دوله علمانيه بشكل كامل هل سيتغير شئ ؟ بالتأكيد لا . العلمانيه تحمي الدين و الدوله.
#محمد_عبدالحكيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العلمانيه ضروره حضاريه 2
-
العلمانيه ضروره حضاريه 1
-
الإسلام لا خير فيه
-
الملحد والحنين إلى الدين
-
إطلالة على الماضي بعين الحاضر -حادثه محمد وتأبير النخل-
-
ما بين العالم الافتراضي و الواقعي
-
يوم زي العسل
-
العلمانيه تتعثر بسبب المنتمين لها!! 2 -حركه علمانيون نموذجا-
-
نظره للوضع الراهن في مصر والسيناريوهات المتوقعه
-
ماذا لو كان هناك احتمال ثالث ؟
-
التعريص في مصر !!
-
الله خطر على البيئه
-
العلمانيه تتعثر بسبب المنتمين لها !!
-
السياحه والشريعه الاسلاميه في مصر
-
ديني اه ودينك لأ
-
علماني نص كم !!
-
لماذا نرفض تحويل مصر الى دوله اسلاميه ؟؟
-
عشوائيه ربنا !!
-
كراهيه المصريين
المزيد.....
-
الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب
...
-
المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف -
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو
...
-
الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر
...
-
أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام
...
-
اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع
...
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
-
مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|