شتان بين فقهاء الامس وفقهاء اليوم

عبد الحكيم عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 3711 - 2012 / 4 / 28 - 13:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

السلام عليكم برز اليوم الكثير من الفقهاء في الدين الاسلامي وتناولو ا بعض الامور التي تتعلق في الدين من الحلال والحرام وناقشوا امور فيها الكثير من الاستهجان والغرابه وافتوا بها ومنها ارضاع الكبير وانه على المرأة العامله حتى يصبح التعامل مع زملائها على انهم محرمين عليها فعليها ارضاعهم هذا بالنسبة للعاملة المرضعه اما بالنسبة للفتاة الغير متزوجه والفتاة البكر لااعرف الطريقة التي يصبح بها زملائها من المحرمين عليها مستندين بهذه الفتوى على ان ام المؤمنين عائشه كانت تامر بنات اختها برضاع الكبير حتى يصبح من المحرمين عليها فيحق له الدخول عليها والخلوة بها لانه اصبح ابن بنت اختها فهو محرم عليها وما ادرك من الفقهاء من افتى بهذه الفتوى العجيبه ان الفقيه عندما يشرع بفتوى عليه النظر في اثر هذه الفتوى على المسلمين في جميع مناحيها وهل هذه الفتوى مستساغه او مقبوله وايضا عليه البحث عن مسوغاتها في القرآن وهل فيه من الايات مايدعمها حتى لو وردت في السير والفقيه في لغة العرب معناه الاكثر ذكاءا وفطنة وليس بمعنى المقلد ولكن بمعنى المستنبط المحدث وكما ورد في الايه : ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) النساء 83/
فلا يعلم ان من افتى بفتوى رضاع الكبير واجازها ان ام المؤمنين عائشه هي محرمه على كل المسلمين وان كل المسلمين هم ابنائها وبنص الايه:النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم / فكيف تعاموا عن هذه الايه وكيف اهملوها وكيف اهملتها عائشة ام المؤمنين وايض كيف فات عنهم ان لايحق ولايجوز للمسلم الزواج من امهات المؤمنين زوجات الرسول وانهن اي زوجات الرسول بقين بدون زواج حتى وفاتهن لانهن محرمات على المسلمين ا فما الحاجة لاارضاع الكبير وكل المسلمين ابنائهن لاعلم ولكن الذي اعلمه انه هناك الكثير من الدس والاضافه في سير النبي وامهات المؤمنين والصحابه ولذلك اراى انه من الاصلح عدم الاخذ بكل ماورد في السير الا بعد اخضاعه للتحقق بعرضه على كتاب الله وسنة نبيه المتفق على صحتها وان لاتؤخذ الامور على عواهنها وعرضه على العقل السليم وان لايعتمد على النقل ففيه كثيرا من الدس والتحريف
واخير هذه الفتاوى فتوى اباحة نكاح الزوج لزوجته المتوفاة والتي افتى بها شيخ دين مغربي لقبه الزمزمي واطلعت على فتواه رغم انه استهجن هذا الفعل واستقبحه وقال لايفعله الا شخص مختل ولكنه مع كل هذا ماوجد مايمنعه مستندا على اية قرأنيه بعيده كل البعد عن الفتوى( ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون قوله ) وحسب تصوره ان العلاقة الزوجيه لاتنقطع بين الزوجين بمجرد وفاة احدهما وبما ان الازواج المؤمنون يدخلون الجنة سويا فعلى هذا اعتقد انه يجوز للزوج نكاح زوجته المتوفاة وحضرته لايعلم ان العملية الجنسيه يجب ان يسودها التفاعل بين الزوجين وحتى برود الزوجه يكبح قيام هذه العلاقه وان حركة الدم ضرورية لقيام مثل هذه العلاقه ولايعلم انه يصعب الايلاج مالم تتدفق السوائل لترطب المهبل وتجعله مهيئا للايلاج وهذا معدموم لدى الزوجه الباردة جنسيا فكيف به لدى الميته ورغم انه لايوجد نص قرآني واضح يجيز ذالك ولا حتى نص محمدي وايضا اعتمد في اباحته نكاح الميته استنادا الى ان الامام علي تكفل بغسل زوجته فاطمه وهنا التبس عليه الامر بين مايحل للزوج من زوجته الميته من تغسيلها وتكفينها ومواراتها الثرى وبين النكاح لان هناك من الفقهاء من يعتبر ان العلاقة الزوجية تنقطع بوفاة احدهما فلا يحل للزوج او الزوجه ان تودع زوجها او زوجته وان ينظر لها نظرة الوداع او تنظر له نظرة الوداع او يقبلها او تقبله قبلة الوداع وبين من يجيز ذالك وهذا انما يدل على عقل مغلق غير متفتح ولايتصف باي صفة من الفطنه او الذكاء وحتى المعرفه وبما انه اقر انه لايفعل هذا الفعل اي يقوم بنكاح زوجته المتوفاة الافيه خلل نفسي وانه شاذ ولايمتلك اي عقل او مشاعر فمن الاجدى به ان ينظر بمسألة الفتوى نظرة متفحصه تنم عن فطنه وذكاء وقدره على الاستنباط اضافة ان عليه العود الى الاثر الاسلامي وهل هناك فتوى مشابه وهل اباح هذا النكاح نبيه محمد فغاية الدين هي الاصلاح وليس الافساد واذا لم يجد فتوى مشابه عليه استعمال اسلوب القياس ولكنه اغفل كل ذالك ولا اعرف ما الحاجة اليوم لمثل هذه الفتوى وما نفعها وما الفائدة المتوخاة منها وهل انقطعت بنات حواء حتى يلجأ الزوج الى نكاح زوجته المية وهل النكاح هنا تعبير عن مدى وفاء الزوج لزوجته وتعبير مدى عشقه وحبه لها لااعلم ماضرورة هكذا فتوى وحتى تتم المقارنه بين فقهاء اليوم وفقهاء الامس نعرض طلب لفتوى عرضت على عبد الله ابن عمر في مكه في زمن الحج :
جاء رهط من المسلمين في زمن الحج في اجدى السنين بعد العام 61 هجريه وتقدمو بطلب معرفة حكم قتل البعوضه على المسلم اذا قتلها وهو في حالة الاحرام ,فاسائلهم ابن عمر من اين القوم اي من اي البلاد انتم فاجابوه من اهل العراق فقال نكثتم بابن ابنة نبي الله الحسين ونقضتم معه العهد والميثاق وتخليتم عن نصرته وقتلتموه وتسألون عن عن حكم قتل البعوضه هكذا هم الفقهاء قبل الفتوى يسألون عن طالب الحكم او الفتوى وما غايته من هذا الطلب وما مقصده وهل هو من المؤمنين الصالحين الذي يسعى للبحث عما يرضى الله ام له مأرب اخرى فيا فقهاء اليوم لاتلقون بالفتاوى والاحكام جزافا وبدون علم وتمحيص وتأكد ودراية

#عبد_الحكيم_عثمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات