أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بكر أحمد - حين تكون الإنتخابات العربية المزيفة أكثر ج مالا من أنتخابات العراق














المزيد.....

حين تكون الإنتخابات العربية المزيفة أكثر ج مالا من أنتخابات العراق


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1090 - 2005 / 1 / 26 - 12:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد عدة أيام ستقام انتخابات برلمانية في العراق لا أحد يعرف حتى الآن شيء عنها أو كيفتها أو شكلها وطريقة حدوثها ، بل لا أحد يعرف حتى الآن من هم المرشحين الأفراد ، وكل ما هو معلوم هي أسماء القوائم الانتخابية دون معرفة حقيقية عن وضع الأفراد الذين بها أو تقيمهم على الصعيد العلمي والمهني ، ولا يتذكر العراقيون سوى فتوى السيستاني الذي هدد بالنار لكل من لن يشارك بها ، ناهيك عن الوضع الأمني المخيف الذي عجزت هيمنة الولايات المتحدة على السيطرة عليها .

لا جدوى تذكر من التذكير بأن هذه الانتخابات لا تختلف كثيرا عن باقي الانتخابات المحسومة سلفا ، كونها تقوم على المحاصصة الطائفية والحزبية وهي شيء يشبه التعيين المسبق والتي تعيد تأهيل المنطويين طوعا والقابلين حبا بوجود الاحتلال حيث أنه وحتى الآن لم نسمع عن برنامج انتخابي لأي من الأحزاب أو القوائم يطالب بجدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من العراق وإعادة السيادة من جديد .

آخر الانسحابات من هذه الانتخابات الشُبهة حدثت حين أعلنت الجبهة العربية في كردستان العراق انسحابها منها ، فلم يبقى الآن إلا القوائم الشيعية ( سواء كانت دينية أو علمانية ) والكردية والنتائج معروفة ، مجرد تبادل معروف في كراسي الحكم ومن ثمة إكمال وضع الارتقاء لمجلس الحكم من حيث الشكل لا المضمون .

ألا يتبادر إلى الذهن عن ماهية جدوى هذه الانتخابات ، فحالة الترويج القائمة لها قد توحي بشكل ما بأن هناك انتقال خرافي في الوضع السياسي والاقتصادي والثقافي في العراق ، وأن العراقيين على وشك تأسيس شيء ما مختلف عن سابقه ، وأن حالة الانتقال من وضع إلى آخر لا ينقصها سوى أجراء هذه الانتخابات ، خاصة أننا نعرف بأن دور أي انتخابات في العالم هي رسالة بأن هذا الشعب يملك قرار أمره وينوي تغير مسيرة حياته نحو الأفضل ، وأن هذا التغير نابع من إرادته هو ، فهل هذا الشيء ينطبق في العراق ؟ ثم ما هو مردود هذه الانتخابات على المواطن العراقي الذي يعاني الأمرين الآن من الوضع القاتم ، فهو لن يرى سوى دخول رجال راهنوا بمصيره وهددوه بجهنم أن لم يختارهم ، ثم تحٌول في مسيرتهم من ناحية الإمتيازات والنفوذ مع تمرير سياسة الاحتلال الذي لا يستطيعون بحال من الأحوال الاعتراض عليه كون بقائه مرتبط ببقائهم .

من السخف أن نصدق ما تقوم به بعض المحطات الفضائية ( العربية ) من تسويق مبتذل لهذه الانتخابات الأضحوكة بل تتجاوز هذه المواد الإعلانية إلى المشاركة الفعلية في الحملات الانتخابية لبعض ممن يشارك بها عبر لقاءات منتفخة رياء ونفاق وتملق وتضخيم لصورة هي بالأساس متقزمة ، في وقت لو قارنا أي انتخابات عربية ورغم تزيفيها بانتخابات العراق تظل جمالية القبح في الأنظمة العربية المستبدة أكثر أقناعا مما يحدث ألان في العراق .

ستحدث الانتخابات حتى وعلى دماء العراقيين وبالقوة ، و سيتم فرز الأصوات بطريقة لاهوتية لا يعرف بنتائجها سوى المنطقة الخضراء وسط غياب شعبي كبير وعدم قناعة دولية ، لتفرز لنا أشخاصا ممسوخة صورهم ليتنافحوا حينها شرفا بأن العراق استعاد حريته .
لكن بعد أن يتم لهم ما أرادوا من هيمنة طائفية مكذوبة ، هل سيغير في هذا الوضع شيء ، هل سيعود العراق أفضل مما كان .

أنا شخصيا لا يعنيني إطلاقا من يحكم العراق حتى وأن كان السيستاني ذاته ، بل لا يهمني أن حدث حكم طائفي شيعي في العراق إذا كان هذا هو خيار الشعب ، لكن ما يزعج فعلا هو حالة التفسخ في الكرامة الإنسانية التي نراها الآن والتي قبلت بكل شيء مذل على حساب طائفي يعمل تحت سلطة احتلال عالمية أهم أهدافها هي سلب ثروة العراق النفطية وتسخيرها لصالح شعبه ، وان يتم هذا العمل بمباركتهم مقابل عوائد كاذبة تنحصر بالمصلحة الفردية الضيقة ، فالوطن أكبر مما هم يعتقدون .

مختصر القول : الانتخابات دلالة فعلية عن الاستقلال ، وهي من تشرعن وجوده ، ومتى ما خرجت عن هذا السياق ، فهي ألعوبة سمجة لا تطاق .



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية الدين والجنس والراي المخالف ..لا تعني الإيمان بها
- بعد جورجيا وأوكرانيا ... متى يأتي دور ال يمن
- وللمعصوم الطاعة المطلقة
- الخيواني .. أنت رمز للشرف
- عروبة لغة أم عروبة دين
- ايديولجية مناهضة الدين كأيديولوجية الدين .... دنكشوط أخر .
- أصحاب القرآن .... هي ثورة ولكنها متأخرة جدا .
- يا أفندم ... ماذا يعني لك الدستور ؟
- ناصرية تقدمية ...لا ناصرية تخلف ورجعية
- الوطن الضريح
- المرأة والمجتمع والإصلاح في اليمن - ثلاثية الصراع الأزلي
- ما أن تكون اشتراكيا أو لا تكون


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بكر أحمد - حين تكون الإنتخابات العربية المزيفة أكثر ج مالا من أنتخابات العراق