أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - غورباتشوف وخيبة الأمل














المزيد.....

غورباتشوف وخيبة الأمل


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 3712 - 2012 / 4 / 29 - 17:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل ايام قليلة قرأت ما قالهُ ميخائيل غورباتشوف خلال القمة السنوية الثانية عشر للفائزين بجائزة نوبل للسلام والتي انعقدت في الولايات المتحدة الاميركية حيث اطلق العنان لخطابه خلال كلمته التي ألقاها في جامعة إلينوي في شيكاغو معلنا عن خيبة أمله من النظام العالمي الجديد لعدم تحقيق الاهداف التي حصل من أجلها على جائزة نوبل للسلام عام/1990 وطالب بإرساء نظام عالمي جديد اكثر استقرارا وعدلا واكثر إنسانية مبديا حذره من ان هناك تحديات هائلة تواجه تحقيق هذا الغرض؛ فالاسلحة النووية لاتزال تهدد العالم بالتدمير الشامل وهناك المليارات من البشر تكتوي بنار الفقر والحرمان ناهيك عن المشاكل البيئية الكثيرة التي تعاني منها المعمورة كمشكلة تغيير المناخ والتلوث البيئي الذين أثرا وحرما الكثير من الناس من التمتع بهواء وماء وغذاء نظيف وخال من التلوث
وقال غورباتشوف في إحدى فقرات خطابه :"بصفتنا الحائزين على جائزة نوبل فان لدينا الحق بالتحدث بصوت عالٍ ولابد من اتخاذ موقف عملي صارم للحد من المشاكل والاضطرابات التي تعاني منها البشرية". وأوضح ان الحكومات تجاهلت الالتزامات الدولية التي قطعتها امام الامم المتحدة وامام مواطنيها واتخذت موقفا متعاليا على شعوبها واستخدمت ما وصفها ب(الحيل القديمة ) لاسكات اصوات الشعوب المقهورة واكد على وجوب الاتحاد بين الناس المسحوقين والتضامن معا وان نعمل بحزم لتغيير العالم نحو الافضل
هذا السياسي الجريء لم يهدأ ابدا رغم شيخوخته وتجاوزه الثمانين من العمر وكثيرا ما كان يكيل الاتهامات لتلميذه القيصر الطموح فلاديمير بوتين /زعيم حزب روسيا الموحّدة بالتلاعب بنتائج الانتخابات التشريعية التي جرت اواخر السنة الماضية ودعاه مرارا الى التنحي امام موجات التظاهرات المناهضة له وترك السلطة حيث وقف الجمع الغاضب ساخرا منه ؛ والجماهير تهتف متسائلة ؛ ألم يكفِه انه رأسَ روسيا حقبة من الزمن ورأسَ الحكومة حقبة اخرى بعدها وها هو الان يريد ان يعود رئيسا لروسيا مرة ثالثة متحديا رغبة الجماهير التي تنادي باسقاط بوتين وعدم فسح المجال له للتلاعب بنتائج الانتخابات التشريعية المقبلة بعد ان ثبت وتأكّد قيامه مع مريديه بتزوير الانتخابات التشريعية السالفة كما يدعي غورباتشوف نفسه
ورغم ان بعض الروس يحمّلون غورباتشوف مسؤولية تفكيك الاتحاد السوفياتي السابق وانهياره حيث يتهمونه انه لعب دورا كبيرا بالتنسيق مع الولايات المتحدة خلال رئاسة رولاند ريغان الا انه ينفي نفيا قاطعا هذا الاتهام حيث قال :"لم أقم بشيء سوى انني رفعت غطاء القِدْر الذي كان يغلي "
والحق ان غوباتشوف قبل تفكك الاتحاد السوفياتي في الخامس والعشرين من كانون الاول /1991 كان يتطلع لاجراء تغييرات في بنية المجتع السوفياتي منذ ان عُيّن سكرتيرا عاما للحزب الشيوعي السوفياتي عام/1986 حيث بدأ بإجراء اصلاحات شاملة في اقتصاد البلاد وأرسى نظما جديدة في الحياة العامة لم يألفها الشعب السوفياتي من قبل ، ودعا لإحداث تغييرات ديمقراطية في المجتمع وطالب بزيادة النشاط السياسي لعموم الشعب السوفياتي واتخذ إجراءً جديدا يلفت الانظار من خلال قيامه بإلغاء الرقابة على الاعلام
وخلال فترة قيادته دفّة الدولة تجاهل مطالب المتشددين من الديماغوغية الشيوعية والتي طالبته بسحق المعارضة المتنامية في دول الكتلة الشرقية وبالاخص المانيا الديمقراطية ولم يصغِ الى رغبات رفاقه الشيوعيين الذين طالبوه بالتدخل العاجل والتصدي للمتظاهرين الغاضبين الالمان مما أدى ذلك الى سقوط جدار برلين عام/1989
ولم تهدأ سريرة غورباتشوف فأعلن مصارحة شعبه بما يجري من تغييرات في هذا العالم الساخن او ما سُمي ب(الغلاسنوست)في المصطلح السياسي الروسي وكثرت دعواته الى ضرورة إعادة هيكلة الدولة وبناء اسس جديدة من العلاقات الدولية مع امريكا والغرب عموما او ما اصطلح عليه ب(البروسترويكا)ومحاربة الجمود العقائدي وكان ابرز المؤسسين لهذا المفهوم السياسي الجديد على الشعب السوفياتي والتي على اثره أنهت شبح الحرب الباردة التي كانت قائمة بين المعسكر الشيوعي والمعسكر الرأسمالي وقد أتت البرسترويكا أكلها بعد ان وقّع بوريس يلتسين على اتفاقية حلّ اتحاد الجمهوريات السوفياتية وعلى اثر هذه الانجازات الكبيرة والتي يسمونها الخصوم ب(التراجعات المفجعة)حصل هذا الشيوعي الصديق الحميم لليبرالية على جائزة نوبل للسلام عام/1990
ومع كل هذه التغييرات الدراماتيكية المهولة التي عصفت بالاتحاد السوفياتي السابق فقد بقي غورباتشوف وفيّا لبلاده طامحا لتغييرها ونموّها كي تلعب دورا بارزا في العالم نابذا سياسة القطبين القويين المتنازعين التي أرعبت الشعب السوفياتي قبل ان ترعب الغرب خوفا من اعلان الحرب بين لحظة واخرى إذ كان العالم على شفا حفرة من الجحيم
ومنذ عام /1992 وحتى الان يرأس غورباتشوف المؤسسة الاجتماعية الدولية للدراسات الاقتصادية ونمو المجتمع ويشارك في الكثير من الانشطة العامة والخيرية في بلاده وفي العالم ، ولم ينسَ العودة الى النشاط السياسي لكنه فشل في ترشيح نفسه وخوضه للإنتخابات في مجلس الدوما الروسي كما حاول الترشيح في الانتخابات الرئاسية لكنه فشل ايضا لان الكثير من عتاة الشيوعية الروس يرونه على غير مايراه الغرب الليبرالي



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا الصديقة الحميمة
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/الجزء الخامس
- لايكفُّ لساني عن وخزك
- هكذا أدرّبُ نفسي
- الإحتلال الديبلوماسي
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/الجزء الرابع
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/الجزء الثالث
- لدغاتُ العمّ سام وشطحاتُ بابا كريستوفر
- رياشٌ مغمّسةٌ بالحزن
- مِن عاشقةٍ لمعْشوقِها في عليائِهِ
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/الجزء الثاني
- لاأريدُك
- مذكرات مثقف عراقي في سنوات الحصار/الجزء الاول
- مباراةُ عاشقةٍ خاسرة
- مخاطر الكعكة الصفراء
- إطلالةٌ على مدنِ الرّماد
- ما خبّأه ابنُ طفيل في قِماطِ حيِّ بن يقظان
- أريدكِ نافذتي...شُرْفتي المشْرَعة
- والذي قيْدُهُ يزينُ يديهِ
- السيمورغ


المزيد.....




- مصر: الدولار يسجل أعلى مستوى أمام الجنيه منذ التعويم.. ومصرف ...
- مدينة أمريكية تستقبل 2025 بنسف فندق.. ما علاقة صدام حسين وإي ...
- الطيران الروسي يشن غارة قوية على تجمع للقوات الأوكرانية في ز ...
- استراتيجية جديدة لتكوين عادات جيدة والتخلص من السيئة
- كتائب القسام تعلن عن إيقاع جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح به ...
- الجيشان المصري والسعودي يختتمان تدريبات -السهم الثاقب- برماي ...
- -التلغراف-: طلب لزيلينسكي يثير غضب البريطانيين وسخريتهم
- أنور قرقاش: ستبقى الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار
- سابقة تاريخية.. الشيوخ المصري يرفع الحصانة عن رئيس رابطة الأ ...
- منذ الصباح.. -حزب الله- يشن هجمات صاروخية متواصلة وغير مسبوق ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - غورباتشوف وخيبة الأمل