أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر النابلسي - صناديق الاقتراع مقابر للرعاع















المزيد.....

صناديق الاقتراع مقابر للرعاع


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 1090 - 2005 / 1 / 26 - 12:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


-1-
حرب الإرهابيين على الديمقراطية!

بالأمس كشف الاحتلال الإرهابي الأصولي الديني والقومي للعراق عن وجه الحقيقي عندما أُذيع شريط نُسب للإرهابي الزرقاوي يعلن بصراحة أن الديمقراطية كفرٌ، وأن الناخبين الذي يقترعون للديمقرطية هم كفرة، وسوف يتم تدمير كل مراكز الاقتراع الحر في العراق لأنها مراكز كفر وزندقة. وقال الصوت المخبول في الشريط: "لقد أعلناها حرباً مريرة على مبادئ الديمقراطية وكل من يسعى لتطبيقها".

وقال الشريط أيضاً: "المرشحون في الانتخابات يسعون لأن يصبحوا أنصاف آلهة والذين يصوتون لهم كفرة. ويشهد الله على قولي فقد بلغت ".

وهاجم الشريط الشيعة هجوماً وحشياً وقال: "إن الشيعة يعمدون لنشر معتقداتهم الخبيثة في بغداد والمناطق التي يهيمن عليها السُنَّة من العراق". ووصف الشريط المرجع الأعلى للشيعة في العراق، آية الله علي السيستاني بـ"الشيطان". ومن المعلوم أن الشيعة هم أكثر المتحمسين للانتخابات تحمساً كبيراً والمتعطشين للديمقراطية تعطشاً شديداً ،نتيجة للطغيان الكبير والماضي العسير الذي ذاقوا مرارته من فرعون الرافدين، ونتيجة للتهميش الذي لحق بهم طيلة أكثر من ثلاثين عاماً. في حين أن تراث السُنّة منذ 1400 سنة يعادي الديمقراطية أصلاً في العراق وخارج العراق، ويعتبر الانتخابات محرّمة كما أفتى بذلك الشيخ السعودي فوزان الفوزان، وكما قال مفتي فلسطين الشيخ عكرمة صبري في خطبة الجمعة في المسجد الأقصى في 7/1/2005 وقبل إجراء الانتخابات الفلسطينية الرئاسية الأخيرة بيومين. وسيكون السُنّة العرب أغبى الأغبياء وأتيس التيوس إذا ما قاطع قسم منهم الانتخابات، لأنهم بذلك يقدمون المجلس الوطني العراقي القادم على طبق من ذهب للفئات الأخرى. فالانتخابات ستجري بهم وبدونهم. وهي كالقَدَر الذي لا راد له، حتى ولو جفف الغزاة من الارهابيين االأصوليين دجلة والفرات، واقتلعوا كل نخيل العراق، وأحرقوا كل نفطه.



-2-


أين الشرف المزعوم؟



إذن، فالغزاة من المحتلين الإرهابيين الأصوليين الدينيين والقوميين أعلنوها حرباً مدمرة على الديمقراطية العراقية، بصراحة وبكل وضوح، فليكن، وعلى الإعلام العربي الذي يتشدق بالديمقراطية والدعوة إلى محاربة الفساد والشفافية أن يتنبه لهذا، ويعتبر كل من يدافع عن الغزاة من المحتلين الإرهابيين الأصوليين الدينيين والقوميين هم من الإرهابيين الحقيقيين وليسوا من المقاومة المزعومة.

لقد أحرج الزرقاوي بهذا الشريط حلفاءه من المعلقين السياسيين الدينيين والقوميين الذين جعلوا من الغزاة المحتلين الإرهابيين الأصوليين الدينيين والقوميين المثال الأعلى في المقاومة الشريفة.

فأين الشرف في هذه المقاومة التي جاءت لتقاوم الحرية والديمقراطية وبلسان واحد من أكبر شياطينها وارهابييها؟

وأين الشرف في هذه المقاومة التي تقتل في كل يوم العشرات من حماة هذه الديمقراطية وهذه الحرية والقائمين على تعبيد الطريق أمام مسيرة الحرية والديمقراطية العراقية الطويلة؟

لقد أحرج الزرقاوي الفضائيات الخرقاء والصحف السوداء التي تصفق له ليلاً نهاراً ، وتنشر أنهاراً من الأعمدة، وتذيع أكواماً من البرامج الممجدة للمقاومة "البطلة" في العراق.

فأين هي البطولة في هذه المقاومة التي جاءت لتحطيم صناديق الاقتراع، وتثبيت طرق الاتّباع، ورفع أصوات الرعاع؟

أين البطولة في هذه المقاومة، وأنتم تزمّرون وتطبلون لها منذ أكثر من عام، وتعتبرون كل من يهاجمها ويكشف عورتها وعارها المشين من الخونة والعملاء وأتباع المارينـز؟

-3-
لماذا كل هذه المقاومة؟

ولكن لماذا كل هذه لصناديق الاقتراع الحر من قبل الغزاة من المحتلين الإرهابيين الأصوليين الدينيين والقوميين؟

الجواب، لأن في صناديق الاقتراع الحر الطريق إلى الحداثة والطريق إلى العَلمانية والطريق إلى الليبرالية وهي ما لا يريدوه الغزاة من المحتلين الإرهابيين الأصوليين الدينيين والقوميين.

لأن في صناديق الاقتراع الحر تكون السيادة للشعب، والزعامة للشعب، والقول الفصل لصناديق الاقتراع الحر، وليست لصيحات الرعاع، وهتافات الرعاع، وشعارت الرعاع.

لأن في صناديق الاقتراع الحر لا زعيم إلى الأبد غير صندوق الاقتراع الحر، ولا صوت غير صوت الناخب، ولا حاكم إلا من يأتي به صندوق الاقتراع الحر.

لأن في صناديق الاقتراع الحر كشف وفضح لخطاب الغزاة من المحتلين الإرهابيين الأصوليين الدينيين والقوميين المتهافت والذي يقول بكل بساطة: "إننا حرب مدمرة ضد الديقراطية" كما أعلن الزرقاوي خيّب الله أمله.



-4-

ماذا على العراقيين أن يفعلوا؟



على العراقيين أن يثبتوا للغزاة المحتلين الإرهابيين الأصوليين الدينيين والقوميين أنهم مصممون على الحرية والديمقراطية وأن صناديق الاقتراع الحر ستكون مقبرة للرعاع الذين كانوا يصوّتون للطاغية بدمائهم وأرواحهم وبنسبة مائة بالمائة في آخر اقتراع مزيف قبل التاسع من نيسان المجيد 2003. وبذا، صدق فينا قول شيخ الأزهر سيّد طنطاوي من أننا حقاً أمة من الرعاع.

على العراقيين أن يُصوّتوا بكل اصرار ويتحدّون الموت كما يتحدّونه كل يوم، لكي يقولوا للغزاة المحتلين الإرهابيين الأصوليين الدينيين والقوميين أن فجر العراق الجديد سوف ينبثق من صناديق الاقتراع الحر.

على العراقيين أن يتوافدوا على صناديق الاقتراع الحر، وكأنهم يتوافدون لأداء صلاة العيد.

فأي صلاةٍ أنفع عند الله من رفع صوت الحق، ومحاربة الطغيان من خلال صناديق الاقتراع الحر؟

وأي عيدٍ عند العراقيين أجمل من هذا العيد الذي يتنافس فيه المتنافسون الشرفاء لنيل شرف الخدمة الوطنية التي كانت مقصورة على حزب واحد، وطائفة واحدة، ومذهب واحد، وعشيرة واحدة.

على العراقيين أن يتوافدوا على صناديق العراق وكأنهم يتدافعون إلى ساحة الوغى دفاعاً عن شرف العراق، ومن أجل مستقبل أبناء العراق.

فأي وغى أشرف من هذه الوغى يوم الثلاثين من يناير الجاري، وقد وقف أعداء العراق من الغزاة المحتلين الإرهابيين الأصوليين الدينيين والقوميين ضد شعب العراق كله، وضد ارادته وتصميمه.

لقد حارب الرعاع في الماضي مع الديكتاتور حروباً مجانية سنين طويلة شُطبت نتائجها بجرة مسمار من مسامير حذاء الديكتاتور، واليوم يحارب الشعب العراقي عير صناديق الاقتراع الحر لكي لا تتكرر حروب الدكتاتورية من جديد. والضامن الوحيد لهذا هو صندوق الاقتراع الحر الذي سيخرج منه الدستور، وتخرج منه كل مؤسسات الدولة السياسية وغير السياسية. وهو ما لا يريده الغزاة من المحتلين الإرهابيين الأصوليين الدينيين والقوميين، واتباعهم من الإعلاميين ومن تبعهم إلى يوم الدين.

صندوق الاقتراع الحر هو مقبرة الرعاع.

صندوق الاقتراع الحر هو الكُوّة التي ستشرق منها غداً شمس العراق الدستوري والمؤسساتي الحر.

صندوق الاقتراع الحر هو حلم العراق منذ 1400 سنة وأكثر، وسوف يتحقق.

فاحرصوا، وصوّتوا أيها العراقيون، ففي أصواتكم الحرة صلاة المؤمنين بالحرية التي نادت بها كل الأديان والشرائع.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات العراقية والامتحان الليبرالي
- العراق والمصير المنير
- أول شيخ أزهري يُثني ويُوقّع على -البيان الأممي ضد الارهاب
- محمود عباس والخوارج
- أسئلة الأعراب في أسباب الإرهاب
- محمود عباس والطريق إلى الدولة الفلسطينية
- -الإصلاح من الداخل- دعوة طفولية ساذجة لتطييب الخواطر وتقليل ...
- عراقٌ نادرٌ بين الأمم
- -منتدى المستقبل- خطوة على طريق -الشرق الأوسط الكبير-
- نحن والغرب: الشركاء الأعداء
- المثقفون والطغيان في المؤتمر الثالث للفكر العربي
- الواقع العربي المرير وأسئلته
- الانتخابات العراقية بين كفر المقاطعة ومعصية الاشتراك
- بشائر مؤتمر شرم الشيخ
- إنفلاج الصُبح في الفلّوجة
- هل يُصبح محمود عباس -غاندي فلسطين-؟
- نجاح -الجمهوريين- انتصار لمشروع التغيير العربي؟
- 3000 توقيع على (البيان الأممي ضد الإرهاب) ماذا تعني؟
- أسماء الدفعة الثانية من الموقعين على - البيان الأممي ضد الار ...
- أسماء الدفعة الأولى من الموقعين على (البيان الأممي ضد الارها ...


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر النابلسي - صناديق الاقتراع مقابر للرعاع