أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعاد خيري - الثقافة العراقية في ظل الاحتلال














المزيد.....

الثقافة العراقية في ظل الاحتلال


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1090 - 2005 / 1 / 26 - 12:23
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اغنى الشعب العراقي على مر العصور الحضارة الانسانية عموما والثقافة بشكل خاص. فكان مهد اول كتابة وهي الكتابة المسمارية واول قانون لتنظيم العلاقة في المجتمع ، "قانون حامورابي" وفي مجال العمارة ، باب "عشتار" و"الجنائن المعلقة" و"طاق كسرى" وغيرها من المعالم التاريخية التي تعتبر ثروة ثقافية وحضارية لعموم البشرية. كما اغنى جميع العلوم والفنون .وتوارثت الاجيال هذا التراث الثقافي والحضاري واغنته على الرغم من كل محاولات اعداء البشرية من تهديمه وحرق موجوداته بدءا من هولاكو ومرورا بالدكتاتور صدام حسين واخيرا وليس اخرا، قوات الاحتلال . إذ ستبقى البشرية وحضارتها مهددة طالما بقيت علاقات الانتاج الراسمالية قائمة.
ورغم احراق ملايين الكتب وتهديم الكثير من المعالم الاثرية ، لم يستطع اعداء البشرية وادواتهم من انظمة دكتاتورية ورجعية بكل وحشيتهم من قتل الدور العراقي في بناء الحضارة والثقافة الانسانية فقد قامت الاجيال المتعاقبة من العلماء والفنانيين والادباء الحفاظ على ما تبقى من التراث الحضاري واغنائه والمساهمة في تطويره . ولذلك عمدت الانظمة الدكتاتورية والرجعية تنفيذا لمخططات اسيادها من الاستعماريين البريطانيين والامريكان الى ارهاب العلماء والفنانيين والادباء من قتل وسجن وتعذيب، الامر الذي اضطر مئات الالاف منهم الى مغادرة الوطن والانتشار في معظم اصقاع العالم يمارسون نشاطهم العلمي والثقافي لاغناء الحضارة الانسانية. فهاهي زها محمد حديد تبز كل مهندسي العالم المعماريين وهناك المئات من المخترعين والمكتشفين العراقيين الذين يغنون الحضارة الانسانية بكل تواضع دون ان يشار الى هويتهم تنفيذا لرغبات اعداء البشرية الذين اصبحوا يهيمنون على كل وسائل الاعلام ومراكز البحث العلمي .
واذ فشلت كل وسائل قتل الامكانيات العراقية والكرامة الوطنية عمدت قوات الاحتلال الى قتل الذاكرة العراقية عن طريق نهب وحرق المتاحف العراقية والمراكز العلمية والمكتبات ففي يوم 9/4/2003 اقتحت دبابة امريكية باب المتحف الوطني وافسحت المجال للغوغاء الذين احضرتهم بالتعاون مع اداتها النظام الدكتاتوري وعملاء متخصصين بنهب وتحطيم اثار اقدم حضارة انسانية. ووقف الجنود والضباط الامريكيون يتمتعون بالمنظر . وتكرر المشهد في المجمع العلمي العراقي ونهبت محتوياته بما فيها من كتب ومخطوطات اثرية واجهزة . وعندما سئل وزير الدفاع الامريكي رامسفلد عن هذه الجرائم بحق الانسانية قال "ان هذه ايضا نوع من الحرية ". ولم تختر قوات الاحتلال قاعدة لها الا في مدينة بابل وهي من اقدم مدن العالم وحرصت الاجيال من الشعب العراقي على حمايتها رغم كل محاولات اعداء البشرية لاسدال ستار النسيان عليها ومحاولة تشويهها كما فعل الدكتاتور صدام حسين حيث اجبر علماء الاثار عللى كتابة اسمه على بوابة عشتار. واذ احتج وزير الثقافة العراقي على اقامة القاعدة العسكرية لقوات الاحتلال فب بابل، في البداية الا انه لم يستطع وقف عملية التدمير المنظم الذي استمر اكثر من سنة ونصف خرب العديد من معالمها باستهتار استفز ضمير احد علماء الاثار البريطانيين وتناقلت صحف العالم احتجاجه الذي نشرته جريدة الغارديان البريطانية مستنكرة الاعمال الوحشية التي ارتكبتها قوات الاحتلال بهذا المعلم الحضاري التاريخي الذي يهم جميع سكان العالم . فقد تعرضت بوابة عشتار الى التخريب وتسربت زيوت العجلات الى الطرق الاثرية وتعرضت جميع المرافق الاثرية للارتجاج بفعل حركة المجنزرات والدبابات ، وضياع الاف القطع الاثرية حيث تم ملء اكياس التراب لحماية القاعدة، بها.
ولم ينج العلماء العراقيون من خطط قوات الاحتلال في قتل طموحات الشعب العراقي وآفاقه العلمية . فقد جرى اختطاف وقتل العشرات منهم واضطر المئات الى الهجرة الامر الذي حرم الجامعات والمعاهد العلمية من كوادرها العلمية وحرم المجتمع من ابرع اطبائه وعلمائه. هذا فضلا عن فسح المجال لجميع اشكال الارهاب الذي لم تنج المدارس والجامعات من تفجيراتهم وحرمان الكثير من الاطفال والشباب ولاسيما الاناث من الذهاب الى المدارس والجامعات لحمايتهم . ولاشك بان كل ذلك سيلقي بظلاله على مستقبل العراق الثقافي والحضاري . كما ان تعطيل عمليات اعادة الاعمار وتوجيه موارد الدولة سواء من النفط او المساعدات الدولية، لحماية الامن ، أي تحويلها للصرف على قوات الاحتلال مما ادى الى تفاقم البطالة وحرمان مئات الالاف من الاطفال والشباب من الدراسة وادى الى تزايد نسبة الامية .
ان الثقافة العراقية تتعرض بشكل متعمد للقتل وعلى كل عراقي غيور ان يستنفر كل طاقاته من اجل حماية الثقافة العراقية وهي من الميادين الاساسية في معركتنا ضد الاحتلال ومن اجل عراق حر مزدهر يسهم في بناء الحضارة الانسانية.
19/1/2005



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة والسياسة
- لتبقى متوهجا في سماء العراق توهج طبقتنا العاملة على ارضها اب ...
- المقاومة العراقية والارهاب الفكري
- مقر لحلف الاطلسي في قلب العراق نصل سام في قلب كل عراقي شريف
- من اباح للمتحدث بأسم المفوضية العليا للانتخابات التحدث بأسم ...
- المساواة بين الارهاب والمقاومة اخطر اسلحة الاحتلال الايديولو ...
- وطنية الشيوعيين العراقيين سر عمق جذورهم في ارض الوطن وفي ضمي ...
- الثورة العلمية التكنولوجية ميدان للصراع الطبقي
- مساهمة في محاور النقاش حول الانتخابات العامة في العراق
- الارهاب اداة العولمة الراسمالية للهيمنة على العالم
- انقذوا الشعب العراقي من الابادة معركة الشعب العراقي ضد الاحت ...
- صمود الحزب الشيوعي بوجه كل محاولات افنائه وسر توطيد كيانه وت ...
- قرار مجلس الحكم في العراق رقم 137 نسف لاسس النظام الديموقراط ...
- يعيش فهد بحيوية افكاره
- قرار مجلس الأمن رقم 1483 هدر لحقوق الشعب العراقي وتهديد للأم ...
- نداء الى شباب انتفاضة آذار المجيدة
- نحو المؤتمر الخامس لرابطة المرأة
- درء الحرب ومنع أي تدخل عسكري امريكي المهمة الوطنية الاولى
- التهويل من احداث 11/ايلول السلاح الايديولوجي للهيمنة الامريك ...
- ليلة الاعتصام تضامنا مع الشعب الفلسطيني


المزيد.....




- إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط ...
- إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
- حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا ...
- جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم ...
- اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا ...
- الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي ...
- مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن ...
- إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سعاد خيري - الثقافة العراقية في ظل الاحتلال