أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف غنيم - الأسلاميون وجماع الوداع














المزيد.....


الأسلاميون وجماع الوداع


يوسف غنيم
(Abo Ghneim)


الحوار المتمدن-العدد: 3712 - 2012 / 4 / 29 - 14:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الخلاف مع الدين السياسي خلاف تاريخي لن يتوقف إلا بتوقف التداخل بين السياسة كنظام حكم يخضع للمصالح الطبقية وبين المعتقدات التي تعبر عن الضمير الذي يحتكم الإنسان اليه .
إن إستمرار التلفح في الدين لتبرير المواقف السياسية والإجتماعية سيؤدي إلى تخليد الإنقسامات الطبقية وتسيد فئات طفيلية للمشهد العام بالمجتمعات على قاعدة.. أن التفاوت الطبقي قانون إلهي ليس للبشر دخل وما على الفقراء إلا القبول بتلك المشيئة .
لم يحمل الدين في أي عصر من العصور إلا الفقراء والمضطهدين ولم يدافع عن قداسته الى المعوزون في الأرض ولم يكن الدين إلا حالة خلاص من ظلم الإنسان وتسيد لمفاهيم العدالة الإلهية المطلقة. من هنا كانت دعوة السيد المسيح للناس " لا تعبدوا إلهين الله والمال " لتقريب الإنسان من إنسانيته التي تدفعه إلى التعفف عن كل شيء يخرج عن القيم الأخلاقية التي نادت بها الديانات جميعا .
لقد شكل وصول الإسلام السياسي إلى السلطة التشريعية في بعض الدول العربية مدخلا للتعرف على الأجندة السياسية والإجتماعية لهذه التيارات، فالغنوشي وعد بعدم تضمين الدستور التونسي أي بند يناهض العلاقات مع إسرائيل وإلتزم بالإبقاء على الوضع الإجتماعي في تونس كما كان في حقبة بن علي نظرا لدور "البكيني" في جلب السياحة إلى تونس , وعبد الباري الزمزي أصدر فتوى العام الماضي زعم فيها أن الزواج بين الرجل والمرأة لا يزال حتى بعد الموت مؤكدا على أنه يحق للمرأة ممارسة الجماع مع زوجها المتوفى , ويناقش مجلس الشعب المصري إجازة ممارسة الرجل الجنس مع زوجته المتوفاه خلال الست ساعات الأولى على وفاتها كوسيلة لتوديعها , بدل نقاش إلغاء إتفاقية كامب ديفد أو التأكيد على ضرورة إستمرار المقاطعة مع الكيان الصهيوني .
إن السلوك السياسي والإجتماعي للدين السياسي يضعنا أمام الحقائق التالية :-
1. إمتطاء رجال السياسة للدين للدخول إلى السلطة .
2. التأكيد على أن الدين حمال أوجه .
3. إنعدام أية إمكانية للفصل بين السياسة والمصالح الطبقية .
4. محاولة الدين السياسي الإنقضاض على الحقوق الإجتماعية التي حققتها المرأة خلال المرحلة الماضية .
5. الهبوط بالإهتمامات العامة الى حد السفاهة .
6. الأستخفاف بالعقل العربي .

أن هذه الحالة تضعنا أمام خيار واحد وحيد يتمثل في مواجهة التيارات السياسية التي تتخذ من الدين وسيلة لتحقيق مصالحها عبر مواجهات مشاريعها السياسية التي تقوم على تحالفات واضحة مع الأمريكان على قاعدة إستبدال التحالفات القديمة التي سادت خلال العقود الماضية مع الفئات الطفيلية في الدول العربية بتحالفات جديدة مع الدين السياسي الذي إلتزم عمليا بإعادة هندسة المجتمعات العربية من خلال تطويع النص الديني للمصالح بعيدا عن إحتياجات المجتمعات العربية .
يشكل التصدي للتيارات الإسلامية بتوجهاتها الإنتهازية مدخلا رئيسيا لمواجهة حالة االتراجع للمشروع القومي العروبي بفعل التحالفات الجديدة التي تستدرج الهزيمة للوعي الشعبي من خلال إدخال مفاهيم وقيم لا تمت للحضارة والإنسانية بأي صلة بهدف إشغال الناس في قضايا ثانوية .



#يوسف_غنيم (هاشتاغ)       Abo_Ghneim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا الوطن النظام
- الواقع العربي و متطلبات التغيير
- أين يتجه العالم العربي في ظل قيادة قطر
- عندما تضحكين
- عندما يتحول الحب إلى كلمات


المزيد.....




- مسجد سول المركزي منارة الإسلام في كوريا الجنوبية
- الفاتيكان يصدر بيانا بشأن آخر تطورات صحة البابا فرانسيس
- ملك البحرين: نستجيبُ اليوم لنداءِ شيخ الأزهر التاريخي مؤتمرِ ...
- وفد من يهود سوريا يزور دمشق بعد عقود في المنفى
- “اسعد طفلك الصغير” أغاني وأناشيد على تردد قناة طيور الجنة عل ...
- موقع سوري يستذكر أملاك اليهود في دمشق بعد بدء عودتهم للبلاد ...
- فرنسا تناقش حظر الرموز الدينية في المسابقات الرياضية
- شيخ الأزهر يطلق صرخة من البحرين عن حال العرب والمسلمين
- ملك البحرين يشيد بجهود شيخ الأزهر في ترسيخ مفاهيم التسامح وا ...
- احدث تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 TOYOUR EL-JANAH TV على ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف غنيم - الأسلاميون وجماع الوداع